الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تسميم "خلية ادارة الأزمة" واللقاء برزان زيتونة ووائل حمادة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:21:30

 في رمضان أيضًا وبسبب الأريحية الأمنية -بحسب تفسيري- ولأن المزاج بدأ يتجه إلى أن الثورة في انتصار أو على الأقل في تصاعد؛ فدخل على الخط جزء جيد من الأشخاص الذين لم يكونوا مشاركين سابقًا، أو كانوا مشاركين أو داعمين، وانتقلوا الآن خطوة إلى الأمام، وأذكر حدثت طفرة أو فائض من الاجتماعات؛ فتسمع بأن هناك اجتماعًا من أجل إنشاء مجلس، ويريدون أحدًا من التنسيقية للحضور، وأذكر كان هناك بعض الشباب مع التنسيقية لكن كانوا معتقلين ومفرج عنهم [حديثًا] وهؤلاء لديهم نفس(همة) ويحضرون هنا وهناك، [فيقولون لي]: يا أبا يامن، تعال لنذهب معًا،[فأقول لهم]: احضروا أنتم، فإذا كان هناك شيء[مهم] نرى(نناقشه)، فأذكر أنه في أقل من أسبوعين حضرت مع ثلاث مجموعات منفصلة على الأقل، كانت تسعى من أجل تأسيس مجلس تحت مسميات مختلفة، والطريف أن كل مجموعة تتكلم [قائلة:]أنا الجيش الحر [لي كلمة عليه وأستطيع أن أضبط تصرفات عناصره] فيتضح فيما بعد أن ابنه أو ابن أخيه قائد مجموعة في الجيش الحر، ولا يعرفون أننا منذ أشهر ونحن نحاول أن نعمل معهم. 

[كان عدد السكان في داريا تقريبًا 250 ألف نسمة وحتى وقتها لا يوجد نزوح]تكرر [قصف]الهاون أكثر من مرة، ولكنها قليلة جدًا، ولم يحصل هجمات أو اجتياح بشكل يؤدي إلى خروج الناس من داريا. لا أعرف إذا كان يوجد أشخاص قد بدؤوا [النزوح] من داريا؛ لأنه يوجد جزء من[السكان] من أهالي داريا [نفسها] ويوجد جزء [من سكانها] من أهالي دمشق، وربما في بعض الحالات كان [البعض من أهالي دمشق المقيمين في داريا] يفضل أن يبقى في دمشق إذا كانت مدرسة أطفاله في دمشق؛ من أجل الحواجز، ولكن الحياة كانت طبيعية بشكل كامل.

[كنتيجة] لهذه الاجتماعات التي حصل الكثير من النقاشات، توصلت إحدى المجموعات إلى إعلان مجلس قبيل العيد -في آخر رمضان- حينها كانت رؤيتي منذ أن بدأت في موضوع التنسيق أننا أولًا يجب أن ننشئ تنسيقية موحدة، ثم مجلسًا ثوريًا الذي كان يضم ناشطين مدنيين ومن الحراك المسلح، والخطوة الثالثة هي [تشكيل] مجلس مدينة [الذي] يضم ناشطين سلميين، وفيه من الحراك المسلح، وفيه وجهاء ومثقفون [من] المناصرون للثورة، حتى لو لم يكونوا ناشطين فيها، [لأننا] في النهاية نريد مجلسًا للمدينة كلها، فكان المفروض أنها ثلاث مراحل، وكان توحيد التنسيقية هو الخطوة الأولى، والخطوة الثانية يكون [فيها] مجلسًا ثوريًا نظاميًا بجناحين، ثم يأتي المجلس المدني أو مجلس المدينة، هذا هو التوجه الذي كنت أسير به،[لكن] بعد أن فشل توحيد التنسيقية بشكل واضح، بدأ يتغير التوجه، ولكن إلى [حد] رمضان كان تفكيري هكذا، وشاركت في تلك الاجتماعات بشكل فعال، لكن تبين في النهاية أنه كان يوجد تعارض، وكل فئة تحاول أن تسحب إلى طرفها.

أظن أنهم اجتمعوا في ليلة القدر -قبل العيد بيومين- كنا نجتمع في اتجاه معين، واتفقنا على أن نجتمع بعد يوم في المكان الفلاني، ولكنهم اجتمعوا بعد ثلاثة أيام في مكان آخر، فاتضح لنا أنهم يريدون أشخاصًا معينين، ولا يريدون البقية، وأعلنوا عن مجلس أسموه بمجلس قيادة الثورة في داريا، وأنشؤوا صفحة [فيسبوك] انتشرت قبل العيد بيوم أو يومين،[كان] أغلب القائمين على [المجلس] ناشطين فعلًا، ولكنهم عمليًا حيدوا بشكل أساسي تنسيقية اللجان بشكل كامل، وحتى أنهم حيدوا تنسيقية الإسقاط ما عدا شخصين منها أو قريبين منها. الطريف في الموضوع؛ ففي مرحلة لاحقة، كانت مجموعة من شباب الإسقاط يتكلمون معي أو مع شخص آخر ويقولون: بأن هذا الأمر غير ممكن، وأنهم [المجلس الجديد] بدؤوا يعملون لوحدهم، ونحن يجب أن نفعل [يكون لنا مشاركة]، فنجيبهم بأننا منذ شهور ونحن نحاول أن نكون سوية [نوحد التنسيقيتين].

من ضمن التعليقات التي تكررت في 2012 قبل الانتخابات في مصر بقليل، كان الحديث عن دولة مدنية أو دولة إسلامية، وأنتم تريدون دولة مدنية، مع أنه بحسب قناعتي أن جزءًا كبيرًا من الذين كانوا يناقشون لا يعرفون أبسط مقومات الدولة، فقد كنت أقول لهم: إذا بقينا نختلف من الآن على هذه الأمور فلن نحصّل دولة مدنية، ولن نحصّل دولة إسلامية، لنعمل على الأمور التي نتفق عليها، وفيما بعد في مراحل لاحقة هناك انتخابات ودستور، لكن مع الأسف كانت المفاصلة في كل المستويات. 

أذكر أنه بعد انتخابات التنسيقية قبيل رمضان، كانت الانتخابات التنسيقية في بداية الشهر السابع (تموز/ يوليو) كما ذكرت لك، كنا متفقين على أن نقوم بإغلاق الصفحتين (صفحتي التنسيقية والإسقاط على الفيسبوك) بعد شهر أو خمسة وأربعين يومًا فعندما جاء هذا الموعد بدأ الخلاف في رمضان قبيل العيد. وفي الشهر السابع (تموز/ يوليو) نسقنا للقاء في دمشق مع رزان زيتونة ووائل، حينها قام أسامة نصار بتنسيقه، وذهبت أنا ومعتز -لا أذكر إذا كان معنا بشار معضماني- لكن أذكر أنني كنت موجودًا بالإضافة لمعتز مراد وأسامة نصار ورزان ووائل، وأشخاص آخرون في منزل كانوا قد استأجروه -أظن في الصالحية- كان أحد أهداف الاجتماع -لست متأكد من الهدف الرئيسي- مناقشة ما يحصل في داريا، وكان حينها [قد شكل] في دوما "أحرار ثورة الكرامة دوما" وأذكر أن وائل كان موجودًا فيه، فقمت بعرض ماعملنا عليه والذي نسعى له، أذكر أن رزان لم يكن يعجبها عندما قرأنا الرؤية -وخاصة عندما قرأنا مشاركة المرأة بما يضمن كذا- انزعجت بشكل واضح، وكانت محبطة كثيرًا، فقد كانت تظن أن نموذج داريا مختلف؛ فقلت لها: نحن فعلًا مختلفين، ولكن في النهاية جزء من داريا، وأنا توجهي بهذا الشكل أن يكون العمل للجميع، فكانت الجلسة حادة قليلًا، وكانت مزعجة بالنسبة لي بمعنى أنني لست مرتاحًا، ولكنني سررت أنها حصلت. 

بعد أن زالت الحدَّة قليلًا تكلم وائل الذي كان صامتًا طوال الجلسة لمدة عشر دقائق، وهو بطبيعته شخص هادئ، فكان يشرح أن هناك طريقتان في التنسيق، فالطريقة التي تعمل بها أنك تريد أن تجمع الجميع، ولكن بطريقة ما سوف يكون هذا التجمع بدون هوية أو توجه واضح [ومثل هذا التجمع] يحمل بذور الخلاف في داخله، ويوجد طريقة ثانية وهي أن تحدد هويتك وتوجهك، وتتعامل مع الأشخاص الذين يشبهونك والمتفاهيمن معك [وفيما بعد] تفتح جسورًا من أجل التعاون مع الآخرين، والذي فهمته أن هذا هو ما يقوم به في" أحرار الكرامة".

وبصراحة في وقتها كان الكلام مهمًا جدًا، وجعلني أراجع نفسي وتفكيري أكثر، حتى لو أنني في النهاية بقيت على التوجه الأول الذي كنت أمشي به، ولكن بوعي أكبر، وفي هذه الجلسة كانت آخر مرة أرى فيها رزان ووائل فيها، وبصراحة أشعر بالخسارة؛ لأنني أعتقد أن رزان هي رمز كبير، ولكن كان بالنسبة لي وائل خسارة كبيرة وخسارة حقيقية على مستوى الوعي والرؤية، وكنت أتمنى لو أنه كان في تلك الفترة إمكانية للقاءات أكثر، ليس معهم فقط ولكن معهم ومع أمثالهم، فبصراحة نحن كنا غرقى في العمل الميداني وكان التواصل والتنسيق مع أشخاص يعجبوك ولا يعجبوك يستنفذ وقتنا وجهدنا وأعصابنا وفي أشياء صغيرة وأشياء أقل أهمية، في الوقت الذي كان يجب أن يصرف الجهد بشكل أكثر على التواصل على مستوى أكبر؛ على مستوى وطني، أو التنسيق لبلورة رؤية أوضح كان أمرًا صعبًا جدًا [علينا] بسبب الظروف الأمنية بشكل أساسي وعوائق أخرى.

كل فترة كان يوجد لقاء إما في دمشق أو على الإنترنت مع أشخاص مثل ناشطون قدامى نعرفهم، أو نتعرف عليهم حديثًا، فتشعر أنك تأخذ جرعة أكسجين، ثم تعود للغرق في العمل، كنت قد حاولت في فترة أن أذهب إلى دمشق، وذهبت لمرتين أو ثلاث مرات فقط، فقد كان الموضوع صعبًا [لأنني] لا أملك هوية؛ والهوية التي كانت معي كانت مكسورة أو مشعورة، ومع ذلك ذهبت وخاطرت [بنفسي]، لكن ربما في أي لحظة [أعتقل]، فاسمي ووجهي معروف [بالنسبة لهم].

في إحدى المرات قال لي أخي أن شابًا من عائلة شحادة -العائلة ليست كبيرة ولكنها منتشرة في داريا، فيوجد أكثر من عائلة بنفس الكنية ولكن لا يوجد قرابة بينهم- في إحدى المرات أوقف حاجز على طريق صحنايا شابًا اسمه محمد شحادة، هو شاب صغير في العمر عمره عشرون سنة تقريبًا،فأخبرني أخي الكبير أنهم عندما أمسكوا به وشاهدوا هويته، اتصل الضابط برئيسه وقال له: سيدي لقد أمسكنا بمحمد شحادة، فقال له: سوف آتي إليك، ضعه جانبًا، فقال هذا الضابط للشاب الصغير: سوف يتم ترقيتي بسببك، لكن عندما جاء رئيسه يبدو أنه يعرف عمري أو لديه صورتي [فعلم أنه لست أنا]؛ قاموا بضرب الشاب، ثم تركوه، فالمقصد أن التنقل كان صعبًا.

يذكرني ذلك باعتقال مجد خولاني، الذي كان طالبًا في الجامعة عمره أقل من ثلاث وعشرين سنة في ذلك الوقت، عندما اعتقلوه أخذوا يلتقطون معه صور "السيلفي" داخل السيارة، وضعوه في السيارة وبدؤوا يتجولون في داريا وكأن اعتقاله نصر. 

[أيضًا] عندما اعتقلوا إسلام دباس في مظاهرات الورود، كانوا يلتقطون معه صور" السيلفي" وكانوا يقولون له: هل أنت إسلام؟ كنا نظنك غير ذلك! لأن إسلام كان صغير البنية وجميلًا وصغيرًا، فكان يوجد بالنسبة لهم أسماء يعتبرونها شيئًا كبيرًا، وأنهم حققوا إنجازًا عندما اعتقلوها أو قتلوها.

كنت أقول أن هذا اللقاء مع رزان ووائل ما يزال عالقًا في ذهني،و خسارة أنه لم يتكرر سواء معهم أو مع أشخاص آخرين مثلهم، فهو تزامن [مع فترة] بعيد انتخاب التنسيقية، وكنت أعاني من وضع النظام الداخلي، فبصراحة، ترك (هذا اللقاء) أثرًا في نفسي، [وعليه] بعد العيد مباشرة بدأت بطريقة مختلفة في العمل، وتركت موضوع توحيد التنسيقية.

كان المزاج العام في رمضان بعد [تفجير] خلية الأزمة، ودخول الميدان في تسارع، فقد كان من الممكن أن يسقط النظام، وحتى أنني أذكر أنني كنت وبجانبي شخص ما في منزل معين، فعندما جاء خبر [تفجير] خلية الأزمة قال [الذي بجانبي]: إن شاء الله سوف يسقط النظام، فقلت له: لا إن الأمر يحتاج إلى شهر.  

أنا أعرف الشخص الذي من المفترض أنه نسق الموضوع الذي قتل فيما بعد، هو كان يعرف أبو تيسير، ومرت فترات كان يجلس في بيته، [حيث] كان لهذا الشخص صديق يعمل مستخدمًا في مقر القيادة القطرية أو ما شابه، الشخص تطوع [للتنفيذ] ولكنه كان يريد شخصًا يقدم له سمًا يكون اكتشافه صعبًا أو ليس له رائحة، فقد كان أبو تيسير في صورة الوضع،[لكن] هل هو فعلًا الذي قام بالتنظيم؟ لست متأكدًا، ولكن أبا تيسير كان في صورة الوضع ويعرف من قبل [حصول العملية] ويبدو أنه كان يوجد موعد معين يريدون التنفيذ فيه [ولكنه] لم ينجح لسبب معين؛ بسبب تأخير أو ماشابه.

 عندما تمت [عملية] خلية الأزمة كان يوجد روايتين، قسم يقول إنه تفجير، وقسم يقول إنها [عملية] تسميم وركبوا التفجير عليها، لا أستطيع أن أجزم، وحتى هناك رواية [ثالثة] أميل إليها وهي أن إيران هي التي رتبت موضوع التفجير؛ لأنها تريد أن تتخلص من جناح معين؛ حتى تعطي [الحالة السورية] تدخلًا وتوحشًا أكثر.

ولكن بغض النظر عن ذلك، قد يكون الأمران متداخلين، ولكن يوجد عملية ويفترض أنها حصلت، هل هي نجحت أم لا؟ أنا لا أعرف، في وقتها قيل أنهم أخذوهم [القيادة] إلى مشفى الشامي، ولكنني لا أعرف صحة هذا الكلام.

ولا أعرف إذا كان خالد الحبوس قد تبناها بشكل علني، ولكن على الأقل كان يتكلم في الدائرة المحيطة بأبي تيسير كان يتكلم [عن ترتيبه للعملية] . 

أذكر أنه من المفترض أن يؤمّنوا أهل هذا الشاب [المتطوع] ليذهبوا إلى الأردن؛ حتى لا يتم الانتقام منهم، وهو فيما بعد سوف يهرب.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/08/28

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي

كود الشهادة

SMI/OH/34-25/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

أيار- حزيران - تموز- آب 2012

updatedAt

2024/07/18

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-منطقة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

خلية إدارة الأزمة (خلية الأزمة)

خلية إدارة الأزمة (خلية الأزمة)

لجان التنسيق المحلية في سوريا

لجان التنسيق المحلية في سوريا

القيادة القطرية لحزب البعث

القيادة القطرية لحزب البعث

تنسيقية مدينة داريا - الشعب يريد إسقاط النظام

تنسيقية مدينة داريا - الشعب يريد إسقاط النظام

تنسيقية داريا - لجان التنسيق المحلية

تنسيقية داريا - لجان التنسيق المحلية

تجمع أحرار الكرامة في دوما

تجمع أحرار الكرامة في دوما

ناشطون من مدينة داريا

ناشطون من مدينة داريا

الشهادات المرتبطة