الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

محطات ومواقف مع برهان غليون خلال رئاسته للمجلس الوطني السوري

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:55:03

منذ مرحلة تأسيس المجلس الوطني في 2 تشرين الأول من عام 2011، حتى تاريخ السفر إلى الدوحة في مطلع شباط من عام 2012، كان هناك محطات يجب أن نتوقف عندها؛ لأنها ليست مرتبطة بسياق معين، وإنما حصلت.

سمعت عند مرحلة تأسيس المجلس الوطني (أثناء التأسيس)، ولم أحضر الواقعة، ولم أرها، حيث عرض أحد الأطراف أمراً وهو: أن هناك مندوباً تركياً يريد أن يرى، ويراقب النقاشات التي تجري لتأسيس المجلس الوطني السوري من دون أن يتدخل في النقاش أبداً، وإنما كان نوعاً من المراقبة. والذي سمعته: أن الدكتور برهان غليون رفض دخول أي عنصر غير سوري إلى قاعة الاجتماع، وفي الحقيقة، هذا موقف يُسجل للدكتور برهان غليون،

وأتوقع ذلك؛ لأنني ذكرت أن الأستاذ أحمد رمضان دعانا إلى العشاء في أحد الأيام الأولى من تأسيس المجلس الوطني، وكان هناك شخص اسمه سفر طوران، وهو تركي يتكلم العربية، وهذا الشخص- في مراحل لاحقة- كان في كل المحطات التي يكون فيها تواصل مع الأتراك تقريباً، وفي كل الاجتماعات واللقاءات. وتوقعت أن الأستاذ أحمد رمضان نتيجة لعلاقته وصلته بسفر طوران أن يكون قد طرح دخول سفر طوران لمراقبة الجلسات فقط، والدكتور برهان غليون رفض بشكل قاطع، وهذا يُسجَّل للمجلس الوطني السوري، وليس للدكتور برهان غليون فقط، رغم أنه أخذ هذا الموقف الواضح. ولكن لم تتدخل في المجلس الوطني السوري أي جهة عربية أو أجنبية، كانوا سوريين فقط، بغض النظر عن إيجابياته وسلبياته وحجم الانتقادات التي تُوجه إلى المجلس الوطني السوري، وهذه الانتقادات كلها قد تكون محقة، ولكن تبقى الميزة الوحيدة: أن الذين أسسوه هم السوريون بدون أي وصاية عربية أو أجنبية، ولم تتدخل به أي دولة شقيقة أو صديقة على عكس ما حصل لاحقاً عند تأسيس الائتلاف، هذه محطة مهمة يجب أن نتوقف عندها.

المحطة الأخرى المهمة التي أذكرها؛ لأنني كنت أحد قطبيها: كنا في اجتماع في القاهرة، ربما كان ذلك قبل نهاية العام، في شهر كانون الأول من عام 2011 ، ويوجد اجتماع للأمانة العامة في القاهرة مع المكتب التنفيذي، وكنا مجتمعين، وكنت قريباً من الدكتور برهان، كنت أجلس بجانبه، هو كان يجلس على رأس الطاولة، وكنت على يمينه، وقال الدكتور برهان: أريد أن ألقي خطاباً أتوجه به إلى الشعب السوري، إما بمناسبه العيد -أعتقد بمناسبة العيد- أو بمناسبة رأس السنة القادمة -بمعنى أنه كان في مناسبة كهذه- وأريد أن أذيعه عبر قناة الجزيرة، وعلى اعتبار أنني كنت جالساً بجانبه قلت له: بما أنك تريد أن تلقي خطاب دعنا نراجع هذا الخطاب معاً، ونرى ماذا يحمل من فقرات ومواد، ولنتشاور. فقال لي: لا، الخطاب مسجل، وسيتم إذاعته الساعة الثامنة مساءً على التلفزيون. فقلت له: هل سجلته من دون أن تأخذ رأينا؟ فقال: نعم. فقلت له: حسناً، بما أنك انتهيت من التسجيل دعنا نسمعه؛ لنعرف عن ماذا تتكلم على التلفزيون؛ لأن الخطاب تم تسجيله. فقال لي: لا، سوف تسمعه من التلفزيون، وأنا احتدمت، وأصبح صوتي مرتفعاً، قلت له: الرئيس أوباما- وهو رئيس منتخب- قبل أن يلقي خطاباً يشاور مستشاريه وأركان إدارته في موضوع الخطاب الذي يريد أن يلقيه. أنت لست رئيساً منتخباً، أنت رئيس توافقي بتوافق المكونات، ونحن لسنا موظفين أو مستشارين، نحن شركاء في اتخاذ القرار، أنت تقول لنا: ستسمعونه من التلفاز. وأوباما يشاور الموظفين الذين معه في خطابه، قال لي: نفّذ، ثم اعترض. وعندما قال الدكتور برهان ذلك: انزعجت كثيراً، وغضبت، هذا كلام قاعدة عسكرية، يُحكى في التراتبية العسكرية، حيث يعلمون الشخص الذي يذهب إلى الخدمة العسكرية بأنه لا يحق له الاعتراض على تعليمات أو توجيهات القائد الأعلى منه رتبة، فأنت تقوم بتنفيذ أوامره، ثم تعترض. نحن في إطار مؤسسة سياسية وطنية، نحن متوافقون على أن يكون الدكتور برهان رئيساً، وهو يمارس علينا سلطة الرئيس؛ فتوتر الجو، وشُحِن، وأعتقد أنني لم أحتد فقط، وربما كان موقفي أكثر من ذلك، في الحقيقة، كان موقفي عنيفاً، وعندما ارتفعت الأصوات التفت جميع أعضاء الأمانة العامة حتى الأشخاص الذين لم يكونوا متابعين للحوار بيني وبين برهان، عندما ارتفعت الأصوات توقفوا جميعاً، وكانوا يسألون: ماذا حصل؟ لماذا ارتفع صوت أبي كرم أثناء حديثه مع الدكتور برهان. فتدخلت الدكتورة بسمة والدكتور عبد الباسط وأخذا الدكتور برهان إلى غرفة مجاورة، ووقع بينهم عتاب حول ما تكلم به: كيف تقول: نفذ، ثم اعترض. هذا الكلام لا يمكن قوله هنا، نحن مؤسسة سياسية نتشاور، ونتكلم.

على ما يبدو أن الدكتور برهان -مع الأسف- مثل معظم السوريين لا يعتذرون على موقف خاطئ، فلا يقول: أنا آسف، أنا أخطأت. وحاول أن يجد عبارات مرنة، واعتبر الموضوع مزاحاً ودعابة، وحاول أن يتودد لي، وأنا في الأساس لم أتوقف عند هذا الأمر كثيراً، ولكن هذه المحطة تعكس آلية التفكير، وهذا الأمر تكرر عند الدكتور برهان في أكثر من محطة على اعتبار أنه الرئيس.

أظن أنه في تلك المرحلة جاءني اتصال من محطة "بي بي سي"، قالوا لي: هل أنت ضمن الوفد الموجود في لندن مع الدكتور برهان غليون؟ قلت لهم: أي وفد؟ قالوا: يوجد وفد برئاسة الدكتور برهان غليون موجود في لندن. قلت لهم: أنا لست موجوداً. عندما أغلقوا الهاتف بدأت أجري اتصالات مع أعضاء المكتب التنفيذي، قد لا يكون عندي علم بموضوع الوفد؛ لأن برهان غليون كان من عاداته أن يتجاهلني كعضو مكتب تنفيذي، كان يحاول أن يتجنبني في أي وفد، وهذا الأمر بدأ من الاجتماع مع كلينتون. سألت كل أعضاء المكتب التنفيذي المتواجدين في إسطنبول بشكل خاص؛ فكانوا جميعاً ليس لديهم خبر، ولكن قناة "بي بي سي" تقول: إن الدكتور برهان غليون موجود في لندن. اتصلت بالدكتور برهان غليون، ولكنه لم يرد، وكان هاتف الدكتور برهان غليون على مدار يومين لا يجيب. تبين لنا فيما بعد أنه كما قالت قناة "بي بي سي": إن برهان غليون موجود في لندن من أجل مقابلة وزير الخارجية البريطاني، وقد أخذ معه الدكتور نبراس الفاضل الذي لم يكن له علاقة بالمجلس الوطني السوري في ذلك الوقت.

