الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

محاولات دمج تنسيقيتي داريا والخلافات وأسباب الفشل

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:19:22

الخطوة التي بعدها كانت أننا نريد أن ننشئ تنسيقية واحدة، وهذا الكلام بدأ بينما كنا ننسق مع الجيش الحر، ولكن كما ذكرت بدأت أدرك أن هذا التنسيق ليس له تأثير، وبشكل أساسي أريد أن أركز على الدائرة المدنية.

سعيت في اتجاه جديد، وهو أن نضع رؤية ونتفق عليها؛ رؤية فيها بنود عامة عن الحراك السلمي، وأي شخص يوافق عليها فإننا ندعو الأشخاص الذين لهم تأثير على الأرض، وننتخب تنسيقية واحدة، وعندها نتكلم عن موضوع [تنسيقيتي] الإسقاط واللجان. 

كان يوجد فيه أكثر من مقترح يعدل، وأجتمع مع أشخاص وغير ذلك، وأذكر أنه مضت فترة ما كان هو شغلي الشاغل بشكل أساسي، و إلى حد ما نظمت الأمور الإعلامية في التنسيقية بعد نبيل، وبات يوجد أكثر من" أدمن" (مشرف) داخل داريا وخارج داريا، فأصبحت أمور النشر والتواصل كلها فقد أعطينا تفويضًا للأشخاص المتخصصين في هذا الأمر، وأصبح يوجد ساعات معينة يعني من الساعة الفلانية إلى الساعة الفلانية يوجد شخص يكون    " أون لاين"، وإلى حد ما أصبح دوري الأساسي ميدانيًا، وجزء من الوقت كان من أجل هذه الاجتماعات، واجتمعت مع أشخاص لم أكن أعرفهم من قبل، وأشخاص أعرفهم ولكنني منقطع عنهم منذ زمن بعيد، وبشكل عام أعتقد أن الجميع كان مرحبًا بفكرة التنسيقية الواحدة ما عدا شريحة صغيرة جدًا.

اتفقنا في إحدى المرات على أن نجرد الأسماء، ووضعنا قائمة وكنا ونذهب إلى فلان من الناس، ونضيف عليها ونعدلها، في وقتها وضعنا ثمانين أو اثنين وثمانين اسمًا تقريبًا -بحسب ما أذكر- كانوا فاعلين في الحراك السلمي. وأذكر أنني عندما أتكلم لأول مرة مع شخص في الفكرة كان يفترض، ولا يأخذ الأمر بشكل جدي، أو يعتبر أنني غير صادق معه، ويعتبر أنه من غير المعقول أن نترك تنسيقية اللجان ونتنازل عنها [لأجل التوحد!]، ثم فيما بعد عندما يرى الاجتماعات واللقاءات، ويتكلم مع فلان يأخذ الأمر بشكل جدي أكثر. واتفقنا في إحدى المرات على اجتماع في الأرض الشرقية، وكان يوجد أرض عميقة في داخل البساتين، وكنا نجري فيها مظاهرات غالبًا، وحتى لو جاء الجيش إليها فإنه يحتاج على الأقل إلى ثماني أو سبع دقائق حتى يصل إلى داخل الأرض، حتى لو دخل بشكل سريع، ليكون هناك وقت كاف من أجل التفرق. اتفقنا على إجراء الاجتماع هناك، وحددنا موعدًا، أظن أنه كان بعد صلاة العصر.

في ذلك اليوم منذ فترة الظهيرة جاءت أكثر من مدرعة، وتوقفوا عند المفارق الداخلية في داريا، على التقاطعات. ولا أعرف إذا كان السبب أنهم علموا بالاجتماع، واحتمال كبير أنهم يعرفون به؛ حيث كان عدد الأشخاص المدعوين إليه ثمانين شخصًا تقريبًا، وطبعًا رقم ثمانين هو رقم مبالغ فيه جدًا، وخاصة في الظروف الأمنية الموجودة في وقتها، ولكن كانت الفكرة هي مشاركة شريحة أكبر من الأشخاص الفاعلين، وعندما رأينا هذه المدرعات تواصلنا [مع الآخرين] واتفقنا على تأجيل الاجتماع، و لست متأكدًا إذا ما كانوا (الأمن) قد علموا بالاجتماع أو كانوا موجودين من أجل سبب آخر؛ لأنه أحيانًا يحصل و يكون هناك تشديد أمني يكون الأمر مفاجئ، وقد يكون الأمر بناء على إخبارية، فتأجل الاجتماع، وعندها كان يوجد أكثر من شخص لديه اعتراض على هذه الطريقة [على افتراض] أنها فضفاضة جدًا، وأنه تمت دعوة الكثير من الناس، وأنه يجب أن نجد طريقة محددة ومدروسة أكثر.

