شعار "إسقاط النظام" ومبادرات لمواجهة الطائفية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:10:46:24
بشكل عام اللجان (لجان التنسيق المحلية في سورية) ليست حزبًا سياسيًا ولجنة مركزية، ولكن بشكل عام وفي الدائرة الأضيق وفي البدايات كنا نرى أنَّه مازال مبكّراً [طرح] شعار: "الشعب يريد إسقاط النظام"، ليس لأننا لا نريد ذلك بالفعل وهو في النهاية مطلبنا، لكن علينا معرفة سياسيًا ما الذي كان موجودًا بهذا الخصوص، وهذا أيضًا كان له علاقة بلقاءات مع شرائح أخرى، ليست من شرائح اللجان، وأذكر في شهر نيسان أو أيار رتب لنا الأب باولو اجتماعًا مع حوالي 14أو 18 رجل دين مسيحي في دمشق، وكانوا قادمين من كل المحافظات، وفي المناسبة أحد الشباب الذين كانوا في ثوب الرهبنة هو فادي حليسو، ولم أكن أعرفه، وعندما خرجت من السجن عرفت أنَّه هو واحد من هؤلاء الرهبان الذين أتوا ليستمعوا إلى اللجان، وبعد الاجتماع قال لي: خلعت ثوب الرهبنة وانخرطت في الثورة.
الأب باولو كان قريبًا من قبل الثورة، والأب باولو هو تنسيقية وحده، وهو ديناميكي جدًّا وكان داعمًا للغاية. وقبل الثورة كنا نراه شخصًا من السوريين الذين [كانوا] مع الديمقراطية ومع التغيير، وذلك الاجتماع كان في كنيسة الآباء الفرنسيسكان، واستمرّ قرابة 4 ساعات أو 4 ساعات ونصف، وتحدّثنا في السياسة وكيف نرى مستقبل البلد، وكان هناك تخوُّف من عملية الأسلمة ومن عنف النظام، وتكلَّمنا بشكل أريحي للغاية عن وجهات نظرنا، وكان التخوُّف أنَّ هذا الشعار سيزيد من وحشيته ومن القطيعة مع أي إمكانية [تحقيق] مكاسب جزئية أو إصلاحات أو تغييرات بطيئة وليست ثورية بهذا المعنى.
وكان هناك حقيقًة ليس فقط هذا الاجتماع، كان هناك أحد الأصدقاء قد أمَّن اجتماع مع حوالي 14 أو 16 شخصًا من الإعلاميين والمثقفين العلويين مثلًا، وكنا نلتقي مع شخصيات سواءً على المستوى الثقافي أو الفكري من الممكن أن يكون لهم دور في نفس هذا الوقت والمرحلة. وجلست جلسة طويلة مع فراس السواح، وحقيقة بهذه المرحلة كنت أكثر على الأرض وفي الداخل، ليس فقط بمعنى المظاهرة. وإحدى الجهات أمَّنت اجتماعًا خاصًا مع واحد من كبار رجال الأعمال العلويين في الساحل، وهو من أحد الأسماء التي [يمكن اعتبارها] إلى اليوم جدًا كبيرة وضخمة وبغض النظر عن الموقف منه الآن، وكان هذا اللقاء في شهر نيسان أو أيار أو حزيران من العام 2011، وكان هناك قلق وخوف، وهذا الشخص هو من الذين أطلقنا عليهم لاحقًا شبِّيحة النِّظام أو داعمي النِّظام، وكان حريصًا على أن يخلق مسافة بينه وبين النظام، و[اظهار] أنَّه ليس تابعًا للسلطة، وأنه مع كل المطالب. وكان هناك مبادرة، ونتذكَّر كيف بدأت المسألة الطائفية في كثير من الأماكن، وليس فقط في حمص وأرياف حماة وإدلب، بل حتى في دمشق العاصمة. وأذكر أننا كنا في عزاء في المزة القديمة، وشاب من الشباب الذين استُشهدوا في إطلاق رصاص من الأمن، وفعلًا لم نعرف من أين هجموا على العزاء وكسّروا العزاء، وكنت أنا وملهم الحسني، وهجموا من المزة 86، وبالتالي [هنا يظهر] البُعد الطائفي. وواحدة من الصبايا التي كانت تعمل معنا في المركز [المركز السوري للإعلام وحرية التعبير] كانت موظفة مثلًا في جمعية البستان، وكانت تقول لنا كيف كانوا في جمعية البستان يوم الجمعة صباحًا يجمعون الناس ويعطونهم هراوات وسلاحًا وعِصِيًّا، وكان هذا في الأيام الأولى للثورة.
كانت المسألة الطائفية يتمّ العمل عليها جيدًا، وحقيقةً النظام اللاعب الأساسي، ولكن أيضًا كان هناك أطراف أخرى لديها مصلحة بها. وكنا نحاول أن يكون هناك مبادرات، وأذكر مرة الصبايا أتَيْنا بزيتون من الساحل وزرعْنَه في دوما، وفي "حديقة الشهداء" كما كانوا قد أسموها. وفي برزة حاولوا أن يحصل [نفس الشيء]، وهناك مجموعة صبايا وشباب كنَّ يعملْن على أساس هذا المنطق، منهم: كفاح [ديب] وفدوى [سليمان]، ومجموعة حاولت أن تخلق هذا البعد التضامني العابر لخطوط الصراع والعابر للطوائف. وهنا نتكلَّم عن كفاح ديب وفدوى سليمان، وكثيرين في هذا الخصوص.
وأيضًا نحن من كنا نلتقي معهم، لم نلتقِ بجميل حسن مثلًا، بل كنا نلتقي مع فعاليات مجتمعية واقتصادية ودينية، والذين نعرف أنَّهم ليسوا تابعين للنظام، ولم يكونوا يعرفون من يقابلهم، ورجل الأعمال هذا أنا كنت أعرف من هو، وأظن لم يكن يعرف من أنا، وأنا كنت، وبالرغم من أنَّ الاجتماع كان في مطعم بباب توما والمطعم مغلق وكان قد حجز المطعم بأكمله، وأنا كنت ألبس كوفية وطاقيَّة وشبه ملثَّم، وكنا نعرّف بعضنا البعض بـــ "أبو محمد" و"أبو علي"، [وهكذا كانت التسمية]. فلم تكن الأمور قد أخذت هذا الشكل الذي ذهبت إليه [فيما بعد]، وهذه واحدة من المفاجئات، والاعتقال الأخير لي كان في 16 شباط 2012، وهناك الكثير بالمعنى الطائفي والمعنى القومي والعرقي، ومشاكل كثيرة، ولكن حين خرجت في نهاية الـ 2015 وخرجت من سورية حقيقةً شعرت بنفسي القذافي: "من أنتم؟" و"كم لبثنا"، وأنا سُجِنت حوالي 4 سنوات وليس 40 سنة، وأنا قضيت بعدها (بعد الخروج من السجن) أول 6 أشهر فقط أحاول أن أفهم ماذا حدث في الأربع سنوات التي مضت.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/03/15
الموضوع الرئیس
الحراك السلميكود الشهادة
SMI/OH/90-67/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
باريس
التصنيف
مدني
المجال الزمني
الربع الثاني من العام 2011
updatedAt
2024/08/14
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-مزة 86محافظة دمشق-المزةمحافظة دمشق-مدينة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
لجان التنسيق المحلية في سوريا
جمعية البستان الخيرية
المركز السوري للإعلام وحرية التعبير
كنيسة الفرنسيسكان