المعلومات عندي عن الدكتور نبراس الفاضل كانت قليلة، كان مستشاراً مقرباً من بشار الأسد، وأثناء الثورة، ترك، وغادر، وابتعد عن بشار الأسد، ولم يعلن الانشقاق، ولم يظهر في موقف سياسي أو تصريح أو إعلان بأنه انضم إلى المعارضة. ونبراس الفاضل على ما يبدو كان مقرباً من رجل الأعمال السوري المعروف أيمن أصفري، ومدّ جسوراً ما بين أيمن الأصفري والدكتور برهان غليون، وأيمن الأصفري هو الذي رتّب الموعد مع وزير الخارجية البريطاني؛ لأن أيمن الأصفري رجل معروف في الأوساط السياسية والاقتصادية، وخاصة في بريطانيا. ربما يكون شخصية دولية معروفة، ولكن في بريطانيا تحديداً لديه علاقات مميزة مع رجال الاقتصاد ورجال السياسة في بريطانيا، وبمساعي أيمن الأصفري تم ترتيب لقاء للدكتور برهان غليون مع وزير الخارجية البريطاني، واصطحب نبراس الفاضل. السؤال هو: لماذا لم يخبر الدكتور برهان أحداً من أعضاء المكتب التنفيذي؟ وتصرف بعقلية منفردة، فحتى الرئيس المنتخب لا يتصرف بهذا الشكل من التفرد بالقرار والموقف.

أنا أكرّر دائماً: إن الدكتور برهان ربما لا يكون تصرفه ناجماً عن دكتاتورية في القرار، بقدر ما هو نقص في الخبرة، بمعنى أنه لا يملك خبرة سياسية؛ لأنه لم يمارس السياسة أبداً، هو رجل مفكر ومثقف وكاتب وأستاذ جامعي، ولكنه لم يمارس السياسة، لم ينضم إلى أحزاب، ولم يعمل في مؤسسات سياسية، وفجأة رأى نفسه رئيس المجلس الوطني السوري. وربما سرح بخياله، وظن بأنه قد يصبح رئيساً مؤقتاً لسورية كما حصل مع المنصف المرزوقي، وهذا الأمر مشروع إذا كان ضمن الوسائل المشروعة، ومن حق الفرد أن تكون لديه هذه الطموحات.

غالباً ونادراً، ما كان الدكتور برهان غليون يخبرنا عن نتائج اللقاء، وكان يتحدث بالعموميات، مثلاً: ناقشنا الوضع السوري، وناقشنا تطور الثورة، وناقشنا.......الدكتور برهان كان مقلاً في زياراته إلى إسطنبول أو في الاجتماعات الفيزيائية، و كانت- كما ذكرت سابقا- أغلب اجتماعاتنا أثناء المجلس الوطني عبر السكايب، فكان مقلاً في زياراته إلى إسطنبول، وأنا لا أعرف السبب، وكان يوجد الكثير من الحالات التي يذهب فيها إلى مصر، وأكثر من مرة حصلت الاجتماعات في مصر، وحتى عندما يتم تقرير زيارة وفد إلى دولة معينة كان يقول: نلتقي في الدوحة مثلاً، أو القاهرة، أو ليبيا؛ لأنه يذهب من باريس بشكل عام، لا يأتي إلى القاهرة، ونشكّل وفداً مع بعضنا البعض، ونذهب.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/11/06

الموضوع الرئیس

 المجلس الوطني السوري

كود الشهادة

SMI/OH/86-41/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/04/07

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

وزارة الخارجية البريطانية

وزارة الخارجية البريطانية

الشهادات المرتبطة