الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تفاصيل اعتصام الداخلية والاعتقالات

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:17:07

في أول دقائق الاعتصام وقفنا بصمت وكنا ننظر إلى بعض وننظر من هو من الأمن ومَن مِن غير الأمن، وكنا ننظر أين الزواريب (الأزقَّة) التي يمكن أن نهرب منها، وفعلًا كما كنا متوقعين مرّت الدقائق الأولى بسلام، وبعد ذلك الشباب رفعوا صور المعتقلين ويافطات (اللافتات)، وهنا اختلف الوضع، وكان منهل باريش وكانت [هند] ابنة كمال اللبواني وملهم الحسني وإخوته، وتمّ رفع الصور واللافتات ومكتوب عليها "الحرية" وغير ذلك، وبمجرد أن رُفعت اللافتات..فجأة نبع عناصر الأمن من كل مكان، وبدون مبالغة أعتقد أنهم كانوا بالمئات، وبعد ذلك فهمنا أنَّهم كانوا موجودين في البنايات وفي المكاتب وفي أدراج البنايات، والمنطقة كلها تجارية، وكانوا قد دخلوها وجلسوا فيها منذ الصباح الباكر، وخلف قصر العدل كان هناك باصات تملأ المكان، وبدأوا بالضرب بطريقة فعلًا بشعة وهمجية، وخلال ثوانٍ انقلب الموضوع لساحة معركة، وكان عددهم ضخماً ومعهم هراوات وعصي، ولم يكن "ضرب أصحاب" [لا رحمة فيه]، وأتذكر كان هناك عنصر [أمن] بقي ممسكًا بكاترين التلي فخلَّصتها منه ودفعتها وقلت لها: اذهبي، وقبلها أيضًا رزان [زيتونة] وقمت بتهريبهم، وأنا كنت أحاول [أن] أهرب. وبعد ذلك رأيت نفسي قد أصبحت على الأرض وضربت بالعصي ودعست بالأرجل، وأنا على الأرض، ولا أنسى منظر الدكتور طيب التيزيني، وكان هناك عنصران يمسكانه ويجرّانه وهو واقف وبنيته صغيرة، أخذاه وبدأوا يضربون رأسه بعمود الضوء [عمود الكهرباء] مرتين.. ثلاثة، وضرب بشكل متكرر، وبعد ذلك أخذونا إلى الباصات بــ 20 راكبًا.

وأول صف كان من عناصر الأمن، ووراءهم كان هناك مسيرة مؤيدة ترفع صور "القائد"، وأول ما أخذوني إلى الباص كانت ناهد بدوية وأولاد تهامة [رغدة الحسن] وكان محمد [بدر الدين] شلاش وكنا 4 أو 5 أشخاص وكان محمد [بدر الدين] مدمّى، وكنا متحمسين، وبالنسبة لنا كنا قد نجحنا، وهذا الكمّ من الناس وهؤلاء الناس الذين لا نعرفهم وحصل الاعتصام وتدخلوا وضربوا واعتقلوا، وبالنسبة لي الشخص الآن يلفُ رجلًا على رجل ويذهب إلى السجن بكل أريحية. ونحن في الباص كانت فرحتي لا أعطيها لأحد، فبعد 20 أو 30 محاولة أخيرًا نجحت المحاولة.

وكان محمد [بدر الدين] شلاش أمزح معه وأقول له: علَّموا عليك وأدموك، وهو يقول لي: على كل حال الذي دعس على وجهك نمرة رجله 44 وهي ظاهرة على وجهك (تترك أثرًا)، وأنا أجبته أنني شعرت أنها 58 عندما كان يدعس عليّ، وهكذا كانت الروح وكنا فرحين بما حصل.

وأخذونا إلى فرع المنطقة، وإلى الآن أذكر كانت ناهد بدوية وسهير الأتاسي، وكنا تمامًا 5 أو 6 أشخاص الدفعة الأولى وأوقفونا قليلًا، وبعد ذلك أجلسوا سهير وناهد، ونحن وجوهنا إلى الحائط، وبدأت تأتي الدفعات، وميّزت صوت كمال شيخو، وقال: غير معقول، أنتم معتقلين ابنة السيد رئيس الجمهورية، وهنا أنا صُعِقت، فقد كنت أعتبر أنَّ الاعتصام قد نجح وفعلنا ما نريد، ولكن هل بشرى الأسد كانت موجودة؟ غير معقول. وأنا وجهي على الحائط، وأدرت رأسي فكان هناك ضابط أمن، وكان واقفاً وشعرته هو أيضًا ينظر بنا أنَّه هل من المعقول أنَّهم اعتقلوا بالخطأ ابنة رئيس الجمهورية، ولم يكن هناك سيدات غير ناهد وسهير، وشعرت [أنَّ] الضابط [ينظر] بنفس الطريقة ولم يعلّق، فأنا نظرت إليه وشعرت وكأنه يسألني: من؟ فقلت لمروان: هل تقصد سهير؟ ذاك [الرئيس] هو نور الدين الأتاسي و[سهير ابنة] الدكتور جمال الأتاسي. فقال لهم كمال شيخو: وابن الرفيق أحمد درويش [والد مازن]؟ فقلت له: الله لا يوفقك، لقد مات منذ زمن. فقالوا له: "صف على الحائط، ولا تسمعنا صوتك"، وبدأ الناس [المعتقلون] يأتون، وهنا بدأت سيدات ثانيات (أُخَر) يأتين، وهنا أخذوا الشباب لزنزانة خاصة، ولا أعلم ما الذي حدث مع السيدات.

دخلت وخرجت من الفرع ولم يعرِّف بنفسه [الضابط] حسام سكر، ولم يكن قد استدعاني أو حقّق معي قبل هذه المرة، والأمن العسكري لم يكن هناك هذا الاحتكاك [بيني وبينه]، بل كان الاشتباك والاستدعاءات والاعتقالات وكل القصص تكون من قبل الأمن السياسي وأمن الدولة وليس الأمن العسكري.

أذكر مرة واحدة كنا قد عملنا على دراسة عن الانتخابات الرئاسية في سورية في العام 2007، واستدعاني ضابط ولم أكن أعرف اسمه، وقال لي: "ماذا تقصدون بالجملة في التقرير التي تقول: ولا يمكن تسميتها انتخابات"؟ فقلت: لأنَّه لا يوجد مرشحون، فقال لي: ماذا يعني ذلك؟ فقلت له: الانتخابات تختار بين عدة أشخاص، أمَّا هذا فاسمه استفتاء، أي لا يوجد انتخابات ولا يوجد منافسون ولا مرشحون ولا يوجد برامج، وأذكر أنه كان هناك قسم [في الدراسة] عنوانه "الوصول إلى السلطة في سورية"، وأحد الأشياء التي توقّف عندها انقلاب 13 تشرين الثاني 1970، وقال لي: هذا انقلاب؟ وأضاف: الحركة التصحيحية في 16 تشرين الثاني، فقلت له: إن حافظ الأسد بدأ الاعتقالات بــ 13، فقال: وكيف تعرف ذلك؟ فأجبته: لأن والدي كان من بين المعتقلين، وتم الإعلان عن الانقلاب في 16. وهذه كانت المرة الوحيدة [لي] مع الأمن العسكري وبعده لم يكن هناك شيء [استدعاء].

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/03/08

الموضوع الرئیس

البدايات الأولى للثورة السورية

كود الشهادة

SMI/OH/90-29/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

باريس

التصنيف

مدني

المجال الزمني

16/3/2011

updatedAt

2024/04/18

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-المرجةمحافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

وزارة الداخلية - النظام

وزارة الداخلية - النظام

فرع الأمن العسكري في دمشق / فرع المنطقة 227

فرع الأمن العسكري في دمشق / فرع المنطقة 227

القصر العدلي في دمشق

القصر العدلي في دمشق

الشهادات المرتبطة