الأسلمة ودور النظام
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:06:21:03
حقيقة لما بدأت تظهر هذه التباينات وتظهر هذه الرؤى المختلفة، بدأت تظهر هنا قضية أسلمة الثورة مبكِّرًا، وكنا نتكلم عن الثورة المضادة، وتحديدًا القسم الكبير الذين أخرجهم النظام من [سجن] صيدنايا والذين بدؤوا فعلًا يتحركون بشكل سريع على الأرض، وهم أيضًا لديهم حضورهم وارتباطاتهم وعملهم السابق، فهم لم يكونوا يتحركون من الصفر عمليًا، وعنف النظام وبطشه وطائفيته كانت تعطيهم [المجال]، وفي نفس الوقت الذي كانت فيه تجعل مقولاتنا أضعف، كانت تقوِّي مقولاتهم. وبدأ هنا يتوضح هذا الموضوع، وبدأنا في ريف دمشق وفي دوما نرى هذه التباينات عبر التكتلات، وبقيت الشعارات "حرية" وقد تبدو من بعيد واحدة والشعب السوري واحد، ولكن الفعل السياسي على الأرض كان واضحًا أنَّ هنا بدأت الاصطفافات وبدأ الفرز، وبدأ تكوين الجماعات والمجموعات الأقرب إلى بعضها سياسيًا.
وفي دوما هنا بدأت مجموعات السلفية تتكتل وتخوض حواراتها ونقاشاتها ورؤيتها السياسية المختلفة والمتباينة. وأذكر في كثير من تلك الأماكن وفي تلك المرحلة كان يحيى شربجي –رحمه الله- كان له دور مهمٌّ وكبير، وبرأيي يحيى مثلًا هو أحد الصمامات المجتمعية عند شريحة الشباب، وكنا نتحدث سابقاً ما المقصود بالصمامات، فهو نموذج لها، وهو ابن البيئة المحلية المتدينة المحافظة، ولكن أيضًا التنويرية والوطنية والبعيدة عن العنف وعن منطق الحركات الجهادية. [ولعب يحيى دورًا كبيرًا] في حوارات كثيرة، وحقيقة في هذه المساحة كان يحيى هو الذي يمثل لجان التنسيق المحلية، ففي داخل داريا مثلًا قاموا بلقاء مع السلطة، وأداره يحيى والشباب طبعًا والمجموعة كلها، ولكن يحيى كان هو الواجهة، بطريقة أكثر من رائعة، وأصرّوا أن يكون اللقاء في المركز الثقافي ( 27 نيسان 2011)، وأصروا أن يتكلم كل شخص دقيقتين، وأعطوا شكل نموذج منظم ومسيّس ومطالب أدهشت برأيي حتى وفد النظام، وتفاجأ بمستوى الناس. وفي وقتها كان النظام يقول [ساخرًا]: إنَّ هؤلاء يريدون الحرية، ووضع على التلفاز بعض الناس البسيطين أو المدفوعين للقول: حرية الكهرباء، وحاول أن يستخف بهذه الحرية على منطق "بدْكِن حرية". والشباب في داريا بعد اجتماع المركز الثقافي، حتى داريا نفسها أصبحت تنظر لهم ليس فقط كشباب ثائر ومتحمس، بل إنَّهم رجال دولة، وبكثير من المفاصل، ولكن هذا الاجتماع في المركز الثقافي كان فعلًا نقطة [محورية].
طلب النظام وقتها أن يتحاور مع الشباب والمتظاهرين، وأن يروا مطالبهم، والشباب أداروا هذا الموضوع، وهذه نقطة هامة أننا لم نكن محرِّمين الحوار والتواصل، ونحن أصدرنا بيانًا ووضعنا شروطًا ومحددات للحوار وأنه ليس "الحوار من أجل الحوار"، وهذا كان قبل أن نصدر الرؤية السياسية للجان [التنسيق المحلية في سورية].
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/03/11
الموضوع الرئیس
أسلمة الثورة وعسكرتهاكود الشهادة
SMI/OH/90-53/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
باريس
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2011
updatedAt
2024/08/14
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-محافظة ريف دمشقمحافظة ريف دمشق-مدينة دوماشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
سجن صيدنايا العسكري
لجان التنسيق المحلية في سوريا