الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الحراك المدني في حي الخالدية، والدخول في اتحاد أحياء حمص

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:38:17

في هذه المرحلة عرفت أنهم أخذوا أشخاصًا من الحارة (الحي)، وكان يوجد حملة على حارة أخرى -على البياضة-، ولكن في النهاية المظاهرات مستمرة، وأذكر أنني خرجت صباحًا من الأمن الجنائي، وفي المساء خرجت في مظاهرة مع الشباب، يعني لم يكن يوجد (لدي خوف بعد الاعتقال)، على العكس كان لدي إصرار بعد الذي رأيته في داخل السجن، كان لدي إصرار أن أخرج في مظاهرات أكثر، ولكن بطريقة حرفية أكثر، وهنا سعيت حتى أبدأ بالاجتماع مع الناس حتى ننظم أنفسنا، يعني بدأت أذهب لرؤية شباب الحي الذين لديهم نشاط أكثر من غيرهم، أسعى حتى أراهم، ويوجد شاب لديه مقهى إنترنت، وشاب آخر لديه مطبعة، وبدأت ألتقي بهم، ثم صورت المظاهرة، وأرسلتها إلى التلفاز، ورتبت طريقةً على سكايب (Skype)، كان لدي مداخلات، كنت أقوم بمداخلة بعد يوم (بعد المظاهرة بيوم).

في داخل الحارات كانت اللافتات -مبدئيًا- بدائية جدًا، كان الشباب يكتبونها بخط يدهم بالقلم العريض، ويوجد البعض منهم من يقوم بطباعتها، ولكن هنا -كشباب حارة- بدأنا ننظم أنفسنا، بحيث نركز على شعار أكثر من غيره، مثلًا اليوم درعا أو اللاذقية أو المنطقة الفلانية (غير محددة)، توجد بها المشكلة الفلانية، دعونا نكتب عن هذه القصة، ويوجد مثلًا تصريح من بشار الأسد أو وليد المعلم، دعونا نعلق عليه أكثر، وكان يوجد شباب لديهم أفكار إبداعية في صياغة الجمل، وكان يوجد شباب لديهم أفكار إبداعية في الأغنية، ومنهم من يؤلف شعارات، ويقول لي: ما هو رأيك بهذا الشعار؟ مثلًا: "يا بشار ويا كذا (غير محدد)"، فأقول له: جميل! يعني كان الشباب يطورون أنفسهم من بنات أفكارهم، ولكن هنا خطر ببالي فكرة، حيث وجدت أن الخالدية منظمة نسبيًّا بشكل جيد في موضوع المظاهرات، ويوجد بها شباب واعون، وأننا يجب أن ننتقل حتى نرى أماكن أخرى. 

أنا هذا ما كنت أخاف منه، حقيقةً أنا عندما اعتُقلت كنت أفكر كيف سأتهرب من قصة وليد فارس؛ يعني إذا قالوا لي: أنت وليد؟ أو إذا جاء تقريري أنني وليد فارس، فكنت أحاول أن أفكر، ولكن نتيجة التحقيق كانوا يسألونني فقط عن المظاهرات، وكانت تهمتي هي تنظيم اعتصام الساعة، وأنهم شاهدوني، وأنت خالد تركاوي، وهذه هي هويتك، ويوجد الكثير من الناس يعرفونك، ويوجد لك صورة، -كانوا يقولون أنه يوجد لي صورة، ولكنني لم أشاهد شيئًا- فقلت لهم: إنني في اعتصام الساعة كنت موجودًا -ولم أنكر الموضوع-، ولكن ليس أنا من نظم الاعتصام ولا غيري، وكان الاعتصام عفويًّا، وجاء نتيجة رد على عملية قتلٍ قمتم بها، وكان يقول لي: من الذي كان ينظمه، ومن الذين يخرجون معك؟ فأنا كنت دائمًا أقول له: إنه لايوجد شيء اسمه تنظيم، ونحن كشباب لوحدنا، أنا لوحدي كنت موجودًا، ووجدت أن الناس متجمعون، وكنت أحرص جدًّا على ألا أذكر حتى أسماء أصدقائي الذين كانوا معي. 

