دور أيمن جابر في مدينة اللاذقية عام 2011
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:16:11:23
من المعروف عندنا في مدينة اللاذقية أن هناك محافظًا يتولى الأمور الإدارية، ولكن السلطة التشريعية الأساسية في المدينة هي لحاكم الظل الذي هو في بعض الأحيان كان فواز الأسد، وفي بعض الأحيان كان كمال الأسد. وفي أثناء الثورة كان الحاكم في ذلك الوقت هو أيمن جابر، وهو السلطة، وكل شيء تحته (المحافظ والأفرع الأمنية ورئيس الحزب).. كل شيء تحت أيمن جابر، وهذا قبل الثورة، وكنا نسمع بهذا الاسم، ولكننا في الحقيقة لا نراه، وفي اجتماعاتنا التي ذكرتها التي كنا (المشايخ) نجتمع فيها في منزل الشيخ حسن صاري، في إحدى المرات، طلب منا الشيخ حسن صاري إذنًا، فقال: اتصل بي الشيخ فهد راعي، وقال لي: ما رأيكم أن نطلب من أيمن جابر أن يحضر اجتماعًا واحدًا من اجتماعات المشايخ، ويأتي إلى منزل الشيخ حسن، ويستمع إليكم، وتستمعون إليه، على أساس أننا كنا في ذلك الوقت نبحث عن حل، كانت عندنا طلبات ظاهرية، وليست إسقاط النظام.
وأيمن جابر قريب من عائلة الأسد، وزوجته من عائلة مخلوف هذا أولًا، وثانيًا- أيمن جابر... كما قلت لك عندنا شبيحة، وليس لديهم مكان يجمعهم، وليست لهم منظمة يتبعون لها ولا مديرية يتبعون لها، ويربطهم زعيم الشبيحة الذي هو حاكم اللاذقية والذي هو أيمن جابر، وعن ماذا هم مسؤولون؟ أيمن جابر له خط تهريب الدخان (السجائر)، وكما أعلم أن تهريب السجائر كان لكمال الأسد وما يزال، ولكن مثلًا: التهريب في البحر والخطوط مع تركيا مسؤول عنها أيمن جابر، وهناك أيضًا استثناءات كبيرة تُعطى له، وهو في النهاية الحاكم الفعلي، وهذا معروف عند أهل اللاذقية، ودائمًا يكون هناك شخص، وهذا الشخص لا يوجد أحد فوقه، و فيما بعد عرفنا أكثر من هو أيمن جابر من خلال الاجتماعات التي اجتمعناها معه، وحاول أيمن جابر أن يلعب دورًا في الثورة، أن يلعب دور المصلح والمهدئ، وكان معه رصيد مالي كبير وصلاحيات في كل شيء، ويفعل كل شيء في المدينة، وإذا طلبت منه إخراج فلان من السجن فإنه من خلال هاتف صغير يصبح هذا الشاب في المنزل، وإذا طلبت منه توظيف فلان في أي مديرية فإنه بهاتف صغير يوظف أي شخص في أي مديرية يريد، وهذه هي حقيقة أيمن جابر.
