الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

ندوات حوار الأديان في طيبة الإمام ورفض الانتساب لحزب البعث

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:55:06

في الفترة الاتي كان كان عمري بها حوالي 16 سنة، بُني مركز ثقافي في مدينة طيبة الإمام من أكبر المراكز الثقافية في حماة، وعُمّر، تقريباً في عام 2006 افتُتح، ويجب تدقيق هذه المعلومة، ولكنني هكذا أتذكر، في 2006 أو 2005، افتُتح المركز، ولست متأكداً، ففي طيبة الإمام، اكتُشف في فترة التسعينيات أرض كنيسة صُنفت كأكبر لوحة فسيفساء في العالم، وهي أرض كنيسة رومانية، وتبنت إيطاليا بعد سنوات، كانت الدولة تحفر خط مياه أو كهرباء، ووجدتها، وطمرتها، وخلص (انتهى الأمر)، يعني هذه المنطقة يوجد فيها آثار. وبعد سنوات تقريباً في عام 2003 أو 2002، دعمت الحكومة الإيطالية تنظيف المنطقة وتجهيزها وبناء نوع من المتحف (مبنى مرتفع بارتفاع طابقين وسور على الأطراف)، وتمشي، وتتفرج، ويوجد فيها الكثير من الرسومات، يوجد فيها حوالي 20 رسمة مختلفة ما بين حيوانات وعربات عسكرية تجرها أحصنة.

وحسب ما أذكر ولست متأكداً من ذلك أيضاً فهم قالوا: بأنه وصلهم من أهالي المدينة أن هناك اهتماماً كبيراً بالعلم والثقافة؛ فتبنوا إعمار المركز الثقافي في مدينة طيبة الإمام، وكان هناك مركز ثقافي عبارة عن غرفتين فقط في أرض ترابية ومن دون أرضية ومكتبة كنت أزورها عندما كان عمري 12 حتى 15 سنة، كنت مهتماً بالروايات، كان هناك قسم كبير من الروايات، وطبعاً، هو غرفة واحدة فيها كل الكتب، ولكن كان فيها رفان من كل الغرفة للروايات، فهم تبنوا (بناء المركز). وكان واضحاً أن الدولة السورية ليست هي التي عمّرته؛ لأنه كان صرحاً بمعنى الكلمة، واهتموا بأدق تفاصيله من الرخام والحجر والخشب والنوافذ والأبواب والمدرج، وكان المدرج -أنا رأيت المدرج في المركز الثقافي في مدينة حلب ومركز حماة- من حيث المساحة يعادل مركز حماة، وفي هذه الفترة، كان مدير المركز الثقافي شخصاً لديه فعلاً خلفية ثقافية معروفة جداً في المدينة، وبدأ يسعى بشكل أسبوعي لتكون هناك ندوة ثقافية عن موضوع، يعني أقل ما هنالك أمسية شعرية فقط، ولكن حصلت الكثير من الندوات و المناظرات حتى على المستوى الثقافي الاجتماعي، حصلت مناظرات اقتصادية، وأنا أذكر في فترات أنه جاء شخص من دمشق كان مسؤولاً سابقاً، ولكنه عندما جاء كان بدون صفة رسمية في الدولة، وطرح انتقادات لطريقة عمل المصارف بسورية، وفي تلك الفترة، لم أستطع أن أفهم الكثير من كلامه على اعتبار أنه في الأساس كل هذه التفاصيل ليست موجودة عندنا في نمط الحياة التي نعيشها، وفي هذه الفترة، كان عمري 16 سنة ( في الصف العاشر تقريباً)، وجاء أحمد حسون مع قس من مدينة محردة ومع شيخ ثالث كان شيعياً، ولا يحضرني اسمه أو من أين هو أبداً، وكان في تلك الفترة أحمد حسون يحمل راية حوار الأديان، وكنت ألاحظ أنه كان يطوف في كل أرجاء المنطقة وفي المدن الكبيرة لإحياء مناظرات دينية وهي حوار أديان، يعني كان واضحاً جداً أنه تقريب بين الأديان أكثر من أن يكون حواراً شفافاً على الأقل، فليس هو تبعيداً بين الأديان، ولا يكون هدفه التقريب ما بين الأديان بطريقة غير منطقية أو غير صحيحة. وفي تلك الفترة، كنت أحاول جداً عندما تكون هناك ندوة تتكلم عن شيء ما أن أجلس، وأقرأ عن الموضوع أكثر حتى أستفيد أكثر، وحتى إذا لفت نظري شيء أثناء القراءة، وإذا لم يوضّح لي المحاضر هذه النقطة أسأله عنها، فسألت سؤالاً لأحمد حسون، وخرجت الكثير من المشاركات، وكان هناك أسئلة من طلاب شريعة أحدهم قريبي، وكان سؤاله عادياً جداً حول شيء تحدثوا عنه أساساً، فرفعت يدي في آخر مشاركة، وقلت للشيخ أحمد حسون: هل تكفّر القس الموجود بجانبك؟ فالتفت الجميع، ويوجد شخصان أو 3 من الفرقة الحزبية. كنت أريد الموضوع أن يكون حواراً حقيقياً بعيداً عن مجاملات مفرطة جداً وبعيداً عن درجة وصلت فيها الفكرة للناس التي ليس لديها إلمام كامل مثلاً بأساس العقيدة الإسلامية بأنه لا يوجد فرق بين المسيحي والمسلم أبداً، يعني أنا في نهاية الموضوع (الندوة) هكذا وصلني، أنه لا يوجد فرق أبداً، نعبد الله ورسوله، والطقوس هي المختلفة فقط، حتى إن القس قال: أنا ليست لدي مشكلة أن أصلي صلاتكم، على العكس أنا دخلت إلى الجامع أكثر من مرة. وأنا الذي أعرفه أنه ليس هكذا، فسألته سؤالاً بسيطاً وهو فج في نفس الوقت: هل تكفّر القس؟ فحدثت ضجة قليلاً في القاعة، وضحك أحمد حسون ضحكة صفراء، فقال: اهدؤوا يا شباب، السؤال منطقي، ونستطيع أن نجيب عنه، ولفّ ودار (ابتعد عن الفكرة) بشكل كبير، وأنا منذ تلك الفترة تكوّن لدي انطباع بأن أحمد حسون من أذكى الشخصيات الدينية الموجودة فعلياً عند النظام، وحتى الآن هو لم يقع، وهو فصيح جداً، وبلاغته تشدك جداً لدرجة أنك تنسى قليلاً الكلام الذي يُحكى والفكرة، وتركز في خطابه كشخص خطيب. وفي تلك الفترة، جاء شخص من فرقة الحزب إلى والدي، وقال له: يجب أن تنبه على ابنك، وهو صغير، وربما لا يعرف أن هذه الأسئلة والنقاشات هي من المحرمات لدينا. وفعلياً، سألني والدي فقط: ماذا حدث؟ فقلت له: كذا. ولم أفهم لماذا سألني والدي، وفيما بعد شرح لي أخي، وقال لي: يجب أن تكون دقيقاً، وأن هذا السؤال تستطيع أن توجهه بطريقة مختلفة، يعني[إذا قلت] كلمة تكفير فأنت دخلت في تطرف ديني بالنسبة للنظام، و في نفس السنة، في الصف العاشر، كانت تأتي أوراق من الفرقة الحزبية هي أوراق تنسيب لشبيبة الثورة ومن ثم حزب البعث فأنت بهذه الآلية تلقائياً تصبح عضواً نصيراً في حزب البعث حتى تُتم دورة عضو عامل، و كان أخي الأكبر مني عروة -الأكبر مني بعشر سنوات- قد نبهني أنه سيأتيكم في الصف العاشر أشخاص من فرقة الحزب يوزعون عليكم أوراقاً، ويقولون: إنها انتساب لشبيبة الثورة. وهي تلقائياً (نفس الأوراق) تُحول لفرع الحزب، ويصبح (الواحد منكم) عضواً نصيراً.

