الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تأثير الانتماء الأيديولوجي والدعم على التشكيلات العسكرية في حمص

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:29:06

أصبحت عمليًا الكتائب والجماعات موجودة، ودخل موضوع الدعم الخارجي وكذا، وحقيقة الشباب الذين يحملون السلاح أغلبهم كان يبحث عن مرجعية، وهنا أظن كانت المرجعية الموجودة على الأرض حقيقة ليست موجودة بإطار أنها مرجعية حقيقية، سواء المعارضة الذين كان أغلبهم موجودا خارج البلد، او حتى الموجود داخل البلد، لم يكن لهم تواصل مع جماعة السلاح، أو تواصلهم ضعيف، فكان الشباب حقيقة يحاولون أن يقولوا: ماذا سنفعل؟ نحن الآن بيدنا بارودة (سلاح)، ونحن بيدنا كذا، فكان أغلب الناس تبحث عن هذا الشخص الذي يقول لها أو يضع لها خطة، وغالبًا هؤلاء الشباب هم شباب بسيطون، وشباب ليس لديهم خبرة قديمة، فكانوا يبحثون عن المرجعية، والشيء المنطقي الذي وُجد في وقتها في حمص هم: المشايخ التقليديون؛ لأن هؤلاء حقيقةً أغلبهم كان لديه تواصل لمنتصف عام 2012 وحتى بعد ذلك، كان لديهم تواصل مع النظام، كما لديهم تواصل مع الثورة، الجزء الأكبر منهم، طبعًا بالتأكيد قلبه مع الثورة، وقلبه مع الناس باعتبار أنه محتك مع القاعدة الاجتماعية فهو محتك ومتعاطف معها أكثر، ولكن حقيقةً البعض منهم كان لديه بطاقات أمنية، ويتنقلون على الحواجز، ومنهم من يذهب إلى الشام يجلسون هناك، ومنهم من خصص لهم النظام مجموعات لحمايتهم حتى يتنقلوا، وطبعًا هم كانوا يبررون الأمر أنهم يُخرجون المخطوفين لدى النظام، ويخرجون المعتقلين، وأنهم يفيدوننا، وبنفس الوقت لهم قيمتهم الكبيرة عند الشباب بحيث لا يقتربون منهم، وأغلب هؤلاء المشايخ مثل الشيخ: سهل جنيد، والشيخ محمود دالاتي، والشيخ حامد عسكر، يعني أغلبهم محسوب على تيار ليس تيارًا متشددًا، وحتى أنهم صوفية بأغلبهم، أعتقد باستثناء محمود دالاتي مبتعد قليلًا عن التيار، ولكن أغلبهم تيار صوفي، وكان هؤلاء يأتيهم دعم من المشايخ التقليديين -الطبقة الأعلى منهم بالعمر- ومثلًا الشيخ: عبد القادر السقا كان مرتبطًا بوالده الشيخ: عدنان السقا الذي كان موجودًا في الثمانينات في السعودية، والشيخ عبد القادر موجود على الأرض، ويتواصل مع الجماعات أكثر. 

بنفس الوقت بدأ يظهر الشباب الذين خرجوا من السجون، وأغلبهم سلفية جهادية، أو سلفية عادية، أو لديهم تواصل مع جهات سلفية، أو شباب يحملون فكرًا سلفيًّا بعيدًا جدًا عن الصوفية، وحاول هؤلاء أن يثبتوا رأيهم.

السلفية الجهادية أو الشباب الذين يحملون هذا الفكر شدوا الشباب أكثر لعدة أسباب؛ أولًا: لأنه لديهم خبرة في السلاح، ولديهم خبرة بالأمن، ولديهم قدرة على الحديث أكبر، ولديهم مصادر دعم كانت أعلى نسبيًا من غيرها، ولديهم كاريزما ثورية أكثر من طبقة المتصوفين الذين يتكلمون بصوت منخفض جدًا، وعلى الأرض تم قبولهم أكثر من بعض الجماعات، واستطاعوا أن يكسبوهم، وهنا كان يوجد في البلد عمليًا في منتصف 2012 وقبلها، كان يوجد مثل صراع، ويمكن أن نقول صراع صوفي سلفي، والحقيقة أغلب الشباب كان يفهم الصراع من جهة المال؛ يعني كان يحاول أن يذهب باتجاه المشايخ أكثر؛ لأجل أن يأخذ (المصاري) مالًا، أو يذهب باتجاه السلفية؛ لأجل أخذ (المصاري) المال، يعني أنا أطلقت عليه مصطلح تصوفٍ براغماتي، أو حتى تسلفن (سلفية) براغماتي، ولم تكن الفكرة اقتناعًا بمنهجهم، أو بأيديولوجيتهم أكثر من كونها أنها بحث عن مرجعية، وإنما بحث عن مصار دعم ببعض الحالات، وهنا بدأت فكرة الكتائب التي لديها أيديولوجيا، وبدأت فكرة أن بعض الشباب يأخذون منحًى دينيًا أكثر من غيرهم، وأمر طبيعي باعتبار أصبح الموت قريبًا، وباعتبار أنهم لم يجدوا أحدًا على الأرض من الناس الوطنيين، أو لديهم أجندة وطنية حقيقية، وغير موجودين على أرض الواقع، فكان الميل الطبيعي باتجاه الشيخ، والميل الطبيعي باتجاه الشباب الذين يخرجون من صيدنايا، فبدأت تتشكل بعض الكتائب الأخرى؛ يعني كانت كتيبة الفاروق حتى منتصف 2012 يوجد ثوار وتوجد كتيبة الفاروق، ولم يوجد غيرهما، وفي عام 2012 بدأ يتم العمل على تجمعٍ للثوار، ثم تتوج هذا التجمع بشيء اسمه: تجمع ثوار حمص الذي يقوده حاج خضر الحلواني -رحمه الله- وبعده أبو قصي زعيب، ومجموعة أخرى، وكان يوجد شباب سلفيون، أغلبهم سلفيون جهاديون يجمعون أنفسهم حول بعضهم، وكوّنوا كتيبةً اسمها كتيبة الأنصار، وكان يوجد أيضًا شباب فكرهم أكثر للإخوان المسلمين، أسسوا كتيبةً اسمها كتيبة حماية المدنيين، ونزل شخص منهم إلى أرض الواقع، وأقنع الناس بالأمر، يعني كان في وقتها أبو سعيد شمسي باشا جاء إلى حمص، وقام بزيارات على الكتائب وعلى المشايخ، وزار الكثير من الناس المهمين، وأصبح يعطيهم مبالغ مالية، وأنه من الممكن أن أساعد، وأنه ليس لدينا مشكلة بالمصاري (المال). 

حتى هذه اللحظة لم يكن أحد يقول أنا: أريدك من أجل أن تفعل شيئًا محددًا، ولكن كان يقول لك: يجب أن تنضوي تحت هذا الاسم، ومجرد الانضواء تحت هذا الاسم يعني يوجد لك تمثيل سياسي في الخارج، والتمثيل السياسي هو من يأخذ عنك القرار. 

هنا في حمص بدأ يوجد فيها كتيبة الفاروق، وبدأ يوجد فيها هيئة حماية المدنيين، وبدأ يوجد تجمع الثوار، وكتيبة الأنصار، وشباب إسلاميون آخرون معها، وحتى جماعة الأحياء أنفسهم الذين لم ينخرطوا في هذه الفصائل أصبح لهم أسماءً، وأغلب الأسماء كان لها علاقة بأسماء الصحابة، وأحيانًا أسماء الأحياء، وأحيانًا أسماء الشباب الذين استشهدوا أمامهم، يعني كان الشباب للحقيقة ليس لديهم منطلق في موضوع التسمية أكثر من كونه اسمًا وخطر ببالنا، إلا أنه فيما بعد الاسم ارتبط بالدعم، وأصبح فيما بعد إذا سميت كتيبة كذا، مثلًا كتيبة الورد الإسلامية، أو كتيبة العشق الإسلامية، يعني المهم أن تضع بعدها كلمة إسلاميةً سيأتيك مال أكثر من أن تسميها باسم عادي، وفعلًا أصبح هناك براغماتية في موضوع أن هؤلاء يذهبون إلى المشايخ، والمشايخ مالهم أكثر. 

هنا فعلًا بدأت الكتائب تنتشر أكثر، وبدأت فكرة تجميع الناس، وأصبح السلاح منتشرًا بشكل كبير جدًا في إطار عريض، وبدأت الأحياء نسبيًا يكون لها لون واحد، وبدأ يصبح هناك تمايز، فالعلويون أثناء عملية الخطف أصلًا خُطف منهم في أحياء السنة، وبالعكس السنة المتواجدون في الأحياء العلوية خُطف منهم، وبالتالي أصبحت أحياء مثل: الزهرة والنزهة هي أحياء علوية صافية، وأحياء مثل: الخالدية وحمص القديمة هي سنة صافية، وهذه الأحياء من قبل كانت مختلطة بالتحديد بين العلوية، والزهرة، وطبعًا كان يوجد أغلبية، ولايمكننا أن نقول: مختلطة بنسبة متساوية، مثلًا: الزهرة والنزهة كان أغلبها علوية، ويوجد فيها عائلات سنية، وحمص القديمة كان أغلبها مسيحية وسُنة، ولكن يوجد فيها جزء علوي، وهؤلاء خرجوا، والخالدية أغلبها سنة، ويوجد فيها بعض العائلات العلوية لكنهم خرجوا. 

يوجد عائلة علوية بقيت في حي السبيل، وبقيت معنا حتى في حصار حمص القديمة، وبالمناسبة بقيت عدة أشهر، وبعدها خرجت، وبكل مودة ومحبة خرجوا، ولم يقل لهم أحد إلى أين؛ لأن المرأة كبيرة في العمر، والبنت كبيرة قليلًا، ولم يتحملوا الحصار، فتكلموا مع أحد أقاربهم في النظام وقام بتأمين سيارة لهم، وأخرجهم بدون إطلاق النار عليهم. 

أيضًا المسيحيون بقوا معنا حتى اللحظة الأخيرة، ولم يكن يوجد عداء بيننا وبينهم، وبقوا في الأحياء إلى الفترات الأخيرة، وهم متعايشون -أغلبهم- مع الوضع. 

وهذا دخلونا تقريبًا في شهر 5 (أيار/مايو) وشهر6 (حزيران/يونيو)، وفي نهاية شهر 5 (أيار/مايو) تقريبًا بدأ النظام يحاصر، طبعًا قبلها حاصر المدينة أكثر، ولكن بدأ يحاصر حتى المداخل المفتوحة من جهة جورة الشياح، والغوطة بدأ يحاصرها أكثر، وبدأ يضع قناصين، وأصبحنا نعرف يقينًا أن هذه المدينة وهذه المنطقة التي هي: جورة الشياح وقرابيص والقصور والخالدية وحمص القديمة، وحي السبيل بدأت تتحاصر، وأنه لن يكون هناك إمكانية للخروج، وكان يوجد رأي أننا هل يجب أن نبقى في المنطقة أم نخرج؟ وإذا خرجنا يوجد عائلات سيتم ذبحها، فكان رأينا أن نبقى، وكان هذا الرأي هو الرأي الراجح، وبناءً عليه بقي عدد جيد يعني بقي بحدود 6 أو 7 آلاف شخص أو أكثر مع الأسر، ومن الممكن أن يصل الرقم إلى 10 آلاف، ولكن ليس أكثر من ذلك، يعني بضعة آلاف، وأطبق النظام في 6/6 (حزيران/يونيو) -الحصار- على المنطقة التي سميت لسنتين لاحقات بالمنطقة المحاصرة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/08/08

الموضوع الرئیس

الحراك العسكري في حمص

كود الشهادة

SMI/OH/95-32/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار - حزيران 2012

updatedAt

2024/08/14

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-النزهةمحافظة حمص-الزهراءمحافظة حمص-مدينة حمصمحافظة حمص-حمص القديمةمحافظة حمص-الغوطةمحافظة حمص-السبيلمحافظة حمص-جورة الشياح

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

كتيبة الفاروق - حمص

كتيبة الفاروق - حمص

هيئة حماية المدنيين

هيئة حماية المدنيين

كتيبة الأنصار - حمص

كتيبة الأنصار - حمص

تجمع ثوار حمص

تجمع ثوار حمص

الشهادات المرتبطة