الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

شراء المجلس المحلي في اللاذقية للسلاح وإخفائه عام 2011

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:34:06

التعبئة العسكرية في الحقيقة كانت موضوعًا خطيرًا جدًا جدًا بالنسبة لنا كمجلس محلي؛ لأنه انتقل من مظاهرة وهتافات وإغاثة إلى العسكرة، والنظام لا يرحم أبدًا في موضوع السلاح والعسكرة، ولكن مع ذلك كانت وجهة نظرنا من خلال اجتماعاتنا أنه ينبغي علينا أن ندافع عن منازلنا وأعراضنا فيما لو دخل النظام المجرم والشبيحة الذين قبل ذلك دخلوا المنازل، واغتصبوا النساء، وسرقوا، وقتلوا الأطفال، فعلى الأقل يدافع الشخص عن منزله وأسرته، وقلت لهم: واجب علينا أن نتسلح. وذهبت إلى لبنان، واجتمعت مع الحماصنة (أهل حمص)، وهم كانوا قد سبقونا في موضوع السلاح، واجتمعت مع أبي محمد الرفاعي، وكان لديهم دعم، فقال لي: أنا أدعم على الطريقة التالية: تدفعون نصف ثمن السلاح، أو تشترون السلاح الذي تريدونه، وأنا أرسل لكم هدية من عندي (نصف آخر). فقلت له: حسنًا. وبدأنا نجمع المال، وكل المال الذي كنا نجمعه كنا نضعه فقط في السلاح أو أغلبه، لنقل: 80% من الأموال التي كانت تأتينا من الخارج كنا نضعها في شراء السلاح. واشترينا عددًا كبيرًا، ونحن لوحدنا المجلس المحلي، كان عندي في مدينة اللاذقية 220 قطعة سلاح، وأغلبها بنادق روسية (كلاشينكوف)، ومن بينها قواذف "آر بي جي" و"بي كي سي"، ومضادات دروع، أو بعض مضادات الدروع، وهذه كلها كانت الفكرة منها استعمالها فقط عندما تُقتحم منازلنا وتحرير المدينة، وكل هذه القطع للأسف أمسكها النظام فيما بعد. وسأتحدث عن هذه النقطة إن شاء الله.

نحن حاولنا وضع الأسلحة في أماكن مخفية، ونبني عليها الجدران، ونحفر لها الأرض، وكان هناك خطر كبير جدًا في استقبال شحنة السلاح وتخزينها مع [تواجد]العيون الأمنية التي كانت موجودة في كل منطقة والحواجز، ومع ذلك استطعنا بجرأة وقوة القلب أن نتخطى الحواجز وأن نخبّئ هذه الأسلحة، ولم يكتشفها النظام إلا بعد شهور طويلة من إخفائها بسبب اعتقال بعض الشباب الذين كانوا معنا واعترافهم بأماكن تواجدها، وهذا فيما يخص العمل العسكري. وطبعًا، في العمل العسكري كان لنا تواصل مع الخارج، مع حسين هرموش -رحمه الله- وكان لنا تواصل أيضا مع باقي المحافظات من الذين ينسقون في العمل العسكري، مثل: حمص وغيرها، وهذا بشكل عام مجال عملنا.

معروف عن أهل اللاذقية أنهم بحرية، والبحريون ماهرون بصناعة المتفجرات البحرية، واستطاع أهل "الرمل الجنوبي" صناعة المتفجرات وإيقاف مد النظام في اقتحامه لحيّ "الرمل"، ونحن ساعدناهم على شراء المواد الأولية من السماد الزراعي والكبسولات، والمجلس المحلي أيضًا ساهم بشكل كبير في دعمهم في هذا المجال.

أن تخبّئ السلاح في مكان يتوقع النظام أنك تخبّئه فيه نعتقد أن هذا غباء، كنا نخبّئ السلاح في مواقع لم يكن النظام يتوقعها، مثلًا: كنا نختار مكانًا فيه أمن كثير، ونخبّئها، ومثلًا: أحد المستودعات كان في مزرعة قرب القصر الجمهوري، وطريق القصر الجمهوري كان مراقبًا جدًا، وفي الحقيقة أتينا النظام من حيث لا يتوقع، وهذا ما جعلنا ننجح، واستطعنا أن نخبّئ السلاح. [بالنسبة] لصناعة المتفجرات أيضًا، كنا نصنع وبيننا وبين القرى العلوية والنظام أمتار؛ حتى لا يشك النظام بنا أبدًا، وهو كان يظن أن تصنيع السلاح سوف يكون في المناطق السنية البحتة أو المناطق الفقيرة، ولكننا لم نضع سلاحًا هناك. في إحدى المرات وضعنا السلاح في حي الأمريكان، وكنا نختار أفخم السيارات التي عليها صور الرئيس من أجل نقل السلاح، وهذا الموضوع في الحقيقة كان موضوعًا خطيرًا جدًا بالنسبة لنا، واختيار مواضع إخفاء السلاح كان فيه جرأة كبيرة، وفيه نوع من الذكاء أيضًا، وأهل مكة أدرى بشعابها، و على ما أعتقد لم يكن النظام يتوقع أبدًا الأماكن التي خبّأنا فيها السلاح حتى اعتقل الشيخ محمد عترو- رحمه الله- وعندما اعتقل الشيخ محمد عترو فرطت (تفرّقت) مجموعتنا في الداخل، واعتقل الشيخ محمد عترو في نهاية شهر أيلول/ سبتمبر، وعندما اعتقل الشيخ محمد كل مجموعتنا بدأت تخاف على نفسها، ومنهم من هرب إلى تركيا، مثل: محمد بديوي، ونعمان سبع الليل، وخالد مثبوت، هؤلاء هربوا إلى تركيا فورًا، وطبعًا، طُلب محمد بديوي، وحُقّق معه هو ونعمان سبع الليل، وخرجوا من السجن، ومباشرة غادروا إلى تركيا، والبعض الآخر بقي في سورية، ويبدو أن الشيخ محمد لم يعترف على كل شيء، ولكنه اعترف على أماكن السلاح، وبعد اعتقال الشيخ محمد عترو بشهر، بدأ النظام يقول أمسكنا بؤرة للسلاح، ونحن نعلم أنها لنا، ثم أمسكنا الأخرى، و حاولنا تبديل أماكنها بعد اعتقال الشيخ محمد عترو، ولكن الرقابة كانت شديدة، وبصراحة، مجموعتنا بدأت تخاف كثيرًا، وقلنا لهم: فليذهب السلاح، ولا يذهب أي شخص منا. يعني يجب علينا الحفاظ على أنفسنا، والحمد لله أننا لم نخسر إلا الشيخ محمد عترو فقط، ونسأل الله أن يرحمه، ويجعله في عليين، هذا من أصدق شبابنا، وهذا الشاب-سبحان من خلقه- بذل جهدًا عظيمًا في الثورة، هو وياسر سعد الذي اعتقل أيضًا، ومحمد عترو كان يعمل في الغوطة (في الشام) ويأتي إلى اللاذقية، ويعمل في اللاذقية، كان لا يخاف من شيء، وربما جرأته الزائدة هي التي أوقعت به، وأمسكوا به في محطة الباصات.

ياسر سعد... هذا الشاب لو قلت لي: من له الفضل على كل اللاذقية في الثورة؟ فسأقول: ياسر سعد. وهو شاب كان يختار السيارات الفاخرة، ويذهب إلى حمص، ويخبّئ الأسلحة في الأبواب و"التابلو "وأماكن مخفية، ومعه دائمًا قنبلة ومسدس للدفاع عن نفسه، وكان يمر من الحواجز، ويسلّم عليهم، ويعطيهم الهدايا، ويمر وكأنه لا يوجد شيء. وياسر سعد نقل كل سلاح أهل اللاذقية وسلاح الجبل من حمص ولبنان بسيارته إلى أن اعتقل وهو يهرّب أحد كبار الضباط المعروفين، واعتقل في قرية من قرى التركمان، وهو يصلي في المسجد هو وحسن أزهري الذي كان معنا في التنسيقية- رحمه الله- وهو صيدلي، وحسن لم يكن يعمل في السلاح، وكان يخاف، وكان يقول: يا شيخ خالد، أنا أموت ليست مشكلة، ولكن لا أعتقل، لا أقوى على الاعتقال- رحمه الله- وهو كان رقيقًا جدًا، وقال له ياسر: ما رأيك أن تذهب معي؟ هذه المرة لن نوصل سلاحًا، وإنما سنوصل ضابطًا منشقًا. فقال: حسنًا، سأذهب معك. وفي هذه الرحلة أُلقي القبض عليهم في أحد المساجد في قرى التركمان، يبدو أنها كانت إخبارية من المهرّب أو من غيره، وياسر لو أنه كان خارج المسجد كان سيقاوم، ولكن لأنه داخل المسجد لم يقاوم، اعتُقل- رحمه الله- ونسأل الله أن يكون حيًا يُرزق أو يرحمه، ويجعله في عليين. وهؤلاء جميعهم كانوا من مجموعاتنا، وصحيح أنهم لم يكونوا منتسبين إلى المجلس المحلي، ولكنهم كانوا من مجموعتنا التي ننسق معها، وفي النهاية، الحمد لله على كل حال، لم نحزن والله على أي قطعة سلاح، وإنما كان حزننا على الشباب الذين كانوا يعملون معنا.

استشهد حسن [الأزهري]، وأخبروا أهله، ولكن ياسر إلى الآن لا نعرف عنه شيئًا، والبعض يقول: إنه ما يزال حي، ولكننا لا نعرف عنه شيئًا، وياسر سعد يعرفه كل ثوار حمص، ويشهدون ببطولاته، والجميل في ياسر أنه لم يكن يظهر على الشاشة، كان يغشهم، يعني الأمن كان يظن أنه تاجر على الطريق، وكان دائمًا يركب السيارات الفخمة، وسيارات "جيب"، وفي كل مرة يبدل السيارة، ولكنني لم أرَ شخصًا بشجاعته وإقدامه واستبساله، ولو أن هذا الرجل كان حيًا لاستفدنا منه كثيرًا، رحمه الله.

الآن نتكلم عن البيانات السياسية أو المكتب السياسي: اللاذقية لها وضع حساس جدًا عند النظام، وكل الناس تعرف هذا، يعني مظاهرة في اللاذقية مؤلفة من 10 أشخاص يمكن أن تزعج النظام أكثر من 1000 شخص في حمص أو مليونية في حماه؛ لأن اللاذقية تعتبر معقل رأس النظام وقوته البشرية، فكيف تخرج مظاهرات منها؟! ولذلك ما كان يزعجه أيضا البيانات السياسية التي كنا نطلقها، أطلقنا في أغلب المواضع المهمة والحساسة في تاريخ الثورة، كان لنا بيان سياسي؛ لنظهر للعالم أن اللاذقية فيها حراك على قدر المسؤولية، وهذا المجلس المحلي هو مجلس حقيقي، وليس مجلسًا وهميًا مثل الكثير من التنسيقيات والمجالس، هو مجلس حقيقي، كان فيه سياسيون وتجار وإداريون وثوار وأطباء، فأردنا أن نظهر قوة هذا المجلس المحلي من خلال البيانات السياسية التي كنا نطلقها، أطلقنا أكثر من 10 بيانات سياسية تخصّ الساحة سواء الداخلية أو الخارجية، وكنا متوافقين إلى حد كبير مع المعارضة في الخارج قبل تأسيس المجلس المحلي.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/08

الموضوع الرئیس

الحراك العسكري في مدينة اللاذقية

كود الشهادة

SMI/OH/60-15/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/04/20

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة