تسميم ثم تفجير خلية الأزمة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:13:37:12
في شهر تموز، كان تفجير خلية الأزمة، ولكنني سأتحدث عن الفترة التي سبقت تفجير خلية الأزمة. كان دخول الثوار إلى مدينة حلب، والوضع كان غير مستقر في حلب؛ لذلك سافرت خلية الأزمة برئاسة العماد حسن تركماني إلى حلب، والتقوا هناك بالمسؤولين والفعاليات، وعادوا من حلب، وزارني العماد حسن في مكتبي، وكان الانطباع سلبيّاً جداً، حتى إنه قال لي: أفلت الحكم. بمعنى أن الدولة في [حالة] انهيار، والحكم في [حالة] انهيار، وكان محافظ حلب يتواصل معي، ويترجّاني أن أعفيه من مهمّته. وفي هذه الأثناء، حصل انشقاق لرئيس فرع الأمن العسكري العميد محمد مفلح، والنظام بدأ بنقل قوات ودبابات، وبدأ لأول مرة يستخدم الطيران، وليس الطيران الحربي وإنما الطيران التدريبي الموجود في الكلية الحربية بشكل خفيف، وكان شيئاً مزعجاً، بالإضافة إلى دير الزور أيضاً، حيث بدأ النظام بقصف المدينة بعد أن دخل الثوار إليها، وخرج الأهالي منها، وهذا كان أمر مزعجاً جداً أيضاً بالنسبة لي؛ لذلك طلبت وزير الدفاع، كان العماد داوود راجحة، وطلبت رئيس الأركان (العماد فهد الفريج)، وتكلّمت معهم كلاماً قاسياً حول موضوع القصف، وأن هذا لا يجوز، بمعنى أننا نقصف مدينة يوجد فيها سكان؛ وبالتالي نقتل أشخاصاً ليس لهم ذنب، وإذا كنت تريد استهداف المسلّح فلتنزل إلى الأرض، وتستهدفه، ولكن أنت موجود على الجبل خارج المدينة، وتقصف كل المدينة، وتقتل الناس؛ فهذا الأمر غير مقبول أبداً. وقالوا لي: إن الأمر ليس من عندنا (داود راجحة وفهد الفريج)، وإن هذا الأمر لم نعطه نحن، فانزعجت، وقلت لهم: إذا كان قائد الفرقة الذي كنيته عبود هو السبب -قلت لوزير الدفاع- فيجب أن تعفيه من مهمته. وفعلاً، تمّ إعفاؤه من مهمته، وتحدّثت مع بشار أمامهم عبر الهاتف، وقلت له: يحصل كذا وكذا في دير الزور، وهذا الأمر غير مقبول. وضربت له مثالاً، وقلت: أمين فرقة حزبية كان موجوداً ومناوباً لحماية فرع الحزب، فجاءت قذيفة إلى منزله، وقتلت زوجته وأولاده، فهذا الرجل إذا كان مناوباً، يحمي فرع الحزب، فهل هو مع الدولة أم ضد الدولة؟ هل هو مع النظام أم ضد النظام؟ فكيف يتمّ هذا الموضوع؟ وهذا الأمر غير مقبول على الإطلاق، فلا يجوز أن يحدث هذا الأمر، وإذا كان هذا الأمر يحدث في دير الزور وبقية المحافظات فنحن نرتكب أكبر خطأ.
فشعر بأنني منزعج، وقال لي: كيف تتكلم معي هكذا؟! يعني بهذه الحدّة والأسلوب، فقلت له: لأن الوضع -بهذا الشكل- لا يحتمل. فقال لي: حسناً، سنلتقي، ونتكلم، وإن كان لديك وزير الدفاع ورئيس الأركان فقل لهما: أن يوقفوا كل شيء، وتُعطى مهلة ثلاثة أيام (72 ساعة)، و"تتمّ المحاولة مع المسلحين لإخلاء المدينة" حسب كلامه، وقال: فليخرجوا ويغادروا. فقلت له: مع سلاحهم؟ فقال لي: حتى لو مع سلاحهم، فليغادروا؛ حتى لا يتمّ قصف المدينة.
