الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تفاصيل الاعتقال في مطار دمشق والتحويل إلى مطار المزة العسكري

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:14:48:09

بعد أن أعتقلت 6 ساعات [في المزرعة بجرمانا]، نقلوني في صندوق سيارة نوع كيا، ولا أعرف إلى أين أنا ذاهب، ولكنني أحسست أنني على طريق المطار، وكنت أسمع كلامهم، فقال: عند جسر عقربات خفف، لأنه قد يكون هناك مسلحون، فعرفت أنني على طريق المطار، ولكنني لا أعرف إلى أين أنا ذاهب، فوصلنا ونزلت، وحالتي لا توصف، ولم أكن معصوب العينين عندما نزلت من صندوق السيارة، ويوجد حولي الكثير من الأضواء، وأنا لا أعرف بأن هذا هو مطار دمشق الدولي، وفيما بعد عرفت أنه مطار دمشق، وهنا كان يوجد سجن خاص للمخابرات الجوية، وكان يوجد مساعد أول من طرطوس -اسمه إبراهيم-، وقال لهم: ما وضع هذا؟ فقالوا: هذا من الإرهابيين، الذين يعملون على مستوى سورية ودمشق، فقلت له: هل يمكنني أن أعرف من حضرتك؟ فجاء أحدهم حتى يضربني، فصرخ عليه، وقال: إحذر أن تمد يدك عليه ، فقلت: هل أنا وصلت إلى النظام؟ وطبعًا أنا هنا أصبحت أريد أن أثبت براءتي بأية طريقة حتى أنجو؛ يعني أريد التمثيل مقابل النجاة، فقلت: هل هنا فرع مخابرات أم سجن مخابرات؟ فقال: نعم، هنا المخابرات الجوية، لماذا؟ فقلت له: هؤلاء ليس لهم علاقة معي، وهم مدنيون، وأرادوا ضربي، فمنعهم، وقلت له: أنا لست إرهابيًّا، ولست مسلحًا، وليس لي علاقة بشيء، وأنا لي مبلغ 50 ألفًا عند شخص يعمل معهم، ولأنني طالبته بهذا المبلغ وهددته، فقال: تعال وخذهم، فجئت حتى آخذ المبلغ، انظر ماذا فعلوا بي! وطبعًا أنا هنا أتحدث، ولا أستطيع أن أشرح له كثيرًا، لأن أسناني نصفها مكسور، ومنظري (مظهري وحالتي) رب العالمين أعلم به، فقال: حسنًا، وهذا الكلام كله سوف تقوله عندي في الداخل، وللأمانة هو غلط عليهم (وبّخهم) وطردهم، وأنه لماذا فعلتم به هكذا؟ وما هو الإثبات عندكم؟ لأنه في البداية طلب منهم، وسألهم: هل يوجد له فيديوهات (مقاطع مرئية مصورة) أو صور، فقالوا: لا، وإنما معلومات... واستخباراتنا ودراساتنا، وبدأ يسخر منهم؛ يعني أنتم أصبحتم استخبارات ودراسات! وقال لهم: سوف أحاسبكم على هذا الشيء الذي فعلتموه بهذا الشخص، وهذا الشيء لا أحد يقبله، وطبعًا وجهي كله ما كان مبين (لم يكن يُعرف من شدة الضرب)، فقال لي: ادخل واستحم، فدخلت وتحممت (استحممت)، وأعطاني ثيابًا داخليةً من عنده، وهذا المساعد الأول كان رحمانيًّا بكل ما تعنيه الكلمة، فقلت له: أنا قصتي هي 50 ألفًا وكذا وكذا (تتمة القصة)، فقال: إن شاء الله سوف نحل الأمر عند العقيد، وسوف أحاول إخراجك من هنا، لأنه يبدو أنك مظلوم، وحتى إنه لم يدعني أنام في المنفردات، ونمت في الممر، ويوجد شاب موقوف، ولكنه موقوف بالسخرة، وقال لي: إنه شخص طيب، وهو أحبك، وقال: أنا بالفعل لم أر شخصًا ضُرب بهذا الشكل وهذه الأذية، وأنا مقهور جدًا لأجلك، وأنا حاولت أن أستعطفه، وأن أتقرب منه كثيرًا، وطلبت منه أن أتحدث عبر الهاتف، فقال: هذا مستحيل! فقلت له: إن عائلتي بقيت لوحدها في المنزل، ورجوته؛ وأنه اعتبرها أختك أو أي شخص من أهلك، وهي امرأة، ولوحدها في دمشق، وأنا فقط أريد الحديث معها حتى تذهب إلى القريتين، فقال: حسنًا، ولكن أنا سوف أتحدث في البداية، فاتصل معها، وقال لها: لا تخافي يا أختي، وقال لها: رشوان بخير، ويريد الحديث معك، فتكلمت معها، وقلت لها -وأنا سابقًا قلت لها: إذا حصل معي أي شيء، فأنت مباشرةً تذهبين إلى القريتين، فتحدثت معها- وقلت لها: أنا بخير، وأموري بخير، وأنا موقوف، وهو بدأ يشير إلي لئلا أكمل، ثم دخل شاب، وانشغل معه، فقلت لها: أنا في الجوية، ولم أستطع أن أتكلم أكثر، فقلت لها: اذهبي إلى القريتين، ولكنني موقوف في المخابرات الجوية في مطار دمشق، وهي لم تستوعب الكلام، وخافت كثيرًا، وأغلقت الهاتف، وحاولت بعدها معه كثيرًا أن أجري مكالمةً، ولكنه رفض. 

وبعد يومين تقريبًا ذهبت معه مشيًا تقريبًا 500 متر، ودخلنا إلى بناء إلى العقيد، وهو من عائلة مندو، وهو كان رئيس قسم المخابرات الجوية في مطار دمشق، فدخل، وتحدث له عني، ثم أدخلني، فدخلت، وبدأ يتحدث معي، وأجرى اتصالًا، فقام وضربني، وقال له: هل تعرف من هذا الشخص؟ هذا أبو علي القريتين، فقلت له: أنا يا سيدي! وكلكم تذكرون هذا الاسم، وأنا لست أبا علي القريتين، وأنا من القريتين، واسمي رشوان السلوم، فضربني، وقال له: هذا كاذب، وإبراهيم لم يقتنع بكلامه، وقال: قد يوجد من وشى ضدك، وعلينا أن ننتظر، وسوف نعود، ونحاول محاولةً أخرى، وبعد عدة أيام حاولنا محاولةً أخرى، فغضب العقيد جدًا من إبراهيم، وأعادني، وجلست 13 يومًا في هذا المكان، وفي اليوم 13 جاء باص (حافلة) وسيارتان بيك آب، وطبعًا أنا بحكم أنه يوجد مهاجع جماعية، يوجد فيها أشخاص من منطقة الغزلانية، ومن المناطق التي تقع بجوار المطار، وكان التحقيق والعذاب بشكل كبير جدًا، ويأتي محققون من الخارج، ولكن أنا لم يقترب مني أحد، وشرح لهم إبراهيم بأن هذا الشخص مظلوم بكل القصة، فكانوا يتعاملون معي بشكل حيادي، وفي يوم 13، أنا كنت بالقرب من الباب الحديدي، فسمعت صوت سيارات، فنظرت من الثقوب، وإذ بباص (حافلة) وسيارتين بيك آب، وعرفت أنهم جماعة المزة، والجميع يقولون: إن شاء الله (ندعو الله) لا يتم تحويلنا إلى المزة وإلى الزنزانات، وهنا تلقائيًا أصبح بداخلي رعب من هذا الشيء، وهم