دور تركيا في تشكيل الفصائل بريف حلب الشمالي عام 2012
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:06:38:00
أنا في هذه الأثناء، أصبحت أعرف أكثر آلية المفاوضات التي حصلت بخصوص اللبنانيين، وأصبحت أعرف أكثر كيف علاقة الجيش الحر والفصائل مع الدول، أو ما هو ارتباط الدول مع الجيش الحر، وأصبحت أعرف كيف ينظر النظام السوري للفصائل والجيش الحر، وما هي قدرات الجيش الحر. طبعًا، الجيش الحر بعد أن دخل حلب، حاصر مطار منغ مباشرة، وحاول أن يقطع طرق الإمداد عنه، وقطعها بشكل أو بآخر، وذكر لي عمار داديخي معلومات مهمة جدًا في إطار الجيش الحر، بعد أن تأسسوا، سعت الدول لإقناعهم بجدوى تمويلهم أكثر ودعمهم أكثر وتركهم، يعني يفعلون ما يشاؤون، وهذه نقطة مهمة جدًا، فهم حاولوا تضخيمهم إن صح التوصيف، ويعطونهم الطعم أو شيئًا معينًا لا أعرف كيف أصفه، وحصل اجتماع خارج سورية، وهذا الكلام يقوله لي عمار لاحقًا والاجتماع حصل قبل أيام من إعلان معركة تحرير حلب، الاجتماع حصل في تركيا على الحدود، وضم المجموعات التي كانت منتشرة في الريف والمجموعات الأخرى التي ذكرناها في بداية الجلسة، ففي الأصل هناك مجموعات تقوم بتدريبات، وهذه كانت مجموعات -بصراحة- إسلامية في بداية نشاطاتها وذات توجه إسلامي، فقالوا لهم: خذوا ما تريدون من أسماء، اختاروا. فقال لهم عمار داديخي: "نحن أصلًا أحرار الشمال". ولكن كل مجموعة فضلت أن تختار اسمًا لنفسها، فجاء لواء التوحيد، فقال: نحن قد نكون لواء كاملًا، كان عبد القادر الصالح... لواء التوحيد ونضم كل مناطق ريف حلب الشمالي، ويكون معنا جماعة تل رفعت وجماعة أعزاز وجماعة عندان ومارع. ولكن مع الأسف لم تقبل جماعة تل رفعت، وحصل مشادة بسيطة، وقالوا: نحن الآن نكون معكم، وجزء آخر سيكون تنسيقنا باتجاه امتداد الريف الآخر (الشرقي) باتجاه الباب، ونحن سنكون جزءًا معكم والجزء الآخر باتجاه الباب، ونشكل لواء الفتح، وهناك تنسيق، وجماعة الإسلاميين قالوا: نحن نشكل كتائب اسمها: كتائب أحرار الشام. وفصائل أخرى، فجاء عمار، وقال لهم: لا يمكن هذا، نحن يجب أن نكون فصيلًا واحدًا، لماذا هذه الأسماء: أحرار الشام والتوحيد؟! لماذا هذه الأسماء الإسلامية؟! ولكنه رأى نفسه أمام أمر واقع رغم أنه مصدر سلاح، ولكنه رأى وجود تدخل الدول، وهو لديه خبرة بمعرفة كيف تتعامل هذه الدول، فاختار الاسم عاصفة الشمال، وهو رمز لأعزاز ويحبها، وهو كان يتمنى أن يحول أعزاز إلى قطر، كان عمار مناطقيًا، النظرة المناطقية ممتدة إليه أيضًا، وهو كان يحب أن يحولها إلى قطر سورية، فاختار اسم "عاصفة الشمال" رغم أن رغبته كانت أن يبقى أحرار الشمال هو الاسم الأساسي. طبعًا، هذه معلومة عن التشكيل الذي حصل في إحدى المدن التركية.
وأغلب الفصائل التي حضرت ذكرتها هي مجموعات حلب والمجموعات التنظيمية الإسلامية التي هي في الأصل منظمة نفسها، وكانت تقوم بإنشاء معسكرات. ولديها خبرة في معرفة الثغرات الأمنية عند النظام السوري، وفي الفترة اللاحقة، بدأ يخبرني عمار داديخي كيف تعامل النظام السوري مع هذه الفصائل، والنظام السوري حاول فتح قنوات التواصل معها، ومن البداية يقول لهم: ارجعوا إلى حضن الوطن. ويحاول أن يحتويهم، مثلًا: تواصل فرع المخابرات الجوية في حلب مع عمار داديخي، وقال لهم: ارجعوا إلى الدولة، وسنضمن لكم كل شيء وسلامتكم والدولة ستضمن لكم المطالب التي تطالبون بها. فقالوا لهم: نحن لا نطالب بمطالب شخصية، وإنما مطالبنا للناس. وقالوا لهم: انتهى الموضوع. وفي النهاية، وصلوا إلى طريق مسدود في هذا الكلام، يعني خطاب النظام في المصالحة كان من البداية خطابًا استعلائيًا؛ لذلك الفصائل كان لديها حالة من عدم الثقة بهذا النظام، وهذا الكلام الذي كان يذكره النظام لهم، وأذكر أن عمار قال لي: من بعدها قطع علاقته بشكل كامل إطلاقًا. وأعتقد أن الضابط من آل سلامة (ضابط النظام السوري)، أعتقد أنه اللواء أديب سلامة، (رئيس فرع المخابرات الجوية في المنطقة الشمالية) الذي كان يتواصل معه.
معلومات الشهادة
الموضوع الرئیس
الحراك العسكري في حلبكود الشهادة
SMI/OH/20-13/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2012
updatedAt
2024/08/12
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-ريف حلب الشماليشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
فرع المخابرات الجوية في حلب / المنطقة الشمالية