الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تأسيس المنظمة العربية لحقوق الانسان

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:16:34:24

في عام 2004، جمعنا مصطفى زغلوط (أبو فواز) في منزله، وكنا مجموعة، وكان معنا المحامي أحمد بكور والناشط صلاح شبار، وكان معنا أبو العبد مطرجي وأبو حسن قدسي، وكان يوجد مجموعة ثانية فيها أسماء بقعاوي وفيدي الفياض، كانوا مجموعة من الشباب والصبايا وأشخاصًا كبارًا مثل: الدكتور وليد أندرون. فتكلّم عن مشروع منظمة خاصة بحقوق الإنسان، كانت الفكرة مطروحة بينه وبين راسم أتاسي ومحمود مرعي ومحمد رعدون (أبو حسين)، وكان أبو حسين موجودًا في الاجتماع، ودار الحديث حول المنظمة، واتفقنا على الموافقة؛ فقالوا: ستكون الأسماء معلنة، ولن نعمل في الخفاء، فوافقنا.

وفي الشهر السابع (تموز/ يوليو) 2004، أعلن عن تشكيل المنظمة العربية لحقوق الإنسان (نوفمبر / تشرين الثاني 2003- المحرر)، وأعلن ثمانية وأربعين أو تسعة وأربعين عضوًا في سورية، [وبالنسبة] للجنة المركزية والهيئة التنفيذية للمنظمة فقد كان رئيس المنظمة محمد رعدون، وكان في المجلس الدكتور محمود العريان من حلب، والدكتور غالب عامر من السويداء، وراسم الأتاسي (أبو راتب) من حمص، ومصطفى زغلوط من اللاذقية، والمحامي أحمد بكور من اللاذقية، وعمار القربي من حلب، وأحمد عبد المجيد من حلب، ورجاء الناصر. كانوا ضمن المنظمة بالإضافة إلى أعضاء مختلفين، كان منهم المحامية جميلة صادق والمهندس غازي مصطفى، وكان العدد الأكبر من أعضاء المنظمة (حوالي تسعة أشخاص) من اللاذقية، كنت أنا واحدًا منهم، وكان صلاح شبار أصغرهم، وأنا في المرتبة الثانية من حيث العمر.

وبعد فترة في 2005، اعتقل محمد رعدون على خلفية بيان كاذب، اعتقل لفترة طويلة، تجاوزت سبعة أشهر تقريبًا، واعتقل محمد رعدون، وبقي في السجن فترة طويلة، وأتذكّر تمامًا أن اعتقال محمد رعدون تزامن مع حادثة اغتيال الشيخ محمد معشوق الخزنوي، فكان هناك اعتصام في ساحة يوسف العظمة، في دمشق، في عام 2005، وذهبنا إلى دمشق أنا وأبو فواز، وأحمد بكور، ومصطفى حاج بكري، وشاركنا في الاعتصام، ووقفنا في ساحة يوسف العظمة، وكان الأمن منتشرًا بشكل كثيف وكبير جدًا، ورغم ذلك وقفنا في الساحة. وفجأة، جاءت سيارة ووقفت في منتصف الساحة، كانت من نوع "بي إم دبليو"، لونها كحلي، وخرج منها شخص يلبس طقمًا كحليًا أيضًا، فنزل، وبدأ يصرخ في وجه حسن عبد العظيم، ولاسنه في الكلام، وحدثت تشنجات، وبدأ الأمن يدفعنا للخروج من الساحة، وجاء ضابط برتبة عقيد، وقال له: أنا أتكفل بالأمر. وفيما بعد عرفت أن هذا الشخص كان رئيس" فرع منطقة دمشق" ،أو هكذا فهمت وصفه الوظيفي. وتمّت محاولة إبعادنا عن الساحة من خلال الضابط، وقال لنا: إن أصحاب المحلات يحتجّون؛ لأنكم أتيتم إلى هنا للاعتصام، ولا يريدون هذه المشاكل. فبدأنا ننسحب من الساحة، ونمشي مع الضابط، وخلال لحظة رأيت مجموعة من العساكر قد انهالوا على سيدة ضربًا في الشارع، وكانت حقيبتها في جهة وفردة حذائها في جهة ثانية، وقلت: انظر يا أبا فواز، يوجد اعتداء على سيدة! فقال لي: هذه الدكتورة زينب نطفجي! اركض. وأنا لا أعرفها، ولم ألتق بها، فوصلت إلى حقيبتها، وأمسكتها بيدي قبل أن أصل لها، وهي مطروحة على الأرض، وركض الشرطي من مسافة، وضربها بقدمه، وبعد أن ضربوها، تركوها، ومشوا. وفي تلك اللحظة، رأيت الممثل فارس الحلو في الجانب الآخر، على الطرف الآخر من الرصيف، ولم أكن أعرف فارس في ذلك الوقت بعد، ومن الطرف الثاني أمسك بفردة الحذاء، وأتى بها، وحاولنا مساعدة الدكتورة على النهوض، وكان وجهها مُدْمّى، وهي متعبة، وجاءت صبيتان وأخذتا الدكتورة وذهبن، فسمعنا صوت صراخ في طرف الشارع أيضًا؛ فركضنا في هذا الاتجاه، كانوا قد اعتدوا على سيدة، وضربوها، وعرفت فيما بعد أنها رزان زيتونة. وهذه التفاصيل حدثت، ونحن كنا نرفع شعارات، ونتكلم، ونطالب برئيس منظمتنا: أين هو؟

