الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اقتحام مدينة الكسوة وتشييع أول شهيد فيها

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:11:11

ثاني يوم، يوم الأربعاء 27 نيسان، الساعة 3 صباحاً اقتحم النظام الكسوة، وللأسف هنا الأشخاص الذين هم معنا في التنسيقية وهربوا قبل يوم عادوا إلى منازلهم في اليوم الثاني لأنهم أمَّنوا أن النظام لم يدخل، وأما أنا فلأنهم أخذوني إلى ضاحية قدسيا والمكان بعيد وطلبوا مني طوال فترة وجودي ممنوع أن أفتح هاتفي، طلبت منهم إيصالي إلى منزل في التضامن وهو منزل أصدقائي وأستطيع أن أجلس به، وذهبت وجلست في هذا المنزل. واقتحم النظام الكسوة في أول اقتحام في 27 نيسان يوم الأربعاء الساعة 3 صباحًا أثناء نوم الناس، وقام باعتقال تقريبًا 70 شخص، وذهبوا إلى منزلي ولم يجدوني فأخذوا إخوتي الثلاثة، اعتقلوهم وتمّ نقلهم في البداية إلى المفرزة حيث جمّعوا الناس، وتعرضوا للضرب في المفرزة بشكل همجي، ومن حظ إخوتي أنهم لم يتعرضوا للضرب، لأن منزلنا في جانب المفرزة، وكانوا أول الناس الواصلين، والموجودون في المفرزة هم عناصر المفرزة وأبناء الضباط، وأنا إخوتي يعملون بالتدريس، فعرفوهم وقالوا: إنه يوجد خطأ بالتأكيد. ولم يضربوهم، وفيما بعد نُقلوا جميعًا إلى فرع المنطقة الذي كان يرأسه رستم غزالي ونائبه العميد إلياس، واجتمع أهالي الكسوة وأهالي المعتقلين في البلدية مع رئيس البلدية، وقال لهم: إن المطلوب عدم الخروج بمظاهرة يوم الجمعة القادمة التي كانت في 31 نيسان، وإذا لم تخرجوا بمظاهرة سيتمّ إخراج جميع المعتقلين يوم الأحد بعد المظاهرة.

والذي حدث بين الناس أنه كان يوجد خوف أنه إذا بقي المعتقلون سيطول بقاؤهم، لأننا قد اعتدنا أن النظام عندما اعتقل الناس في الثمانينيات طالت فترة اعتقالهم، ويوجد ناس لم يخرجوا حتى الآن، فكان يوجد تخوّف لدى الناس، وأصبح هناك نقاش بين الأهالي وخلافات، فقسم يقول: يجب أن نخرج بالمظاهرات حتى لو تمّ اعتقالهم، والناس يموتون ونحن خرجنا لسبب معين. وقسم آخر يقول: يجب أن نتوقف من أجل والدي ومن أجل أخي. واتفقوا أن لا يخرجوا في مظاهرة يوم الجمعة.

فعلًا لم يخرج الشباب بمظاهرة، وإنما خرجوا في مظاهرة غير معلنة، يعني الذين لم يرضوا خرجوا لوحدهم، ولكن بدون تصوير، وقام النظام بإخراج المعتقلين يوم الأحد وأبقى عنده قرابة 10 أشخاص لم يطلق سراحهم، وهو كان واضحًا أنه يريد أن يجرّب هل سيخرجون في الجمعة التي بعدها مظاهرة أم لا؟ وفي الجمعة التي بعدها خرجت مظاهرة ولكن أيضًا صغيرة، ويوم الإثنين بعد هذه الجمعة في تاريخ 9 أيار وصل خبر أن أحد المعتقلين في سجون النظام استُشهد[تحت التعذيب]، وكان هو أول شهيد من الكسوة في الثورة السورية، الذي هو الشهيد معاذ الفضلي. وقبل إرسال جثة الشهيد إلى أهله أخرج بقية المعتقلين العشرة كبادرة حسن نية، وكان منزل أهل معاذ الفضلي مقابلًا مباشرة للمساكن العسكرية، وباب منزلهم مقابل باب المفرزة العسكرية مباشرة، وكان التشييع سيخرج من منزلهم، وهذه الحادثة سبّبت لدى أهل الكسوة الكثير من التعاطف والغضب، وجميع الناس جاءت لتشارك، أي جاء عدد كبير جدًا للمشاركة بالتشييع ويريدون الخروج من داخل المفرزة، فهكذا يريدون أن تكون عملية التشييع.

قامت الفرقة الأولى بإرسال عناصر للجيش انتشروا أمام المساكن العسكرية كحاجز صدّ، وكان يوجد بطبيعة الحال على ظهر المفرزة دشمة قناص، وأتذكّر في وقتها العقيد قائد المفرزة خرج وطلب من الجيش التراجع وأنه لا يجب أن يكون أي عسكري ولا أي مظهر سلاح، وطلب من القناصين على ظهر المفرزة أن ينزلوا، وهو عقيد من مدينة بنش. وبالمقابل نحن كنا نريد تنسيق عملية المظاهرة فطلبنا من الأهالي عدم الوصول إلى القسم الثاني من الشارع، لأن الشارع كان ذهاب وإياب، وطلبنا منهم البقاء في القسم الذي يوجد به المنزل. طبعًا أهالي الشهيد هم جيراني، ولكن رفضوا أن يدخلوني أو يدخل أي شخص غريب حتى يرى الجثة، لم نستطع أن ندخل حتى نعاين الجثة ونصورها.

وأنا هنا اعتبرت أن السحر انقلب على الساحر، رحمه الله توفي، ولم نتمنى أن يكون هناك شهداء، ولكن عندما النظام منع التظاهر بحجة إخراج المعتقلين وتُوفي الشهيد معاذ فخرجت المظاهرة بشكل رهيب جداً [في تشييعه]، وأوصلناه إلى المقبرة ودفناه وأكملنا بمظاهرة، وهذه المظاهرة لم تكن جدًا محكومة، بمعنى مُسَيطراً عليها، وعندما وصلت أمام مقر حزب البعث، وطبعًا مقر الحزب كان به حارسان من العساكر مع سلاحهما، وأغلقوا على أنفسهما الباب وبقوا في الداخل، وأنزل [المتظاهرون] صورة بشار الأسد، وفي وقتها بدأت فكرة العلَم، بدأ يكون هناك مواجهة له، وكتبوا "ارحل" على مقر الحزب، وكان تنفيس غضب كبير، ودارت المظاهرة في كل شوارع الكسوة وأنزلت جميع صور بشار الأسد، وكانت تستهدف الرئيس بشكل مباشر، أتذكر أول مرة كلمة: "فليسقط بشار.. فليسقط بشار "، هكذا كانت موجهة للرئيس.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/10/05

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في الكسوة

كود الشهادة

SMI/OH/47-11/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان- أيار 2011

updatedAt

2024/07/11

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-الكسوة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

فرع الأمن العسكري في دمشق / فرع المنطقة 227

فرع الأمن العسكري في دمشق / فرع المنطقة 227

الفرقة الأولى مدرعة "الفرقة الأولى ميكانيكية"

الفرقة الأولى مدرعة "الفرقة الأولى ميكانيكية"

الشهادات المرتبطة