الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

معركة تحرير مطار دير الزور العسكري عام 2014

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:33:06

في منتصف عام 2013 تركت العمل الإغاثي والإنساني، واتجهت إلى العمل الإعلامي، وانضممت إلى "بشائر النصر"، وهنا بدأت المعارك في اليعربية في الحسكة، واليعربية منطقة حدودية، وكان تشكيل "وحدات حماية الشعب" الكردية أو المعروفة بالبي كي كي أو ي بي كي (جماعات كردية)، مازالت في التأسيس، فكانت المعارك محتدمةً في اليعربية ورأس العين ومبروكة، وطبعًا لواء "بشائر النصر" اشترك في قتال وحدات الحماية، وكانت اليعربية منطقة حساسة جدًّا، وكانت معبرًا حدوديًّا ومنطقة حرة، وبعد ذلك حرروا 5 أو 6 مناطق قريبةً من الرميلان، هنا أنا صراحةً لم أكن متواجدًا في العمليات العسكرية للواء، وبدأ التحضير لمعركة البيعة، وهنا دير الزور 99% منها كانت محررة، كان يوجد حيان فقط -حي الجورة والقصور- تحت سيطرة النظام، إضافة للمطار العسكري، يعني لا يتجاوز 1% من مساحة دير الزور، وبدأ التحضير عبر جبهة الأصالة والتنمية التي يتبع لها لواء بشائر النصر، وكان التحضير لمعركة كبيرة لتحرير مطار دير الزور العسكري، وسُميت بمعركة البيعة، والقصد البيعة أو الثأر لدم الشهداء، واتجهنا برتل كامل باتجاه مطار دير الزور العسكري، والمقرات كانت موجودةً، وقمنا بأخذ الأماكن الحساسة المطلة على المطار، كونه يوجد جبل اسمه جبل الثردة، وهنا بدأنا بعمل جاد لتحرير مطار دير الزور العسكري، ومن ثم الانتقال إلى الحيين الذي يسيطر عليهما النظام لتحرير دير الزور بشكل كامل، وبدأت المعركة بالتمهيد المدفعي، وفاجأنا النظام، لأنه لم يكن يعرف أنَّ لدينا مدفعيةً والهاون وصواريخ الغراد، والصواريخ المحلية التي كان يصنعها لواء "بشائر النصر"، وطبعًا نحن خسرنا عددًا كبيرًا من الشباب، حتى كان هناك موقف إنساني، كان هناك أخَوان قبل بدء المعركة، شاب اسمه علاء وشاب اسمه عثمان -أخوة-، وعلاء يقول لعثمان: والله هذا الوجه (يبدو عليك) وجه واحد (شخص) سيُستشهد، وخلال 10 دقائق بدأ العمل (المعركة) والذي تكلَّم -علاء- هو الذي استُشهد -رحمه الله وتقبله-، وهذا موقف من المواقف، والمواقف خلال المعارك كثيرة جدًّا منها: أنا كنت إعلاميًّا، ونحن -الإعلاميين- كنا مقسمين، ناس تدخل وناس تغطي (تنقل الأحداث) بعد المعركة، وأنا كنت مسؤولًا عن النشر، وكنت في الخط الخلفي للمعارك، ودائمًا يأتي الشباب ليعطوني الوصية؛ إن كان عليه دين، أو يريد أن يوصي لأهله وخاصة لأمه، فيعطيني الهوية والمصاري (أمواله)، ويخبرني لمن علي أن أعطيهم، وكانت تلك المواقف تؤثر بي كثيرًا صراحةً، ولا أنساها، وكان معنا إعلامي قدير جدًّا، والذي هو أسامة الكويش، أنا نزلت في يوم الخميس، وطبعًا المعركة كانت محتدمةً، وفي يوم الجمعة خرج مكاني (عوضًا عني) ليغطي (ينقل الأحداث) على الجبل، وكان يركب السيارة، فأتته قذيفة مدفعية، وقطعت يده، وحاليًّا يده مقطوعة، وكان التأثير النفسي علينا أنَّ أسامة كان مبدعًا في الإعلام وفي التقارير والتصوير، وحين قُطعت يده صراحةً قلنا: إننا قد خسرنا الرجل خسارةً كبيرةً، طبعًا أسامة شخص عظيم جدًّا، وكان يسكن في سكن شبابي في الجامعة، وكانوا 6 أشخاص؛ 5 أشخاص من الشباب الذين كانوا يسكنون معه استُشهدوا في الثورة، والرجل على الرغم من كل الذي مرَّ به، كان هو الذي يعطينا الحافز، وكنا نتوقع العكس، أن 5 شباب من أصل 6 استُشهدوا وفي نفس البيت، صراحة كانت ضربة موجعةً له، ولكن لا أعرف هل كان يُكابر (يُغالب نفسه)، أم من أجل أن يحفزنا!، أنا -سبحان الله- أسامة خرج مكاني (عوضًا عني) لتُقطع يده، وأنا مباشرةً حين سمعت (الخبر) ذهبت مكانه، وهو كان في المستشفى، فالمواقف كثيرة، أيضًا كان معنا رجل مسن عمره 70 سنةً، وهو الحاج أحمد العزاوي، وعمره 70 سنةً، كان يُرابط هو وأولاده السبعة، وكانت لدينا معركة لتحرير حاجز جبل الثردة، وطبعًا نحن كنا مسيطرين على الحاجز، ولكن النظام من شدة القصف استطاع أن يأخذ قسمًا من الجبل، والجبل كان مطلًّا مباشرةً على مطار دير الزور العسكري، وحين بدأنا المعركة على حاجز جبل الثردة، أتى الحاج أحمد، وكان معه أولاده السبعة، وبدأت أقنعه: أنَّك يا حاج أنت ستعيقنا عن العمل، ولماذا يذهب الشباب السبعة؟ فقال: لا نحن خارجون في سبيل الله، ولدينا شهداء، وسنأخذ بثأرهم، والرجل أصر على المشاركة في المعركة، وأُصيب 3 من أولاده في المعركة نفسها، وفي نفس اللحظة الشاب عثمان الذي استُشهد هو ابن أخيه، لكنه أصر أن نذهب ونوصله لندفنه ونرجع، فكان هو وأولاد أخيه -في اللواء- المشاركون في المعركة ما يقارب 30 شخصًا، فعلًا الأخ الأكبر لعثمان -لا أذكر بالضبط-، رفض أن يذهب ليدفن أخاه، ويترك الرباط، رحنا (ذهبنا) أوصلنا الشاب الذي استُشهد ودفناه، ورجع معنا الحاج، فكان وجود الحاج الذي عمره 70 سنةً ويرابط معنا، وهو مصر على الشهادة، كان يعطينا دافعًا كبيرًا لقتال النظام.

طبعًا النظام كان مدشَّمًا (محصنًا بسواتر ترابية) بطريقة غير معقولة، فيضع ساترًا ترابيًّا بعده نفق، وبعده ساتر ترابي، بحيث يعيق التقدم، طبعًا مع الألغام، فكان خط الدفاع الأول هو بناء لمسمكة قديمة وهو بناء كبير، والبناء الأبيض، وهذه أخذت (استُشهد بسببها) شباب كثيرون -المسمكة والبناء الأبيض-، فنحن كان التمويه لدينا العمل على المسمكة، وكانت الخطة أنَّ اللواء عمر المختار يبدأ في الصواريخ المضادة للدروع ونتقدم، ونحن اعتقدنا أن التمهيد ساعةً وساعتين وثلاث، ومع أول صاروخين انفجرت الدبابة الأولى وعربة بي آر دي إم، هنا العساكر بدأوا يهربون، يعني خلال دقائق انتهى الحاجز ، وحين أخذنا الحاجز، أنا كنت في الخط الخلفي، فدخل الشباب ومشطوا المنطقة، وأخذوا الغنائم من دبابات وسيارات وأسلحة، وأتوا لنا ب 4 قتلى من النظام، وهناك أسيران: واحد كردي من عفرين، والثاني من الفوعة من إدلب، طبعًا كلفوني بالتحقيق معهم، وبالصدفة هذا الذي من الفوعة أبوه قائد جيش الدفاع الوطني في إدلب، وقلت: يا شباب هذا سينفعنا كثيرًا في تبادل المعتقلين، وأخذنا الشباب -هؤلاء المعتقلين-، وقبل يوم كان هناك معركة، وفشلت على جبهة حويشة المريعية، وكان لدينا شهداء، وكان العميد عصام زهر الدين، -الذي كان قائدًا عسكريًّا معروفًا (للنظام)، وقُتل فيما بعد-، وكان يرقص على جثث شهدائنا، فكانت العملية ثأرًا للشهداء، وكانوا 7 أو 8 شهداء -والله أعلم-، وفي ثاني يوم أخذنا (سيطرنا عليه) الحاجز، ولكن في ساعتها وبدون مبالغة وصل العدد إلى 1000 بين صاروخ وقذيفة مدفعية وصواريخ طيران، ودوشكا، ولم يبق نوع من أسلحة النظام إلا وقد استخدمه، وخلال ساعات الحاجز الذي أخذناه استرجعه النظام، وخسرنا عدة شهداء، ولكن أخذنا هذا المعتقل -الذي أبوه قائد الدفاع الوطني في إدلب، وهو من الفوعة-، وبدأنا التفاوض على المعتقلين، ولكن لم تنجح الصفقة، كان هناك شروط تعجيزية من قبل النظام.

نحن بقينا مستمرين في الرباط على المطار؛ من قنص وقصف مدفعية، ويوجد قتلى من الطرفين، وهنا في شهر شباط/فبراير أو 3 آذار/مارس 2014، بدأت المعارك مع داعش -بين الجيش الحر وداعش-، وبعض الكتائب والألوية انسحبت من المطار، والقتال مع داعش كان في منطقة اسمها جديدة بكارة، وكانت منطقة يسيطر عليها المدعو عامر الرفدان، والذي كان أميرًا في داعش، وبدأت المعركة من جديد من البكارة باتجاه خط الحسكة، عند منطقة اسمها مرقدة والشدادي، هنا بدأت المعارك، وكان هناك قتلى بالمئات من الطرفين، حتى شهر 7 تموز/ يوليو، وامتدت المعارك حوالي 5 أو 6 أشهر، وهنا التنظيم أصبح يأتي له إمدادات من العراق، بعد السيطرة على الأنبار والرمادي والموصل والمنطقة الحدودية مع الدير، وسيطر على مناطق المحافظة بالكامل، وشباب اللواء منهم من خرج إلى القلمون، ومن استطاع أن يهرب باتجاه تركيا هرب، وهنا تمت السيطرة على المحافظة بشكل كامل من قبل التنظيم.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/28

الموضوع الرئیس

المواجهات العسكرية

كود الشهادة

SMI/OH/135-14/

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

كانون الأول 2013

updatedAt

2024/08/12

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-القلمونمحافظة الحسكة-الشداديمحافظة دير الزور-جديدة بكارةمحافظة دير الزور-محافظة دير الزورمحافظة دير الزور-مطار دير الزور العسكري

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

قوات سوريا الديمقراطية - قسد

قوات سوريا الديمقراطية - قسد

لواء بشائر النصر - جبهة الأصالة والتنمية - العشارة

لواء بشائر النصر - جبهة الأصالة والتنمية - العشارة

مطار دير الزور العسكري

مطار دير الزور العسكري

كتيبة رضوان الله - لواء عمر المختار - البوكمال

كتيبة رضوان الله - لواء عمر المختار - البوكمال

الشهادات المرتبطة