[بالنسبة] لوالدي لست متأكداً، ولكن أخي كان ضابطاً في الجيش، فهو مُجبر أن يكون عضواً عاملاً، وأخواي الأوسطان ربما يوجد واحد منهما، ولست متأكداً، وفي هذه الفترة فعلاً، جاؤوا إلى المدرسة بشكل مفاجئ، وقالوا: املؤوا الأوراق. أنا لم أملأ الورقة، وبعد فترة، جاء المدير، وناداني، وقال لي: مِن هذا الصف كانت ورقتك هي الناقصة فقط، أين ورقتك؟ فقلت له: ... وناداني للخارج؛ لأنه شعر بأنني لم أملأ الورقة، فقلت له: أنا لم أملأ الورقة. فقال لي: لماذا؟ واستنفر فعلاً، واحمرّ وجهه، واختنق (بدا عليه الانزعاج)، وقال: لا تقل إنك لا تريد، وأنت لا تعرف مصلحتك، وهل هذا الكلام يعرفه أهلك؟ فقلت له: نعم، يعرفونه. وحتى أنهي هذا النقاش العقيم قلت له: سأنتمي إلى حزب ثان من أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، ولن أنتمي لحزب البعث. فقال: إذا كان الأمر كذلك فلا بأس. وبعدها لم أنتمِ.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

مرحلة ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/14-02/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل 2011

updatedAt

2023/11/03

المنطقة الجغرافية

محافظة حماة-محافظة حماةمحافظة حماة-طيبة الإمام

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة