الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تصاعد التصريحات الدولية ضد الأسد وأثرها على الحراك السياسي

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:37:09

كما ذكرت: إن الحراك بدأ يشتدّ مع اشتداد الثورة وتجذّرها وتوسعها في العمق السوري وامتدادها إلى باقي المحافظات، وخاصة أنه بدأ يظهر في أطراف مدينة دمشق وأطراف مدينة حلب، وفي نفس الوقت، وعلى صعيد آخر، فإن النشاط السياسي داخل سورية كان يتكثف كما هو الحال خارج سورية، وبدأ يتم طرح أسئلة لم يكن أحد يتوقع طرحها قبل أشهر. ومن هذه الأسئلة: إلى أين نحن ذاهبون؟ وكل مزاعم النظام بأنها انتهت، وأنها مؤامرة، بدأت تتساقط، وتتهاوى، وبدأ المسؤولون يفكرون بشيء جديد، وخاصة سياسياً، حيث بدأت تظهر رسائل سياسية من الدول العربية ومواقف غير مألوفة وأشد نقداً لسياسات النظام السوري. وكما أذكر، كان هناك رسالة من الملك عبد الله (ملك السعودية) يخاطب فيها بشار الأسد قائلاً: إنك تهدر دماء السوريين، ويجب أن تفكروا بإيجاد مخرج وطني سياسي سوري، يحقق طموحات السوريين. وبدأت تخرج خطابات من أمريكا، وتغيرت نبرة الخطاب، لا أذكر إذا كان ذلك في صيف عام 2011أم لا، حيث خرج خطاب لأوباما يطالب فيه بضرورة تنحي بشار الأسد عن السلطة، وهذه كانت قفزة كبيرة ودافعاً للنشاط السياسي في الداخل والخارج؛ لأن الرئيس أوباما (رئيس الولايات المتحدة الأمريكية) خرج، وقال: يجب على بشار الأسد أن يتنحى. وهذه العبارة استخدمها أوباما مع حسني مبارك وزين العابدين بن علي.

هذه الدعوات الغربية التي بدأت تطالب، وترى أن هناك ثورة، وأن هناك مطالباً لهذه المجتمعات والشعوب المقهورة التي عاشت عشرات السنوات تحت الاستبداد، واليوم يطالبون بالحرية، وخاصة أن هتافات ثورات الربيع العربي -كما ذكرت- ليست هتافات" إيديولوجية"، وإنما تدعو إلى الحرية، وهي ضد الاستبداد والقمع، وتدعو إلى دولة القانون والسلطة التداولية والحياة الديمقراطية، وهذه قيم ليبرالية؛ وبالتالي كانت نظرة الغرب إيجابية، حتى وإن لم يتدخل بشكل مباشر، وإنما بدأ يمارس الضغوط السياسية -وخاصة من خلال الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية -على هذه الأنظمة؛ وبالتالي رأينا كيف استقال حسني مبارك بدون إراقة الدماء، ونفس الأمر حصل مع زين العابدين بن علي، حيث استقال، وتنحى. طبعاً، معمر القذافي لم يتنحَ، ولكن الغرب استخدم القوة معه عندما وجّه جيشه باتجاه بنغازي، وهي محطة مهمة؛ لأنها تطرح أسئلة حول الموقف الغربي، فالرتل العسكري الضخم، الذي بعثه من طرابلس باتجاه بنغازي، وصعّد معمر القذافي من خطابه وقال: "سأبحث عنكم دار دار وزنقة زنقة في بنغازي". كان الثوار في بنغازي في ذلك الوقت مسيطرين على المدينة، ولكن ليس لديهم قوة عسكرية، والمدينة فيها سبع مائة ألف أو ثمان مائة إنسان، وحتى يستطيع هذا الرتل العسكري أن يدخل المدينة فإنه سيستبيحها، ومعمر القذافي قال ذلك علناً: "سأبحث عنكم دار دار وزنقة زنقة". وعندها تطور الموقف الغربي، وتطور الموقف الأمريكي كما أعتقد، وهذه محطة مهمة، حيث خرج الطيران الغربي والأمريكي، وقصف أرتال معمر القذافي، وأفشلها، ومنع هجومها ودخولها إلى مدينة بنغازي؛ كي لا ترتكب مجازر. وعندها بدأ مسلسل انتهاء موضوع معمر القذافي، فطالما أن الغرب تدخل عسكرياً لمنع وقوع مجازر، فإن أيام معمر القذافي ليست طويلة في ليبيا، وهذا الذي حصل.

هذا الموقف الذي حصل وانعكاسه على الموقف السوري وعلى الحراك السوري ترك آثاراً إيجابية، وأعطى زخماً كبيراً جداً، فسورية أصبحت الدولة الرابعة في ثورات الربيع العربي التي وُضِعت تحت المجهر الدولي، وخصوصاً المجهر الغربي والعربي، وبدأت تخرج هذه الدعوات السياسية من قادة الدول لوقف القمع وإجراء حلول. وأعتقد أن بعض الدول العربية في تلك المرحلة بدأت تسحب سفراءها، وكذلك الدول الأجنبية بدأت تسحب سفراءها من سوريا كشكل من أشكال الاحتجاج السياسي على سياسات النظام التي يتبعها تجاه المتظاهرين في سورية.

في ظل هذه المناخات حصلت نقاشات، ولكنها ليست رسمية، [أهم ما دار فيها]: إن الأمور ذاهبة باتجاه إيجابي في سورية بعد هذه الخطابات وهذه المواقف من الدول العربية ومن تركيا. وفي تلك المرحلة، ربما قال الرئيس أردوغان: لن نسمح بتكرار مجازر حماة. ولا أعرف دقة التصريح وتوقيته، ولكن هذا الكلام قاله الرئيس أردوغان في عام 2011، حيث قال: إننا لن نسمح بتكرار مجازر حماة.

هذه الخطابات الدولية والإقليمية التي ارتفع سقفها أعطت قراءة متقدمة بأن الأمور ذاهبة بشكل إيجابي مع قوى الثورة، وأن النظام لن يستطيع أن يقمع الثورة، أو يمارس القوة العسكرية الكبيرة كما حصل لاحقاً في قصف الطيران. كانت الأعمال كلها محدودة بالنسبة لتدخل الجيش، وبدأت التساؤلات، وأصبحنا نقول، وأنا شخصيا كنت أقول: ربما تتدخل تركيا، وتركيا هي دولة مجاورة، وتطوّر موقفها السياسي بشكل كبير جداً، وأعتقد أنها إذا وجدت دعماً غربياً أو صمتاً أو ضوءاً أخضر غربياً ؛ فربما تكون تركيا هي الدولة الأكثر ترجيحاً لحدوث تدخل عن طريقها، وهذا الأمر تأكد لنا لاحقاً، عندما تشكل المجلس الوطني و توافقنا في تركيا في أول الشهر العاشر من عام 2011 على طلب التدخل الدولي الإنساني، ولكن بصفتنا "إعلان دمشق "ومن قوى الداخل، كانت لدينا هذه القراءة و هذا التفكير: بأن هذا النظام باتباعه سياسة: "إما قاتل أو مقتول" فلابد أن تذهب الأمور إلى الأسوأ، ويكون هناك تدخل لإنقاذ الشعب السوري لأنه إلى متى سيبقى المجتمع الدولي ينتظر، ويرى أن السوريين يتم قتلهم لمجرد أنهم يتظاهرون، أنا شخصياً كان لديً هذا التقدير وهذا الرأي، وأعتقد أنني تكلمت به.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/10/30

الموضوع الرئیس

الحراك السياسي في بداية الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/86-19/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/04/07

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة