سعي نظام الأسد لتنحية الأصوات السلمية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:10:03:19
هناك الكثير من الأولويات في ذهنية النظام، مثل إطلاق سراح المئات من المتشددين من السجون، ولم نكن نفهم لماذا وكيف، فالنظام لديه خطته، وأيضًا هو لا يريد السقوط، ولا يريد أن يساعد على سقوطه. ولهذا بعد فترة قليلة مباشرة مثلما كان يدفع باتجاه التطرف والعسكرة والتشدد، كان حريصًا على تنحية الأصوات المدنية والسلمية وصمامات الأمان التي تحدثنا عنها، وكان استهداف النظام لها عاليًا. وفي مرة من المرات قمنا بتجربة، وكان السؤال مطروحًا أيضًا: من هي لجان التنسيق المحلية في سورية؟ وفكرة الشاهد العيان، ومحاولة الطعن بهؤلاء الناس ومقولاتها. وكان لدينا ناطقون رسميون باسم اللجان خارج سورية، وكانت حركتهم أسهل وإمكانية ظهورهم أسهل، وفي الفترة الأولى كان محمد العبد الله، وكان أيضًا عماد الحُصَري، وكان هوزان ابراهيم وأكثر من شخص، وفي الداخل أخذنا قرارَ أن نصدِّر واجهات باسم اللجان، وخرج يحيى [شربجي] على الإعلام وتحدث كقيادي في لجان التنسيق المحلية من دمشق وباسمه الحقيقي، وأظن أيضًا خرج سراج طعمة باسمه الحقيقي من دير الزور، وحقيقة دير الزور كان فيها حراك ممتاز، ولم يكن فيها اعتصام دائم ولكن في أيام الجمع كان يوجد هناك فرصة حتى يقف الناس عند الساحة ويبقوا ساعات طويلة، وفي مرحلة ما في فترة قصيرة، شهر وبضعة أيام، كان هناك مساحة للقاء والحوار والظهور العلني في دير الزور.
وردّة فعل النظام كانت هستيرية على هذه المسألة، ورزان [زيتونة] والأسماء المعروفة كانوا متخفين، وكانوا في الشهر الأول [للثورة] في بيوتهم ولم يكونوا قد تخفّوا بعد، واعتُقل وائل [حمادة] من الشارع أو من البيت بشكل مباشر، ونقلنا رزان لعندنا إلى البيت، وسكنت معنا أنا ويارا [بدر] في تلك الفترة، وبعد فترة –تقريبًا شهر- ذهب عبد الرحمن حمادة أخو وائل إلى بيتهم وكان يريد أن يأتي ببعض الأغراض وكان الأمن [موجودًا في المنزل] واعتقلوا عبد الرحمن أيضًا. وبعد اعتقال عبد الرحمن كان واضحًا أنَّ بيوت الناس العلنيين لم تعد آمنة بأي شكل من الأشكال، فبدأنا نستأجر منازل على أسماء أصدقاء وأشخاص غير معروفين، واستأجرنا منازل قريبة على منطقة المكتب، وبين شارع 29 أيار والشعلان كنا مستأجرين ثلاثة بيوت، وكان ناظم حمادي قد تخفَّى، ورزان بقيت عندنا في المنزل حتى يوم اعتقال يحيى شربجي، لأنه كان يتردد على بيتنا، ويعرف أن رزان عندنا في المنزل، وفي نفس اليوم الذي تمّ فيه معرفة خبر اعتقال يحيى الشربجي، وهذه كانت مرة من المرات التي تخانقت (تجادلت) مع رزان لأنها كانت ترفض الذهاب إلى مكان آخر، فهي أيضًا خرجت من منزلها منذ عدة شهور وتملكها إحساس الاقتلاع وهو ليس سهلًا. وقلت لها: لا يوجد مجال، والفرصة قد تكون ساعات، وكان أقصى ما نطلبه من الشخص عندما يُعتقل أن يصمد 24 ساعة، لأنَّ المفروض إذا انقطع التواصل معه خلال ساعتين ثلاثة يصبح لدينا تدابيرنا المتعلقة بالأشخاص الذين يعرفونه ويتواصلون معه والأماكن التي يعرفها، ونحن قادرون خلال 24 ساعة أن نتحرك بشكل سريع خلال ساعات. والفرصة هنا قد تكون ساعات بالنسبة لرزان، ولا يوجد إمكانية للبقاء [في منزلي] ولا لحظة، وأتى ناظم والشباب في السيارة لنقلها من بيتي، وكانت تقول لي رزان مازحةً: أنت تطردني من بيتك؟ فقلت لها: نعم، فمن غير الممكن أن تبقي هنا فيحيى يعرف البيت ويعرف أنك هنا.
هذا البيت لم يكن بيتي اليومي الحياتي، وكنت قد أخذته في بداية الـ 2011 وهو ليس مسجّلًا على اسمي، وأنا لم أكن متخفيًا وهذا كان قرارًا، ولم أكن معروفًا أنَّني في لجان التنسيق المحلية في سورية. فأنا أشارك في المظاهرات نعم، وفي مرحلة ما بعد ثاني اعتقال وبعد شهر نيسان انكفأت في موضوع المظاهرات، وكان القرار أن أخفّف في الوجود الفيزيائي في الشارع، وبقيت أعمل في الداخل على الأرض، ولكن من دون هذا الوجود الفيزيائي بشكل مباشر في المظاهرات.
حتى في 16 شباط 2012 حين اعتُقلت كان معروفًا أنَّ رزان والشباب أصدقائي، ولكن أنني لا أدخل في أي تنظيم سياسي ولا حزب سياسي وأنا حقوقي، وتلك كانت الحجّة، وكان من المعروف في ذلك الوقت أقصى شيء -وفي 16 شباط 2012 اكتشفنا أن الأمن يعرفه- هو مركز توثيق الانتهاكات. وكانت المسألة الأساسية للنظام عند اعتقالي في 16 شباط 2012 هو مركز توثيق الانتهاكات، وكان قد تمّ تأسيس المركز في شهر نيسان من العام 2011، حيث اكتشفنا في المركز السوري للإعلام وحرية التعبير على الفور حجم الانتهاكات وحجم الاعتقالات والقتل والتي لا تستطيع وحدة التوثيق في المركز أن تحمله.
يحيى شربجي كان متواريًا قبل أن يخرج على الإعلام ويتحدث باسمه كلجان التنسيق المحلية في سورية، ونصبوا كمينا لاعتقال يحيى، والأمن اعتقل أخيه وجعلوه يتصل بيحيى ويقول له: أنا مصاب وهناك طلقة في رجلي وتعالوا خذوني. وأخبرنا يحيى بما حدث، وكانوا كثيرين، وليس فقط أنا، قلنا له: هذا كمين، فليذهب أشخاص آخرون وليس أنت، ولكن هذا أخوه في النهاية الذي تحدث معه وقال أنه مصاب، فذهب يحيى، وكان كمينًا، وكان هناك شباب من داريا حاولوا معه كثيرًا كي لا يذهب ولكنه لم يقبل.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/03/15
الموضوع الرئیس
قمع الحراك السلميكود الشهادة
SMI/OH/90-58/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
باريس
التصنيف
مدني
المجال الزمني
الشهور الأولى للثورة
updatedAt
2024/04/18
المنطقة الجغرافية
عموم سورية-عموم سوريةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
لجان التنسيق المحلية في سوريا
مركز توثيق الانتهاكات في سوريا
المركز السوري للإعلام وحرية التعبير