الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

موقف بشار الأسد من بيان جنيف 1

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:37:16

الحقيقة أن الضغط كان يزداد عليَّ أثناء عملي في رئاسة الحكومة، وأصبح العمل مختلفاً الآن. فقد كنت وزير زراعة، وعملي كله إداري وخدمي، وعلاقتي مع المربين والفلاحين. وفي رئاسة الحكومة، أصبح الوضع مختلفاً تماماً، فأنا أصبحت في أعلى القيادة، ويوجد ضمن أعضاء الحكومة: وزير الدفاع، ووزير الداخلية، ووزير الخارجية، وبقية الوزارات والإعلام؛ لذلك كنت أحسّ بضغط شديد جداً، والتفاهمات التي تمّت مع بشار - للأسف- تجاوزها كلياً، واختلف الأمر.

على الرغم من أنني ليس لي علاقة بإعطاء الأوامر العسكرية بالقصف أو غيره، ولكنّني كنت أشعر أنني مسؤول مثل جميع الناس التي تمارس القتل، وأنا جزء من هذه المنظومة التي تعمل، وتساعد بشار؛ فلذلك كان الأمر صعباً جداً بالنسبة لي، وكنت أعيش صراعاً داخلياً بيني وبين نفسي، وكنت أفكر في موضوع الانشقاق والخروج من سورية، ولكن موضوع الانشقاق كان أمراً صعباً، وخاصة أنني سأغامر بكل أهلي وعائلتي وإخوتي مع عوائلهم وأخواتي مع عوائلهن؛ لأنني لا أستطيع أن أخرج، وأترك زوجتي وأولادي أو أترك أهلي (إخوتي وأخواتي)، وأنا أعرف طبيعة النظام، فهو سيقوم بتصفيتهم جميعاً؛ فكان اتخاذ القرار صعباً جداً، وكنت أعاني الكثير خلال هذه الفترة (شهرين) من الصراع، حتى إنني أحياناً لم أكن أنام، وأغلب الأحيان لا أنام إلا لفترات قصيرة جداً خلال فترة وجودي في الحكومة، بمعنى أنني كنت متعباً نفسياً وجسدياً أيضاً، كنت متعباً بسبب قلة النوم والتفكير، وخاصة بعدما حصل في دمشق، وكان الطيران يقصف داريا والمعضمية، وكان يقصف مساكن الرازي خلف [مستشفى] الرازي، ودخل الثوار إلى الميدان قبل وبعد تفجير خلية الأزمة؛ فكان الأمر بالنسبة لي فيه ضغط شديد، واتخاذ القرار كان صعباً جداً؛ لأنه لا يتعلق بحياتي وحدي، وإنما بحياة الآخرين (أكثر من خمسين شخص)، وأثّر ذلك على أدائي في العمل، وكنت أقوم بجولات واجتماعات ولقاءات كعادتي خلال العمل ميداني، ولم أكن أجلس في المكتب، وكنت أتوجّه إلى الوزارات، وأجتمع مع المعنيين، وأضغط عليهم من أجل العمل، وكنت حازماً كثيراً مع الوزراء من أجل متابعة العمل وعدم الاختباء في المكاتب، فلا بدّ من التواصل مع الناس وتلبية حاجاتهم، والفترة الزمنية كانت قصيرة، وليست طويلة.

وخلال هذه الفترة كان هناك -في نهاية شهر حزيران- اجتماع جنيف، وصدر بيان جنيف في 30 حزيران، وكان هناك نقاش مع بشار، وهو قال: إن هذا الاتفاق لا يناسبنا، ونحن لن نوافق عليه. وبالفعل تمّ تكليف بعض الإعلاميين على شاشات التلفزة، وتحدثوا [قائلين]: هذا الاتفاق لا يعنينا، وهذا الاتفاق لن ننفذه.

وهنا أتى السفير الروسي، وتحدث [قائلاً]: نحن كروسيا موافقون على هذا الاتفاق؛ وبالتالي عليكم أن توافقوا على هذا الاتفاق أيضاً، وإذا لم توافقوا فنحن مضطرون أن نرفع يدنا، وإذا وافقتم فنحن سنبقى مستمرين، ونشكّل المظلّة السياسية والدبلوماسية بالنسبة لكم، ونستمرّ في دعمكم ميدانياً وعسكرياً واقتصادياً. وبالفعل، هذه الرسالة التي نقلها السفير الروسي وصلت إلى بشار الأسد، وتراجع بشار فوراً، وتكلّم معي وليد المعلم، وقال لي: إن الرئيس كلّفهم بأن يعدّوا مذكرة، ويرسلوها إلى الأمم المتحدة، وكان نصّها: "إن هناك بعض النقاط الإيجابية في بيان جنيف، والجمهورية العربية السورية ترحّب بهذه النقاط الإيجابية"، فلم تكن الموافقة كاملة، وإنما كانت بهذا الشكل. واطّلعت على المذكرة، وتمّ إرسالها إلى الأمم المتحدة، وتقبّل الروس هذا الموضوع، بعد أن تمّ إرساله. والسفير الإيراني كان يتردّد علينا بشكل دائم، ويقول: أي شيء تريدونه فأنا جاهز ومستعد. حتى إنه في إحدى المرات، جاء إلى مكتبي، وقلت له: لدينا مشكلة عالقة مع العراق، ونحن كنا قد اتفقنا مع الإيرانيين على أن ننقل النفط بالصهاريج من إيران عبر العراق إلى سورية، وكانت تتمّ هذه العملية، ووزير النقل العراقي أوقف هذا الموضوع، وقلت للسفير الإيراني: إن الموضوع بهذا الشكل، والعراقيّون أوقفوا نقل النفط. فقال لي: أمهلني ساعات. وبالفعل، في أقلّ من ساعتين، اتصل بي السفير الإيراني، وقال لي: يا دولة الرئيس، تمّ الأمر، والعراقيون سينفذون الشيء المطلوب منهم. فكانت رسالة واضحة بأنهم أعطوا أوامر للعراقيين بتنفيذ المطلوب، فأنا أعطيت هذا المثال على مدى التدخّل والنفوذ الإيراني، سواء كان في العراق أو حتى في سورية؛ لأن بشار كان يستمع للإيرانيين بشكل كبير جداً، وقال لي أكثر من مرة: إن علاقته مع إيران هي علاقة استراتيجية، وضمانته إيران، وليس الروس. وكان يقول: إن الروس قد يتغيّرون في أي لحظة، ولكن الإيراني لن يتغيّر، وسيبقى مستمراً وداعماً له. وهذه قناعة بشار، كانت موجودة ومطلقة بالنسبة له، وهو لم يغيّر هذه القناعة إلى الآن.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

حكومة رياض حجاب

كود الشهادة

SMI/OH/128-11/

أجرى المقابلة

عبد الرحمن الحاج ، منهل باريش

مكان المقابلة

الدوحة

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/07/18

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

خلية إدارة الأزمة (خلية الأزمة)

خلية إدارة الأزمة (خلية الأزمة)

رئاسة الوزراء - النظام

رئاسة الوزراء - النظام

السفارة الإيرانية في سورية

السفارة الإيرانية في سورية

السفارة الروسية في دمشق

السفارة الروسية في دمشق

الشهادات المرتبطة