وبالفعل، تمّ إيقاف القصف على مدينة دير الزور لمدة 72 ساعة. وكان يوجد محاولات ومشاورات، واستدعيت من أهالي المدينة وفداً، وطلبت منهم أن يبقى أهالي المدينة في مدينتهم، ولا يتمّ قصف المدينة، وعليهم أن يخرجوا، ويأخذوا أسلحتهم معهم، ويذهبوا إلى الأرياف أو أي مكان يختارونه. والمهم ألا يتمّ قتل وسفك دماء الأبرياء والسكان؛ وبالتالي إذا أصبح هناك قصف فالناس غادرت المدينة، ونحن نتحدث عن 300 ألف مواطن مدني جميعهم غادروا، وهم موجودون بحالة مأساوية، سواء كان في محافظة الحسكة أو الرقّة أو دمشق وغيرها. ولم يكن هناك استجابة من الفصائل التي كانت موجودة في المدينة، وفيما بعد عاد القصف مرة ثانية، وهذه كان نقطة خلاف بيني وبينهم.
وفي حلب أيضاً -للأسف- استمرّ الأمر بهذا الشكل، ولم أكن راضٍ أن تُعالج الأمور بهذا الشكل؛ لأنه لا يوجد نتيجة، وهذا الأمر ناقشته مع بشار لاحقاً في لقاء خاص، وهو كان يقول: إنها معركة، ولابدّ من الانتصار، وأثناء المعركة لا يوجد محاسبة، ولابدّ من إعطاء القادة الميدانيين صلاحيات حتى يتصرفوا وفق ما تقتضي الحاجة في الميدان. وكانت وجهة نظري: إن هذا القرار غير صحيح، فقد يكون القائد برتبة متدنية، وقراره غير صحيح، وأنت تتعامل مع شعبك وأبناء شعبك، وهم أشخاص أبرياء، ليس لهم ذنب، فكيف نمارس القتل عليهم؟! وهذا الموضوع مختلف، وليس معركة عسكرية مع عدو، وأنت تتعامل مع أبناء بلدك، ولكنني رأيت أن بشار مصمّم، فقلت له: إن المعركة -كما قلت لك أول مرة- أن تكسب الشعب، وليست أن تنتصر، فلم ينتصر أحد على شعب. ولم يكن بشار مرتاحاً للحديث.
بعد أيام حصل تفجير خلية الأزمة (مكتب الأمن القومي)، وخلية الأزمة التي يرأسها العماد حسن تركماني تجتمع في مكتب الأمن القومي، وأحياناً أخرى في مكتبه أو في مكتب في وزارة الدفاع. ولكن في ذلك اليوم، كان الاجتماع في مكتب الأمن القومي عند اللواء هشام بختيار، وحصل التفجير من خلال عبوة ناسفة، وُضعَت بعد أن تناولوا [طعام] الإفطار، وعادوا إلى طاولة الاجتماع، وهي نفسها التي أفطروا عليها، وكانت العبوة مزروعة، وهي في مقدمة الطاولة، وكان على رأس الطاولة العماد حسن تركماني، وعلى اليمين داوود راجحة، وعلى الشمال العماد آصف شوكت، وبعده يوجد وزير الداخلية، ورئيس مكتب الأمن القومي، واللواء صلاح. الموجودون على رأس الطاولة هم من قُتلوا مباشرة: العماد حسن تركماني، والعماد داوود، والعماد آصف شوكت. وأنا مقتنع 100% أن الذي قام بهذا العمل هو بشار، أو أخوه ماهر، أو الاثنان معاً للتخلّص من آصف شوكت، فكان الهدف هو قتل آصف شوكت، حتى عندما خرجت الجنازة كانت من قاسيون، وكانت كل الترتيبات موجودة لجنازة يحضرها الرئيس بالذات، وعندما ذهبنا إلى قاسيون كان الأستاذ فاروق الشرع، والأمين القطري المساعد، ورئيس مجلس الشعب، وأنا، وكل القيادة، وكل الترتيبات العسكرية. وكنا ننتظر بشار أن يأتي، ولم يأتِ، وتواصلنا معه، فقال: إنه لا يريد الحضور لأنه زوج أخته؛ وبالتالي لا يريد أن يعطي انطباعاً للسوريين بأنه خرج؛ لأنه زوج أخته. فقال له الأستاذ فاروق: إنها جنازة وزير الدفاع [أيضاً] وهو نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة، ونائب نائب رئيس الجمهورية، وآصف شوكت، وأنت لا تشارك فقط من أجل آصف شوكت. ولكن بشار أصرّ على ألا يشارك في الجنازة. والحادثة التي حصلت أثناء الدفن في المدحلة في طرطوس، والكلام الذي قالته بشرى تجاه بشار وماهر، والخلافات الموجودة، وانزعاجهم من آصف، وخوفهم منه، أدى إلى التخلص من آصف شوكت، وتبع التخلص منه التخلص من الآخرين أيضاً؛ لأن التحقيقات وغيرها لم تثبت شيئاً عن الذي قام بالتفجير، فعند تسميم خلية الأزمة الأولى كان الشخص الذي قام بالتسميم معروفاً، وتمّ متابعته وطلبه من الإنتربول الدولي، وأما في التفجير الثاني، لم تظهر أي نتائج، ولم يُعرَف من وضع العبوة الناسفة مع أن العناصر الموجودين في مكتب الأمن القومي جميعهم جاؤوا مع اللواء هشام من إدارة أمن الدولة، عندما كان هو مدير إدارة أمن الدولة، وهو واثق من عناصره، وعدد العناصر محدود وبالاسم؛ وبالتالي قناعتي بأن الذي قام بهذا العمل هو بشار الأسد وأخوه ماهر؛ للخلاص من آصف شوكت، ومن قُتل نتيجة هذا الفعل الذي تمّ كان من أجل التخلص من آصف.
خلية الأزمة الأولى التي تمّ تسميمها في مبنى القيادة القطرية، في مكتب السيد سعيد بخيتان: أحد العناصر (الحاجب) وبعد تواصل الثوار (الجيش الحرّ) معه أقنعوه بأن يقوم بالتسميم، وأنهم سيخرجونه وأهله، ويساعدونهم خارج سورية. وبالفعل، عندما وضع الحاجب طعام الإفطار، وبعد أن أضاف السّمّ إلى الطعام، غادر مباشرة مبنى القيادة.
حدثني اللواء الشعار (وزير الداخلية) عن الحادثة، وسمعتها من الأطراف الأخرى أيضاً (الذين كانوا حاضرين). سأل الأمين القطري المساعد عن الحاجب: أين فلان؟ حتى يأتي لهم بشيء ما، فقالوا له: إنه غادر، وسأل الشرطة العسكرية عند الباب الرئيسي، فقالوا له: إنه خرج راكضاً من مبنى القيادة. فأوقف من كانوا يتناولون الطعام، وقال لهم: أوقفوا الطعام. ومباشرة استدعوا الإسعاف، ونقلوهم إلى مستشفى الشامي، وكان آصف هو أكثر شخص أكل [من الطعام]، والعماد حسن، ووزير الداخلية. والآخرون لم يأكلوا كثيراً، ولكنهم استطاعوا أن ينقذوهم من خلال الترياق المضاد لهذا السمّ، والشخص ذهب إلى خارج سورية، وهو مطلوب من الإنتربول الدولي، وأهله موجودون في دولة مجاورة، هذا بالنسبة لتسميم خلية الأزمة الأولى.
وأما خلية الأزمة الثانية ومقتل آصف شوكت، والعماد حسن، والعماد داوود، واللواء بختيار توفي فيما بعد، الحقيقة أن نتائج التحقيق لم تظهر على الإطلاق، والأمر تمّ دفنه. وكانت هناك أحاديث كثيرة تقول: إن ماهر الأسد كان موجوداً، وأُصيب، وهذا الكلام غير صحيح، وهذا الكلام كان يُعطَى للإعلام للتغطية، ولم يكن ماهر موجوداً، وماهر لا يحضر اجتماعات خلية الأزمة.
معلومات الشهادة
الموضوع الرئیس
خلية إدارة الأزمة (خلية الأزمة)حكومة رياض حجابكود الشهادة
SMI/OH/128-12/
أجرى المقابلة
عبد الرحمن الحاج ، منهل باريش
مكان المقابلة
الدوحة
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
2012
updatedAt
2024/08/01
المنطقة الجغرافية
محافظة طرطوس-محافظة طرطوسمحافظة دير الزور-مدينة دير الزورمحافظة حلب-محافظة حلبمحافظة دمشق-مدينة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
مكتب الأمن القومي في حزب البعث _ النظام
خلية إدارة الأزمة (خلية الأزمة)
إدارة المخابرات العامة / أمن الدولة
شعبة المخابرات العسكرية - الأمن العسكري
رئاسة الوزراء - النظام
وزارة الدفاع - النظام
القيادة القطرية لحزب البعث
الكلية الحربية في حمص - نظام
منظمة الشرطة الجنائية الدولية - الإنتربول