الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

فترة ما بعد اقتحام مدينة الحراك والملاحقات الأمنية

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:39:17

أبرز المعطيات التي حدثت في هذه المدينة، أنهم اعتبروا إنجاز الجيش والقوات الأمنية في إزالة خيمة الاعتصام التي هي مركز الثورة في المنطقة الشرقية واعتقال الشيخ وجيه [القداح] وحسين قومان وتركي الشوامرة ومجموعة من المطلوبين هو إنجاز حقيقي؛ لأن هذه الخيمة كانت تمثّل بالنسبة لهم مصدر قلق ورعب وتجمع وانشقاق، ولكن بقي أهالي مدينة الحراك في القرى المجاورة يدخلون ويخرجون إلى المدينة في الأيام التي تلت الاقتحام سراً، وكنا نقوم بالخروج في مظاهرات، ونشارك أهلنا في الكرك الشرقي والمسيفرة وفي أم ولد بالخروج في مظاهرات قبل العودة مرة ثانية إلى مدينة الحراك، وكانت هذه أبرز الأمور التي تعرّضت لها المدينة أثناء الحصار وقبل وبعد الحصار.

تجهيز الاقتحام كان في فترة 27 و28و29 أيار حتى 30 أيار حيث اقتُحمت المدينة فجراً، وبقيت المدينة محاصرة، ووُضعت الحواجز العسكرية والأمنية، وبقي الطوق الأمني على مدينة الحراك من كافة المداخل، ووُضع أكثر من 14 حاجزاً عسكرياً، وكل الحواجز كان عليها دبابة أو عربة "بي أم بي" ومجموعة أمنية (عنصر أمني) بقيادة ضابط أمن الفرقة العميد مالك ضرغام الذي كان يعطي أسماء المطلوبين حتى من بعض القرى المجاورة.

بدأنا نغطي الأحداث، ونتواصل مع قناة "فرانس 24" وقناة الجزيرة وقناة أورينت والقنوات الإعلامية، ونغطي هذه الأحداث عن طريق الاتصال مع الإخوة في الكويت، وهم يتصلون مع أشخاص داخل البلد بسبب انقطاع الاتصالات عن طريق اللواء محمد خيرات أو أخو اللواء أو أشخاص يعرفون أشخاصاً مرتبطين مع النظام؛ حتى نعرف ماذا حصل في مدينة الحراك، ونحاول إيصال هذه المعلومات إلى القنوات بالرغم من صعوبة الاتصالات في ذلك الوقت، وكانت أغلب الأجهزة مراقبة بسبب وجود الراشدات في ذلك الوقت، وكنا بعد استعمال الهاتف نقوم بإزالة البطارية والشريحة، ونكون قد بعثنا برسالة: يا أخي، ابعث لنا رسالة فقط، وعندما نفتحها نعرف ماذا حدث في مدينة الحراك. وقد سُرّبت مقاطع الاقتحام في الأصل من قبل عناصر وقوات الأمن الذين كانوا يتباهون باحتلال المدينة، وهي جزء من سورية، وكنا نتمنى أن نشاهد هذه القوات والمدرعات والدبابات تتوجه إلى الجولان المحتل، ولكن قدر الله وما شاء فعل، وانكشف هذا النظام بإجرامه وتشبيحه، وأدركنا أنه لا تراجع بعد ما رأيناه من اقتحامات ومجازر في محافظة درعا، وبدأنا نجهز أنفسنا للعودة إلى مدينة الحراك ومؤازرة القرى والمدن التي تخرج في المظاهرات في تلك الفترة.

أبرز الأحداث أيضًا، هو اعتقال الفنان المنشد أحمد القسيم الذي تعرّض لأبشع أنواع [التعذيب]، وتمّ اعتقاله لفترة، وأظن أنه بقي أكثر من شهر، ودخلت في أحد الطرق الترابية وزرته في منزله، وعندما دخلت إلى منزله تفاجأ، وقال: أرجوك أن تذهب؛ لأنهم إذا أمسكوا بك سيقتلونك. وحدثني عن أنواع التعذيب التي حصلت معه وما كان يُمارس عليه، وكان قد طلب منه النظام أن يقوم بتجهيز الأغاني والخروج على شاشات التلفزيون، ووعدهم أنه سيقوم بذلك؛ لأنه كان مطرباً وفناناً شعبياً معروفاً لدى النظام، وقام بتأليف أغنيته المشهورة في الفرع الذي كان معتقلاً فيه، كانت الأغنية نوعاً من الكوميديا بعد أن هرب إلى الأردن، وترك عائلته، ثم بعث عائلته [إلى الأردن]. هو لم يقبل إجرام النظام، ولم يتناز، وبقي على ثوريته، وألف أغنيته المشهورة: "لأكتب على أوراق الفرع يا نيال اللي طلع يا حبيبي تجي تشوف كل كف يرقع رقع". وهذه الأغنية كوميدية معروفة، وواصل مسيرته الثورية، وعندما دخلت إليه تفاجأ، وطلب مني المغادرة، وقال لي: لأن المخبرين كثيرون، وعندما يعرفون أنك هنا سيقتحمون [المنزل].

اعتُقل أيضاً زملاء لي من مستشفى مدينة الحراك، وكان قد طُلب مني قبل فترة الاقتحام -وكنت لا زلت على رأس عملي- مناوبة ليلية، وطلب مني مدير المستشفى أن أقوم بالذهاب إلى المستشفى من أجل المناوبة الليلية، فرفضت، وعندها كان الأمن العسكري يتحضّر لعملية اعتقالي، وتمّت مداهمة المستشفى، وكنت ضمن المناوبة، وكان رئيس المستشفى موجوداً ومناوباً، وهو الدكتور أكرم خيرات، فطلب وفيق ناصر أحد الضباط المسؤولين عن المنطقة الجنوبية في فرع الأمن العسكري في الجنوب، وكان على رأس المداهمة، وقال لهم: أين الصيدلي المناوب؟ فقالوا له:... وأنا كنت قد أخبرت أحد زملائي أن يأتي ويناوب بدلاً عني، وكنت أعرف ماذا سيحدث، وقاموا باعتقال بعض الشباب وتوبيخ مدير المستشفى والمدير الإداري لعدم وجودي، وكانوا يخططون لاعتقالي، ولكن كان عندي نوع من الفطنة بأن وجودي سيسبب مشكلة. فاعتُقل بعض الشباب، ووُبّخوا، وسُجنوا وشُبحوا، وقالوا لهم: أنتم تتبعون إلى منيف الزعيم وأنتم معه. وحدثوني بما جرى معهم من اعتقال وإهانة، مثل: المعتقل واصف الحريري، والكثير من الشباب الذين تمّ اعتقالهم في تلك الفترة، وهذه أبرز الأحداث في مدينة الحراك.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/11/29

الموضوع الرئیس

اقتحام مدينة الحراك

كود الشهادة

SMI/OH/96-48/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي ، أحمد أبازيد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

حزيران 2011

updatedAt

2024/05/30

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-الحراك

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

فرع الأمن العسكري في درعا 245

فرع الأمن العسكري في درعا 245

قناة الجزيرة

قناة الجزيرة

قناة أورينت / المشرق

قناة أورينت / المشرق

قناة فرانس 24

قناة فرانس 24

الشهادات المرتبطة