الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التقرب من عمار داديخي وتوطد العلاقة بينهم المفاوضات مع الدول من أجل قضية المحتجزين اللبنانيين لدى "عاصفة الشمال"

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:18:20:10

خرجت باتجاه أعزاز، وذهبت مباشرة إلى منزل جدي، لم يكن فيه أحد إلا أنا، كان هناك عمي، وكان أهل جدي في حلب؛ حيث حصلت هجرة عكسية، خلال المظاهرات والمعارك في أعزاز، هاجر أهل الريف باتجاه المدينة، فكنت موجودًا وعمي الوحيد، وبعدها ذهبت فورًا إلى عمار داديخي، وعمي لا يعرف شيئًا، وزرت عمار، وقلت له: حصل الإقتحام، فقال: اضطررنا أن نعجل العملية، والسبب هو أن الريف الغربي لحلب رأى أن تسريع العملية هو مهم لمباغتة النظام لأنه قد يكون وصلته معلومات عن الدخول في تاريخ 10 أو 12 رمضان، هذا هو التاريخ الذي وصلني.

لاحقًا بعد دخول المدينة، تم توزيع المحاور خلال ساعات قليلة، ودخل المدينة جيش الفتح، وتم إعلان تشكيل لواء التوحيد وإعلان تشكيل جيش الفتح وعاصفة الشمال بشكل متزامن ومتفق عليه. ولاحقًا، عرفت جميع هذه التفاصيل وكيف تشكلت هذه المجموعات.

قدرة هذه الفصائل خلال الفترة السابقة وهذه المعلومات لم تكن تستطيع أخذها حتى تبني علاقة ثقة، وأنا استطعت أن أبني في الفترة اللاحقة علاقة ثقة جيدة مع عمار داديخي؛ حتى أصبح يقربني منه، ويقول لي: أنت تشبه جدك عبد الوهاب. وقال لي: أنا أثق بك. وأحيانًا الثقة تدفع الشخص الآخر ليقول ما يريد لأنه يريد من أحد أن يسمعه، وبدأ يقول لي كيف تمت العملية: عندما فقد النظام السوري السيطرة الأمنية، وتحولت سيطرته العسكرية إلى مربعات موجودة في الأرياف ومراكز عسكرية سميناها قبل قليل مثل مطار منغ بدأت الدول عندها تعمل.

قال لي: بدأت الأطراف المخابراتية تتواصل معنا، وبدأت الدول تتواصل معنا، وبدأت القوات تتواصل معنا. وقال لي: نحن في الأصل كنا بنينا...، وكان لدي تواصلات مع المافيا (شبكات التهريب عبر الحدود). ودخل السلاح بشكل هائل إلى مدينة أعزاز عن طريق معبر باب السلامة وعن طريق عمار داديخي قبل التحرير، وهذا كان المفتاح، وهو كان صلة الوصل المباشرة في هذه العملية بسبب علاقاته مع المافيا ومع الأتراك أو المخابرات التركية. طبعًا، هو حسب كلامه قال لي: أنا أعرف -هو عمل فترة في معبر تلكلخ وعمل في منطقة العريضة والحدود اللبنانية السورية- وأكاد أجزم أنه في تلك المناطق نفس الآلية ستحصل. قلت له: لماذا؟ قال: لأنني عملت في هذا المجال، وأعرف كيف يتم.

الرجل رغم عدم دراسته إن صح التوصيف لكنني أعتقد أنه من الشخصيات الوطنية السورية الأولى الغنية بالمعلومات الاجتماعية، فهو شخصية اجتماعية قائدة. افتقد عمار للمحيط الآمن الاستشاري الذي يعطيه الاستشارات الصحيحة، وهذه نقطة مهمة، يعني حتى سمير عموري الذي هو رئيس مكتبه السياسي الذي كان محيطًا به -هو للأسف- غير جدير بتوجيه الدفة على مستوى المسؤوليات الكبيرة، وكان من المستشارين له شخص اسمه صلاح حسون، كان موجودًا في تركيا، وصلاح كان مسؤولًا عن عمليات التواصل أصلًا حتى مع قطر لاحقًا.

تطورت علاقتي مع عمار في جلسات مستمرة في هذه الفترة، كانت تقريبًا كل يومين وأحيانًا كل يوم.

وهنا أصبحت معهم بدون أي توصيف وعمار يعطيني فقط معلومات، ويفهمني ماذا يحدث وكيف تبنى العلاقة مع النظام، وقال لي: كان النظام يتواصل معهم، ولكنهم ليسوا عملاء كما يفكر الناس، فنحن لسنا عملاء للنظام، وعملاء النظام هم هذه العائلة، وهذه العائلة لأنهم تجار وهم تحت يده، أما نحن لم يكن النظام يريدنا أن نخرج من تحت يده؛ لأنه يعرف أننا متمردون وتجار ولدينا ارتباطاتنا الخارجية.

[بالنسبة] لقافلة الحجاج، حصلت الحادثة قبل دخول مدينة حلب بأسابيع قليلة، وكانت القافلة تتجه إلى مدينة نبل والزهراء قادمة من الحدود السورية التركية.

القضية هي أن الحجاج أُرسلوا من لبنان إلى مطار القامشلي ومن مطار القامشلي اتجهوا إلى الحدود السورية التركية حتى أعزاز حتى نبل، هذا هو طريقهم. الحجاج حسب كلام داديخي إنهم عناصر وضباط في "حزب الله"، ولا يوجد نساء معهم، وسبب مجيئهم هو أن الأرياف كانت قد بدأت تتحرر، وبدأ النظام يشعر بأن سيطرته على مراكز الإسناد هي مثل [مفزرة]الأمن العسكري الذي تحرر في أعزاز؛ فخاف على نبل، وكان يريد أن يعزز سقوطه وسيطرته؛ فتواصل مع حزب الله، وجاءت العناصر إلى هذه المنطقة.

كيف أمسكوا بالقافلة؟ تم إمساك القافلة عندما جاءت من جهة...، وعاصفة الشمال نقلت مقراتها بعد أن سيطرت على [مفزرة]الأمن العسكري باتجاه معبر باب السلامة، وأصبحت هناك المقرات الأساسية حتى لا يستطيع النظام السوري أن يقصف المقرات، والحجاج مضطرون أن يمروا في أعزاز، وجاءت المعلومات أنه ستمر قافلة، والمعلومات غالبًا من تركيا.

لا أذكر عددهم، ولكنهم غالبًا 17 أو 18 شخص في سيارة واحدة، وأمسكوا الحجاج في محيط أعزاز، ونقلوهم باتجاه المعبر الذي يبعد 2 أو 3 كم عن المدينة باتجاه الشمال، كانت عاصفة الشمال قد أسست معسكرًا في المنطقة في جبل بورصايا، كان معسكرًا ضخمًا بكل ما تعنيه الكلمة، وبدؤوا بإنشاء بنية تحتية داخل المعسكر داخل الجبل تحتوي على مخازن للأسلحة وسجون ومقرات للمنامة. ولم يأخذوا وقتًا طويلًا في تجهيزها، وهذا بعد تحرير [مفزرة]الأمن العسكري، ونقلوا الحجاج إلى هذه المنطقة، والحجاج كانوا فيها. طبعًا، أنا رأيتهم، أنا لم أدخل إلى السجون، وأنا رأيت شخصين أثناء إطلاق سراحهم كبادرة حسن نية في مفاوضات لاحقة.

