استمر "إعلان دمشق" في الاجتماعات، وكان المجلس الوطني قد بدأ يتأسس، ورشح أشخاصًا من "إعلان دمشق" ليكونوا أعضاء في المجلس الوطني، ورشحنا في ذلك الوقت سمير نشار وجبر الشوفي، وهما سافرا، وبقيا في الخارج، وبقينا نحن نجتمع في الداخل.

في الحقيقة، "إعلان دمشق" - وهذا رأيي وتشخيصي للأمر- لم يستطع اللحاق بالثورة ككيان، فهو كيان تقليدي ووسائله في العمل السياسي هي الوسائل التقليدية، والثورة تتقدم بسرعة كمن يركض، فلم يستطع المواكبة سوى في إخراج بيانات، وكانت هناك محاولات من خلال اللقاء مع الشباب، ولكن كان تقييمي بأن "إعلان دمشق" لم يستطع أنَّ يواكب الثورة و يلحق بها، فكان المفترض أن يقودها، وكان هذا هو المرجو منه كجهة سياسية، فبقي هو في حيز التنظير والبوصلة والوطنية، وأحد اللقاءات التي أذكرها، وشاركت بها وهي مهمة، وهي مع إخواننا الكرد، حين حصل في ركن الدين في أحد المنازل، وأتصوَّر أيضًا أنه كان في عام 2011 في الأشهر الأولى للثورة، إخوتنا الكرد انسحبوا من كل الهيئات الثورية بما فيها "إعلان دمشق"، وانسحبوا من كيان حسن عبد العظيم، وانسحبوا من "إعلان دمشق"، وكان لهم مطالب لها علاقة وشروط للعودة على أن تذكر بشكل واضح وصريح الحق الكردي والقضية الكردية. نحن في البيان الذي أصدرناه في "إعلان دمشق" والذي اعتقلنا بسببه كنا متقدمين فيه جدًا على كل الأوراق التي طرحتها المعارضة سابقًا فيما يتعلق بالشأن الكردي كصيغة (الاعتراف بالحق الكردي)، ولكن لم نكن نرى أنَّ هناك مجالًا لنعطي أكثر من ذلك، ولكنهم كانوا يطالبون بأكثر من ذلك، فطالبوا بأمور وصيغ معينة، وقلنا: هذه الأمور الشعب السوري كله معني بها، وتتحقق عندما يكون هناك دستور، ولكننا الآن لا نستطيع أن نقرها. منها أن تكون اللغة الكردية هي اللغة الثانية، ولا أذكر التفاصيل، ولكنها المطالب التي يطالب بها الإخوان الكرد عادة، ويعتبرونها حقوقًا لهم، فطُلِب من "إعلان دمشق" أن يستجيب لهذه المطالب مقابل عودة الكرد للإعلان، ولم يستجب لتلك المطالب، وبقوا خارج الإعلان، وهذه من الأمور التي يجب أن تُذكر في هذه المرحلة، وما عدا ذلك في نهاية 2013 ، تركت دمشق، وذهبت إلى يبرود.