الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

المظاهرات الأولى في اللاذقية

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:16:45:02

الشيخ محمد عليو أسهب بالدعاء لبشار الأسد في خطبة الجمعة، في يوم جمعة العزة بتاريخ 25 آذار 2011، وبدأ بالدعاء: اللهم احفظ بشار الأسد، اللهم قوِّ بشار الأسد، اللهم انصر بشار الأسد.. وخرج صوت من السدة العليا في المسجد، وهناك مقطع فيديو لهذه الحادثة يوثق شابًا ذا شعر خرنوبي أبيض البشرة وقف في وجهه وقال: اتق الله يا شيخ.. اتق الله يا شيخ. وبدأت التكبيرات بعدها، وهذا الشاب الجميل الثوري الطيب هو الشاب ياسر الراعي ابن خالتي، وهو أخو الشهيد عمار الذي ذكرناه، وياسر الراعي هو معتقل عند النظام منذ عام 2012، وكان في ذلك الوقت كان هذا اعتقاله الثالث، وتم اعتقاله في عام 2011 في بداية عام 2012 اعتقل مرة، وفي نهاية عام 2012 اعتقل للمرة الأخيرة ولم يعرف عنه شيء، إلا معلومات متفرقة متناثرة عن كيفية اعتقاله واشتباكه مع قوات الأمن داخل مدينة اللاذقية في مشروع الصليبة وتبادل إطلاق الرصاص من مسدسه الخاص، أُخذ إلى الفرع وتنقل بين عدة أفرع وأُخذ إلى دمشق، ولاحقًا بعد 3 سنوات بعد خروج المعتقلين وصولوا إلى خالتي وأخبروها عن وضعه أن أذنه اليمنى عُطبت وعينه اليمنى قد فقئت وأن يده اليسرى مكسورة، يعني تم تعذيبه بطريقة وحشية جدًا، ولاحقًا أيضًا مع خروج تسريبات قيصر رأينا -والله أعلم- صورته بين تسريبات قيصر الـ 55,000 صورة للشهداء تحت التعذيب.

للأمانة كعائلة كأولاد خالة وإخوته كانت الصورة محل شك ونزاع، وهل هو ياسر أم ليس ياسر؟ وبدأنا نبحث في صوره القديمة عن علامات معينة وما زلنا في أخذ ورد، والأمر الذي حسم الموضوع بالنسبة لنا على الأقل نفسيًا أن خالتي (أم عمار) عندما لمحت الصورة مجرد لمحة قالت: هذا ابني رحمه الله. وانتهى الأمر، وهو قلب الأم، وعندما رأت الصورة قالت: هذا ابني ياسر رحمه الله. وهي كانت منذ عام 2012 حتى عام 2020 يعني 8 سنوات وهي عالقة ما بين: هل ما زال على قيد الحياة أم لا؟ ويجب الوصول له، وتقول لي: ادع له أن يفرج الله عنه كما فرج عن حسن، يعني من كان يتوقع أن يخرج حسن؟ وإن شاء الله فإن الله كريم والله قادر. وأقول لها: أنا أدعو له يا خالتي. وعندما رأته قالت: هذا ابني. وابنتها أخت ياسر أخته الكبيرة هي حتى الآن لا تصدق أن هذا ياسر، وتقول: هذا ليس ياسر. وتكلمنا معها جميعًا وقلنا لها: يجب أن تسكتي وحتى إن كان هو أو ليس هو، على الأقل خالتي اقتنعت أنه هو وارتاحت، يعني حتى إذا لم يكن هو لا تقولي لها، ونحن عزينا خالتي وفتحنا منزل عزاء وكتبنا منشورات وأعلنا الموضوع حتى ننهي الجدل على الأقل لأجل خالتي، لأننا أشفقنا عليها كثيرًا، وهي خسرت ابنها في عام 2003، ولاحقًا خسرت ابنها الآخر المعتقل، وخسرت زوجها كمدًا مات بجلطة قلبية في عام 2013 في مصر، مات وهو لم يكن بعمر كبير، وكان في نهاية الأربعين، ولكن مات حزنًا وكمدًا على أولاده، وهي خسرت 3 شهداء في الثورة، وخسرت منزلها وأرضها وتشردت، وهذا الشاب الطيب الذي أشعل شرارة المظاهرات في اللاذقية والذي يشهد له أهل اللاذقية وشباب اللاذقية وثوار اللاذقية، يعني لا ترى أحدًا من ثوار اللاذقية القدامى إلا ويعرف ياسر الشاب المندفع بجنون ولديه عنفوان مجنون، وهو شارك في مظاهرات اللاذقية الأولى، ومن البداية يعرف أن هذه "السلمية" سأتركها لكم ونحن لا نتعامل بالسلمية، وهو انتسب إلى الخلايا النائمة داخل مدينة اللاذقية، وكانت مهمتها تنفيذ اغتيالات لضباط وعناصر النظام منذ البداية بعد أشهر قليلة، ولاحقًا في نهاية عام 2011 وفي بداية عام 2012 ومع بداية تجمعات شباب الساحل الهاربين من النظام تجمعاتهم في المناطق الريفية في أقصى الجبال في ريف اللاذقية في جبل الأكراد والتركمان والكبينة وكمدّة التي حضنت أول تجمعات الكتائب المسلحة، وكان الشباب لديهم سلاح فردي وخرج إليهم ياسر وشارك في عدة عمليات وفي قطْع الطرق أمام الدوريات[الأمنية]، والهجوم على دوريات للجيش ومفارز الأمن، وهجمات مسلحة لشباب ثوريين، وعاد إلى اللاذقية، وعندما عاد جاء إلى منزلنا ودخل إلينا ومعه رصاص، وأنا لأول مرة أرى الرصاص، وياسر كان من عمري، وأنا نظرت له بعين الغبطة، [أنه اختار السلاح] ونحن لا زلنا في المظاهرات، وأعطانا رصاصًا، وقال والدي: لا يجب أن تذهبوا سدًى، ولماذا حتى يكون عندنا رصاص في المنزل ونحن لا يوجد لنا عمل بالرصاص؟ وإذا حصل شيء واعتُقلنا سنذهب هدرًا بدون مقابل.

كان نوعًا ما له حراك أمني داخل مدينة اللاذقية، وموضوع الهجمات على الحواجز والديناميت حتى تم الإخبار عليه [الوشاية به]بخيانة كبرى من أحد أقرب الناس له في الخلايا التي يعملون بها، والحديث له شجون عن ياسر تقبله الله.

ياسر الراعي من مواليد 1992، وكما ذكرت هو من أشعل شرارة المظاهرات في منطقة بستان الصيداوي في جامع خالد بن الوليد، وانتسب إلى المظاهرات ودخل بقوة، أولًا بحكم أنه شاب ثوري مثلنا، وثانيًا العامل الديني كان له أثره، وثالثًا كان متأثرًا بفقدان أخيه حتى تلك اللحظة، وكان فقدان أخيه هو عامل، وفقدان عمار بالنسبة لياسر كان عاملًا إضافيًا لانخراطه في العمل الثوري العسكري بشكل أسرع من غيره، لأنه رأى العساكر وكان مع شخص في المنزل، وبعدها ذهب إلى الجهاد إلى القتال، وفي ذلك الوقت هو في نظره يسمى الجهاد، وأنا لا أتبنى أي مصطلح ولا أنفيه ولا أهاجمه أبدًا، وأنا أوصف الأحداث، وأنا أكيد لست في صدد توصيف أيديولوجيتي أو شرحها، وهو في ذلك الوقت كان يرى الموضوع جهادًا، وأخوه استشهد في العراق ضد الأمريكان "الكفار"، وبسبب النظام الذي ضيّق عليهم أصبح هناك حقد أكبر على النظام السوري في سورية، واشترك في المظاهرات مباشرة وبعدها تحول إلى موضوع الديناميت ثم الأسلحة الفردية البسيطة مثل المسدسات 5.5 و6.5 و7.5 والكواتم، ولاحقًا بدأوا يقومون بإدخالها مع بداية التشكيل الكتائب المسلحة الثورية في نهاية عام 2011، ونحن بقينا في الثورة لمدة سنة سلمية، وفي هذه السنة حصلت مجازر يندى لها الجبين، وأنا عندما أقول: أصبح يوجد تشكيل كتائب مسلحة: هي بداية كتائب ثورية وطنية للدفاع عن المناطق المدنية، وليس من أجل قتل المدنيين المؤيدين للنظام أو العلويين أو غيرهم، ولم تسجل أي حادثة قتل لأي مواطن علوي حتى هذه اللحظة في مدينة اللاذقية فقط لأنه مواطن علوي، لم تسجل أي حالة، وأتحدى بذلك أن يكون قد سجل، ولكن تم تسجيل حالات اغتيال أشخاص سُنَّة في مدينة اللاذقية لأنهم كانوا مخبرين أو متعاونين مع النظام السوري ومع قوات الأمن يقوموا بالإخبار عن المتظاهرين، وكانوا من السنة، ولا يعني إذا سُمع هذا الكلام أو سُمعت شهادتي وانتشرت شهادتي بطريقة ما يفهم أنه نحن لسنا سلميين، أبدًا، ونحن بقينا من شهر آذار وحتى بداية عام 2012 سنة كاملة قبل أن تتبلور فكرة الجيش الحر والكتائب المسلحة والانشقاقات.. كانوا 95% سلمية و5%منشقين من الجيش السوري وشكلوا الجيش السوري الحر وغيره، مثل هرموش وغيره ومن التحق بهم من الشباب الذين أصبحوا مطلوبين ولا يشاركون في المظاهرات السلمية داخل المدن، هذا لا ينفي سلمية الثورة بتاتًا، ومن ينفيها فهذا لديه مشكلة في عقله وليس في الواقع.

كلامنا عن ياسر كان أنه انتسب إلى العمل العسكري بشكل مباشر، لأنه لم يحتمل أن يبقى فقط في المظاهرات، ويريد تغييرًا سريعًا، وهو استعجل وتعامل باندفاع، بتهور، وهو تقبله الله خرج إلى الريف، وكنت أظن أنه لن يعود وسيبقى في ريف اللاذقية، وهو كان مع الشباب، مع الكتائب، وهو كان لديه وجهة نظر أن يعود ويؤسس هنا، والطريق لم يكن مقطوعًا بعد، وكان أوتوستراد اللاذقية -حلب غير مقطوع في ذلك الوقت، ولكن كان يوجد خطر كبير عليه، ووقع المحذور، وهذا قدر الله، ورضينا، وتقبله الله من الشهداء، واعتُقل في منطقة مشروع الصليبة في منطقة تسمى عمود سنكلس، وهو عمود أثري في منطقة مشروع الصليبة، وعليه دوار سيارات، وهو عمود أثري مثل أعمدة تدمر، واسمه عمود سنكلس، وهناك اشتبك مع قوات الأمن الذين قبضوا عليه في عام 2012 (قوات أمن الدولة)، ولاحقًا انتقل إلى كل أفرع سورية، يعني كان كما أُخبرت خالتي، وفي ذلك الوقت الأسماء المطلوبة بشكل كبير والأسماء المعروفة هي معروفة، ولم يكن لديهم مشكلة في الكلام كقوات أمن أو عناصر أمن أو فروع أمن، لم يكن لديهم مشكلة أن يتكلموا بوضوح، وكانوا يلعبون على المكشوف بينما الشخص الغير معروف أنه كبير أو ثوري كبير كانوا يخفونه، وياسر كان اسمًا محروقًا، وهذا يعني لا يوجد شيء لإخفائه، ويقولون لخالتي: أصبح لدينا في الفرع، وبعدها أرسلناه إلى صيدنايا. والموضوع لا أحد يلف ويدور به، يعني ياسر مثلًا أصبح في الفرع 291 أو في الفرع 215، والآن في صيدنايا في السجن الأحمر ولا يمكن الوصول له.

الموضوع يؤلمني ولم أتعمق بالمعلومات، ولكن أحد أصدقائه المقربين الذين اعتُقلوا بطريقة غبية جدًا من خليته عندما اعتُقل خاف كثيرًا، وهم [الأمن] وعدوه وأغروه ومشى معهم، يعني قالوا: سنعفو عن كل ما فعلته، ولكن عندما تخرج يجب أن تصبح مخبرًا لنا، وهو وافق، وفعلًا خرج -وهو معروف باسمه- وخرج وبدأ يتعامل مع ياسر بطريقة ما، وواعده في مكان من أجل اللقاء به أو إعطائه شيء، فكانت قوات الأمن متجهزة له وتعتبر إحدى أكبر عمليات القبض على الثوار في تاريخ اللاذقية، وفي هذه المنطقة قالوا إنه كان يوجد هناك أكثر من 15 سيارة وكان يوجد سيارتان عليها رشاشات ثقيلة 12.5 و14.5، يعني جاؤوا من أجل اعتقال ياسر وكأنه زعيم مافيا، وهو شاب مسكين ونحيل الجسد ويشبهني بطولي ونحفي، وهو شاب طيب ولكنه صاحب قلب قوي، أسد، رجل، وسبحان الله الثورة خسرت هذا الشخص، وجرى إيذاءه كثيرًا في السجن بحسب الناس الذين خرجوا الذين وصلوا إلى خالتي وقالوا: نحن رأينا ابنك في الفرع الفلاني وقد خسر عينه أو أنفه اليمين قد ضرب وكتفه اليمين مخلوع، وتواردت الأنباء قبل أن نرى صورته في تسريبات قيصر.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/06/23

الموضوع الرئیس

الحراك السلميجمعة العزة

كود الشهادة

SMI/OH/59-06/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار 2011

updatedAt

2024/04/22

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

سجن صيدنايا العسكري

سجن صيدنايا العسكري

الفرع الإداري في المخابرات العسكرية 291

الفرع الإداري في المخابرات العسكرية 291

 فرع المداهمة والاقتحام 215- شعبة المخابرات العسكرية 

 فرع المداهمة والاقتحام 215- شعبة المخابرات العسكرية 

فرع أمن الدولة في اللاذقية 325

فرع أمن الدولة في اللاذقية 325

الشهادات المرتبطة