 عدنا وأجرينا اجتماعات وفي النهاية اتفقنا على أحد عشر شخصًا، يمثلون اللجان والإسقاط والطبية، وأشخاص حياديون لهم وزنهم، [على افتراض] أن هؤلاء الأشخاص يضعون قائمة مكونة من ثلاثة وثلاثين شخصًا هم الهيئة العامة للتنسيقية الجديدة. وفعلًا، اجتمعنا نحن الأحد عشر شخصًا، وأخذنا نستعرض القائمة التي يوجد فيها اثنان وثمانون شخصًا -لست متأكدًا من العدد- ولكنه كان بالعشرات، وبدأنا نغربل العدد، [ونحدد] من هم الأشخاص الفاعلون أكثر، وهذان الاسمان مثلًا محسوبان على نفس الدائرة، وحصل في وقتها خلاف على أسماء، فهناك أسماء أعتبرها فاعله جدًا من البدايات، فيأتي شخص من الطرف الثاني، ويقول: فلان من الناس. ولكن فلان اعتقل عدة شهور، ومنذ شهرين خفف من نشاطه، فهل تقول: ليس له علاقة؟ وهم كانوا يريدون طلب بعض الأسماء حتى يثقلوا التوازن، فكان يجري أخذ ورد، ورفاقي كانوا يعتبون عليّ؛ لأنني متساهل زيادة عن اللزوم في الموضوع، وبصراحة كنت أريد أن تسير الأمور، وأعتبر أنها إذا سارت، وأصبح هناك تنسيق فالهدف بحد ذاته جيد جدًا. وقد أكون واهمًا قليلًا في القصة؛ لأنه في النهاية الفرق ليس كبيرًا. بمعنى أن الفرق على" الفيسبوك" أو "الإنترنت" أو من بعيد [ليس كبيرًا]، فعندما نجلس مع بعضنا تشعر وتكتشف أنه يوجد دائرة كبيرة مشتركة، وبغض النظر أين أصبحت دائرة التنسيقية، سواء كانت أقرب إلى إدارة التنسيقية الجديدة، أو أقرب إلى هذه التنسيقية أو الأخرى لا يوجد فرق كثير؛ بما أنه يوجد قواعد عامة على اعتبار أنه حراك سلمي ومدني.

واخترنا ثلاثةً وثلاثين اسمًا، واتفقنا على مكان الاجتماع، وهذا الكلام كان بين الشهر الخامس (أيار/ مايو) والسادس (حزيران/ يونيو) بدايات التنسيق كانت في الشهر الخامس، واستمر إلى الشهر السادس، وأجرينا الانتخابات في بداية الشهر السابع (في بداية شهر تموز/ يوليو 2012)، وأذكر أنه كان قبيل رمضان، ونحن نتكلم في وقتها عن شهر شعبان.

وضعنا رؤية للتنسيقية، وأذكر أنها كانت مؤلفة من خمس فقرات: مبادئ الثورة في الحرية، والعدالة، والكرامة. وأذكر مثلًا: أنه كان مطروحًا فيها دولة مدنية، وحصل عليها الكثير من الاعتراض، ووضعنا عبارة: أن الدولة تضمن مبادئ الحرية. وأحاول أن أتكلم بدقة عن الذي حصل، بغض النظر إذا كنت سعيدًا بهذا الأمر أم لا.

وأضافوا فقرة وأصروا عليها، لها علاقة بدور المرأة -وسوف أتكلم عنها بعد قليل لأنها كانت مزعجة لدى بعض الناس- كان هناك اعتراض على مشاركة المرأة في المظاهرات، واعتبار مشاركتها قد تعرضها للاعتقال والاغتصاب، ونحن في غنى عن هذا الأمر. ويوجد أشخاص على العكس من ذلك، ويرون أنها يجب أن تكون مشاركة أكثر، وكان يجب أن تكون مشاركة ضمن ضوابط. وأصبحوا ستة بنود في ذلك الوقت.

كان يوجد الكثير من التنازلات في العملية، [لأني] كنت أريد في النهاية أن يتم إنجاز التنسيقية، واجتمعنا في النهاية. وأظن أن رقم ثلاثة وثلاثين كان عالقًا في ذهني، وكنا نكرره اجتمعنا في منزل شخص كان اسمه أبو علي شعيب، وكان معتقلًا وهو كان من الأشخاص الفاعلين في الحراك، ثم خرج، واستمر في النشاط، ثم استشهد-رحمه الله- وكان لدينا رمزية أن الاجتماع في منزل شخص معتقل، فعدنا وذكرنا بالخطوات التي حصلت من قبل، وكيف وصلنا إلى هنا، وأننا نريد تنسيقية تمثل الحراك بشكل عام، ولسنا متمسكين باسم لجان أو إسقاط. وكان من ضمن الاتفاق: أنه عندما يكون هناك تنسيقية يتم إغلاق صفحة الإسقاط وصفحة اللجان بعد شهر، وتنشأ صفحة جديدة، أو (عفوًا) نجمدها ولا نغلقها، ونكتب منشورًا: أنه تم الانتقال إلى الصفحة الموحدة.

الفكرة أن يوجد ثلاثة وثلاثون شخصًا، ينتخب للإدارة سبعة أشخاص، والإدارة تعين مكتبين: مكتب إعلامي، ومكتب حراك سلمي. والإدارة هي التي تضع نظامًا داخليًا، فوضعنا تسلسلًا معينًا، وجرت الانتخابات، وانتخب سبعة أشخاص، وأنا كنت أحدهم. ويوجد ثلاثة أشخاص كان شخصان منهما من ضمن أعضاء تنسيقية اللجان، وشخص واحد محسوب على التنسيقية، والثلاثة الآخرون: شخص واحد منهم من الإسقاط، وشخصان مستقلان، ولكن أقرب إلى الإسقاط. وكانت تلك مشكلة، ونحن نعتبر أن الأغلبية لجان، ومهما صوتنا، وقلنا لهم: الأمر عادي وديمقراطية. واتفقنا لمدة شهرين فقط. وهذه كانت - لا أريد أن أقول أحد الأمراض- إحدى الممارسات الخاطئة، ولكنها كانت بحكم الضرورة: فأنت مهما فعلت في الانتخابات يجب وضع مدة قصيرة نسبيًا؛ من أجل إعطاء فرصة لاختيارات مختلفة فيما بعد، ولكن في الحقيقة، مدة شهرين لم تكن كافية لفعل شيء.

أصبح هناك إدارة، وبدأنا بوضع النظام الداخلي، وشروط الانضمام، وأننا سوف نوسع التنسيقية بناء على شروط معينة، ووضعنا مكتبًا إعلاميًا، ومكتبًا ميدانيًا. ولم يكن هناك خلاف على أعضاء المكاتب، وحاولنا أن يكون فيها توازنًا، ونشمل الشباب المستقلين الفاعلين، حصل الكثير من المساجلات ضمن النظام الداخلي، فقد كنت أريد أن أضع شرطًا، أو أن يكون أحد البنود تأكيدًا على أهمية الحراك السلمي. وفي إحدى المرات اقترحوا شخصًا أن يكون عضوًا في مكتب الحراك السلمي، وهو كان منضمًا إلى الجيش الحر ومكثر (يشارك ويجاهر في مشاركته في عمليات الجيش الحر)؛ فأنا اعترضت، فلا مانع من أن يشارك في العمل معنا، ولكن [لايمكن أن يكون عضو في مكتب الحراك السلمي] فادّعوا في إحدى الجلسات أنني قلت:" كيف يمكنني أن أضيف إلى مكتب الحراك السلمي شخصًا يكفر بالسلمية صباحًا ومساءً؟!" وأنا لا أذكر أنني قلت هذا الكلام، وأنا لا أتكلم بهذه الطريقة، ولكنهم اعتبروا[عبارة] يكفر بالسلمية تدل على أنني أعتبر السلمية دينًا؛ لأنه فيما بعد أنشأت لجنة من أجل حل الموضوع والاعتذار.

 اتفقنا على النظام الداخلي بعد جهد جهيد، وما كان يجري حرفيًا- مع الأسف- أننا مثلًا: نجلس ثلاث ساعات، ونتفق على بنود معينة، ويبقى قسم أخير للنظام الداخلي نتكلم عنه غدًا أو بعد غد. ونأتي إلى الجلسة الثانية، فيقوم شخص، ويقول: أنا لسًت موافقًا، فنقول له: ألم نصوت البارحة؟! كان الأمر بهذه البساطة، ومع الأسف كان هذا عائقًا كبيرًا جدًا، فلم تكن هذه الآليات متمكنة، والموضوع أن الشخص يذهب، ويسمع من رفاقه، ويأتي [ليقول أنا غير موافق]. 

وبصراحة الأمر كان صعبًا جدًا، لكن في النهاية اتفقنا على نظام داخلي، واتفقنا على مكتبين، وبدأت المكاتب تعمل، كنت أنا في المكتب الإعلامي، ويوجد مكتب حراك سلمي. وعندما أتممنا شهرًا واحدًا جاء موعد إغلاق التنسيقيتين، دخل شخص من" الأدمن" (مشرفي الصفحة) من تنسيقية الإسقاط، وقال: إن الصفحة عمرها سنة ونصف تقريبًا. وقال: أنا لست مستعدًا، ويوجد فيها جهود الشباب- ومن هذا الكلام- وأنا لست مستعدًا لإغلاقها… وكتبت له: إن صفحة التنسيقية عمل بها يحيى ونبيل وفلان وفلان- ووضعت له أسماء الكثيرين- وجميعهم جهدهم مشكور، ولكن يوجد مصلحة مشتركة يجب أن نقوم بها، وأنا لست سعيدًا؛ لأنني سوف أغلق صفحة الإسقاط، ويوجد فيها آلاف المشاهدات. فتكلمت معه بنفس المنطق. وهنا دخل شخص، وتكلم كلام مسيئًا جدًا، كان شخصًا من الموجودين، وعادوا -ويوجد أمر أريد أن أقوله: إنني عندما قررت أن أعود إلى داريا، وأستقر فيها عملت حسابًا جديدًا على" السكايب" و"الفيسبوك"، ولم أعد أستخدم حساب ماهر، وتركت اسم ماهر من أجل التواصل الخارجي، وأصبح اسمي أبا يامن - وفتحوا قصة أن أبا يامن يقول: إنك تكفر بالسلمية. واعتبرها دينًا؛ وحصل خلاف، وهذا الكلام في شهر رمضان، قبل العيد بأسبوع تقريبًا، في بداية الشهر الثامن (آب/ أغسطس).

وكوّنوا لجنة إصلاح أو تحكيم؛ يريدون أن ينظروا بالإساءة التي حصلت، وأن أحد الأشخاص قام بالشتم، وينظرون في كلمة أبي يامن. بمعنى أنهم وضعوهما في نفس المقياس!

وفي ذلك الوقت، أفترض أنه أصبح واضحًا بشكل عام: أنه يوجد "أدمن"(مشرف) على الأقل، أو مجموعة من ضمن الإسقاط، هي التي رفضت الاستمرار في المشروع. وكان هذا الأمر بالنسبة لي محبطًا جدًا؛ فهناك جهد استمر أشهرًا حتى وصلنا إلى هذا المستوى. وبعض أصدقائي كانوا ينتقدونني في القصة، ويقولون لي: أنت في كل هذا الجهد فقط أثبتّ ما كان مثبتًا من قبل: أنه يوجد طرف منفتح من أجل التنسيق والتعاون، ويوجد طرف أقل [انفتاحًا] أو هو المعرقل، وهو الذي يريد دائمًا أن يكون موجودًا. وبعد كل هذه الشهور، أنت أضفت مثالًا إضافيًا إلى هذه الحقيقة!

فأنا أعتبر أنني بذلت جهدي في هذا الموضوع، وربما نكون قد استطعنا أن نوضح هذه الأمور إلى شريحة أكبر، وأصبح هناك قابلية للتنسيق، وانكسرت ثنائية الإسقاط واللجان، ويوجد أشخاص انعزلوا إلى حد ما ولو بشكل غير كامل، وتوضح أنهم كانوا يعرقلون.

الآن أتكلم بهدوء نسبي عن الموضوع، ومن قبل كان يستنزف جهدك ونومك، وخاصة أنك تمشي [ملتزم بمهام] وكل أمر يحتاج إلى نقاش وأخذ ورد وطولة بال(صبر). وأحيانًا يوجد أشخاص غير موافقين- حتى من الفريق نفسه الذي أنا منه- على النهج، ولكن إلى حد ما أستطيع أن أقول: إنني رقم واحد في التنسيقية، وكانوا يفوضونني، فهم يعطون رأيهم، ويعترضون، ولكن في النهاية أنت الذي تباشر الأمر بنفسك وأنت الذي تلتقي معهم.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/08/28

الموضوع الرئیس

الحراك في داريا

كود الشهادة

SMI/OH/34-21/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

أيار -حزيران- آب 2012

updatedAt

2024/03/16

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

تنسيقية مدينة داريا - الشعب يريد إسقاط النظام

تنسيقية مدينة داريا - الشعب يريد إسقاط النظام

تنسيقية داريا - لجان التنسيق المحلية

تنسيقية داريا - لجان التنسيق المحلية

الشهادات المرتبطة