الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

النشاط السياسي ما قبل الثورة السورية

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:34:11

اسمي عمر إدلبي، حاصل على إجازة في الحقوق، "ماجستير" في القانون الدولي، من مواليد دمشق 7 آب 1970، عشت معظم فترات حياتي في مدينة حمص، سبق أن كنت معتقلاً لعدة مرات قبل الثورة السورية؛ بسبب نشاطي المعارض للنظام، ولم أكن منتمياً في وقت من الأوقات لأي من التيارات السياسية أو الأحزاب، وعملت مع جميع أحزاب المعارضة تقريباً في نشاطاتها المعارضة للنظام.

في العودة إلى الإرهاصات التي رافقت فترة ما قبل انطلاق الثورة السورية في العام 2007، سأعود إلى هذا التاريخ؛ لأنه كان إلى حد ما مفصلياً في تاريخ الحركة السورية المعارضة. في العام 2007، كان خطاب بشار الأسد وهو خطاب القسم الثاني، وكان فيه التراجع الكبير عن كل الوعود الإصلاحية التي أطلقها في خطاب القسم الأول عام 2000.

طبعاً، المعارضة السورية كانت تدرك صعوبة أن يغير هذا النظام نفسه، وأن ينتقل إلى مرحلة تحقق طموحات وأحلام الشعب السوري في حياة حرة كريمة، وتداول سلمي للسلطة، أو فتح المجال العام أمام الحريات والحياة السياسية للسوريين. ولكن رغم كل ثقة المعارضة السورية بأن هذا النظام غير قادر فعلياً على التغيّر فإنها أتاحت له الفرصة[زمناً] طويلاً؛ من أجل أن يلتقط رياح التغيير التي كانت تسود العالم إجمالاً، ولاسيما بعد سقوط بغداد، بعد الاحتلال الأميركي لها.

بعد خطاب القسم في العام 2007، تأكدت المعارضة السورية عموماً بكل تياراتها أن هذا النظام لم ينقلب على وعوده فقط بإحداث تغيير، بعد خطاب القسم في العام 2007، وبعد أن خفت الضغوط على بشار الأسد (الضغوط الدولية) التي رافقت عملية قتله لرئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وجاء خطاب القسم محبطاً جداً لمن كان يتوقع آمالاً من هذا النظام، وبات[واجباً] على المعارضة فعلاً: أن تعيد صياغة مواقفها من فكرة التعاون أو تقديم الوقت للنظام؛ لإجراء تغيير في بنيته الأمنية الاستبدادية.

في الحقيقة، جيل الشباب من المعارضين السوريين، ومن الناشطين السوريين، كان هو الأكثر رفضاً لفكرة إعطاء النظام فرصة إضافية، وكنا متأكدين أنه لا يمكن أن يحصل شيء بعد سبع سنوات كاملة من التسويف، وإنما من الحملات الأمنية التي شنها النظام على معظم معارضيه في فترة ربيع دمشق، وفي فترة تشكيل إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي. وهذا المناخ هيّأ مجالاً للشباب السوريين المعارضين للتحرك خارج أطر المعارضة التقليدية التي كانت إلى حد ما مصابة بخيبة شديدة فيما يتعلق باستجابة النظام لمطالبها. وكانت مصابة بخيبة جديدة أيضاً من التعامل الدولي أو الانفتاح الدولي مجدداً على النظام، بعد أن ضغط عليه المجتمع الدولي كثيراً خلال سنوات ما بعد قتل أو اغتيال رفيق الحريري.

توجه معظم الناشطين السوريين المعارضين الشباب إلى العمل السياسي ذي الطابع الاجتماعي أكثر من العمل ذي الطابع السياسي التنظيمي الواضح. و أذكر أنه من ضمن هذه النشاطات التي كنا نعتقد أنها الأكثر جدوى فيما يتعلق بمعارضة النظام وتهيئة المناخ أو البيئة الاجتماعية الرافضة لسياساته الاستبدادية والديكتاتورية كان تشكيلنا، كنا نسميه خلايا" غرامشي"، ولكن لم تكن بمعنى الخلايا التنظيمية المنظمة بشكل دقيق، كانت أقرب ما تكون إلى التواصل بين ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، وبدأت نشاطاتها في نهاية العام 2009 ، وبداية العام 2010 بشكل واضح، عبر التواصل (عبر وسائل التواصل الاجتماعي) بالتحديد وبشكل أوسع، كنا نتواصل عبر مجموعات على "سكايب"، ويمكن أن أعدد منهم، مثلاً: الناشط محمد حاج بكري، والناشط أنس الشغري المعتقل حالياً، والناشط عبدالكريم الصبح، وهو معتقل أيضاً حالياً مع الأسف، وعمر سليمان، وعدد آخر من الناشطين، والناشطة سلاف علوش، كانت ناشطة بشكل كبير، وهناك الكثير من الشباب الذين لا يحضرون جميعًا في ذاكرتي.

وعملنا كثيراً على فكرة تعزيز الوعي المجتمعي بحقيقة وخطورة ممارسات النظام على صعيد الإجراءات الاقتصادية التي كان يتخذها بشكل منسجم أو بشكل مندمج بنظام اقتصاد السوق، والذي أفقر المجتمع السوري، وحول شريحة واسعة منه إلى فئة فقيرة فعلاً أو تحت خط الفقر. والإجراءات الاقتصادية كانت مفتاحنا للدخول إلى وعي الناس؛ لفتح أذهانهم تجاه ممارسات النظام الاستبدادية على الصعيد السياسي، أو على الصعيد الاقتصادي، مسائل من قبيل: توعية الناس لمخاطر ما كنا نسميهم اللصوص الجدد، لصوص النظام الجدد الذين نشأوا، وكبرت عصاباتهم لنهب المجتمع السوري، مع وصول بشار الأسد إلى السلطة، مثل: رامي مخلوف، ومحمد حمشو وأمثاله.

الدخول إلى وعي المجتمع، عن طريق هذه المسائل التي تمس معيشته، كانت في الحقيقة تسهل علينا فكرة الشرح للناس: لماذا هذا النظام يعتبر نظاماً استبدادياً؟ ولماذا يجب أن نسعى إلى تغيير هذا النظام؟ وهذه الخلايا عملت مدىً طويلاً في عدة محافظات؛ لأن الناشطين كانوا يتوزعون في مناطق عديدة، عملت كثيراً مع الناس دون أن تصطدم جدياً مع قوى أمن نظام بشار الأسد، وسهلت لنا النشاط ضمن المسائل المعيشية والاجتماعية والاقتصادية، سهل لنا إلى حد كبير أن نتجنب ضربات أمنية لمجموعات الشباب التي كنا نعمل معها، فيما يسمى خلايا "غرامشي". بالمناسبة، معظم هؤلاء الشباب الذين كانوا ضمن مجموعات خلايا "غرامشي" أصبحوا فيما بعد قادة ثوريين في الثورة السورية، وساهموا بشكل كبير في تنظيم الحراك، أو في توجيه دفته باتجاه المطالب الوطنية الديمقراطية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/29

الموضوع الرئیس

إرهاصات الثورة السورية

كود الشهادة

SMI/OH/4-01/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2007

updatedAt

2024/08/14

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

خلايا غرامشي

خلايا غرامشي

الشهادات المرتبطة