لاحقًا، ذكر لي عمار، وحدثني، أو حضرت المفاوضات كيف حصلت، حيث بدأت المفاوضات تحصل، وتواصل معه اللواء أديب سلامة -ليس من أجل العودة- بل أصبح التواصل و المفاوضات تحصل من أجل اللبنانيين وإخراجهم، ورفض عمار إخراجهم إلا بطلب واحد؛ أولًا وهو: إخراج أسرى النساء من عند النظام، ويضاف على القائمة طل الملوحي و المقدم حسين هرموش. طبعًا، المطالبة بحسين هرموش كانت مبنية على معلومات، وهنا نتكلم كيف بدأت الأيام تجري في نهاية عام 2012، وكان عمار يطالب بإخراج المقدم حسين هرموش؛ لأنه كان متأكدًا تمامًا أنه كان على قيد الحياة وليس شكًا، وأنا أقول له: إنك تطالب... فقال لي: إنه على قيد الحياة، وإن النظام لن يقتله. طبعًا، النظام رفض إطلاقًا حتى جاءت مفاوضات برعاية دولية؛ لإخراج الرهائن، وأقصد بدولية: تركيا وأربيل وإيران. وأنا كنت مطلعًا على جزء وليس الكل، والجزء الآخر يعرفه الأستاذ عبد العزيز تمو، وهو كان أصلًا في المفاوضات، وهو كان مندوبًا عن عمار كان عمار قد أرسله، وصلاح حسون يعرف الجزء المتبقي.

عبد العزيز كان في المفاوضات حتمًا، وهو أخ مشعل التمو، وكان عمار يثق به تمامًا؛ لأنه يثق بالحالة الكردية لمشعل التمو (الحالة الوطنية). وبالمناسبة عمار داديخي كان أول فصيل في سورية حارب تنظيم "بي ي دي" و"بي كي كي" في عفرين، وأنا حضرت المعارك في الجبال، لم أقاتل، ولكنني حضرتها.

في المفاوضات، عبد العزيز تمو يعرف القسم الأخر، والذي حصل في المفاوضات -وعمار كان يخبرني بعض المعلومات- أن تركيا عرضت عن طريق المخابرات التركية، أنا كيف عرفت ذلك؟ عندما جاءت المخابرات إلى أعزاز جلسوا، وأنا كنت جالسًا، وطالبوا عمار أنه يجب حل هذا الملف، ويجب الاستجابة للمفاوضات بشكل أو بآخر، وعمار طلب أن يستشير، ويحتاج لبعض الوقت، واستشار عبد العزيز تمو، وتم الطلب أن تكون المفاوضات في أربيل، وذهبوا إلى أربيل، وعبد العزيز كان موجودًا عن وفد المعارضة (عاصفة الشمال).

[اللبنانيون] هم عناصر وضباط، وليسوا مدنيين إطلاقًا، والموضوع لا يحتاج الادعاء أو الزعم، ولو كانوا مدنيين لكان قال لي عمار: أنهم مدنيون. وكانت إيران تتدخل في الموضوع، وإيران كانت واضحة، فقد كانت ترسل مستشارين عسكريين إلى سورية، وهؤلاء مستشارون عسكريون ذهبوا لتدريب المليشيات الشيعية في نبل والزهراء، وعمار كان مدركًا هذه القصة،

معلومات المفاوضات في أربيل ليست لدي، ولكن ذكرها لي الأستاذ عبد العزيز تمو، ولكن الأفضل أن تسمعوا الرواية منه.

طبعًا، الإيرانيون كانوا موجودين، وحصلت حالة من التواصل المباشر بين شباب "عاصفة الشمال"، يعني بين عمار داديخي وبين المفاوضين في أربيل، وطلب المفاوضون الإيرانيون إطلاق السراح بمقابل مادي، ورفضوا، وهو مبلغ عرضه سابقًا عقاب صقر، وأنا كنت موجودًا حين عرضه باتصال هاتفي.

وعقاب صقر هو أحد البرلمانيين اللبنانيين، كان يتواصل بشكل مباشر مع عمار داديخي، وحضرت اتصالًا جرى، وعرض عليه إخراج المستشارين العسكريين اللبنانيين أو الحجاج بمقابل مادي هو 400 ألف دولار. وفي أربيل، تكرر هذا العرض، ورفضوا، وقالوا: إن العرض تقدم سابقًا، وطلبوا شرطًا أنه سنقدم لكم قائمة هي تقريبًا الثوار [المعتقلين]، حيث قدموا قائمة للإيرانيين، هذه القائمة ليست مقابل إخراج الإيرانيين، وإنما هي قائمة للبدء بالمفاوضات (قائمة أسماء)، فيجب أن يخرجوهم حتى يتم التفاوض، قائمة بأسماء نساء والعدد قليل 15 اسمًا أو 18 اسمًا من النساء، ومنهن أقارب عمار داديخي، وأرسلوا لهم القائمة، ووافق النظام، وخرج 15 معتقلًا، وبعدها تعرقلت المفاوضات؛ لأن عمار أصرّ على خروج طل الملوحي والمقدم حسين الهرموش، ثم تنازل عن حسين هرموش، وبقي على طل الملوحي، وتعرقلت المفاوضات، ولم يحصل اتفاق، وعادوا من أربيل إلى أعزاز، ولكن عندما عادوا إلى أعزاز كان عمار قد حصلت عليه ضغوط شديدة جدًا، وأظن أنه على تركيا حصلت ضغوط شديدة جدًا لإخراج...، وعمار يستند بصراحة... ويبدو أن تركيا كان لها موقف في هذا الأمر، رغم أن تركيا في بعض الأحيان تقول له: أخرجهم. ولكنه كان يعرف كيف تدار السياسة في تركيا، لأنه قسم منهم يقول: أخرج وقسم يقول: احتفظ. وكان هناك فريق يأتي إليه وفريق يخرج، وفريق من المخابرات والقوات الخاصة التركية وفريق من الجيش التركي وليس وزارة الدفاع لأنه يختلف عن الجيش، وهو احتفظ بهم، ولم يخرجهم، وقصف المقر كان مستحيلًا؛ لأنه تحت الأرض، وأنا دخلت عليه، هو جبل ومنطقة واسعة وتنزل تحت الأرض، وتجد المهجع الأول الذي هو مكان المكتب، وبعدها تدخل في سجون، ثم تنزل إلى طابق، كان هناك 3 طوابق تحت الأرض، هناك في الجبل، وبعدها توجد مخازن أسلحة، أنا دخلت إليها، أعتقد كانت أسلحة خيالية لدى المعارضة، ولم تستثمرها.

علمًا بأنه في تلك الأثناء في نهاية عام 2012 انتهت المفاوضات وقضية اخراج اللبنانيين [حصلت]بعد أن مات عمار داديخي، فعمار لم يتنازل، وعمار أطلق سراح شخصين كبادرة حسن نية فقط وليس أكثر، حتى يستجيبوا، وأنا رأيتهم وأحدهم أمامي كان يحمل حقيبته، علمًا بأنهم وبالمناسبة لم يعذبوهم ولم يحدث أي شيء إطلاقًا. أنا كنت أتفرج فقط، وفي هذه الأثناء،

أصبح عمار يعرفني عندما أكون موجودًا: عبد الوهاب أحد المستشارين لي. وفي نهاية عام ،2012 تغيرت المهام، وأنا سابقًا كنت أجلس وأستمع فقط، وعمار يقربني إليه، كنت من المقربين منه، وفي النهاية وصفني بأنني أحد مستشاريه، والمقصد أنني أحد الناشطين في المكتب السياسي، وهذه هي الآلية. طبعًا، الانضمام هنا ليس انضمامًا على ورق، فلا يوجد شيء على ورق، فقط أعرف نفسي أنني في المكتب السياسي لعاصفة الشمال، وكان موجودًا معي [حسين] عموري فقط.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

الأسرى اللبنانيينالحراك العسكري في حلب

كود الشهادة

SMI/OH/20-12/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آب 2012

updatedAt

2024/08/12

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-منطقة اعزاز

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لواء عاصفة الشمال

لواء عاصفة الشمال

فرع المخابرات الجوية في حلب / المنطقة الشمالية

فرع المخابرات الجوية في حلب / المنطقة الشمالية

الشهادات المرتبطة