طلب منا الشيخ حسن صاري الإذن بأن يحضر أيمن جابر اجتماعاتنا، وكان رأي المشايخ: أهلًا وسهلًا، ولا توجد عندنا مشكلة، ونحن نجتمع مع المسؤولين، وهم إذا أرادوا الاجتماع معنا فلا مشكلة. وفعلًا، جاء الشيخ فهد راعي وأيمن جابر، وطبعًا، الشيخ فهد بحكم علاقاته التجارية وعلاقة أسرته أيضًا تواصل معه أيمن جابر، وطلب منه أن يجتمع معنا. وعندما جاء أيمن جابر كنا تقريبا 30 شيخًا أو ما يزيد، وهذا في بداية الثورة، في شهر نيسان/ أبريل، وكنا 30 شيخًا أو ما يزيد، والمنزل ممتلئ، وجلس بجانبي وهو لا يعرفنا، ولا يعرف أحدًا منا، وبدأ يتحدث أن الدولة تريد تحسين الأحوال وزيادة الوظائف وإخراج الناس من السجون. وفعلًا، هناك قرارات من الدولة من أجل التحسين والتطوير والتغيير، وربما هذه الأحداث التي حدثت مؤخرًا أيقظت الدولة، وهناك فاسدون في الدولة، وبدأ بهذه الأسطوانة الكاذبة المخادعة، وسألنا عن طلباتنا، ونحن بدأنا بكل شيء يتحدث به الشباب، وأول شيء الظلم الموجود في السجون، وتسلط الأفرع الأمنية على المشايخ وغيرهم، وبدأنا نتحدث ليس فقط عن موضوع الجوع والمال والحالة الاقتصادية، فهذا موضوع يمكن أن يعيش الإنسان فيه، ونحن ركزنا على موضوع كرامة الإنسان وكرامة المواطن. وطبعًا، الشيخ فهد قال: هل تعلم من بقربك؟ فقال: لا. فقال: هذا هو الشيخ خالد كمال. فقال: أنت الشيخ خالد كمال! لقد جننتنا. فقلت له: نعم، أنا خالد كمال. فقال: كنت أظن أنك شيخ كبير عندما خرجت على قناة "الجزيرة". فقلت له: أنا هو. فقال: على كل حال أنا أتمنى أن تزورني، وأعطاني عنوانه ورقم هاتفه، وانتهى الاجتماع.
وبدأ أيمن جابر يلعب دورًا كما ذكرت لك هو التعرف على الجميع، ويبدو أنه اجتمع مع الجميع، مع التجار والمشايخ والعمال، ويريد أن يجتمع مع زعماء المظاهرة أو قادة المظاهرات، وطلب من الشيخ فهد راعي أن يفتح له مطعم البيوتي، وهو للشيخ فهد راعي، ويجتمع فيه مع الناس، ووعد الشيخ فهد أن يلبي احتياجات الناس. وفعلًا، بدأ الناس يتوافدون إلى "بيوتي"، وأنا حضرت اجتماعًا أو اجتماعين في "بيوتي"، وكل شخص يقدم طلبًا، مثلًا: أخي مسجون من أيام "الإخوان المسلمين"، واسمه كذا، وهذه معلوماته. وأنا أريد وظيفة، أنا اختصاصي مهندس مدني، وأحتاج إلى وظيفة في البلدية، وأريد وظيفة في التموين، وأنا عندي أسرة كذا، وأنا منزلي مهدد بالهدم، وأريد مساعدة من أجل إعادة بنائه، وكل هذه الطلبات. وأنا التفتّ إلى الشباب، وقلت لهم: يا شباب، ليس هذا هو موضوعنا، ونحن لم نخرج في ثورة؛ حتى نخرج أخي من السجن، أو يتم إعادة بناء بيتي، وموضوعنا أكبر بكثير، والبعض كان يطالب بطلبات محقة، وقُدّمت طلبات وظائف، وبحسب ما أحصيتها تصل إلى ألف طلب وظيفة، وقلت لهم: لا يوجد مكان في الدولة لهذه الوظائف، وحتى لو وظفوكم فإنهم سوف يوظفونكم لمدة شهر أو 3 أشهر ثم يطردونكم بعد انتهاء المظاهرات.
وفعلًا، الذي حصل أنه لم يُوظّف أي شخص، وهذه الأوراق يبدو أنها أُتلفت كلها، ولم يوظّف أي شخص، ولم يلبّ طلبات أي شخص إلا أنه استطاع إخراج كل الشباب الذين اعتقلوا مؤخرًا، سواء في الجمعة التي قبلها أو التي قبلها أيضًا. وفعلاً من خلال هاتف واحد كان يتكلم، ويقول: أخرجوا فلانًا ابن فلان الموجود في الأمن العسكري. ويخرج من السجن، وهذا نفذه أيمن جابر، وهو أراد أن يظهر للناس بوجه المصلح و أن الدولة التي تحب الناس، ولكنه خبيث جدًا ومكروه وحاقد.
في مطعم "بيوتي" كان يجلس على منصة هو ووجهاء من اللاذقية: واحد من كبار التجار، وواحد من كبار المشايخ، وواحد من كبار المهندسين، وواحد من كبار قادة المظاهرات، فيجلس ووجهاء من اللاذقية على المنصة والناس يجلسون أمامه، ويخطب بهم، ويستمع إليهم، وأحدهم يقول له: كذا وكذا. وأحدهم يقول له: ماذا حدث اليوم؟ وأحدهم يقول له: ماذا حدث في حمص؟ وهو كان يخطب، وأنا عندما دخلت إلى "بيوتي" في المرة الأولى، قال: أهلًا أهلًا بالشيخ خالد. وقد تعرف عليّ في بيت الشيخ حسن الصاري، وقال لي: تفضل، واجلس بجانبي. فقلت له: أنا أجلس هنا مع الناس. فقال: تفضل هنا. والحقيقة أُحرجت، وأنت لا تستطيع أن ترفض كل شيء، فجلست بجانبه، وتظاهرت بأنه جاءتني مكالمة هاتفية بعد 5 دقائق أو 10دقائق، وخرجت حتى أتكلم بالهاتف، ثم عدت، وجلست بين الناس، وهو انتبه عليّ، وجلست لمدة ساعة تقريبًا، ثم خرجت.
اتصل بي أيمن جابر عدة مرات، وفي إحدى المرات، اتصل بي، وقال: أريدك أن تخرج على قناة "الدنيا". وقلت له: أخرج، ولكن في بث مباشر، وليس تسجيلًا. فقال: اخرج الآن تسجيلًا، وبعدها ستخرج[بشكل] مباشر، وطلب مني أن أخرج تسجيلًا، وجاءت الكاميرا إلى منزلي، وقلت لأخي صور بالهاتف، وقلت للمصور والمخرج الذي معه: أنا سأتكلم في مقابلة، وإذا لم تعجبكم لا تنشروها أبدًا، ولكن إذا اقتطعتم منها سأنشرها كاملة من الهاتف، وأفضحكم. وأنا لا يمكن أن أسكت لأنني تكلمت في المقابلة بشقين، ومدحت بشار الأسد كشخص وأنا مضطر، وتكلمت عن كل مساوئ الدولة ومشاكلها، وبدأت من كبار المسؤولين (رؤساء الأفرع الأمنية) وما تحتهم، وقلت له: إذا حذفتم جزءًا من المقابلة ووضعتم جزءًا من كلامي سأنشر المقابلة كاملة. وفعلًا، إلى الآن لم تُنشر المقابلة، ولم يُنشر جزء منها، ويبدو أنهم ومؤكد أنها لم تعجبهم. ثم طلب مني أن أخرج في بث مباشر على الأخبار، وسألتني المذيعة: ما الذي حدث؟ فأخبرتها بما حصل، ويبدو أنه لم يعجبها كلامي، فأسرعت بإنهاء الحوار معي. ثم طلب مني أيمن جابر أن أحضر إلى...، ويبدو أن الشيخ فهد تململ منه، فقال له: لا نستطيع فتح "بيوتي". فانتقل إلى مطعم آخر بجانب "بيوتي"، وهو لرامي مخلوف، واسمه "فيو"، وبدأت الاجتماعات تحصل في "فيو"، انتقلت الاجتماعات إلى "فيو"، وأصبح يريد أن يجتمع مع قادة الثوار، وفعلًا، بدأ يأتي بهم، ويضغط عليهم، وأعطى الكثير من المال، مثلًا: كل شخص يعطيه 100 ألف ليرة سورية، في ذلك الوقت هو مبلغ جيد، و50 ألف و200 ألف، ويقول: خذ هذه لك ولأولادك. وفي الحقيقة، بعضهم تأثر، أو خفّض من وتيرته الثورية، وبعضهم لم يتأثر، وبعضهم للأسف ترك الثورة، وخُدع به، وكان كل يوم يعزمهم على أطايب الطعام والأسماك في مطعم "فيو" الذي يعتبر أهم مطعم عندنا في اللاذقية، هو مطعم غاٍل جدًا، فمتوسط الحال لا يستطيع أن يدخل إليه. ذهبت مرة إلى "فيو"، وكان هو يأكل السمك، جاء، وقال: اطلب يا شيخ خالد. قلت له: لا أريد شيئًا، أكلت وجئت الحمد لله. قال: ينبغي أن تطلب شيئًا. فقلت: أشرب فنجان قهوة. فأحضروا لي فنجان قهوة، قال: تكلم، ما الذي عندك؟ قلت له: ليس عندي شيء، أنا جئت لأستمع. جلست معهم ربع ساعة، ولم يعجبني الوضع، وخرجت. وكنت أراقب في الدخول والخروج، الرجل لا يمشي إلا بسيارات مصفّحة متشابهة؛ حتى لا يعرف في أي سيارة هو، والمرافقة الكثيرة التي كانت معه، ويعطي حالة من الهيبة له، مثل: هذا المسلسل المشهور الذي يُعرض الآن(الهيبة)، فكأنهم يمثلون[شخصية] أيمن جابر.
أيمن جابر بدأ بالتعرّف على الثوار، واستمالة بعضهم، وبدأ بعرض الصور، النظام يأتي بصور المتظاهرين، ولا يعرف من هم، في بعض الأحيان لا يعرف من هؤلاء، فيأتي بأشخاص من المظاهرات وبقادة المظاهرات، [ويسأله]: هل تعرف من هذا الشخص؟ فيقول: نعم أعرفه، فلان ابن فلان. ومنزله في المكان الفلاني، وهذا رقم هاتفه، فيأتون به، ويقبضون عليه، ويضعونه في السجن.
طلبني أيمن جابر إلى قصره في منطقة البصة على طريق الحفة، عنده قصر مهيب، وأنا بدأت أراقب بعيوني، في الحقيقة، كنت أفكر جديًا فيما بعد في اغتيال هذا الرجل؛ لأن اغتياله مهم جدًا للثورة، ولكن عندما نظرت إلى طبيعة الحراسة الموجودة في قصره والطريق القروي الذي يصل إلى قصره، في الحقيقة الوصول له صعب جدًا، وسياراته مصفحة، ويبدو أن غيري كان يفكر بنفس الطريقة، ولكنه لم يفلح.
دخلنا إلى قصره، وقصره عبارة عن مزرعة كبيرة جدًا جدًا، ويتوسطها قصر، ودخلت إلى الصالون الذي يجلس به، وبدأنا نتحدث، ووجدت عنده الكثير من التجار، ممن يمزح ويضحك معهم، وعلمت أنهم بطريقة أو بأخرى يتعاملون معه، بالإضافة إلى الوجهاء للأسف. فقال لي: تعال، حتى آخذك في جولة في قصري، وأراد أن يوصل لي رسالة، ومشينا في قصره، وأثناء مشينا وجدت كهفًا مصنوعًا، وليس طبيعيًا مثل المغارة، وقال لي: هذه المغارة أسجن فيها الموظفين الفاسدين عندي، وكأنها رسالة، يعني: إذا وضعتك هنا لن يعرف بك أحد. بمعنى أن الأمن العسكري أو السجن المدني أو أمن الدولة أرحم بكثير من هنا، وهنا لا أحد يعرف بك، وهو أراد أن يوصل رسالة واضحة لي، وتجولنا في قصره، وشكرته، ثم خرجت. ومنذ وقتها، عرفت أنني في خطر، وأنني مستهدف، وهؤلاء كما قلت لك: شبيحة، وتمامًا، كما حصل مع الحاج فادي الراعي أخو الحاج فهد الراعي الذي اعتقل، واختطف، ولكن لا أحد يعرف من اختطفه، وهو غير موجود في أي فرع من فروع الدولة أو سجن، والدولة لا تعرف أين هو، وقد خطفته عصابة من الشبيحة، ربما أيمن أو غيره، وهذا حدث كثيرًا في اللاذقية.
طلبني إلى قصره تقريبًا في أواخر شهر أيار/ مايو ؛ لأن اجتماعات "بيوتي" استمرت لفترة طويلة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/12/08
الموضوع الرئیس
محافظة اللاذقيةكود الشهادة
SMI/OH/60-10/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
أنطاكيا
التصنيف
مدني
المجال الزمني
نيسان- أيار 2011
updatedAt
2024/04/20
المنطقة الجغرافية
محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقيةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية