تشكيل وفد من اللاذقية للقاء بشار الأسد
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:11:58:10
وطبعًا، هذه الاجتماعات كان بالموازي لها هناك اجتماعات للطبقة المثقفة من أهل اللاذقية في قهوة "آزارو"، قهوة "آزارو" في حي الأمريكان، وهو حي يعتبر من الأحياء الراقية الغنية، وكان فيها قهوة لصاحبها سليم سبع الليل، وكان إداريًا ومديرًا في نادي حطين، وكان يجتمع في هذا المقهى الحطينيون. وطبعًا، أنا أتكلم عن الداعمين والإداريين والأطباء والمهندسين والطبقة المثقفة من العلويين، الفنانون كانوا يأتون إلينا والمطربون، وكان يأتي أيمن جابر، وكان يأتي علي نجيب، وكان في هذه القهوة تلفزيون كبير، وفي الأساس، كانوا يتابعون فيها مباريات كرة القدم المعروفة، فيها تلفزيون كبير، وتُقدّم القهوة على الطريقة الأوروبية والحلوى، فكانت الاجتماعات فيها يوميًا، من بعد الغروب حتى الساعة 11أو 12 ليلًا، ويجتمعون فيها، ويتداولون أخبار الثورة، ولكن بطريقة شبه حيادية، وكان فيها معارضة ومؤيدون، ولكن المعارضة والمؤيدين الموجودين كانوا يحاولون أن يتوافقوا على صيغة مشتركة: نحن لا نريد أن تذهب البلد بالدمار، وأيضًا لا نقبل بالفساد الموجود في الدولة، ولكن الرئيس لا يقبل. ومن "آزارو " انطلق الوفد الذي قابل النظام، وأيمن جابر كان يحضر كثيرًا، يعني أحيانًا يذهب إلى "بيوتي"، وأحياناً يذهب إلى "فيو"، وأنا قلت لك: إن أيمن جابر أراد أن يظهر بوجه حسن أمام الجميع، وحضرت في "آزارو" أكثر من اجتماع، ولم يعجبني الجو في الحقيقة، استثمرته في بعض الأوقات، وأُعلن عن الوفد الذي سيزور بشار الأسد.
كنت أتبع سياستين في ذلك الوقت: السياسة الأولى هي سياسة سدّد وقارب، يعني امدح وذمّ في الوقت المحدد، وهذا الموضوع اتبعته بحكم أنني خطيب جمعة، وكنت في موقف حساس جدًا جدًا، الناس لا تنتظر منك إلا ذمّ النظام، وإذا تجاوزت هذه المرحلة ستُرمى بالأحذية، كما رموا شيخ جامع خالد بن الوليد محمد عليو، رموه بالأحذية، وضربوه، وبنفس الوقت، الدولة تنتظر منك مدح النظام، وأنت يجب أن تكون ذكيًا إلى درجة كبيرة؛ حتى ترضي الطرفين، وبنفس الوقت ترضي قناعتك والمبدأ الذي خرجت من أجله. والمبدأ الثاني الذي اتبعته في علاقاتي، كنت أحسب حسابًا لكل شيء، وكان لابد من أن أتعرف على الطبقة المثقفة من المؤيدين الذين يرفضون الظلم، ونحن عندنا عوائل من الطائفة العلوية في الحقيقة عوائل محترمة، مثل: عائلة الخير، وعائلة خير بيك، وهي عوائل في الأساس لا تحب عائلة الأسد، وينظرون إلى عائلة الأسد على أنها عائلة تشبيح، وتريد القتل والإجرام فقط، وهذه العوائل لها تاريخها، و لديهم أطباء وشعراء ومثقفون، وتستطيع أن تتكلم معهم، وأنا كنت أريد في الحقيقة أن أتقرب من هؤلاء؛ حتى أصل إلى ما أريده من مشروع إسقاط النظام، ونكسبهم إلى صفنا. وفعلًا، حضرت هذه الاجتماعات، ولم تثمر الاجتماعات بشيء أبدًا إلا أنها أثمرت في بعض الأوقات -بوجود هذه الطبقة المثقفة التي تجمع الرياضيين، والأطباء، والمهندسين (العلويين والسنة والمسيحيين) والفنانين- وفي الحقيقة، كانت لهم كلمة، وكان لهم رأي، وكان يُسمع لهم، يعني عندما كنا نذهب إلى المحافظ- عندما زرنا رياض حجاب- كان يذهب وفد من جميع هؤلاء، والحقيقة كنا موضع احترام؛ لأن دعاية النظام كانت: إن جماعة المظاهرات كلهم جماعة فقراء، ويريدون لقمة الخبز، ولا يعرفون ماذا يطلبون، وعندما جاء رياض حجاب إلى الصليبة أشيع بين العلويين أن المتظاهرين في الصليبة يطلبون أن يحصل نادي حطين على لقب الدوري. وفي الحقيقة، هذا الكلام غير صحيح، ولم تكن هذه مطالب الثوار، ولا يمكن أصلًا أن نخرج، ونعرض أنفسنا للدماء والاعتقال والقتل والتشريد من أجل أن يكون "حطين" بطل الدوري.