 وقبل ذلك بعدة أشهر، حدث اعتصام في ساحة عرنوس، كان يوم المعتقل السياسي العربي، و خرجنا أنا و محمد رعدون-لم يكن قد اعتقل بعد- ومصطفى زغلوط وأحمد بكور، و تعاملوا في ذلك اليوم مع الموضوع بشكل هادئ وبسيط، وأنا تركتهم في دمشق قبل الاعتصام بقليل، وذهبت لألتقي بصديقي الشاعر محمد ديبو، وذهبنا أنا ومحمد باتجاه ساحة عرنوس، وكان هناك مطر خفيف، وكان أفراد شرطة مكافحة الشغب يضعون الخوذ، فعندما تذهب باتجاه الساحة من الصالحية-على ما أعتقد- تشاهد من مسافة [بعيدة] العسكر كيف يقفون، وكيف ينزل المطر خفيفًا على الخوذ، وأشرقت الشمس في تلك اللحظة؛ فكان منظرًا مخيفًا ، وكانت الخوذ تلمع في وجهك. في الحقيقة، كان منظرًا مخيفًا؛ فوقفت في الشارع، وقلت: يا محمد، انظر إلى هذا المنظر. فقال لي: يا رجل، إلى أين نحن ذاهبون؟! فقلت له: لازال لدينا وقت، فهل نرجع أم نذهب؟ فقال لي، وهو ينظر إلي: ما رأيك أنت؟ وقلت له: إن الشباب الذين أتيت معهم موجودون في الساحة، فأنا لا أستطيع أن أقول لهم: لا. وإذا رجعت فمعنى ذلك أنني هربت؛ لذلك سأذهب. فقال لي: اذهب. وذهبنا، ورأيناهم يحاولون دفع الناس، ووقفنا مع الناس؛ فقاموا بدفعنا. وفي النهاية، جاء ضابط، وقال: من لا يريد الذهاب يعتبر نفسه معتقلًا، ويركب معنا في السيارات. ومدّ محمد رعدون يده، وفتح باب السيارة، وركب في السيارة؛ فقال الضباط: من هذا الشخص؟ فقال له الشباب: هذا محمد رعدون رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان. فعاد الضابط يركض، وقال أستاذ محمد: نحن نتكلم فقط كي لا يكون هناك شوشرة، ولا أستطيع أن أقول لك: إنك معتقل. وقلت هذه الجملة فقط؛ حتى أجعل الناس تمشي، فقال له محمد: أنا أتيت، ولا أريد ثورة أو أيّ شيء، أنا أتيت لأعتصم، وأقف، وأطالب بمعتقلين موجودين في السجون، وإذا لم يكن حقّي القانوني فاعتقلني، وحاكمني بهذه التهمة، وإذا كان حقّي القانوني فاتركني معتصمًا، وطبعًا لم يسمحوا لنا، وفُضّ الاعتصام. 

بالنسبة للمشاهدات في تلك الفترة من الاعتصام، طبعًا، حضرت فيما بعد الاعتصام الذي حصل أمام مجلس الشعب، ولم أحضر اعتصام قصر العدل، ولكن حضرت بعده الاعتصام الذي حدث أمام مجلس الشعب. وأحسست في هذه الاعتصامات التي حضرتها بأنه لا يوجد أمل، وأننا مؤطّرون بمجموعة هي من تقول فقط، وهي من تقف في وجه هذا النظام، ونضالنا سيكون نضالًا سياسيًا طويل الأمد جدًا، لم أتوقع في يوم ما أن تثور مجموعة كبيرة من الناس، وتخرج في وجه هذا النظام، وخاصة يوم اعتصام مجلس الشعب؛ حيث تمّ ضربنا بالعصي، كنا طلابًا جامعيين، ورغم ذلك قاموا بضربنا، وأنا أحد الأشخاص الذين جرحوا في أكثر من مكان، وأُدْميت في أكثر من مكان، وأتذكر أنها كانت أول مرة أرى فيها شخصًا رأسه متورّم، على ما أعتقد أن ياسين هو من تورّم رأسه من كثرة الضرب (ياسين حاج صالح)، ولم أكن أعرفه بشكل مباشر، كنت أعتقد أن ذلك مستحيل؛ لأن الناس تقف، و تتفرج عليك، وأنتم مجموعة مكوّنة من ثلاثين أو أربعين شخصًا، تتلقون الضرب، وتمارس بحقكم كل الخروقات، ولا يوجد قانون، و هناك عنف جسدي واضح وانتهاكات كاملة. وأذكر في اعتصام [في ساحة] يوسف العظمة تم مصادرة كاميرا من صحفي أو من شخص، يبدو أنه من العِرْق الأصفر (صيني أو ياباني)، ولم أعد أذكر بالضبط، ولكن تمّت مصادرة الكاميرا، وهو احتجّ على الموضوع، فتمّ رمي الكاميرا على الأرض، وانكسرت، وتمّ كسر الكاميرا أمامه، ودعسه الشرطي بكل وقاحة وصفاقة، ولا أعلم إذا كان هو مراسل" رويترز " في ذلك الوقت أو شخص آخر، فلم أكن أعرفه.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/08

الموضوع الرئیس

النشاط قبل الثورةمظاهرات قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/49-04/

أجرى المقابلة

منهل باريش

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2004

updatedAt

2024/04/17

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-ساحة المحافظة (ساحة يوسف العظمة)محافظة دمشق-عرنوس

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

مجلس الشعب - نظام

مجلس الشعب - نظام

فرع المنطقة في دمشق

فرع المنطقة في دمشق

وكالة رويترز

وكالة رويترز

المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا

المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا

الشهادات المرتبطة