انطلاق الثورة وتأسيس المجلس الثوري في منبج
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:08:44:17
عندما انطلقت المظاهرات في درعا، كان التفاعل من كافة المدن السورية سريعًا معها، وأول مظاهرة في مدينة منبج كانت بتاريخ 22 نيسان/ أبريل عام 2011، وهي انطلقت في آذار/مارس، وبعد شهر خرجت أول مظاهرة من أحد مساجد منبج، ونحن كنا على علاقة غير مباشرة، وأنا أتحدث عن نفسي، وأنا بحكم السن، وحتى أنه كان شباب الحراك من الذين كان لي تواصل معهم، كانوا دائمًا يقترحون، ويقولون: أنتم مشبوهون، ويجب أن تبقوا على طرف، لأن الأمن كله يعرفكم، وأنتم معروفون من قبل الأمن، ولا نريد أن نتعرض للاعتقال.
فكانت العلاقة معهم هي علاقة غير مباشرة، وأنا لم أكن موجودًا، وأنا كنت بعيدًا، وأنا لم أخرج في المظاهرة، وكنت بعيدًا عنها تمامًا، وهي اعتمدت على مجموعة من الناشطين، الشباب الصغار في السن، يعني من عمر 17 سنةً حتى 25 سنةً.
كان الشباب يعرفون تمامًا أننا سنخرج من المسجد، وسنهتف ونتظاهر، وسيأتينا الشبيحة وسيضربوننا ونشتبك معهم، يعني هذه الأمور كلها كانت محسوبةً، لأنهم شاهدوها في كل المحافظات تحصل، وفعلًا خرج المتظاهرون وهتفوا، وخلال دقائق اجتمع الشبيحة ورجال الأمن، وانهالوا على المتظاهرين بالضرب، واعتقلوا عدة أشخاص، والبقية تفرقوا، وبدأت المظاهرات الطيارة، لأن رجال الأمن يعني حتى يسمع رجال الأمن صوت المظاهرة، يكونون قد خرجوا في مظاهرة لمدة 10 دقائق أو 7 دقائق وصوّروا وهتفوا، ثم انتقلوا إلى حي آخر وهكذا.
كان تواصلي مع الأطراف السياسية، هو عبر علاقات شخصية، وأي تجمع عام في حلب أو غيرها، لم أكن موجودًا فيه، وليس لي علاقة مباشرة معه، وكانت علاقتي المباشرة هي مع الحراك الموجود، ومع المتظاهرين في مدينة منبج.
بدأ تنظيم الحراك في منبج بعد أشهر من انطلاقة الثورة؛ يعني أستطيع القول ربما ما بين شهر آب/ أغسطس وتشرين الأول/ أكتوبر 2011 ، طبعًا كان يوجد دعوة من بعض الناشطين، أن الثورة السورية انطلقت، وهذا الحراك الموجود في منبج، يجب أن يتأطر ضمن أطر حتى يكون فاعلًا، ويؤتي نتائج أفضل، فكانت الدعوة لتشكيل مجلس ثوري في مدينة منبج، وهذه الدعوة تداعى إليها عدد من الشباب من الحراك؛ يعني مثلًا: الأستاذ أحمد الرحمو والدكتور عماد حنيظل و عبدالكريم المصطفى والصيدلاني محمد الجاسم ومنذر السلال ومعتز حاج محمد وماجد الجمعة والمحامي عبد الرؤوف شيخو، وعبد الجليل عليان وعبد الباسط عليان، وأخشى أن تخونني الذاكرة فأنسى دور أحد منهم. من ضمنهم كانوا مع المتظاهرين، لأنهم جميعهم من الشباب.
