الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مقتل العسكري المجند محمد قومان تحت التعذيب وتفاصيل التشييع في درعا

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:14:46:20

محمد قومان من أبناء مدينة الحراك، ويسكن في دمشق في أحد مخيمات النزوح، وكان يخدم في القوات الخاصة، وهو من الأشخاص الذين رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين عندما تمّ زجهم في الصفوف الأولى لإطلاق النار في ريف دمشق، في حرستا ودوما، وفي تاريخ 16 نيسان أُبلغ أهله أن يأتوا ويستلموا جثته من مستشفى تشرين العسكري، وأن ابنهم تعرّض إلى ماس كهربائي، وفي ذلك اليوم، أُبلغ أقاربه في مدينة الحراك أن محمد قومان توفي إثر صعق كهربائي أو حادث كهرباء. وطبعاً، ذهب أقاربه في ذلك اليوم إلى دمشق لاستلام جثمانه، وكان النظام يريد أن يتمّ دفنه في دمشق، ورفض الأهل، وخاصة أهل مدينة الحراك وأقاربه (محمود قومان، وحسن قومان، وحسين قومان) و[أصرّوا] أن يُدفن في بلدته في مدينة الحراك، وُسلّم في يوم 17 نيسان صباحاً، وكنا نتواصل مع أبي علاء وأبي عبدو [فقلنا لهم]: ماذا حصل معكم؟ فقالوا: نحن قررنا أن نحضر الجنازة، وندفنه في الحراك في المقبرة الشرقية (مقبرة الشهداء). 

في تلك الأثناء، أرسل النظام سيارة صحية، وأرسل مع السيارة عناصر أمنية، وجاء والده مع الجنازة من دمشق، وكان أحد أعمامه أو أخواله يخدم في التلفزيون أو الإذاعة، ورفضوا أن يأتوا إلى مدينة الحراك. 

جاءت الجنازة، وقبل أن يصلوا إلى مفرق أو طريق خربة غزالة وعلى الجسر طلب أبو علاء من الوفد المرافق للسيارة الصحية والعناصر الموجودة [قائلاً]: من الخربة (خربة غزالة) إلى الحراك لا أستطيع أن أؤمّن لكم حماية، ويصبح الموضوع على مسؤوليتكم. وهنا عادت سيارة الإسعاف والمرافقون الذين أتوا من دمشق، وفي هذه الأثناء، خرج أهالي الحراك لاستقبال جنازة الشهيد محمد قومان، واستلموا الجنازة من جسر خربة غزالة، وحملوها من الجسر حوالي أكثر من 7 كم إلى مستشفى مدينة الحراك. وخرج من الناس من كان معه سيارة، ومنهم من خرج مشياً على الأقدام لاستقبال وحضور تشييع جثمان الشهيد. وأنا استقبلت الجنازة، ووضعت الجثة أو الجثمان الطاهر في براد مستشفى مدينة الحراك، وطبعاً، أنا لم أكن مسؤولاً عن البراد، ولكنني أخذت المفتاح من أحد الأشخاص الموظفين العاملين، وقلت له: إنني أريد المفتاح، وأن يبقى معي. فلم يقل شيئاً، فأخذت المفتاح، وطبعاً، بدأنا نحقق في موضوع استشهاد الشاب محمد قومان، ووصلتنا معلومات أن هذا الشاب رفض إطلاق النار على المتظاهرين في ريف دمشق، في حرستا ودوما عندما خرجوا مناصرة محافظة درعا، ورفعوا شعارات نصرة لأهل درعا. وهذا الشاب تعاطف مع أهله، ورفض إطلاق النار، فما كان من قوات الأمن أو العناصر الأمنيين أو قائد قطعته إلا أن قاموا بتحويله [إلى فرع الأمن] وتعذيبه في ذلك اليوم، وفي هذه اللحظات، اجتمعت الوفود التي حضرت لتشييع الشهيد من محافظة درعا، وكان وفداً كبيراً وعلى رأسهم الشيخ أحمد الصياصنة واللجنة المنظمة التي كانت تدير التظاهرات في محافظة درعا، وأتذكر في ذلك اليوم وعند وقوفي عند المستشفى وصول عشرات الآلاف من القرى والمدن في درعا وريفها، حيث أتت الجموع من مدينة إنخل على الخيل، وهذا يدلّ على معنى الرجولة والشهامة والتحدي للنظام، وأن أهل درعا أهل شهامة وأهل مروءة وكرم، ولا ينامون على ضيم، ولا يضيع حقهم. 

استدعينا الدكتور نصر الحريري، وطلبنا منه الكشف على الجثة، فحضر معه الدكتور ياسين الحريري، وكان يعمل في مستشفى مدينة الحراك كطبيب جراح، والدكتور نصر طبيب داخلية اختصاصه قلبية وعنده عيادة ومركز طبي في الحراك، وتمّ الكشف [على الجثمان]، وفي البداية كان هناك نوع من التردد، فقلنا لهم: نريد تقريراً بالوفاة. فقالوا: إن التقرير مكتوب، لا يمكننا أن نكتب تقريراً مكتوباً، ولكن نعطي إفادتنا إن شاء الله بالوفاة، وإن كانت الوفاة طبيعية سنذكر هذا الأمر، وإن كانت الوفاة غير طبيعية سنذكر سبب الوفاة. وهنا عندما كشفنا على الشهيد بعد تغسيله في براد المستشفى بحضور أهله وأقاربه كانت أول شهادة طبية عن أحد المنشقين عن النظام، حيث عُذب بأسلاك بالصعق كهربائي، حيث شاهدنا مدخل ومخرج التيار الكهربائي الذي عُذّب به هذا المنشق الذي رفض إطلاق النار على المتظاهرين الذين خرجوا نصرة لأهل درعا. وبعد مشاهدة أو إعطاء التقرير النهائي تمّ تشييع الشهيد من مستشفى مدينة الحراك إلى مقبرة الشهداء، حيث كان الشارع العام الذي يبلغ طوله أكثر من 3 كم ممتلئاً بجموع المتظاهرين الذين أتوا من كافة أنحاء محافظة درعا، سواء كانوا من قرى الجيدور (إنخل وجاسم والصنمين أو داعل والشيخ مسكين وإبطع ونوى) حتى مدينة درعا التي كانت تتعرض إلى حصار والقرى المحيطة في مدينة الحراك، مثل: علما والصورة وخربة غزالة وناحتة وبصر الحرير التي خرجت عن بكرة أبيها والكرك الشرقي والمسيفرة والجيزة وصيدا، يعني كل القرى المحيطة بمدينة الحراك. وتمّ التشييع حتى وصل [عدد المشاركين به] كما شاهدتم في المقاطع التي بُثّت فيما بعد عشرات الآلاف، والذين تجاوز عددهم كما قيل 200 ألف مشيّع، وكان على رأس هذا الحضور الشيخ أحمد الصياصنة، والشيخ مطيع البطين، والكثير من الشخصيات المعروفة وفنانون: مثل فراس الإمام وأحمد القسيم وحسام عساف وسمير المسلماني وسعدون قلوش وعبد الله الفاضل، ومنهم من أصبح فيما بعد في عداد الشهداء. 

تمّ التشييع من قبل اللجنة المنظمة في مدينة الحراك، وكان يوماً مشمساً، حيث وُضع على مفارق الشارع العام أشخاص أو مجموعات من الأطفال توزع الماء البارد والعصير على الوفود التي أتت من خارج محافظة درعا، حتى إن نساء مدينة الحراك خرجن جميعاً في هذا اليوم، ورُفعت شعارات: "الموت ولا المذلة"، و"الشعب يريد إسقاط النظام"، و[ضد] الشعارات التي أطلقها بشار الأسد في خطابه في 30 آذار 2011، وكان هذا الخطاب سيئاً للغاية، حيث اعتبر أن هذه المظاهرات عبارة عن مؤامرات خارجية، وأن هناك يداً خارجية تتدخّل في الشأن الداخلي السوري، وأن هذه المظاهر مفتعلة، وأن هناك مندسين ومؤامرة كونية، ولم يتطرّق إلى معالجة المشكلة والسبب الذي فجّر هذه الثورة وخروج المحتجين ومحاسبة الفروع الأمنية التي كانت وما زالت في ذلك الوقت تستمر في إطلاق النار على المتظاهرين وزجّ وتوريط الجيش في عمليات القتل، إما عن طريق دخول عناصر أمنية أو عناصر جيش، ومن لا يطلق النار من عناصر الجيش فإنه يتمّ إعدامه بالرصاص [وقتله]، كما حصل مع الشهيد محمد قومان. 

قاد التشييع الفنان أحمد القسيم والفنان فراس الإمام والأخ عمر الحامد والأخ سعدون والأخ عبد الله الفاضل والأخ عبد الرحمن الحريري، وشارك فنانون من ناحتة وبصر الحرير ومليحة العطش، وكان على رأس هذه الوفود مشايخ وزعماء عشائر وقبائل أتوا للتعبير والتضامن عن موقفهم من هذا الفعل الذي لا يمكن أن يفعله إلا مجرم وقاتل أو إنسان لا دين لديه ولا وطنية. 

بعد دفن الشهيد في مقبرة الشهداء، عدنا إلى خيمة الاعتصام، وبدأت الوفود تلقي الكلمات ورفع الشعارات والتظاهرات، وكل وفد أتى من مدينة أو قرية كانت له كلمة وحضور، وكانت هناك لحمة اجتماعية وتلاحم وطني وحسّ وطني ثوري فيما بين القرى والمدن في هذا اليوم الذي تمّ فيه تشييع الشهيد محمد قومان. وأذكر أنه في ذلك اليوم رُفع علم الثورة على أول مدخل مدينة الحراك على أعمدة الكهرباء، وكان من بين الذين رفعوا العلم الشهيد عطا الله القزيزي من بلدة الكرك الشرقي التي كان لها حضور لافت ومميز في ذلك اليوم. وبعد ذلك انفضّ المتظاهرون، وعادت جموع المتظاهرين بعد دفن الشهيد وتأبينه وإلقاء الكلمات والشعارات والخطب، وعادت الوفود إلى مدنها وقراها، وكان اللافت في هذا اليوم هو التواجد النسائي وحضور أهالي مدينة درعا على رأسهم الشيخ أحمد الصياصنة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/11/17

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في درعا

كود الشهادة

SMI/OH/96-26/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي ، أحمد أبازيد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

17 نيسان 2011

updatedAt

2023/12/15

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-الحراكمحافظة درعا-محافظة درعامحافظة درعا-إنخلمحافظة درعا-خربة غزالةمحافظة درعا-مدينة درعامحافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة ريف دمشق-مدينة حرستامحافظة ريف دمشق-مدينة دوما

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

مشفى تشرين العسكري

مشفى تشرين العسكري

مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية

مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية

الشهادات المرتبطة