في اليوم الثاني (الأحد 10 نيسان/ أبريل 2011)، ذهبنا باتجاه عامودا، وجهز لنا الأستاذ عمر خلو [إجتماعًا مع] جماعة "آغاوات" عامودا، وجلسنا معهم، وذهبنا إلى الشيخ محمود البورسان شيخ [عشيرة] الولدة "الغمر"(عرب الغمر من ريف حلب والرقة غمرت مياه سد الفرات أراضيهم فعوضتهم حكومة الأسد أراضي في الحسكة واستقروا فيها)، وذهبنا إلى مضافته، وقلنا له: نحن نتمنى ألا يحصل صدام بين جماعتكم والمتظاهرين، وألا يستثمركم الأمن. والرجل إتضح أنه شخص مثقف وواعي، وأيضًا الشيخ محمود-رحمه الله- قال: أنا لا أقبل إطلاقًا، أي شخص من عشيرة الولدة أن يتعرّض لأي متظاهر في عامودا بشيء. فشكرناه على ذلك.

[بعد أيام]ذهبنا إلى الحسكة، وكان هدفنا في الحسكة أن نذهب إلى الشيخ نواف المسلط، فذهبنا إلى الشيخ نواف عبد العزيز المسلط شيخ [عشيرة] الجبور، وقلنا له: الموضوع كذا وكذا وفي الحسكة، ستنطلق المظاهرات، ونتمنى من جماعتك -الجبور- عدم التهجم على المظاهرات، ونحن نعرف أن حي غويران خرج بالمظاهرة.

الشيوخ الذين يفهمون يتكلمون، [الشيخ نواف] قال: "أنا أكذب إذا قلت لكم أنا أمون على جبوري، أنا لا أمون إلا على عائلتي فقط وليس على كل أولاد عبد العزيز المسلط، وأنا أمون فقط على عائلتي يعني أولادي وأولاد أخي وأخواتي الذين يعيشون معي في القصر(قصر الشيخ)، وأما البقية لا أمون عليهم، أمون على العمال. وقال: أنا تحت أمركم، وأي شيء تحتاجونه أنا جاهز، وإذا أردتم أن أخرج معكم في المظاهرات فأنا مستعد، ولكنني لا أستطيع الموانة (التأثير) على كل الجبور والمعامرة والبوعلي. وقال: أنا لا أمون على أحد منهم، وأنا شيخ فقط على عائلتي، والأمر ليس مثل السابق حيث كانت المشيخة على كل الجبور. فشكرناه، وقال: أنا جاهز ماديًا ومعنويًا معكم، وقال: يوجد أحد أبناء عمي وهو سيف مع الشبيحة، وهم الآن ذهبوا إلى دمشق إلى رامي مخلوف حتى يستلموا الأموال، ويعودون من أجل الهجوم عليكم والهجوم على المتظاهرين. فقلنا له: يا أخي، نحن نريدك أنت ابن عبد العزيز المسلط وليس ذاك. وقال: أنا لاحول لي ولا قوة.  وقال أيضًا: أنا سوف أغادر ولن أبقى هنا في المنطقة، وسوف أذهب إلى دمشق ثم إلى الرياض ، سأغادر إلى السعودية.

التقينا أيضا مع عدة وجهاء من الأكراد في الحسكة، وأيضًا نفس الأمر ثم بعدها ذهبنا إلى رأس العين.

ذهبنا إلى منطقة الشدادي، ذهبت أنا ومعي شخص آخر فقط، ذهبت أنا والأستاذ عبد الرحمن آلوجي إلى الشدادي، وذهبنا إلى منزل أولاد سليمان الأسعد في الشدادي، وفي المنزل، كان عزام موجودًا، ومضر كان في الحسكة، وأخوه الثاني أحمد موجود في ألمانيا، ولكن عزام كان موجودًا في القرية، وعزام أحضر 200 شخص، ودعا كل أهل الشدادي، وحولناها إلى ندوة سياسية، وفي هذا الاجتماع، كان هناك أشخاص كبار في العمر يشتموننا، وأنا سألت أحد الكبار في العمر -الذين يشتموننا- عن عمره فقال: عمري 72 سنة. وسألته: أين هو منزلك؟ فقال: هناك. فقلت له: هل منزلك بجانب بئر البترول؟ وسألته: هل أنت حارس على البترول؟ فقال: لا. فقلت له: ولكن من هو الحارس على البئر؟ فقال: شخص من طرطوس. فقلت له: البئر والبترول في أرض بيتك والحارس من طرطوس وأنت هنا تشتمنا من أجل بشار الأسد! فقلت له: أنت من يجب أن يكون الحارس، وأنت من يجب أن يستفيد وليس ابن طرطوس. فقال: إذًا أنا معكم.

 كانت سهرة في الشدادي، أنا لا أنساها، وكان هناك أشخاص متعطشون لأن يسمعوا كلمة الصواب والحق وبدون تعصب وهذا كردي وهذا عربي، فأنت سوري ونحن نفس الأمر، وأنا كردي وقد أكون ظُلمت كقومية كردية، ولكن أنت ابن الشدادي وابن البترول [ولكنك] مظلوم وميت من الجوع، فكانت ندوة الشدادي مميزة، وهذه الندوة كانت في شهر نيسان/ أبريل 2011، وكان العمل مكثفًا في هذه الفترة.

بعد الشدادي، ذهبنا إلى رأس العين، والتقينا مع باشات رأس العين(عائلة الباشا المللي)، وكان هناك خلاف على أثر [انتفاضة القامشلي] عام 2004 بين الباشات وبين [عشيرة] عدوان، ونحن قلنا: حتى لا يحصل اصطدام ولا تتكرر تجربة عام 2004.  فذهبنا إلى الشيخ الحلو (حلو محمد الحلو شيخ عشيرة عدوان) -في البداية قبل الذهاب للباشات- وزرناه على الغداء (أبو محمد) - رحمه الله - وقلنا له: بأن الموضوع كذا وكذا، والناس تريد الخروج بالثورة. ولا نريد تكرار تجربة عام 2004، وتصطدمون مع الباشات أو مع الأكراد البقية الموجودين في رأس العين. فقال: بالنسبة لعدوان على يمينك، ولن أسمح لأي شخص أن يقترب، ومن يريد أن يدعم المظاهرات فله ذلك، ومن لا يريد أن يدعم المظاهرات فيجب أن يلزم منزله، ولن أدعهم يقتربون نهائيًا.

 خرجنا من عند الشيخ الحلو، وذهبنا إلى عائلة الباشات(الباشا المللي) إلى الأستاذ عبد الإله الباشا[المللي] الذي توفي في ألمانيا، وقال: أنا سوف أقدم إرشادًا؛ لأنني ملتزم مع عبد الحميد درويش مع التحالف السياسي (التحالف الديمقراطي الكردي)، وهو كان ناطقًا باسمهم مع التحالف السياسي، وقال: أنا ملتزم. وقلنا له: نحن جئناك عشائريًا، ولم نأتك كطرف سياسي كردي، ونحن مستقلون. فقال: أنا ملتزم وأي شيء يريده الشباب في رأس العين أنا سوف أقدم لهم المؤازرة.

ذهبنا إلى شاب صديقنا من المستقلين هو المهندس الزراعي زكي مسلم، وبتنا في منزله، وهناك تحدثنا أنه كيف سوف تتشكل تنسيقية لمدينة رأس العين من أجل تنظيم المظاهرات.

بالعودة لا يمكننا تجاوز الشيخ حسن عبيد الخليل (شيخ عشيرة حرب) في قريته أبو راسين، والشيخ حسن معروف بمواقفه، وذهبنا إلى الشيخ حسن أبو حرب، وفي الحقيقة، الشيخ حسن بالإضافة إلى العلاقة العائلية التاريخية التي بيننا كعائلتنا وعائلة عبيد الخليل فإن الشيخ حسن له مكانة لمواقفة الرجولية وليس فقط مواقفه في [انتفاضة القامشلي] عام 2004  وإنما مواقف رجولية أخرى،  كان يناصر المظلوم مهما يكن، وأنا رأيت موقفًا حيث وقف مع جماعة من الغمر ضد الولدة كلها، فكان رجلًا يؤدي الحقوق، وينصر المظلوم وصاحب موقف ورجولة، فذهبنا إليه، وهو بالأساس صاحب ثورة، وكان مع الثورة قلبًا وقالبًا، وكان يلقي كلمات في المظاهرات، ويأتي إلى الدرباسية ويلقي كلمة، ويذهب إلى رأس العين ويلقي كلمة، وجاء إلينا إلى القامشلي وألقى كلمة في المظاهرات، الشيخ حسن عبيد الخليل معروف هو و محمد شبيب، ومحمد شبيب ليس شيخًا، ولكن هذا شيخ، يعني هو شيخ العشيرة الوحيد الذي ألقى كلمة بشكل علني في مظاهرات القامشلي وعامودا والدرباسية وعلى الميكروفون، وكان يطالب بإسقاط النظام في المظاهرات الشيخ حسن رحمه الله.

كانت جولة فيها جهد كبير حتى استقرت الأمور، وأصبحت تخرج المظاهرات بدون أي مشاكل، وبدأ الشباب يشكلون التنسيقيات: تنسيقية عامودا و أصبح في القامشلي 3 تنسيقيات، وأصبحت هناك تنسيقية الشباب العرب، وتنسيقيتان للأكراد، وتنسيقية للمنظمة الآثورية، وفي المالكية، يوجد تنسيقية، وفي الحسكة، توجد تنسيقية، وبدأت المظاهرات، وكل هذا العمل بعيد عن الحركة السياسية الكردية وبدون تدخل الحركة السياسية الكردية.