الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

رفض اللقاء مع بشار الأسد بعد إعلانه الحرب على الشعب

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:59:01

حقيقة كنا ننتظر ذلك الخطاب، وكان لدينا أمل ولو صغيرًا أنَّ يأخذ النظام أي إجراء له طابع وطني بحيث يخفّف من هذا الدم بقدر الإمكان، ولا تذهب البلد باتجاه انفجار كامل. وكنت في المكتب، والمكتب كان مليئًا بالناس، وغرفتي في المكتب كبيرة وضخمة، ولم يتح لي كرسي كي أجلس عليه وجلست على الأرض، وكان هناك الكثير من الشباب والصبايا جالسين على الأرض وننتظر. وبدأ الخطاب، وبينما كان بشار الأسد يتحدث، كانت أسوأ مخاوفنا [تظهر في الخطاب]، ولم يعد هناك أي أمل، فالخطاب لم يكن فقط سيئًا، وكان شكله سيركاً في حد ذاته، ولكن أيضًا مضمونه في أماكن معينة، وفي الوقت الذي [كنا] ننتظر فيه إجراءات لها طابع وطني وأخلاقي، يخرج "رئيس الجمهورية" ويعلن الحرب على شعبه، ويقسم الشعب بين شرفاء وغير شرفاء، ويقول نحن جاهزون لحرب طويلة المدى و[يتحدث عن] المؤامرة وإلخ .. وانتهى الخطاب، وكان هناك صمت مذهل، وبدون مبالغة كان هناك أكثر من 40 شخصًا في غرفتنا، ولكن كان هناك صمت ثقيل، وحتى الهواء بدأت أشعر به ثقيلًا، وكنا كأننا ننتظر جزءًا آخر للخطاب أو أننا قد فتحنا القناة [التلفزيونية] الخطأ وهذا الخطاب ليس له علاقة. كان هناك حالة صمت وذهول، وأصبح هناك يقين أنَّه إذا كان هناك 1 بالألف أمل أن تقدّم السلطة تنازلات وتسويات وتتصرّف بحد أدنى من المسؤولية الوطنية هذا كله التغى، وما كان يُخشى منه والهواجس أصبح يقينًا، وأصبح واضحًا أن السلطة ذاهبة باتجاه العنف، وهي تريد أن تواجه المطالب والاحتجاجات بطريقة عنفية.

وبعد حوالي ساعة ونصف أو ساعتين رنَّ التلفون وكان اللواء محمد ناصيف هو نفسه، وقال: مرحبًا كيف حالك، وبادر فورًا [بالقول]: أنا أعلم أنه ليس هذا هو الخطاب الذي كنت تتوقعه، ولكن هناك أشياء استجدَّت لا تعرفونها وغدًا خلال اللقاء مع السيد الرئيس سيوضح ويشرح. فقلت له: عفوًا لو سمحت، السيد الرئيس وقته أثمن من أن يضيعه معي، والسيد الرئيس أعلن حربًا، وأنا الحرب ليست مهنتي، وليس لي عمل في الحرب. وقال: لا، الموضوع ليس بهذا الشكل ووو...، فقلت: عفوًا لو تسمح لي أن أتكلَّم، المسألة بالنسبة لي أنا انتهت، أنا وكل الذين مثلي، لم نعد قادرين أن نفعل شيئًا ولا يوجد أي شيء قادرين على الالتزام به، فالرجل أعلن حربًا، وماذا تتوقَّع من ناس لديهم مطالب بالحدّ الأدنى من الاحتياجات الوطنية، فماذا نفعل؟ وما الذي يمكن أن يشرحه هو؟ ووقته أثمن، وأي ثانية يضيعها معي أو الذين مثلي ليس لها معنى، وليس لها أي مردود. وهنا تغيرت اللهجة، وقال: لا، هناك موعد والتزام، فقلت له: لا أبدًا، هناك موعد لم تأخذ فيه رأيي، وأنت أخبرتني أنه بعد الخطاب سيستقبل الرئيس مجموعة دون أن يكون لي أي قرار، إضافة إلى أن هذا اللقاء كان المفروض أن الرئيس سوف يشرح الإصلاحات والخطوات التي سيأخذها حتى يجنّب البلد الكارثة، ولكن الرجل حسم أموره وكان واضحًا بأنه آخذ البلد إلى حرب، وأن هناك مواطنين شرفاء ومواطنين مثلي غير شرفاء، فلماذا يضيع وقته؟ وقال: المسألة ليست هكذا، والأمور أعقد من ذلك. فأجبته: أنا أعتذر، وفعلًا حرصًا على وقته، وهذا شرف كبير أن أقابل رئيس الجمهورية ووقته أثمن من أن يضيعه معي، وفعلًا سيادة اللواء لا يوجد شيء نستطيع الحديث عنه والسيد الرئيس قال كل شيء وما عاد هناك شيء يمكن الحديث عنه، فهو أعلن الحرب. وهذا كان آخر تواصل معه.

هذا كان قراري، ولم نتناقش به، فنحن خلال الساعتين بعد الخطاب لم نتكلَّم أي شيء، وكان الكل مذهولًا وصامتًا، وهناك من ذهب إلى غرفته أو الصالون أو خرج من المكتب، وأعتقد أننا لو تناقشنا به كان سيكون قرار الكل. وحقيقة الموضوع حين تكون البلد بتلك المراحل، ونحن مازلنا نتحدث عن الأيام الأولى للثورة وفي آخر يوم من شهر آذار 2011 عمليًا، فما كان أي أحد منا يمكن أن يتردد لفعل أي شيء لتجنيب البلد الدماء والدمار. والموضوع في ذلك الوقت، وليس اليوم وبعد كل ما جرى، بأن هذا المبدأ بحد ذاته لم يكن خطأ، أي مقابلة أي أحد من هذه السلطة، ولكن فعلًا بعد هذا الخطاب كان أي لقاء مع بشار الأسد تحديدًا أو السلطة بحد ذاتها تحت بند الحرب هو قبول بالمنطق (منطق السلطة). وعلى هذا الأساس بعدها حاول فاروق الشرع وأكثر من شخص أن يكون هناك لقاءات رغم أنَّه كان برأيي أنه مفيد، و[كنت أقول]: اذهبوا وقابلوا وتكلَّموا، ولكن حقيقةً لم يعد لدي سقف توقعات.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/03/11

الموضوع الرئیس

قمع الحراك السلمي

كود الشهادة

SMI/OH/90-44/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

باريس

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار 2011

updatedAt

2024/07/12

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة