الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التوقيف بمطار حلب قبل الذهاب للقاء أسماء الأسد في دمشق

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:55:23

في بداية الثورة السورية، كان هناك محاولة كبيرة لاستيعاب حلب ومنعها من التحرك تارة بالتشديد الأمني الكبير وتارة بالترغيب ومحاولة استمالة الناس والاستماع لهم والإيحاء لهم بأن هناك إمكانية للإصلاح والعودة وتوقف الأمور عن الاستمرار في التدهور، فدُعيت وفود كثيرة من الشيوخ والتجار ووجهاء المدينة، ونحن كرواد عمل خيري وُجهت دعوة لـ 12 شخصاً من رواد العمل الخيري، وكان أغلبهم من المجموعة التي كنا ننشط فيها، فكان فيها الأستاذ فراس مصري، والأستاذ عبد الرحمن ددم، وكنت أنا موجوداً، وكان بعض الإخوة الآخرين و السيدة منى خراط وأسماء أخرى، وفي الحقيقة في تلك المرحلة، كنت أخشى الاعتقال، وكان قبل فترة ليست ببعيدة قد اعتقل الدكتور سعد وفائي في دمشق (أطلق سراحه في 25 آيار 2011)، وسافر من حلب إلى دمشق بالطائرة، وفي العودة، يبدو أنها صدرت مذكرة اعتقال، فاعتقلوه في المطار، وهو في الاعتقال لم يستمر فترة طويلة، فتم إطلاق سراحه، ولكن ضمن الأسئلة الذي وجّهت له  في التحقيق في شعبة الأمن السياسي في دمشق قالوا له: ما رأي عزام خانجي في التظاهرات؟ فأنا كنت متوقعاً جداً أن يحصل اعتقال (يعتقلوني)، ولكنني بصراحة في البداية فكرت ألا أخرج، ولكن قلت بعد ذلك: أن أعتقل وأنا ذاهب إلى لقاء كهذا قد يسبب ضجة إعلامية أكبر، وهذا أكثر أمناً من أن يعتقلوني من المنزل في الوضع الطبيعي، وهذا ما حصل.

كان اللقاء مع أسماء الأسد، ولا أذكر [متى] كان تماماً، ولكنه بعد أشهر قليلة من انطلاق الثورة، وكان الدكتور إبراهيم سلقيني حيّ يرزق، ونحن ذهبنا إلى المطار، وأنا أتوقع أن يحصل اعتقال، وقدمت هويتي، وفي يومها، أخذ الموظف الهوية، وأراد أن يعيدها لي، وسحبها بعد أن رأى على الكومبيوتر شيئاً مكتوباً، وقال: هناك مذكرة اعتقال بحقك، وأخذوني إلى المفرزة. وعندها الصبايا والشباب الموجودون تحركوا بسرعة، وحصل اتصال مع الدكتور إبراهيم سلقيني، رغم أن الوقت كان  مبكراً جداً (الساعة 5:30-6 صباحاً)، وحصل الاتصال مع الدكتور إبراهيم سلقيني، وكانوا في مكتب أسماء الأسد يتواصلون مع السيدة منى خراط، وهي بلّغتهم بهذا الشيء، وهم شعروا بأن هذا الأمر بالنسبة لهم شيء سلبي، وعلى العكس قد يسبب لهم ضجة إعلامية، ومن المؤكد أنه سيتم الحديث في الإعلام أنه يستدعون الناس، يقابلونهم في القصر، ويحدث اعتقال، وتصبح حركة غير مرضية بالنسبة لهم. وفعلاً، تدخل القصر في يومها في إطلاق السراح، واتصلوا بالمطار بضابط الأمن، وقالوا لهم: أطلقوا سراح فلان. وحكى معي الضابط، وقال لي: ... هو في البداية قال: لا تحاولوا، أمر مستحيل أن تخرج، وأقل شيء ستستغرق أياماً. لكن حين جاء الكلام، قال: ماذا سأفعل؟ مذكرة الاعتقال قادمة من الأمن السياسي، والذين اتصلوا معي من الأمن الجوي (المخابرات الجوية) في دمشق. وقال لي: لا أستطيع أن أطلق سراحك. فعادوا، واتصلوا به مرة ثانية بالمكتب، وقالوا لهم: "تقول لكم الست لن تطير الطائرة بدون إطلاق سراحه" وفعلاً، تم إطلاق سراحي، وكان هناك تفاعل إيجابي من الموجودين، حيث كنا 12 شخصاً، والـ 11 شخصاً قالوا باستثناء شخص واحد، الأشخاص الـ 10 قالوا: لا نخرج إلى الطائرة من دون أن يتم إطلاق سراحه. وفعلاً، خرجنا، وأكملنا زيارتنا، وذهبنا إلى هناك، وجرى حديث في يومها، وكانت نبرة الحديث متقدمة، وكل الموجودين قالوا كلاماً قوياً في اللقاء، وهي حاولت أن تستخف بعقولنا: "أنا معارضة مثلكم، وهناك كثير من الأشياء لسنا راضين عنها تحدث الآن، لكننا أقرب إلى المعارضة من الأشخاص الذين يقومون بتلك الأعمال". وفي ذلك اليوم، تكلم الجميع عن الانتهاكات التي تحدث في المدن الأخرى، وكانت حلب لم تنطلق شرارة الثورة فيها بقوة بعد، هناك تحركات وتظاهرات حدثت لكنها كانت تُقمع بقوة. وعندما عدت -ولم أرجع بالطائرة- خشيت أن يتكرر الأمر في الطيران، فعدت براً، لأن التشديد في المطارات أكثر من التشديد على طرقات السفر. 

فكانت الدعوات أنها تدعي بأن العمل الخيري والإنساني في كل المدن السورية يحصل بدرجة كبيرة تحت إشرافها، وهي كانت تتردد على مدينة حلب بشكل كبير، وتزور الجمعيات، وهي تسمع رأي رواد العمل الخيري بالأحداث الأخيرة التي تحصل في سورية ككل، وتريد السماع منهم، وكنا جميعاً بدون استثناء صريحين في رفض الاعتقالات ورفض التهجم على المظاهرات السلمية، وأكدنا على تلك المطالب، واللقاء حقيقة... نحن ترددنا: هل نقبل بموضوع اللقاء أم لا نقبله؟ ولكن شعرنا أنَّها مساهمة، ويجب أن نوصل صوتنا أيضاً، ونتحدث عن رأي مدينة حلب، وصحيح أنَّ حجم التظاهرات في حلب لم يصل إلى ما حصل في درعا أو بانياس أو حمص، ولكننا في نفس الوقت غير راضين أبدًا عما يحصل.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/11/23

الموضوع الرئیس

الحراك السياسي في بداية الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/66-09/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

أيار - حزيران 2011

updatedAt

2024/05/09

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-مدينة حلبمحافظة دمشق-القصر الجمهوري (قصر الشعب)

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

إدارة المخابرات الجوية

إدارة المخابرات الجوية

شعبة الأمن السياسي

شعبة الأمن السياسي

الشهادات المرتبطة