الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مقتل الشاب علي البابنسي في مظاهرة ذكرى الثورة الأولى بالرقة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:18:09

كان تاريخ 15 آذار 2012 وهي الذكرى السنوية الأولى للثورة، وكنا متفقين على الخروج بتظاهرة، ذهبنا إلى المكان المتفقين عليه، وطبعًا أنا في هذه الأثناء خرجت وكان الاتفاق أن يكون التجمع أمام جامع الفواز، وعند الجامع بقيت أنتظر ومعي شاب فقال: ما جاء أحد، وانتظرنا 5 دقائق و10 دقائق، ولم يجئ أحد، فقلت له: دعنا ننتظر قليلًا، وقبل هذا كنت قد ذهبت إلى منزل الدكتور إسماعيل الحامض، ووضعت حقيبتي عندهم حتى لا تعيقني أثناء الركض والمشي، وارتديت العباءة وجئت إلى المكان، ولكن لا يوجد أحد ثم ذهبنا نحو دوار الأبيض وإلى الأماسي وإلى شارع الوادي: كنا قد حددنا أكثر من نقطة فقال لي: لا أحد، اذهبي إلى البيت، فقلت له: أنا سوف أذهب بتاكسي إلى منزل الدكتور إسماعيل الحامض حتى آخذ أغراضي وأعود إلى البيت.

ذهبت بالسيارة من شارع 23 شباط إلى شارع تل أبيض وسمعت صوت هتافات فقلت لسائق التاكسي: توقَّف! وأعطيته 50 ليرة، ونزلت وبدأت أركض في حارة البياطرة، رأيت الناس يهتفون ودخلت معهم في حارة البياطرة بجانب جامع الشراكسة، وبدأنا نهتف والناس من فوق [من الشرفات] يرمون علينا الرز، والنساء يهلهلن، والشباب يأتون من كل مكان، وأصبح العدد كبيرًا، وبدأ الأمن يدخل من عند حديقة الرشيد حتى يغلق المداخل، وطبعًا الشباب أغلقوا المداخل بالحجارة الكبيرة حتى لا تدخل سيارات الأمن، فصار الأمن يتوقف عند الحجارة على مداخل الحارات.

في البداية كان يطلق النار من أسلحة الصيد، وأصابتني خرطوشة في يدي اليمين، ومازال الجاكيت عندي الذي أصِبْت به، فسحبني أحد الشباب إلى بناية فقال: يوجد إطلاق نار، ويجب عليك عدم الذهاب فقلت له: إنهم يطلقون النار من سلاح الصيد، فقال: الآن من سلاح الصيد، وبعد قليل من السلاح، فقلت له: الناس كلهم في الحارة، ثم عدت إلى المظاهرة، وكانت سعاد موجودة والكثير من الصبايا موجودات، وبدأنا نهتف مع الشباب، ونزغرد لهم، ثم رأيت أحد الشباب وقع، والأمن كان يطلق النار من سلاح الصيد، وأيضًا كان يطلق الغاز المسيِّل للدموع، وسمعت شخصًا يقول: شهيد شهيد وأخذوه إلى بيت، وكان هذا الشخص هو علي البابنسي، والناس أخذوا يصيحون باسمه، وأخبروا الدكتور وجاء الدكتور صفوان الحمود، وأخبروا [شخصًا آخر] لا أعرف مَن.

وبعدها مشيت قليلًا وإذ أحد الشباب لا يستطيع المشي على قدمه، وسألته: ماذا حصل معك؟ فقال: أصابتني القنبلة في قدمي، فقلت له: استند علي أو اجلس حتى أحضر سيارة وأعود، وأنا لا أعرف هذا الشاب، ذهبت إلى الشارع حتى أوقف سيارة، ولكن الجميع كان يرفض، ثم توقفت في منتصف الشارع، وأوقفت سيارة، وقلت له: سوف تقف غصبًا عنك يوجد لدينا شخص مصاب؛ دمه يسيل، فقال: لا أستطيع أخذه إلى المستشفى الوطني. فقلت له: من قال لك نريد أن نأخذه إلى المستشفى الوطني؛ أنا لا أريد أخذه إلى المستشفى الوطني، فقال لي: أين نأخذه؟ قلت له: امش معي نحمله، لأنني لم أرد أن يذهب. ففتحت باب السيارة وركبت فيها، وقلت له: ادخل من هذا الشّارع. جئت وجعلت الشاب يستند عليَّ وقلت له: اطلع معي، قال: إلى أين؟ قلت: أكيد لن أسلمك إلى الآمن، وانطلقت السيارة، ثم اتصلت مع الدكتور إسماعيل الحامض، وقلت له: سوف آخذه إلى بيتي، فقال: سوف آتي أنا وأحضر معي الدكتور عبد العزيز الصالح، وذهبنا إلى بيتي والدم كان يسيل منه، وأدخلته إلى الغرفة، وجاء مباشرة الدكتور إسماعيل الحامض وزوجته، ثم جاء الدكتور عبد العزيز الصالح، وأيضًا اتصلوا مع الدكتور عماد حديدي؛ لأن اختصاصه عظمية، واتصلوا على شخص حتى يحضر جهاز تصوير، واتصلوا مع رشاد الدخيل، وهو صيدلاني حتى يحضر معه الأدوية؛ الشاش والتعقيم والجبص، وجاء الدكتور صفوان الحمود، فجاؤوا كلهم، وبعدها سألت الشاب: هل تريد أن أتصل مع أحد؟ فقال: اتصلي فقط مع والدي، وقولي له: إنني بخير. وأعطاني هاتفه واتصلت مع والده وقلت له: مرحبًا عمِّي! عصام هنا يريدك، وسألني: من أنت؟ فقلت له: أنا صديقته لعصام، وبيتنا عند ثانوية عمر بن الخطاب شمال سوق الهال القديم عائلة فريج، فقال: أعرفه. فقلت له: تعال نحن ننتظرك، وسألني: هل حصل معه شيء فقلت له: لا، لا يوجد شيء. لا، فقط نحن في سهرة، وقال: نتصل على أبي.

وجاء الرجل وهو يعرف أهلي منذ زمن، وأمي تعرفهم، والشباب إخوتي يعرفوهم. وبقي هذا الشاب عندنا وأجروا له عملية وقاموا بتجبير رجله كلها، وقلنا لهم: دعوه يبقَى هنا، فقال الدكتور إسماعيل: لا؛ الأفضل أن يذهب إلى بيته في الليل حتى لا يحصل لكم شيء، وأخذنا عصام في سيارة بيك آب ممدَّدًا في الخلف وصعدنا أنا وأخواتي نهلل ونغنِّي على أساس أننا كنا في خطبة، ومعي أخواتي وأم الشاب أيضًا جاءت مع الأب وأوصلناه إلى بيت أهله، وعدنا الساعة 1:00 ليلًا.

وكنت أتابع الأخبار، وتوفي علي البابنسي، والناس كانوا معتصمين قدَّام بيت أهله، فذهبت مع أخي، وكل الناس ذهبوا إلى بيت علي البابنسي، وبقينا هناك حتى الصباح أمام البيت، وقالوا: التشييع بعد صلاة الظهر، ورحنا ارتحنا قليلًا ثم عدنا، وتفاجأنا أن جميع الناس كانوا يصلون في شارع تل أبيض قدَّام جامع الفواز في تشييع البابنسي، وكل أهل الرقة موجودون، وخرجنا في التظاهرة في التشييع. وطبعًا التشييع كان عبارة عن أقسام، وفي كل قسم هناك من يهتف؛ لأن التشييع كان طويلًا؛ يعني تقف في أول شارع 23 شباط ويصل الناس حتى الصناعة، ولا أذكر العدد ولكن جميع الناس في الرقة خرجوا في تشييع البابنسي، على قول أحدهم: طلعت بمظاهرة البابنسي، فيرد الآخر: يا أخي حتى أبو جاسم خرج في مظاهرة البابنسي، وكان هذا أول شهيد وذكرى الثورة، وبقينا قدَّام بيت أهله معتصمين والأمن لم يتعرض لنا أبدًا.

في التشييع عندما ذهبنا للدفن لم يتعرض الأمن له. وحين وصلنا إلى المشلب، وفي المشلب أكلت قتلة (تعرضت للضرب) في منطقة من المشلب من قبل الناس،بدؤوا يضربوننا بالحجارة، ويشتموننا، وتصدى لهم أهل المشلب الذين يعرفوننا، وأعادوهم، وأكملنا التشيع إلى المقبرة، وعدنا، وأثناء العودة كان الأمن ينتظرهم عند الساعة. وصارت مجزرة الساعة؛ وأعتقد هذه المجزرة كانت هي الحاسمة، وقتل في نفس اللحظة محمد قحطان السيد أحمد ومصطفى في نفس اللحظة وهم راجعون، وقتل الكثير في هذا التشييع. وهذه كانت بداية الانطلاقة بالنسبة للرقة، وكان الحدث صادمًا للرقة، وأصبح يوجد الكثير من الشهداء والناس لم تتراجع .

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/02/10

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في الرقة

كود الشهادة

SMI/OH/145-13/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/03/21

المنطقة الجغرافية

محافظة الرقة-شارع تل أبيضمحافظة الرقة-مدينة الرقة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة