الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تحقيق بسبب تعزية عبد الحليم خدام وعدم وثوق النظام بالسنّة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:20:18

فعدت إلى عملي، وكنت برتبة نقيب، وبعد حوالي سنة أو سنتين، حصلت(حادثة) وفاة عند عبد الحليم خدام، وكان عبد الحليم خدام قد أخذ منحى غير مرضٍ بالنسبة لبشار الأسد، ولكن لا يزال ذو هيبة في الدولة، فجاء توجيه إلى المطار أن يتمّ تشكيل أشخاص للذهاب لتعزية عبد الحليم خدام برئاسة وفد يرأسه قائد القاعدة (قاعدة حميميم العسكرية). وأنا من الأشخاص الذين تمّ اختيارهم، وذهبنا إلى التعزية، وكنا حوالي خمسة أشخاص، وقُدّر لي أن أجلس وفي الجهة المقابلة لي كان عبد الحليم خدام جالسًا في منزله. وطبعًا، أنت عندما تعزي شخصًا فيجب أن تتحدث معه وهو يتحدث معك، وهذه كانت مصيبة بالنسبة لي، وأنا السنّي الوحيد بين الضباط الخمسة الكبار، وأنا برتبة صغيرة (رائد)، وجميعهم كانوا عقداء من القاعدة، وأنا الوحيد السني، وفي عزاء، ولا يجب أن تتحدث بصوت مرتفع، فهناك احترام للعزاء، فكان عبارة عن سلام: إن شاء الله تكون صحتك جيدة وأموركم بخير ومن هذا الكلام. وهو أيضا قال: إن شاء الله سنراك في أماكن أفضل. مع أنه لا توجد معرفة شخصية بيني وبينه، ثم استُدعيت للتحقيق، وبقيت حوالي الأسبوع بين المخابرات الجوية والأمن العسكري، كان التحقيق فقط حول: ماذا قال لك عبد الحليم خدام؟ وماذا قلت له؟ وبماذا كنتم تتهامسون بصوت منخفض؟ علمًا بأنه لم يكن معزولًا من عمله، فكان لا يزال على رأس عمله، ولكن عدم الوثوق حتى في السياسيين مهما كبروا إن لم يكونوا من طائفة النظام وعدم الوثوق بالضباط السنة، حتى لو كانوا برتب صغيرة، ولا يستطيعون تحريك شيء. يعني هنا تكمن المفارقة، وهي عدم الثقة بشخصين أحدهما سياسي كبير مخضرم وضابط صغير مغمور برتبة رائد، ماذا يمكنني أن أفعل؟ [فكانوا يسألون]: لماذا هذه العلاقة بينك وبينه، ولماذا تهمسون؟ وماذا تتحدثون؟ انظر إلى أي درجة تتدخل أجهزة الأمن وإلى أي درجة سوء النوايا. وبالتالي مضت الأمور، وحتمًا، هم سألوا الأشخاص الذين بجانبي وأمامي وخلفي وأمامه وخلفه، وحتمًا هناك تقاطعات أمنية معينة، وبعدها مضت الأمور، ولكنني أذكرها حتى تعرفوا كم كان النظام يدقق على تحركات الكبير والصغير إذا لم يكن من طائفته.

 تابعت عملي في القاعدة العسكرية، ومضت الأيام حتى نويت أن ألتحق بدورة قيادة وأركان، وهي في الجيش تُعتبر على الشكل التالي: عندما تصل إلى رتبة مقدم وتدخل في رتبة عقيد، وإذا كنت عقيدًا ولم تُجر دورة قيادة وأركان فإذًا أنت عقيد مسرّح، وسيتمّ تسريحك، وإذا أجريت دورة قيادة وأركان فلديك نسبة 80% أن تترفّع إلى رتبة عميد، وهذا نظام رسمي في العمل بأن سنين الخدمة هي عندما تصل إلى رتبة عقيد، وإذا لم تتبع إلى دورة قيادة وأركان فأنت تُسرّح، وإذا اتبعت دورة قيادة وأركان فيتمّ تسليمك منصبًا وتسمية، وتُرقّى إلى رتبة عميد. وبالتالي هذه الدورة تُعتبر دورة فارقة ما بين الضباط الذين يمكن أن يستمروا حتى المستوى الأعلى إلى عميد ولواء وما بين الضباط الذين يريدون إنهاء سنين خدمتهم برتبة عقيد، وكان القليل منهم يذهب إلى الرتب الأصغر من رتبة عقيد (رائد ومقدم) وهذا نادر؛ لأنهم يقولون: إن أمامهم فرص تقديم كثيرة، وأنت مسموح لك أن تقدم على اختبارات الدورة لمرتين فقط، وبعدها تفقد حق الترشح بالتقديم. وفي المرتين، يجب أن تجتاز ثلاثة أنواع من الفحوص في كل مرة ولحوالي سنة ونصف، وتدرس، وتجتاز ثلاثة أنواع من الفحوص حتى تدخل إلى دورة القيادة والأركان.

أنا كنت مقدمًا ركنًا، وكان معي في الغرفة -رحمه الله- أو بجانبي الرائد الركن معن، واستُشهد في الثورة السورية، أنت ترى التميّز حتى في الرتب الصغيرة، وسترى أنه سيختار الطريق الصحيح، ومعظم زملائي الذين كانوا ركنًا وكانوا من الطائفة السنية وجدتهم إما أمامي أو بعدي أو إلى جانبي في الثورة السورية، ومنهم من رزقه الله الشهادة، ومنّ عليه بها.

عندما قررت الدخول في موضوع القيادة والأركان فكان واجبًا عليك أن تبقى حوالي سنة ونصف تدرس قبلها، وتجتاز الكثير من الاختبارات الشائكة جدًا، وهذا يحتاج إلى أن تخفف رتم العمل، وعملك قائم أولًا- على اكتساب الخبرة، وثانيًا- على وجود الوقت الكافي من أجل القيام به، ولكن عندما يتنازعك وقت الدراسة... ومع ذلك فإن الله سبحانه وتعالى منحني القدرة على القيام بالاثنين معًا، واجتزت الاختبارات، وهنا أحيي الكثير من الضباط الذين كانوا معي والذين دربوني وهم: العميد يحيى بيطار، وكان في الثورة السورية أيضًا، والعميد جاويش طيار، ولاحقًا العميد أسعد الزعبي واللواء محمد الحاج علي، وهؤلاء كلهم عرفتهم في فترة التقديم للأكاديمية في فترة الأكاديمية.

بعدها دخلت إلى الأكاديمية، وتمّ قبولي، وعندها تمّ استبدال قائد المطار، وجاء قائد مطار جديد اسمه العميد بديع معلا، والعميد بديع معلا كان معي أو التحق بـ [قاعدة حميميم] بعدي بثلاثة سنوات، وكنا معًا طوال مسيرة 20 سنة، وهذا الرجل كان متميّزًا وهو طيار، وكان متميزًا بدوراته، ولكن ليس التميز الذي أتمتع به، وكانوا دائمًا يحاولون أن يدفعوا به حتى يجابه تميز فاتح حسون السني وليس فاتح حسون كشخصية، يعني الشخصية السنية المتميزة يجب أن تقابلها رتبة قريبة منها وهي شخصية علوية متميزة، وأنا كنت برتبة نقيب وهو رائد. وبعدها استلم قائدًا المطار، وأنا ذهبت إلى دورة القيادة والأركان، فجاء، وطلبني، وقال لي: لييسر الله أمورك، وأنا أعرف أنك مجتهد، وكل الدورات التي اتبعتها كنت فيها الأول. وأنا كنت أتبع الكثير من الدورات في القاعدة، وأكون دائمًا الأول، كنت أضع المركز الأول نصب عيني. وطبعًا أنا أتكلم هذا الكلام؛ لأنهم في سيرتي الذاتية كانوا يكتبون في الوصف الأمني: وهو الأول في كافة دوراته. وهذا يعطيك لدى أجهزة الأمن -عندما تقوم بالتحقيق في هذه الشخصية- نوعًا من التقييم المختلف عن باقي الضباط.