الآن سوف أتكلم عن وفد النظام: في بداية الثورة، أعتقد أنه في أول شهر نيسان/ أبريل، بدأت وفود المحافظات تذهب إلى مقابلة الرئيس بشار الأسد، وأعتقد أن أول وفد هو وفد حمص أو درعا، ثم بدأت تتوافد الوفود لمقابلة بشار الأسد، والحجة في ذلك أنهم يريدون أن يحدثونه بحقيقة ما يحدث؛ لأنه لا يعرف، وهو مسكين يجلس في قصره(ساخرًا)، ولا يعرف، ويريدون أن يحدثوه بحقيقة ما يحدث. واتصل بي شيخان: الشيخ سالم موسى، والشيخ مدير أوقاف دمشق أحمد قباني، اتصلا بي في ذلك الوقت وقالا: نحن عند مكتب محمد ناصيف، ويطلبون منك تشكيل وفد لمقابلة الرئيس. وقلت لهم: أنا أعتذر، نحن محسوبون على الرئيس، ونحن أبناء اللاذقية، والرئيس مسقط رأسه من القرداحة في اللاذقية، وكان من المفترض أن يكون أول الناس الذين يقابلهم هم أهل اللاذقية، واليوم بعد أن أصبح عندنا شهداء، ما يزيد -في ذلك الوقت- عن 40 أو 50 شهيدًا، أنا لا أستطيع... وهل نستطيع أن نعيد لهؤلاء العوائل أبناءهم الذين قتلوا؟ أنا لا أستطيع أن أكون في هذا الوفد، ونحن نحب السيد الرئيس، ولكن أنا أعتذر، ويمكن أن تطلبوا من غيري أن يشكّل هذا الوفد. وفعلًا، تم تشكيل الوفد، والوفد جمع بين تجار اللاذقية والوجهاء، وفيما أعلم أن أيمن جابر والشيخ فهد والحاج جمال مكيّس هم من شكلوا الوفد، وكان في الوفد بعض الشيوخ العلويين، مثل: غزال غزال، وأيضًا بعض التجار والشيوخ، وأحد الشيوخ وُضع اسمه ضمن الوفد- وطبعًا الوفد ذهب بطائرة خاصة إلى دمشق-، أحد الشيوخ استشارني، وقال: وُضع اسمي، وأنا لا أريد الذهاب، وهذه محرقة بالنسبة لي، والمشكلة إذا لم أذهب سأعتقل، وإذا ذهبت فهذه ستكون محرقة بالنسبة لي. واقترحنا عليه أنا وشخص آخر [قائلين]: أدخل والدتك إلى المستشفى، أليست والدتك كبيرة في السن؟ وفعلًا، أدخلها إلى المستشفى بحجة أزمة قلبية بالاتفاق مع بعض الأطباء، واتصل مع مكتب القصر، وقال لهم: أنا أعتذر؛ لأن والدتي دخلت إلى المستشفى، وأنا في حالة لا أستطيع أن أقابل فيها السيد الرئيس، فأُعفي. وخرج هذا الوفد، وأنا برأيي كان هذا الوفد فاشلًا بكل المعايير، كيف أريد أن أقابل الرئيس وبجانبي أيمن جابر؟! وكيف سأقول له: ماذا يفعل أيمن جابر والشبيحة. هل أريد أن أقابل الرئيس وبجانبي غزال غزال والتجار العلويين؟! وكيف سأقول للرئيس... وعندما أعود سوف يعتقلني أيمن جابر وغيره. فالوفد الوحيد الذي خرج لمقابلة الرئيس، ويوجد فيه نظام ومعارضة هو وفد اللاذقية، فكان الوفد فاشلًا بكل المعايير، وأعتقد أن النظام نفسه لم يكن مسرورًا من هكذا وفد، وبشار الأسد لم يكن ينتظر أن يستقبل أيمن جابر في مكتبه.
بعد أن عاد الوفد في الحقيقة، أنا أشعت بين الناس غضبي، وخاصة في منتدى "آزارو"، وهناك من المجتمعين في "آزارو" وكل المجتمعين في "آزارو" كانوا يتمنون أن يقابلوا الرئيس، والذي لم يُوضع اسمه في الوفد بدأ يتكلم عليهم: ولماذا لم يأخذوني؟ فقرروا أن يشكلوا وفدًا ثانيًا.
اتصل بي علي نجيب، وطلب مني الحضور إلى منتدى "آزارو"، وفي الحقيقة إن المجتمعين في "آزارو" ليس جميعهم راضيًا عن الوفد الذي ذهب إلى مقابلة بشار الأسد، وأرادوا تشكيل وفد ثان وعلى رأسهم علي نجيب، وليس أيمن جابر، وبحثوا عن شخص مقبول عند الثوار، فاتصل بي ظنا منه أنني سأقبل، وقال لي: أنا أرشحك على أن تكون على وفد لمقابلة السيد الرئيس، والوفد الأول لم يكن ناجحًا، وكان فاشلًا، وأنا أرشحك على أن تكون في هذا الوفد. وقلت له: ما الذي سوف نستفيده من مقابلة السيد الرئيس؟ وأما أنا فقابلته سابقًا، ويوجد أشخاص يحبون مقابلة الرئيس والجلوس معه، وأنا جلست مع الرئيس، وطبعًا أنا كذبت عليه، وقلت له: أنا جلست مع الرئيس أكثر من مرة، والآن لماذا أريد أن أجلس معه؟ الوضع في البلد لا يتحمل، ولا نستطيع، لأنه لو سمع الناس أننا ذهبنا لمقابلة الرئيس فسيطلبون منا الحلول وعدة طلبات، وأرجو أن تعذرني، الرئيس على العين والرأس، ولكنني لا أرى جدوى من مقابلته، واعتذرت، وحقد عليّ أكثر، وخرجت من اجتماعات "آزارو"، ولم أعد أحضرها بعد هذا الوقت. إلى هنا، قد أكون تكلمت بشكل عام عن الاجتماعات التي كانت تحصل في اللاذقية بشكل يومي.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/12/08
الموضوع الرئیس
محافظة اللاذقيةكود الشهادة
SMI/OH/60-11/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
أنطاكيا
التصنيف
مدني
المجال الزمني
نيسان 2011
updatedAt
2024/04/20
المنطقة الجغرافية
محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقيةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية