تباين مواقف التنسيقيات من العمل المسلح في دمشق
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:16:20:00
في أول الثورة خلال اشهر تموز عام 2011 كان النشطاء الحمصيون يأتون ويجتمعون معنا، ونحن اجتمعنا عدة مرات في دمر، وكنا نحن حراك سلمي، وحمص سلمية، ولكن نحن كنا نحسب حساب أن النظام سوف يجر الثورة إلى الحرب والسلاح، ونحن (الحمصيون) يجب علينا الاستعداد لهذا الموضوع، وأنتم في دمشق يجب عليكم الاستعداد لهذا الموضوع، ونحن كنا في ذلك الوقت رافضين بشكل قاطع لهذه الفكرة، وقلنا لهم: إن هذا الموضوع مرفوض بشدة، وحصل جدل كبير حتى يوم حُمل السلاح في حمص في نهاية الصيف تقريبًا في عام 2011 بشكل رسمي، ونحن كنا نرفض الموضوع. وعندما بدأنا بتخزين السلاح؛ كان بسبب قمع النظام، ومنهجية النظام في التعامل مع المناطق كانت متفاوتة، وكان النظام يصعد في حمص عسكريًّا، مثلًا الغوطة يعني في إحدى المرات في الغوطة أحد الضباط العلويين قال له أحد ضباط القصر: [إنَّ عليه] أن يقصف هذه البناية في حرستا، فقال: كيف تريدون قصف بناية في حرستا؟ وكيف تطلقون عليها قذيفة مدفعية؟ وهذا الكلام في أول الثورة، ورفض ولم يحصل شيء لهذا الضابط.
شيئًا فشيئًا بدأ يصبح لدينا قناعة أن هناك شيئًا عسكريًّا يمكن أن يحصل في دمشق، وهو على الغالب دفاعي، ويمكن أن يتطور إلى شيء أكثر من دفاعي، وكان يوجد تفكير لدينا أن يتم التجهيز، وكما ذكرت أنه كان يوجد تجميع للسلاح واحتكاك الشباب مع ريف دمشق الذي قد أخذ خطوة متطورة أكثر بهذا الاتجاه، وأيضًا عزَّز الموضوع يعني: كان الشباب يعملون على موضوع الحراك المدني، وبنفس الوقت -وبشكل غير رسمي وغير معلن حتى للثوار أنفسهم- كان كل شخص له امتداداته في ريف دمشق بما يتعلق بالموضوع العسكري؛ مثلًا في الدائرة الضيقة جدًّا مني كنت على علم بمشروع تصنيع متفجرات في الزبداني مع خالد الكويفي أبو فؤاد (رحمه الله)، وذهب الشباب من عندنا، وصنعوا معه وجهزوا، وكان لهم جهد بطولي ضد قوات النظام في الزبداني، وهذه هي العبوات تم جلبها إلى دمشق، وهي حتى الآن موجودة في دمشق، ولكن بدون فعالية؛ لأنها متصدعة، وقد مضى على وجودها 5 سنوات ومازالت مخزنة، وبنفس الوقت كما ذكرت موضوع المجلس العسكري في دمشق وريفها الذي كان يخطط فعلًا لعمليات كبرى في دمشق، والشيء الذي أنا متأكد منه وأعرفه أن عملية مثل عملية تفجير "خلية الأزمة" كان التخطيط لها قد بدأ على عكس ما يقال: إن النظام قام بالعملية. لا، في الحقيقة كانت عملية بطولية وكان الثوار لهم دور في الموضوع، وتم العمل على هذا الموضوع قبل فترة جيدة، وحصل التخطيط في منطقة المزة بحي الشيخ السعد، وتم ترتيب المتفجرات وأماكن وضعها، وكيف يتم توزيعها والكمية على حسب وضعها بجانب المزهرية أو الكرسي؛ حتى طريقة كيف مات آصف شوكت نحن كنا نعرف أن الكرسي الذي يجلس عليه كان مفخخًا.
أنا كان عندي علم بالاجتماعات، ولكنني لا أعرف بالضبط ما هي العملية التي سوف تحصل بصراحة، ولكن عندما دخلت إلى السجن، الشباب الذين اعتُقِلوا بهذا الموضوع.. وهم الشباب الذين كانوا يعملون معنا اجتمعت معهم، وأعدموا في السجن، والخلفية الثانية هي محاولة اغتيال بشار الأسد، ولكنهم اعتقلوا على خلفية محاولة اغتيال بشار الأسد وخرجت قضية خلية الأزمة بالصدفة.
[حول]محاولة اغتيال بشار الأسد، نحن في منطقة المهاجرين كنا نستطيع أن نرصد دمشق أو نرصد على الأقل منطقة المالكي وأبو رمانة أمنيًّا بشكل جيد، وماذا يحصل فيها من تحرك والشباب من المجلس العسكري في دمشق وريفها. طلبوا منا في تنسيقية المهاجرين رصد حركة بشار الأسد على منطقة الجندي المجهول، وهو كان يريد زيارة ضريح الجندي المجهول، وكان يوجد صواريخ مركبة في المزة – بساتين، وكانت موجهه لاستهداف المكان لحظة تواجده هناك، والشاب الذي رصد الموضوع استشهد، رصد المكان والحركة، وأخبر من خلال خط محروق أخبر الشباب أن بشار الأسد بالتأكيد اليوم قادم بحسب الحركة التي تحصل، وهذه المكالمة رصدتها الراشدة [عربة الاشارة اللاسلكية] وتمت مداهمة الحي واعتقال الشاب، وحتى الأحياء الموجودة في قاسيون التي كان يوجد خطة للتوحد تحت اسم "تنسيقية نسور قاسيون "أو "صقور قاسيون" التي هي برزة وركن الدين والصالحية والمهاجرين، وضمن مجلس قيادة الثورة في دمشق، وهذه الأحياء كان لديها إمكانية مراقبة أي شيء يحصل في دمشق وتصويره، يعني مثلًا عملية الأركان نحن صورناها بشكل كامل وعلقنا عليها على الفضائيات، وبشكل أو بآخر كان هناك علم بالترتيب، الكثير من الشباب المدنيين ذهبوا باتجاه العمل العسكري، وكان يوجد تقاطع معهم، وكان يوجد معرفة بالكثير من الأمور التي تتقاطع مع العمل؛ يعني: يوجد أمور يجب أن نعرفها ونعرفها أو إذا كان يوجد حاجة لمعرفتها فإننا نعرفها.
في المقابل أتذكر "تنسيقية كفر سوسة" أو كل التنسيقيات بشكل عام، كان عندها قرار أنه نحن سوف نحافظ على الحراك المدني - الحراك السلمي إلى جانب الحراك العسكري في تدرج، ويوجد مناطق في وسط دمشق اتخذنا قرارًا بإحضار العصي عصي الحديد التي تفرد فتصبح طويلة، وبعدها إحضار عصي الكهرباء للدفاع عن المظاهرات، وبعدها في برزة اتخذ قرار بدخول السلاح لحماية المظاهرات، وهذا الكلام في نهاية عام 2011، وإذا توجهت إلى الغوطة فتجد السلاح؛ أي الأمور متدرجة. ومثلًا في بداية شهر رمضان (آب) 2011 لأول مرة النظام يطلق الرصاص في حي الميدان، وأنا أذكر في مظاهرة الميدان بعد صلاة التراويح في جامع الحسن كان الرصاص يمر من جانبي وهو كان أول استخدام للرصاص في وسط دمشق؛ يعني: هذه الأمور كانت متدرجة بين منطقة وأخرى وكان التعامل معها متدرجًا أيضًا، بحسب كل منطقة مثلًا حتى استخدام عصي الكهرباء كان يوجد فيها أخذ ورد، ويوجد مناطق الأمن يخشى من الدخول إليها، مثلًا أحياء كفرسوسة ولا يوجد حماية بالسلاح ولكن الناس يكونوا مجتمعين على مداخل هذه المنطقة، وهذه المناطق بالأصل هي منغلقة اجتماعيًا أو يوجد فيها حالة تلاحم اجتماعي والنظام لا يستطيع الدخول إلى هذه المناطق حتى يقنع المظاهرات فتخرج فيها مسائيات وليليات جميلة في كفرسوسة وبرزة والقابون وجوبر وفي مزة البساتين وفي الإخلاص في كفرسوسة.
أتذكر أن أبو غسان تقوى وقد كان معنا في مجلس قيادة الثورة في دمشق أخذ قرارًا حاسمًا أنه مستحيل أن تدخل كفرسوسة في العمل العسكري، أو تدخل في العمل العسكري ولكن يجب الحفاظ على حراك التظاهر بشتى الوسائل، يجب أن تبقى المسائيات مستمرة حتى لو تطور العمل العسكري كثيرًا، يجب أن تبقى مسائيات (المظاهرات المسائية) كفرسوسة مستمرة، وتطورت مسائيات كفرسوسة إلى درجة متقدمة؛ وأنا بعد اعتقالي بقليل كنت في السجن في كفرسوسة في الأمن العسكري وسمعنا أصوات إطلاق رصاص من بي كي سي والأقوى منه، ونحن استغربنا أنه (كيف) يخرج هذا الصوت في دمشق، وبعدها جلبوا معتقلا جديدا من شباب كفر سوسة، وقال لنا: إن النظام من جديد بدأ يستخدم رشاش 14.5 وبي كي سي في كفرسوسة، وهذا كان تطورًا جديدًا في شهر نيسان عام 2012، ولكن الشباب كانوا مصرين على استمرار الحراك السلمي في دمشق، واستمر حتى عام 2013 وكان يوجد حراك سلمي جيد.
كان متفاوتًا ولكن شيئًا فشيئًا، وللأسف، أن الناس بسبب بطش النظام بدأت تقتنع بعدم جدوى الحراك المدني، وأنه يجب على الناس الدفاع عن أنفسها، والدفاع تطور في النهاية إلى حمل السلاح، وللأسف يوجد شيء حصل أنه بدلًا إن كان الأقليات أو النخب العلمانية وبدلًا من مواجهتها الإسلاميين الذين قفزوا على الثورة بانخراطها أكثر بالحراك الثوري وتفهمها لقرار الناس بحمل السلاح أخذت موقفًا سلبيًّا من حمل السلاح، ولم تتعامل معه كقضية، وحاجة للناس حتى يدافعوا عن أنفسهم حاجة واقعية، ولم تتعامل معها بطريقة أنه يجب عليها إرشاد استخدام السلاح، وتعاملت بعدائية وأخذت تتحجج وتتبجح بسلمية الثورة وعدم أسلمتها. وهنا جماعة صيدنايا كما أسميهم أو الجماعات الإسلامية أو الإسلاميين بشكل عام المحسوبين على التيارات الموجودة في صيدنايا كان الطريق متاح أمامهم، والأقليات نفس الأمر، والأقليات عندما رأت الإسلاميين وبدأت الأسلمة، وبدلًا من مواجهة الأسلمة بالانخراط أكثر حتى في العمل العسكري الدفاعي، وحتى لاحقًا الهجومي، أخذوا موقفًا من العسكرة وأخذوا موقفًا شيئًا فشيئًا، وأصبحوا دائمًا يتشدقون بالسلمية والعمل المدني، ولم يكن يوجد تعاطي واقعي يعيد حتى العمل العسكري كخيار مجتمعي، يعيده إلى الجادة الوطنية ولم يكن هذا موجود.
أذكر أنه قبل عملية الميدان التي حصلت عندما كنت أنا في السجن، ومن فترة ما قبل اعتقالي حتى عملية الميدان كان السلاح يتحرك بسهولة في دمشق؛ يعني: أنت يمكنك نقل حمل من منطقة معضمية الشام أو وادي بردى والدخول فيه إلى دمشق إلى القابون أو إلى الغوطة ولا أحد يقول لك: أين الطريق، ولا يوجد حواجز، وبعد عملية أبو علي خبية عملية الميدان أصبح يوجد تشديد أمني داخل دمشق، ولم يعد هذا الأمر، وطبعًا أثناء عملية الميدان أنا كنت في السجن في منتصف عام 2012.
الشيء المهم أن دعم الناس وتفاعل الناس مع الثورة كان كبيرًا بشكل هائل، والأموال التي دُفعت كانت هائلة، وأذكر أنه عندما بدأ يتطور العمل العسكري كانت الناس تعطيك المال على 3 أصناف، وكان الناس يقولون: هذا المال سلمي، وأشخاص يقولون: تصرف به كما تشاء، وأشخاص يقولون: هذا عسكري حصرًا ؛ أي أشخاص يقولون: هذا سلمي حصرًا، وأشخاص يقولون: عسكري حصرًا، وأشخاص يقولون: تصرف كما تشاء. ونحن كنا نلتزم بقرار الناس وأموالهم، ونسبة كبيرة من الناس بصراحة كانت تعطي المال للشيء السلمي؛ لأنهم يخافون من الشيء العسكري، ولكن الأموال التي جاءتنا دفعنا ونحن اشترينا أول مطبعة، أول جريدة في الثورة كانت "ورق الشام" اصدرها مجلس قياده الثورة في دمشق، وهي مطبعة نظامية وطبعنا عدَّة أعداد من مجلة "ورق الشام"، وكان يوجد مجلة قبلها نسيت اسمها، وقبل ذلك تنسيقيه الميدان كان لديها دورية عبارة عن مطوية عبارة عن صفحة مطوية، والجريدة من 4 صفحات وتتكلم عن أخبار الثورة، وتصدر عن "تنسيقية الميدان"، وكان يتم توزيعها على أحياء دمشق كلها، وكانت التنسيقيات تنشرها كمنشورات وترميها في الشوارع وتحت مرائب السيارات، وهي صادرة عن "تنسيقية الميدان"، وكانت تجربة جدًّا رائعة، وصدرت منها عدة أعداد، وهي تتحدث عن الموقف السياسي ومستجدات العمل الثوري، وأهم التكتيكات التي حصلت.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/08/19
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في دمشقكود الشهادة
SMI/OH/131-30/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2011 - 2012
updatedAt
2024/07/18
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة دمشق-المزةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة السورية
خلية إدارة الأزمة (خلية الأزمة)
تنسيقية حي الميدان