تشكيل المجلس، لم يتم في جلسة واحدة، وإنما خلال أكثر من جلسة حتى استطعنا تشكيل المجلس، وكان الاجتماع في 3 أمكنة، وهي في مزرعتي الشخصية التي تبعد عن المدينة 4 كم، لأن الأمن كان موجودًا في منبج، ومزرعة أنس الشيخ ويس ومزرعة منذر السلال، يعني كنا نختار المزارع باعتبارها بعيدةً عن المدينة، وبعد عدة مشاورات تم تشكيل المجلس الثوري، وهذا المجلس الثوري كانت مهمته -أو المهمة المرتجى منه- أنه أولًا: يكون هو موجِهًا لهذا الحراك، وثانيًا: أن يهيئ نفسه فيما إذا غادر النظام، أو تم تحرير منبج من النظام، أن يقوم بالإشراف على تسيير الخدمات في المدينة، والحفاظ على الممتلكات العامة.
المجلس الثوري كان يوجد فيه عدة مكاتب، يعني كان يوجد فيه المكتب الحقوقي أو القانوني، ويوجد فيه مجموعة من المحامين، وكانت تتابع شؤون المعتقلين من المتظاهرين وما إلى ذلك، وكان يوجد المكتب الطبي الذي يداوي المصابين في المظاهرات، بالإضافة إلى المكتب السياسي الذي كان يشرف على توجيه المظاهرات، وتحديد المسار السياسي، والحفاظ على اختيار الشعارات واختيار الخطاب السياسي، وكان يوجد مكتب الحراك الثوري، الذي يكون على صلة مباشرة مع المتظاهرين، وينسق مواعيد التظاهر، وكان يوجد المكتب التربوي، وهو كان يهيئ نفسه فيما إذا تحررت المدينة، كيف سيستمر بالعملية التربوية، وكان يوجد مكتب الخدمات.
أول مجلس تشكل بالسر، كان يرأسه الأستاذ أحمد الرحمو، وطبعًا هذا المجلس تغير أكثر من مرة، ولكن التغيير كان هو اختيارًا، ولم يكن انتخابًا، لأن الظروف لم تكن مواتيةً للانتخابات أو لجمع الناس.
هذه المكاتب التي كان يضمها المجلس الثوري، كل مكتب كانت مهمته أن يقدم جانبًا ما، منها ما هو جانب خدمي، ولكن قبل تحرير المدينة كان الأكثر فاعليةً؛ مثلًا المكتب القانوني الذي كان دائمًا يتابع قضايا الشباب، الذين يتم اعتقالهم في المظاهرات، والمكتب السياسي الذي كان يتابع دائمًا الخطاب السياسي أنا كان صراحةً عندي عليه حرص شديد، يعني باعتبار أنني كنت أشغل [رئاسة] المكتب السياسي، كان عندي توجس شديد، وأعرف الأمور في أي منحًى سوف تذهب، وكان يوجد حرص شديد على أن تبقى شعارات الثورة، وخطاب الثورة هو الخطاب المعتدل البعيد عن الأهواء، وأنا أعرف أن منبج هي بيئة محافظة، ويمكن أن يكون هناك شعارات تداعب مشاعر المتظاهرين أكثر من غيرها وخاصة الشعارات الدينية، فكنا دائما نحب إيصال رسالة، أنه صحيح نحن لا نتصادم مع المتدينين، ولا مع الشعور العام، ولكن هذا شأن، والثورة شأن آخر، اتركوا الثورة مجالًا رحبًا للجميع؛ للمتدين وغير المتدين وكل الأعراق، وحتى إنه في إحدى المرات، أحد الشباب الأكراد رفع راية العلم الكردي، فاحتج المتظاهرون، وقلنا لهم: لا، لا مانع من رفع العلم، فالإخوة الأكراد هم إخوتنا، وهم أصحاب قضية، ونحن نتضامن معها، وهم يتضامنون، وطالما نحن الآن في مواجهة الطاغية المستبد لإسقاط نظام الاستبداد فليرفع، وما كنا نخشاه تمامًا هو الرايات السوداء.
معلومات الشهادة
الموضوع الرئیس
الحراك السلميكود الشهادة
SMI/OH/18-08/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
نيسان- آب 2011
updatedAt
2024/03/22
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-منطقة منبجشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية