آليات الدعم في المرحلة الأولى للمجموعات العسكرية في حمص
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:09:58:17
عمليًا أصبح لدينا ما يُسمى مجموعات مسلحة، وهذه المجموعات كان غرضها الأساسي وعملها الأساسي أن تحمي المظاهرات؛ لأن المظاهرات ما زالت موجودة على الأرض، وكانت نسبيًّا تحاول مناورة الأمن إذا أراد أن يقتحم حيًا معينًا من أجل المطلوبين حتى يهربوا، وكان يحصل بعض إطلاق الرصاص (النار) لمدة نصف ساعة، فتنتبه الناس، وإذا كان يوجد مظاهرة فالمظاهرة تتفرق، وإذا كان يوجد شخص مختبئ في بيته من الناس المطلوبين فيُتاح له أن يهرب.
الحقيقة أنهم أدوا دورا جيدًا جدًا في تخفيف أعداد المتظاهرين الذين يُقتلون، ولكن حقيقة على جانب آخر أصبحوا هم يموتون، ويستشهد ناس منهم، فبالتالي بقي العدد نفسه، ولكن عدد المتظاهرين الذين استشهدوا أصبح أقل.
هنا كان يوجد كتيبة أصبح اسمها كتيبة خالد بن الوليد، وبعدها أصبح يوجد تطور لشكل هذه الكتيبة، وأصبح هناك تكتلات مثل: بابا عمرو أصبح بها تكتل كبير جدًا من الشباب المسلحين، وهنا النظام في نهاية 2011 وبداية 2012 أصبح يطلق سراح الإسلاميين الذين كانوا أصلًا في السجون، يعني أول عملية إطلاق كانت في شهر 11 (تشرين الثاني/ نوفمبر) عام 2011 الذين كانوا في صيدنايا وغيرها، أصبح يخرجهم من السجون، وأصبح عدد منهم يتجمع حتى في بابا عمرو، وأصبحوا يدعون إلى معسكرات حتى يقاتلوا النظام، وأغلبهم لم يكن يؤمن بهذه الفكرة، مع أن بعضهم كان يخرج معذّبًا، ومع ذلك يخرج في المظاهرات، ويُرى كيف يهتف أكثر من غيره، ولكن حقيقة كانوا يقولون: إن النظام لا ينفع معه المظاهرات ولا اللافتات، ويجب أن نقاتله بالبندقية، فأصبح يوجد مثل تجمعات في هذا الوقت.
نحن كمجلس ثورة في ذلك الوقت كان لدينا مكتب صغير اسمه: المكتب الأمني، وهنا كنا نحاول قدر الإمكان أن نجعل الشباب الذين تشكلوا كمجموعات، ونحن نعرفهم كأبناء حارة بدون مسمى، ألا يدخلوا في شيء اسمه كتيبة اليوم، ولا يدخلوا في شيء اسمه دعم يعني للسلاح الخارجي، ونحن إلى الآن قادرون أن نؤمن المصريات (الأموال) اللازمة للمجموعة، وطبعًا المصريات (الأموال) اللازمة للمجموعة إلى حد الآن، نحن نتكلم عن البندقية التي تم شراؤها، والرصاص الذي يُطلق، والطعام والشراب أساسًا مازالا موجودين، فكان حقيقةً يوجد معنا في المجلس أصلًا تجار كبار منهم أبناء عائلات نسبيًا غنية، وحتى أغنياء جدًا مشاركون معنا، وأغلبهم كان يعطي المال، وحتى أصدقاؤنا الموجودون في الخارج كانوا يرسلون المال لهذا الموضوع، وكنا نسميه الحديد، فكان يأتي المال: هذا لأجل الحديد وهذا للإغاثة، وهنا لم تكن قد بدأت فكرة التبرعات الشعبية، يعني كان المال يُرسل من الجيب الخاص، وحقيقةً كان الجميع يساهم.
