الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

سقوط أول شهيدين في اللاذقية بمظاهرة جمعة العزة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:53:03

ذهبنا باتجاه سوق الخضرة، وهنا بدأ عناصر الأمن بالظهور خلفنا، كانوا أربعة أو خمسة أشخاص، بدؤوا يتكلمون كلامًا ثقيلًا، [كانوا يقولون]: يا خائنين ماذا تريدون؟ ما يشبه هذه المصطلحات، ووقف معهم أربعة أو خمسة شباب، وسألوهم: نحن ماذا نفعل؟ فاقتربت أنا، وقلت لهم: ماهي مهمتكم؟ فقالوا: مهمتنا القانون، نحن رجال قانون. فقلت لهم: نحن لا نخالف القانون، والقانون يسمح لنا بالتظاهر، ولا نسبّ أحدًا، ماذا تريدون؟ فقالوا: أنتم جماعة خونة. وتركناهم، ومشينا. ذهبنا باتجاه [منطقة] "الشيخ ضاهر"، ووصلنا إلى مدخل" الشيخ ضاهر"، ووقفنا قبل أن نصل إلى" الشيخ ضاهر" أمام جامع صوفان، في شارع القوتلي، ووقف شيخ ليتحدث، وأنا لا أعرف من هو، ثم فيما بعد عرفت أنه خالد كمال، وقاموا بسرعة، وحملوا الشيخ، وأصبح على أكتاف المتظاهرين. طبعًا، هو معتمر عمامة، وكان يوم جمعة، وهو خطيب جامع، وكان يلبس العمامة وثياب المشيخة، فحملوه على الأكتاف، ومشوا به، وإلى هذه اللحظة لم يحدث اصطدام أمني. تراجعت الناس مرة ثانية، وعدنا باتجاه جامع صوفان، وعادت الناس مرة ثانية، ووقفوا قليلًا، وعادوا باتجاه" الشيخ ضاهر" مرة أخرى، وهنا بدأ سيل من الرصاص علينا، عند مدخل شارع القوتلي وتقاطع شارع القوتلي مع ساحة الشيخ ضاهر، سقط أول شهيد، كان على مسافة لا تبعد خمسة عشر مترًا عني، جاءته رصاصة في الجانب الأيسر، ووقع. عرفت اسمه فيما بعد. طبعًا، حاولت أن أوثق الأسماء، كان اسمه مصطفى بيازيد، وعاد الناس، وبدؤوا يهتفون لأول مرة في الثورة السورية: "الشعب يريد إسقاط النظام". وبدأ هذا الهتاف يزلزل، كان هناك هدير عالٍ، والناس يركضون برعب، كانوا خائفين من الرصاص، الناس يركضون ويهتفون فقط. وتجمّع الناس مرة ثانية، وبدؤوا يرمون الحجارة، وعاد إطلاق الرصاص من جديد، كان الرصاص لا يتوقف، وأصيب أحد الشباب برصاصة، وفوجئت بأنها رصاصة مطاطية فيما بعد. فكان يبدو أن هناك أشخاصًا يضربون رصاصًا مطاطيًا، وأشخاص يضربون رصاصًا حيًا؛ لأن الشاب عندما وقع على الأرض اقتربت منه، وقال لي: أصبت. ولا أعرف الشاب طبعًا، فنظرت إلى جانبه، ولم تكن قد اخترقت الجلد، فعرفنا أنها رصاصة مطاطية.

ورجعنا نتجمع مرة ثانية، ونحاول أن نهاجم، وتحوّل الموضوع، وقف الناس من جهة الصليبة، ووقف إطلاق النار، وأنا على طرف شارع القوتلي، مقابل مدرسة جول جمال، والشرطة العسكرية وقوات حفظ النظام يقفون من الطرف الثاني، وكانت كل قوات الأمن موجودة، وبدؤوا ينادون علينا بمكبرات الصوت، ويقولون: إنكم جماعة خونة، ويتحدثون عن البلد والسيد الرئيس بما معناه.

 حصل مشهد لم أشاهده في تلك اللحظة، وسمعت إطلاق النار، فقالوا: إن شابًا من بيت الزين تسلّق على التمثال، وبدأ يضربه بالحذاء. فأطلقوا عليه النار، في هذا الازدحام لم أرَ هذا المشهد، ولكن هذا ما قيل عنه. سقط شهيدان بحسب ما لاحظته، وأنا رأيت واحدًا، وهو مصطفى بيازيد، والشخص الثاني الذي قُتل لم أره، استشهد-رحمه الله- ولكن عرفت أن شهيدين سقطا في تلك اللحظة، ورجعنا باتجاه أوغاريت، واعتصمنا في ساحة الصليبة، وتم إغلاق الساحة (مداخل الصليبة) بحجارة وبراميل وإطارات، تم إغلاقها من مدخل أوغاريت، وبدأ الناس يشكلون كتائب صغيرة للحراسة من الشباب، وجلسنا في الصليبة. كانت [هذه الأفكار] وليدة اللحظة، وكانت وليدة ساعتها، ضرورات حفظ أمن الشباب اضطرتنا لهذا الموضوع، وبدأ الشباب ينسقون مع بعضهم عبر الهاتف على مداخل هذه المنطقة، وجلسنا في ساحة الصليبة، وكان العدد كبيرًا، والنساء تنثر الرز على الناس، وكان يوجد حضور أنثوي كبير، حتى إنه كان هناك نساء متقدمات في السن.

 وبينما كنا جالسين في أحد المشاهد الجميلة، في هذا اليوم، دخل علينا مجموعة من الشباب، يدفعون عربة قمامة، وكانت تهدر، وهي قادمة، وتأهّب الشباب الموجودون، ثم قالوا: كيف دخل هذا؟ كان يجب على الشباب أن يخبرونا. فمعنى ذلك أن الشباب هم من أدخلوها (الشباب الموجودون في أوغاريت). وانتبهنا إلى أربعة أو خمسة شباب، كانوا ستة شباب قادمين، يدفعون هذه العربة، ودخلوا إلى الساحة، وأخرجوا من هذه العربة تمثالًا لحافظ الأسد، وبدأت حفلة العرس على التمثال. كان التمثال نفسه الذي تمّ كسره في سوق التجار، أعادوا تركيبه مرة ثانية، فقام الشباب بجلبه، وأقاموا حفلة عليه، وبدأ الموضوع يأخذ منحى الضحك والمزاح وسادت حالة من الحميمية والترتيب، وقضينا اليوم، وكل شخص يريد أن يعرف ما يحدث، وبدأ أشخاص يحاولون من حين لآخر أن يعيدوا الهتافات، يحاولون أن يحركوا الجو.

عند بداية سيرنا في المظاهرة، وبعد أن هتفت، وجدت محمدًا يمشي بين الناس (محمد عبد السلام) فقلت له: ماذا هناك؟ فقال لي: لقد قمنا (انتفضنا). في الليل، كان حاضرًا في ساحة الصليبة مع مجموعة من وجهاء الصليبة، وأبرز الأسماء التي تفاوضت مع النظام، وبدأ النظام يتواصل معها في الصليبة كوجهاء وليس كثوار، هكذا اعتبروهم، كان الدكتور محمد عبد السلام حاج بكري، وفهد راعي (الشيخ فهد راعي)، وكان هو مدير أوقاف اللاذقية السابق في وقتها، وصاحب مطعم "بيوتي" على الكورنيش، وكان جمال مكيّس، وهو أحد تجار الجملة والمواد الغذائية في اللاذقية، وكان جمال أبو سويس صاحب المطعم الشعبي الشهير في الصليبة (أبو سويس) أشهر مطعم شعبي موجود في اللاذقية. هؤلاء شكلوا لجنة صغيرة، وأنا لا أعرف: هل تواصل معهم الأمن، وقال لهم: نريد رؤيتكم لنتكلم، أم أن بعض الناس قالوا لهم: يجب أن تكونوا في الواجهة. لا أعرف، المهم أن هؤلاء أصبحوا هم من يتكلم باسم الناس من أول يوم، ولكن طبعًا، في الليل. فمن الطبيعي أن يكون رؤساء الأمن قد اتصلوا بهم، وقالوا لهم: أنتم العقلاء، وأنتم الفاهمون وواجهة المنطقة والأحياء، ونريد التواصل معكم. وبدؤوا يقولون: إن الأمن يطلب منا أن نهدّأ الوضع، هكذا كان الحديث، فقلنا لهم: نحن لا نفعل شيئًا، وهم الذين قتلوا الناس. وطبعًا، بدأت تأتي إلينا أخبار بأن هناك معتقلين، ويأخذون الناس من الشوارع، وفي هذه اللحظة، جاءني خبر عن شاب عمره تسع عشرة سنة، اسمه معتز حاج بكري، تم إلقاء القبض عليه، وأصيب في قدمه، وهو يسكن خارج المنطقة، فأصبح لديّ تصور بأن شيئًا مختلفًا يحدث في الخارج، فقد بدأت حملة عشوائية، وطُلب من الأمن أن يعتقلوا الناس، فحدثت حملة عشوائية، فأي شخص في الشارع يعتقل.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/11

الموضوع الرئیس

جمعة العزة

كود الشهادة

SMI/OH/49-14/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار 2011

updatedAt

2024/04/17

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-الصليبةمحافظة اللاذقية-الشيخ ضاهرمحافظة اللاذقية-مشروع الصليبة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة