الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الحراك السلمي في الرمل الجنوبي في اللاذقية ومحاولات اقتحامه

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:58:11

بدأنا بتنظيم مظاهرات [حي] "الرمل الجنوبي"؛ لأن الرمل تحرر من النظام، والنظام وضع حواجز على مداخل ومخارج الرمل، وبدأ كبار السن والنساء فقط يدخلون ويخرجون أو التجار، والنظام يقوم بالتفتيش، وأنا كنت أدخل وأخرج، وإذا دخلت فإن النظام يسألني: إلى أين أنت ذاهب؟ فأقول له: أنا ذاهب من أجل زيارة أقربائي.

في "الرمل [الجنوبي]"، أصبحت المظاهرات منظمة يومية ومسائية، وتستمر لأربع أو خمس ساعات؛ حتى استطاع النظام قمع كل مظاهرات سورية باستثناء منطقتين فقط، وأنا أذكرها تمامًا، وهي مظاهرات حماة وما يعرف بمليونية حماة ومظاهرات الرمل الفلسطيني، وكانت هاتان المنطقتان فقط تخرج منهما مظاهرات، والباقي استطاع النظام قمعها جميعًا ببطشه وجبروته، ولم يستطع [قمع] الرمل.

شباب "الرمل [الجنوبي]" أغلبهم من صيادي البحر وماهرون في صناعة المتفجرات، واستطاعوا تلغيم مداخل ومخارج الأحياء وحماية أنفسهم، واستطاعوا شراء بعض السلاح وإيهام النظام بأن لدينا سلاحًا، وحصلت معركتان في الرمل: المعركة الأولى أنا رأيتها بشكل كامل، وهي معركة الطلائع، وحاول النظام أن يقتحم الرمل الفلسطيني من مدرسة الطلائع، ومدرسة الطلائع هي عبارة عن مدرسة فيها قسم على شاطئ البحر مباشرة، وقسم منها مطل على حي الرمل الفلسطيني، والنظام استطاع أن يتسلل بالقوارب المطاطية إلى مدرسه الطلائع، وأراد أن يبدأ اقتحام الرمل من المدرسة، ولكن الشباب أغلبهم عاشوا مع الفلسطينيين، والفلسطينيون كانت لديهم خبرة جيدة في المقاومة بقنابل المولوتوف والقنابل اليدوية والحجارة، وكانت هناك بعض الأسلحة الخفيفة، واستطاع الشباب المقاومة، وأنا كنت أقف على مدى قريب جدًا من المعركة التي حصلت، وسقط فيها الكثير من الشهداء، ولكن بفضل الله لم يستطيع النظام أن يخرج من المدرسة، وبقي موجودًا في المدرسة، وخرج لأمتار، ثم أجبروه على العودة، وهذه هي المعركة الأولى، وفهم النظام تمامًا أن الدخول صعب؛ لأن أحياء الرمل أحياء ضيقة جدًا ولا تدخلها السيارات، ويوجد أحياء لا تدخلها إلا الدراجات النارية أو السيارة الصغيرة ذات العجلات الثلاث، فهو [إن دخلها]سيضيع، وأنت يمكنك التنقل من منزل إلى آخر بطريقة تحمي نفسك فيها من الاعتقال، وهي منطقة ممتدة والمنازل ليست مرتفعة وهي مكونة من طابقين فقط، والنظام كان يخاف جدًا من الاقتحام، ولو أنه اقتحم فإنه سيموت في الداخل، ولا يوجد لديه حل إلا سياسة الأرض المحروقة. ولم يستطع أن يدخل في معركة الطلائع والشباب حصنوا أنفسهم أكثر، وكما ذكرت كان هناك تواصل مع حسين هرموش- رحمه الله أو فك الله أسره -وقال حسين: يا شباب، النظام استطاع أن يأتي بنظام جديد من إيران وأجهزة حتى تكشف التفجير عن بعد، ويجب علينا تحويل كل التفجير عن بعد إلى سلكي. وكانت الطريقة القديمة كلها لاسلكية، وقال: يدخل برادارات، وهذه الرادارات تشوش، ولا تستطيعون التفجير. وفعلًا حولناها إلى سلكية، ولكن للأسف عندما تم اقتحام الرمل فإن المخبرين الموجودين في الرمل- للأسف- أخبروا النظام بمكان الأسلاك، وقام النظام بقطعها، ثم دخلوا.

في "الرمل [الجنوبي]" في ذلك الوقت، كنت أذهب تقريبًا كل يوم، ولا أشارك في المظاهرات حتى لا يظهر وجهي، ولكنني كنت أشارك مع منظمي المظاهرات، وكانت المظاهرات جميلة جدًا و فيها أغاني القاشوش، وكانت مظاهرات جميلة، ويوجد فيها البالونات المعبأة بالغاز، وكل الوسائل التي كانت منتشرة في ذلك الوقت، وكان فيها بث مباشر، يعني تطورنا إلى مرحلة البث المباشر، وأصبحت المظاهرة تخرج مباشرة على قناة الجزيرة، والنظام كان قلقًا جدًا من موضوع مظاهرات الرمل، ويريد الاقتحام فلا يستطيع، ويريد إيقاف المظاهرات فلا يستطيع، وحاول بعدة وسائل، وبحسب ما أعلم أنه حاول عن طريق أحد التجار من أهل اللاذقية أن يرسل سيارة ممتلئة بالمال فقط من أجل تهدئة المظاهرات، ولكنه لم يستطع، ونزل هذا التاجر وكان معه سليم سبع الليل، نزلوا بسيارة ممتلئة بالأموال، وقالوا لهم: خذوا ما تشاؤون من المال، ولكن يجب عليكم إيقاف المظاهرات لمدة أسبوع أو 10 أيام. فأغلق صندوق السيارة الخلفي، وقال له [أبو علي رزق]: الله معك، كل مال الدنيا لا يمكنه إيقافنا عن المظاهرات. وأنا شاهد على هذه القصة وأبو علي رزق الذي كان موجودًا.

هناك حادثة أخرى حيث نزل سائق تكسي (سيارة أجرة) علوي؛ لأن التكسي كانت تقوم بإيصال الناس إلى "الرمل [الجنوبي]"، والشباب فتشوا هويته وعرفوا أنه علوي، وفي الحقيقة، أعادوه، ولم يؤذوه، ولكنهم أخذوا سيارته، ورموها في البحر، ولم يستفيدوا منها من أجل سرقتها، وإنما رموها في البحر حتى يعطوا درسًا للنظام، ويقولون له: أيها النظام، لا ترسل لنا عواينية (المخبرون) من جماعتك.

الحياة في "الرمل [الجنوبي]" في هذا الوقت كانت جميلة جدًا جدًا، والناس تخلصوا من القبضة الأمنية، وأصبح الناس يحبون بعضهم أكثر، وبدأ الناس بالتفكير عن الدفاع عن البلد، وكان هناك في ذلك الوقت في "الرمل" عدة مجموعات: مجموعة السلفية (الشيخ أبو عمر)، وأنا اجتمعت معهم أيضًا، وحاولت التنسيق معهم، ومجموعة شباب التنسيقيات (رائد بديوي وطارق وهوب) ومجموعة أبو علي رزق الذين كانوا يهتمون بالسلاح والمحافظة على أمن المنطقة.

نحن كمجلس في ذلك الوقت كنا مهتمين أكثر بالعسكرة، وقدمنا العسكرة والإغاثة، وبالنسبة للعسكرة، كان أهم شيء للداخل هو السلاح، كانت الروسيات(البنادق الحربية) أسعارها مرتفعة جدًا، وأخطأنا واشترينا بنادق الصيد، وهي تنفع في أحياء الرمل؛ لأنها أحياء ضيقة، ولكن لم نكن نتوقع أبدًا أن النظام سيأتي بالطيران والبوارج الحربية والدبابات، وكل ظننا أنه مهما بلغ إجرام النظام فلا يبلغ درجة أن يأتي بالبوارج البحرية، ويقصفنا من بعيد، ولا يأتي بالدبابات، ويقصفنا من بعيد، وكنا نظن أن النظام سيدخل بالبنادق الحربية، وبنادق الصيد ستنفع في صده، واشترينا الكثير من أسلحة الصيد، وأرسلناها عن طريق وضعها في المفروشات نقول لها :صوفاية (أريكة) أو في السجاد، يعني كنا نرسلها بطرق مختلفة؛ لأنك مضطر للمرور بالحواجز.

وفي بعض الأحيان كان هناك مسجد له باب على أحياء اللاذقية وباب آخر على أحياء الرمل على حي "سكنتوري"، وكنا ندخل إلى المسجد من هذا الباب، ونخرج من الباب الآخر، ولا ينتبهون لنا، وأكثر ما كنا نرسل لهم السماد الزراعي الذي يطبخون به [المتفجرات]، ولكن كيف سنرسل السماد؟ هذه مشكلة، فأحضرنا أكياس مسحوق الغسيل، ونفرغ مسحوق الغسيل منها، ونملؤها بالسماد، ونحملها، وبهذه الطريقة استطعنا إدخال كميات كبيرة من السماد. وفي بعض الأحيان، كان هناك تاجر، كان يشتري الحاجز، وهو أخو أبي بصير -رحمه الله- اسمه حسن حمامي، وحسن حمامي كان يسكن في حي "سكنتوري"، ويدخل ويخرج إلى منزله، وكل العناصر على الحواجز كانوا يحبونه، وكنا نمرر معه الكثير من الأشياء، أقصد الأسلحة، وهذا بشكل عام عن دور المجلس المحلي في حي "الرمل [الجنوبي]" ومساعدة أهل الرمل. وطبعًا ساعدنا بالمال قدر الإمكان، وأنا كنت أذهب ومعي مبلغ من المال مخصص لاستمرارية المظاهرات، وكان أكبر همنا ألا ينقطع صوت الساحل، وأن تستمر المظاهرات، [نقول لهم]: ماذا تحتاجون؟ مثلًا: نحتاج إلى رصيد الإنترنت الفضائي وشراء كاميرات، ونحن دعمنا بالمال في أكثر من مرة، وحاولنا أن نرسل شبابًا للمشاركة في المظاهرات، يدخلون، ويشاركون ثم يخرجون، طبعًا مع وضع قناع للوجه.

ومن الأمور التي ساعدنا فيها كثيرًا هو موضوع [ نشر فيديوهات المظاهرات] قبل موضوع البث المباشر، حيث كنا نذهب إلى حدود الرمل، ونأخذ معنا فلاشة (جهاز تخزين صغير) وهم كانوا يضعون فلاشة في محل معين، وأنا آتي وآخذها، وأذهب، أو أحيانا يأخذها حسن أزهري، ونقوم نحن ببثها؛ لأن الكهرباء عندهم مقطوعة، والنظام حاربهم بقطع الكهرباء وقطع عنهم كل شيء، وبالنسبة للماء، كان لديهم آبار ماء، واستطاعوا أن يعيشوا، وهذا بشكل عام عن حي الرمل، إلى أن تعب النظام من الرمل وضاقت به الحِيَل.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/08

الموضوع الرئیس

محافظة اللاذقية

كود الشهادة

SMI/OH/60-19/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/04/20

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقيةمحافظة اللاذقية-الرمل الجنوبي

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الشهادات المرتبطة