هنا بدأ يظهر لدينا ثلاثة محاور في موضوع الدعم، هذا الكلام في شهر 12 (كانون أول/ديسمبر) نهاية 2011 وبداية 2012، وكان هناك شاب موجود في السجن في الرياض، أو في سجن آخر في السعودية اسمه: مجاهد تركاوي، وأنا أعرفه جيدًا يعني قبل الثورة، وهو كان محبوسًا على خلفية قضايا لها علاقة بالمخدرات في السعودية، وهو شاب سوري طبعًا، ومقتدر ماليًّا، وكان من السجن يستطيع أن يحرك مصاري (مالًا) تجاه حمص، ويعطي الشباب، وكان معه شخص آخر اسمه: أحمد تركاوي، وأظن كان له لقاء مسجل يتحدث فيه عن هذا الأمر، كانوا يعطون كتيبة خالد بن الوليد بشكل جيد جدًا باعتبار أنهم أصدقاء، يعني بلال الكن -رحمه الله- كان صديقًا لمجاهد، وباعتبار أن والد مجاهد مختفٍ من الثمانينات، علمًا أن والد مجاهد لم يكن من الإخوان المسلمين، ولم يكن له علاقة بهذه القصة، وهم خلال هذه الفترة الطويلة -عشرات السنوات- يوجد قرابة بيني وبين أمه أعرف أنهم دفعوا مالًا كثيرًا حتى يجدوا والدهم، ولكن لم يعرفوا، فكان هو يحمل في قلبه بشكل كبير جدًا على الأمر (حاقد على النظام) فكان يرسل أعتقد كل شيء معه، ولكن يوجد استغراب كيف أنت في السجن وتعمل -من داخل السجن-!.
النقطة الثانية: حقيقةً كان يوجد شاب اسمه: أمجد بيطار، طبعًا أصبح معروفًا، وأصبح أكثر من شاب في مرحلة لاحقة، لكنه في ذلك الوقت كان شابًا، وهو محسوب على التيار المشيخي؛ يعني ليس تيار أهل البلد المعتدلين المتصوفين، ولكن هو ليس سلفيًا جهاديًا، وغير معروف بسلفي جهادي، ولكن لنقل: لم يكن من جماعة المشايخ التقليديين، وإنما كان من طلاب المشايخ الغير تقليديين، وكان يوجد بين يديه أيضًا كمية أموال جيدة أكثر من قدراته المالية، وأنا للحقيقة لا أعرف مصدره، هو ليس طالب مشايخ تقليديين، وإنما لديه خطه الخاص، وحقيقة أنا لم أكن أعرف، وفيما بعد عرفت من أين خطه، ولكن في تلك المرحلة في نهاية 2011 وبداية 2012 كان يدعم الشباب الذين يلتقون في بابا عمرو، سواء إسلاميين أو غيرهم، أو حتى الشباب العاديين مثل عبد الرزاق طلاس، وهنا تأسست كتيبة الفاروق، حقيقةً كانت عن طريقه، وكان قوام دعم الكتيبة إضافةً للدعم الشعبي كان المال الذي يأتي عن طريقه، وفيما بعد أصبح لديه علاقات مع قطر، والرجل اليوم لديه شركات في قطر، وهو يقول في مرحلة لاحقة أصبحت تأتيه ملايين الدولارات، وفي وقتها كان يقول: إن التمويل من قطر، ولكن هل هو تمويل رسمي أم تمويل غير رسمي؟ ولكن هذه النقطة غير واضحة، وليس فيها يقين، ولكن حقيقةً تبين خطه فيما بعد؛ لأنه فيما بعد شكل عدة كتائب تحتاج إلى ملايين كثيرة، وهي ليست بقدرته، فكان يوجد لدينا هذه النقطة في موضوع الدعم، ولدينا نقطة مجاهد ولدينا نقطة أحمد، ولدينا نقطة ثالثة: وهي كانت دعم الشباب من مجموعاتهم نفسها، ومن أموال التجار الذين هم حقيقةً تجار حمص، ولم يقصروا مع الكتائب ومع المجموعات، وحمص من شهر 5 (أيار/مايو) عندما حدث اعتصام الساعة أغلب تجارها أغلقوا محلاتهم، وجلسوا في منازلهم، وأصبحوا يعطون كميات كبيرة، يعني من معهم سلاح ومن معهم مال، جزء كبير جدًّا يعني أصبح يشتري سلاحًا بأموال التجار، وفيما بعد كل تاجر أصبح على الأقل يتبنى مجموعةً، أو حتى أولاده نفسهم يكونون في مجموعة، وأنا أتذكر مثلًا أحد الشباب إلى الآن مشهده عالق ببالي قال: بابا (يا أبي) يلزمنا بعض الأغراض، فقال له: كم تريد؟ فقال له: مليوني ليرة، وفي ذلك الوقت كان رقمًا كبيرًا، فقال له والده: ماذا تريدون أن تشتروا؟ وكان يكلمه على السكايب، فقال له: حديد، فقال له: لا يوجد مشكلة، اذهب إلى فلان وهو يعطيك، والله يعوضنا -بهذه الحرفية-، فكان يوجد هذا الخط الذي هو مفتوح حقيقةً، وكان كافيًا، وكنا نحن نحاول كثيرًا أن نركز ونقول للشباب: يا جماعة إذا اضطررتم إلى هذا الموضوع -موضوع السلاح- دعونا نحافظ على أن يكون المال مالنا ونحن الذين نعرفه.
عندما تشكلت كتيبة الفاروق كان أغلب الشباب أو جميع الشباب طيبين، وبدأت تُلغى كتيبة خالد بن الوليد، وبدأت تذهب، وكأن أهل حمص لا يريدون فعلًا جماعتين، فبدأ الشباب في كتيبة خالد بن الوليد مع وفاة بلال الكن، جميعهم انتقلوا إلى الفاروق، وأصبح يوجد كتيبة واحدة، ولكن هنا كان يوجد بعض التسلط من أمجد، وأصبح البعض يقول له: فقط أعطنا مصدر أموالك، من أين تأتيك الأموال حتى نساعدك؟ ولا أظنه كان يكشف بالمعنى الصريح لمصدر أمواله، ولم يرض، مع أن البقية كانوا جميعهم يقولون: أنا أعطيك مني، وأعطيك من فلان، ونحن نؤمّن لك، ونحن مجموعة تجار، حتى المشايخ أنفسهم أصبح يكبر دعمهم، طبعًا أغلب دعم المشايخ كان يأتي عبر الطريقة التقليدية؛ عن طريق المشايخ القدماء الذين هم مشايخهم، وموجودون في السعودية الذين خرجوا في الثمانينات، وهم مقتدرون نسبيًّا ماليًّا، يعني هم موجودون في الخليج ويجمعون من الناس، مثل الدكتور ياسر مسدي -رحمه الله- كان يجمع كذا مئة ألف، ويرسلها إلى المشايخ في حمص، والحقيقة ليس فقط يرسلون للمشايخ، وإنما حتى إذا كان يوجد جماعات غير محسوبة على تيار مشيخي كانوا يرسلون لها، والأمر لم يكن محصورًا على موضوع السلاح وكذا، ولكن حتى إذا تم إرسال تبرعات كانت تُرسل حتى إلى الطبي والإعلامي.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/08/08
الموضوع الرئیس
الحراك العسكري في حمصكود الشهادة
SMI/OH/95-28/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
ديسمبر/ كانون الأول 2011
updatedAt
2024/04/14
المنطقة الجغرافية
محافظة حمص-مدينة حمصشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
كتيبة خالد بن الوليد - حمص
كتيبة الفاروق - حمص
مجلس الثورة في محافظة حمص