طبعًا، أنا عندما عرفت أنه سيكون هذا الشخص الذي هو عبد الجبار عكيدي، وهو عقيد منشق من النظام، سيكون موجودًا معنا في حلب، وسيعلن العمليات على الإعلام، ويتواجد في حلب، وسيكون متواجدًا معنا في المنزل، قلت: يجب أن أجهز للأمر. وهنا أصبحت أذهب إلى أعزاز بشكل متواصل، وأريد أن أعرف ماهي آلية الدخول إلى حلب، يعني ما هو السبب؟ وسألت في أعزاز، وعرفت كيف أصل إلى عمار داديخي، ووصلت له، وذهبت إليه، ووصلني بعمّار شاب اسمه محمود الشيخ، وهو شخص كان في المظاهرات وموجود بالتنسيقيات في أعزاز، وقال لي: أنا سآخذك إلى عمار داديخي؛ لتتعرف عليه، وأنت عرفه عن نفسك أنك أتيت من حلب، وأنك تعمل في عمليات التنسيق. وفعلًا، ذهبت، وهم في مبنى من مباني أعزاز، جلست، وانتظرت، ودخلت إلى عمار، كان يعرج على رجله وكان يمسك عكازته المعروفة وسبب حمله العكازة هي إصابة حصلت خلال المعارك، وتعرفت عليه، وكان قليل الكلام بشكل كبير، وعمار داديخي كان قائدًا عسكريًا في أعزاز وليس أكثر، يعني قائد كتيبة بالجيش الحر في أعزاز هكذا وليس أكثر، وهو شخص قليل الكلام، وأعرف أنه من آل داديخي وليس أكثر. قلت له: أنا اسمي عبد الوهاب عاصي. فقال لي: هل أنت ابن مالك أم ابن نجيب؟ فقلت: ابن مالك. فقال لي: كيف حال جدتك؟ فقلت له: جيدة. فقال لي: هل تعرف أننا أقرباء؟ فقلت له: لا أعرف. فقال لي: حسنًا يا عبد الوهاب. وهو يكون من أقاربي من آل داديخي من الشيخ صنعة. وهو من أقارب جدتي مباشرة، كانت قرابة متداخلة، وهي قرابة نساء من قبل جدتي، وأنا قلت له: لا أعرف هذه القرابة من قبل. وقال لي: إنه يعرف جميع العائلة، ويعرف والدي. فقال لي: أنت ماذا تفعل هنا؟ فقلت له: أنا موجود في حلب، وأنا أعمل مع التنسيقيات مع جماعة سيف الدولة وجماعة حلب القديمة -جزء منهم يعني مجموعات- وجماعة الفردوس وصلاح الدين. فقال لي: ماذا تدرس؟ فقلت له: أدرس اقتصاد، طالب جامعة، ولكنني الآن تركت الجامعة. وكان عمره تقريباً بحدود الـ40، وهو شخص غير متعلم، وأنا فيما بعد سألت والدي، ورجعت إلى حلب طبعًا، والدي لم يكن لديه علم أبدًا، كان يظن أنني في الجامعة، ورجعت إلى حلب، وهنا لم يكن رمضان قد أتى، فقلت لوالدي: من هو عمار داديخي؟ وهنا طبعًا للعلم... عفوًا، والدي فيما بعد بدأت أسأله، كان والدي... أو هنا والدي كان قد خرج من السجن في شهر أيار/ مايو 2012، كان والدي قد خرج من السجن، وسألت والدي فيما بعد لاحقًا، قلت له وكان أعمامي عندنا: من هو عمار داديخي؟ فقال لي: يكون ابن عمة أمه. أو لا أعرف ماهي القرابة بالضبط، فقلت له: من هو هذا؟ فقال لي: كان يعمل مهرب سجائر في أعزاز أو هو مسؤول عن تهريب السجائر في المنطقة، وهذا الشخص غير دارس، درس للصف السادس فقط وليس أكثر، وشخص كان معروفًا وحصلت معه حادثة في أعزاز معروفة جدًا. وقالها لي والدي وأعمامي: في إحدى المرات، طالب النظام السوري من عمار أن يسلم نفسه؛ لأنه يعمل بالتهريب بشكل غير قانوني، ولا يوجد تنسيق مع الدولة، وعمار رفض تسليم نفسه، فأحضروا سيارات الأمن والشرطة وأسلحة من حلب، وأحاطوا بالمبنى وبدؤوا يطلقون على المبنى النار، وقاومهم عمار ومعه أشخاص 12 ساعة متواصلة من إطلاق النار؛ حتى حصلت تسوية مع النظام مع فرع المخابرات الجوية بحلب وانسحبوا، وتركوه، وهو لاحقًا ذهب إلى فرع الأمن الجوي لوحده، وأخرجوه. فأنا سألت والدي: لماذا حتى يخرجوه؟ فقال لي: هذا وراءه مافيا. وليس مافيا سوريّة فقط، وإنما مافيا دولية. وقال لي والدي: لا يستطيعون أن يضغطوا عليه كثيرًا؛ لأنهم يعرفون ما هي عواقب هذه القصة عليهم، ويسبب لهم فوضى، فيكون الأمر تحت نظرهم، ولا يتركونه، ويدخل إليهم، فيعمل تحت نظرهم ليست هناك مشكلة. وهذه الحادثة فتحت لي ذهني عن شخصيات تعمل مع المافيا من أعزاز تم ذكرها لي من قبل عائلتي، وهؤلاء يوجد منهم ضمن المافيا في إيطاليا وموجودون أصلًا هناك، وهم من أعزاز، وهؤلاء أصبح عن طريقهم عمليات تنسيق لاحقًا أو من دونهم، وفيما بعد رجعت إلى حلب، وأصبح ترددي إلى أعزاز قليل، يكفي أنني عرفت هذه المعلومات، وكنت أنتظر رمضان ليتم الدخول، وأنا هنا لم أتفق مع عمار داديخي، تعرفت عليه فقط، وقلت له: إنني هكذا أعمل في التنسيقيات. فقال لي: إذا حصل أي شيء جديد أخبرني، وتعال إلى أعزاز، وأنت تدخل إليّ مباشرة، لا داعي لأن تذهب إلى أي أحد. هذا الشيء الذي حصل فقط، يعني مثل عملية خلقت خط ارتباط.