هنا جاء على بالنا أفكار في موضوع التنظيم، وهنا نشأت فكرة التنسيقيات وتنسيقية الحارة، ونشأت فكرة نواة مصغرة لقيادة المظاهرة، طبعًا تنسيقية الحارة تشتغل أشياء بسيطةً قبل المظاهرة، مثل تجهيز السبيكر (مكبرات الصوت)، وتجهيز مكان المظاهرة، مثل: كنسه وإقامة منصة صغيرة من أخشاب، وأحيانًا يضعون أعلام سورية بطريقة معينة، يعني هذه الأشياء البسيطة التي هي غير مكلفة، وهنا كنا في شهر حزيران (يونيو) الشهر 6، وهنا بدأت التنسيقيات يكون لها حضور، ويكون لها دعوة، ويصبح لها غرف؛ مثلًا: غرفة تنسيقية الخالدية وتنسيقية كذا (غير محددة)، وأصبح الناشطون يدخلون مع بعضهم باسم تنسيقية حي كذا، لأن النظام فعلًا بدأ يحاصرنا ويجبرنا على هذا الأسلوب، وأنا هنا لم أجد -مع أهمية الموضوع، ومع أهمية أن يكون يوجد تنسيقيات في الأحياء-، ولكنني لم أجد نفسي أن أكون في تنسيقية، أو أن أتكلم باسم تنسيقية، وكنت أفكر في طريقة أخرى، وأرى أحدًا ما أكبر من الموضوع، فكان يوجد داخل المجموعات والغرف، كان يوجد حساب اسمه اتحاد أحياء حمص، كان حسابًا موجودًا داخل المجموعات، وهو حساب لشخص كتب اسمه: اتحاد أحياء حمص، وفي النهاية أنا لا أعرف من وراءه؟ في هذه المرحلة يعني نحن في شهر 6 (حزيران/يونيو)، فتواصلت معه، وقلت له: من أنتم؟ ويجب أن نلتقي، فقال لي: حسنًا، لا يوجد عندي مشكلة، وأنا كنت خائفًا جدًّا، لأنه من الممكن أن يكون هناك اختراق، ولم نكن نثق ببعضنا، ولكن قال لي: أنا سأبادر، وأقول لك من أنا في البداية، فقال لي: أنا محلي على الكورنيش -محل الكومبيوتر الفلاني- الذي أعرفه جيدًا، شاب اسمه أيمن الحبيب -ذكره الله بالخير- وهو الآن على قيد الحياة، فقال لي: أنا موجود في المكان الفلاني، وتعال إلى محلي، فقلت: إنني أعرف المحل جيدًا وأعرفك، وهو فعلًا شخص غير مخبر، فذهبت إليه، وعندما دخلت لم يكن لوحده، كان معه 4 أو 5 أشخاص، فقال لي: أنا اسمي أبو أحمد، فقلت له: أنت اسمك أبو أحمد، ولكنني أعرفك قبل الثورة، فقالوا: لا مشكلة، نحن لا يهمنا كثيرًا أن تقول اسمك، وفعلاً نحن كوجوه نعرف بعضنا، وكان موجودًا في وقتها نضال خطاب -رحمه الله-، الذي كان يعرف باسم الحنون، الذي هو من كان صاحب الحساب، ولكن من كلمني هو أيمن، وكان يوجد أخو أيمن أيضًا استُشهد -اسمه عبد الرحمن الحبيب-، وكان يوجد شخصان أو ثلاثة لا أعرفهم، ولكنهم عرّفوا عن بعضهم؛ شخص اسمه أبو أحمد والآخر أبو محمد، وجلسنا وتكلمنا عن كيفية التنسيق مع بعضنا أكثر، فقلت لهم: إنني ممكن أن أغطي المنطقة الفلانية (أوثق أخبارها)، فقالوا لي: أنت تكتب بشكل جيد جدًّا، ونحن لاحظنا في المجموعات، هل من الممكن أن تكون موجودًا في المكتب الإعلامي للاتحاد؟ فقلت لهم: أنا أريد أن أعرف أكثر من أنتم؟ فقال: لايوجد مشكلة، سننظم جلسةً أخرى ونتكلم ونتوسع، وهنا بدأت علاقة تعاون معهم، وبدأت أعرف أنهم مجموعة واسعة جدًا، وأنهم ناس جيدون، وكان يوجد منهم أيمن الحبيّب وفاروق الحبيّب -الذي هو اليوم الشخصية المعروفة-، والشيخ أنس سويد في ذلك الوقت لم يخرج خارج سورية، وكان يوجد نضال خطاب -رحمه الله-، وكان يوجد أسماء كثيرة مثل الدكتور خالد -اليوم موجود في لبنان، وهو معروف-، وكان يوجد سيدات بشكل جيد، سواءً من طالبات الجامعة، ويوجد بنت اسمها براء -هي الآن في الجزائر، وحتى الآن تعمل في مجال توثيق حقوق الإنسان- وهذا ليس اسمها الحقيقي-، وأعتقد اسمها الأول براءة، وهي الآن اسمها براء -هكذا أذكر-، وكان يوجد بنت أخرى، وهي زوجة خالد، ويوجد بنات أُخريات، فالمهم أنها كانت مجموعةً جيدةً، وأغلبهم واعون، وأنا وجدت نفسي أنه من الممكن أن أتعاون معهم، وبدأت أكتشف أنه يوجد محاولات كبيرة جدًّا، حتى يكون هناك تجميع جهود حتى تتنظم الأمور أكثر، فقلت لهم: ماهي الإمكانيات التي لديكم حتى ننظم الأمور؟

 ونضال خطاب للأمانة: هو خطاط معروف في باب السباع، ولديه طابعة، وأيمن في الأصل هو يعمل على الكمبيوتر، ولديه مركزان أو ثلاثة، وفاروق الحبيّب كان يدرس الدكتوراه في إدارة الأزمات، وشخص آخر كان طبيبًا، ولديه أشياء ميدانية، ويوجد مدرسون، فكانت الإمكانيات التي بين أيديهم طبيعيًّا أفضل من غيرهم، وبدأنا نطبع اللافتات للآخرين، يعني نأخذ شعارات، وفي المجموعات نسألهم ماذا لديكم شعارات؟ ونأخذ الشعارات، ونقوم بتنقية (اختيار) 5 أو 6 شعارات، ونصوت لأهم شعارين أو ثلاثة، لأن الطباعة كانت مكلفةً، وكنا نطبع 20 أو 30 لافتةً، ونوصلها إلى الحارات، كنا كل يوم أربعاء وخميس نقوم بجولة على جميع الحارات، ونوصل اللافتات، وأيضًا نتيجة إيصال اللافتات، أحيانًا الشباب مثلًا يقولون لنا: يلزمنا ميكرفون أو كذا، فكنت أذهب إلى أيمن، ونأخذ من المحل أو إلى فلان ونأخذ من محله، ومنهم كانت حالته المادية أكبر، فكنا نطلب منهم أحيانًا أن نشتري أشياء بسيطةً، مثلًا شيء له علاقة بالكمبيوتر مثل فلاشات أو هارد ، ونأخذها من عند أيمن وأحيانًا نعطيه ثمنها، ولكن في أغلب الأوقات كان يعطينا إياها بشكل مجاني، وهنا أعتقد أنه بدأت محاولات تنظيم جيدة، وبدأت محاولة تشبيك جيدة بين التنسيقيات، وكان الشباب حقيقةً واعين بأهمية التعاون، وعلى أننا يجب أن نكون جميعنا في مجموعة واحدة. 

حقيقةً أنا أعتقد في وقتها أن اختيار الشعار كان له علاقة بالحدث أكثر؛ يعني بالحدث الموجود، أو الذي حصل قبل يوم، أكثر من كونها -يعني يمكننا أن نقول أن الجزء الأكبر منها-، كان ردات فعل على تصريحات الأسد، وعلى قتل المتظاهرين، وعلى موضوع المعتقلين، وكنا نركز أحيانًا على (شعارات) مثلًا: بدنا (نريد) المعتقلين، والمعتقلون هم أملنا، وإخراج المعتقلين مطلبنا، وكان يوجد هنا فكرة الجُمع، مثلًا جمعة العزة وجمعة الكرامة، يعني هذه الجُمع وترتيباتها وتطويرها، وكلما يأتي حدث معين تنتقل الشعارات إلى مستوًى جديد، ولكن كان يوجد لدينا دائمًا شيء ثابت وهو: "الشعب يريد إسقاط النظام"، وكان دائمًا لدينا شيء ثابت له علاقة بالشهداء على مختلف الشعارات، وكان لدينا شيء ثابت له علاقة بالطوائف؛ أننا -نحن الشعب السوري واحد-، وكان لدينا شيء ثابت له علاقة بالجغرافية؛ أن درعا واللاذقية وحمص والشام وحلب جميعهم واحد، مثلًا "يا درعا نحن معاكي (معك) للموت، يعني مثل هذه العبارات كانت تُكتب بطريقة معينة، وأعتقد أن هذه الأمور كانت ثابتةً، وكان يوجد بعض اللافتات يتطورون نتيجة الجمعة، مثلًا جمعة كذا وكذا، ونكتب تحتهم التاريخ، وكنا نحرص كثيرًا على كتابة التاريخ، وإظهار معالم المكان في التصوير، لأن الإعلام السوري كان يكذبنا، أنه لايوجد مظاهرات على الأرض، وهذه المظاهرة قديمة، وهذه حدثت في الدنمارك، وهذه في قطر، وأحيانًا نكتب هذه ليست في قطر، هنا حمص مثلًا، وهنا ليس استوديوهات الجزيرة، وهنا مثلًا كذا (غير محدد)، يعني هذه العبارات التي تكون نتيجة ردات فعل أحيانًا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/08/08

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في حمصالتنسيقيات في حمص

كود الشهادة

SMI/OH/95-23/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

حزيران - تموز 2011

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-الخالدية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

اتحاد أحياء مدينة حمص

اتحاد أحياء مدينة حمص

الشهادات المرتبطة