إذًا الأول في كل دوراته، وماهي الإمكانيات التي لديه؟ وهذا يجب أن يكون تحت المراقبة، وأن يكون ولاؤه أكثر من ولاء الآخرين، يعني لم يكن الموضوع إيجابيًا بالنسبة لك وإنما هو موضوع سلبي؛ لأن الضباط الذين لا يكترثون كانت أمورهم سهلة أكثر من الضباط المجتهدين، وهذا الاجتهاد دائمًا موضع شكّ لدى النظام طبعًا لأنه مزعزع وخائف، وهو يعرف ماذا يفعل، وبالتالي هو لا يريد أشخاصًا ليسوا من طائفته، وليسوا من الموالين له بعمق، وأن يكونوا متميزين وقادرين على الوصول، وحتى مع طائفته العلوية فإن المميزين منهم كان لديه تركيز كبير جدًا عليهم، وإذا لم يكن تميزه مع ولاء مطلق حتى في أصولهم، فإنهم لا يصلون، فكان لدينا ضباط من منطقة دوير بعبدة من جماعة صلاح جديد مثل "الكمبيوتر"، كان لدينا العميد محمود علي، وكنت اسميه :"كمبيوتر" بكل معنى الكلمة، وهو الأول في القيادة والأركان على المجرم بشار الأسد عندما اتبع بشار الأسد دورة قيادة وأركان، وكان معه في الدورة، ولم يستطيعوا إنقاص علامات العميد محمود علي، وكان العميد محمود علي هو الأول على دورة القيادة والأركان بوجود بشار الأسد، وكان بارعًا جدًا، وفي النهاية، جمّدوه برتبة عميد، ولم يترفّع إلى رتبة لواء؛ لأنه من دوير بعبده، وهي قرية صلاح جديد، وأنه قد يكون لديه تأثّر بعقلية صلاح جديد، وقد يؤدي إلى خطر أمني لاحق على النظام، فالنظام إلى هنا يحسب الأمور (حتى الجذور).

وبالتالي أنا عندما ذهبت، وودعني قائد المطار، قال لي: يا صديقي، و قائد المطار هذا كان لي معه لقاء قبل أن أنشقّ ولا أنساه، وقبل أن أذهب إلى دورة القيادة والأركان قال لي: أنا معك في هذه القاعدة حوالي 20 سنة، يا أبا عبادة، أنت الأول في كل دوراتك، وإذا ذهبت إلى دورة القيادة والأركان - وكان خاضعًا لهذه الدورة- وعندما عدت كنت الأول؛ فأنا سأبصم لك (بأصابعي) العشرة على أنك أبرع ضابط رأيته في الجيش والقوات المسلحة، ولكن إذا لم تعد وأنت الأول فستثبت لي شكّي بك بأن جميع الدورات التي كنت فيها الأول كنت تدفع حتى تصبح الأول، وهي علاقات شخصية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/04/20

الموضوع الرئیس

المؤسسات العسكرية في نظام الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/115-06/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

قبل 2011

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقيةمحافظة اللاذقية-مطار حميميم العسكري

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

قاعدة حميميم العسكرية الروسية - مركز العمليات الروسية

قاعدة حميميم العسكرية الروسية - مركز العمليات الروسية

فرع الأمن العسكري في اللاذقية

فرع الأمن العسكري في اللاذقية

فرع المخابرات الجوية في اللاذقية / المنطقة الساحلية

فرع المخابرات الجوية في اللاذقية / المنطقة الساحلية

الشهادات المرتبطة