كانوا يأتون كل يومين أو 3، ويأخذون دفعة ويذهبون، وأنا تفاجأت باسمي وبأنهم جاؤوا فقط من أجلي، وأوصاهم إبراهيم بي، وقال لهم: بأن الشاب مظلوم، ولكن هؤلاء كان عملهم فقط النقل، فنقلوني ووصلت إلى الجوية، وطبعًا ألقوني داخل الباص، وقيدوني بمقاعد الباص، ووصلنا إلى هناك، ثم نزلت، وطبعًا لا أعرف أين أنا، ولكنني أعرف أنني في مطار المزة، وذاهب إلى الجوية، وعلى الدرج كان الاستقبال مرعبًا، ونزلت، وأخذوا اسمي والأمانات (أشيائي الخاصة)، وأدخلوني إلى الزنزانة رقم 12، وأنا دخلت، ويوجد ناس، ولا أعرف أي شيء، والدنيا مختلفة! فقلت للشباب: أين نحن؟ فقالوا: نحن في الزنازين القديمة، وما هي الزنازين القديمة؟ فقالوا: اختصر على نفسك الضرب، واعترف مباشرةً على سلاح صيد (نوع بومبكشن) والخروج بالمظاهرات، فقلت: أنا لم أخرج مظاهرات! ولم أطلق النار فقالوا: ليس لديك حل، وخصوصًا إذا كان -على دورك- سهيل الحسن موجودًا-الذي هو الآن النمر، وهو كان رائدًا-، وقالوا: إذا كان الرائد سهيل الحسن موجودًا أثناء التحقيق وفي القاعة، فلا أحد ينجو إلا أن تعترف بسلاح صيد، حتى لو أحضروك من الجامع، ويجب أن تعترف بسلاح صيد وبالمظاهرات، وهذا أقل شيء، وبعد يومين طلبوني للتحقيق، ويوجد ساحة تحقيق في الخارج، وهي مسورة بشبك من الحديد، وفيها نور الشمس، فخرجت، وكان يوجد تقريبًا 50 شخصًا، الجميع وجوههم نحو الجدار، ونحن كنا نرفع الطماشة (قطعة قماش تعضب عينيّ المعتقل) قليلًا حتى نرى الأرض، وجلسنا على ركبنا، وأيدينا مقيدة خلف ظهورنا، ووجوهنا نحو الجدار، وبدأوا يطلبون الأسماء، كل شخص لوحده، فطلبوا اسمي، فقام أحد الأشخاص بشتمي وشتم القريتين، وأنا كنت أظن بأن هذا الكلام موجه لي، ولكن الشخص الموجود بجانبي قال: لا تشتم بلدي، وأنا أشرف منك! وأنا نقيب، وأنا ضابط، وإذ الذي بجانبي هو ضابط من القريتين، وأنا هنا خفت، وبدأت أظن أن هذا الضابط وضعوه حتى يتعرف علي حتى يوقعوني، وأنا كنت معصوب العينين، ولا أعرف من هو هذا الشخص، فحصلت مشادة كلامية بينهم، وبعدها عرفت أن هذا الضابط اسمه النقيب عدنان الصالح، -تقبله الله-، وهو ذهب إلى صيدنايا، وبعدها استُشهد هناك.

جاء دوري، ولكن الذي يتحدث كان محققًا، ثم استنفروا، وأعادوني إلى جانب الجدار، وسمعت صوت هذا الشاب من القريتين، ويتم ضربه، وقالوا: جاء المعلم، جاء المعلم! وأنا لا أعرف من هو المعلم، وقالوا بعدها: جاء الرائد سهيل، على الجميع أن ينتبهوا، وبدأ يسأل: ماذا أنت؟ وماذا أنت؟ ومن أين أنت؟ يعني يجري جولةً، فشتمنا جميعًا، وبدأ يضرب بيده، وأنا من الأشخاص الذين ضربني، فقال لهم: علقوا هذا الشخص -وهو يقصدني-، فقلت له: يا سيدي أنا لم أفعل شيئًا! فقال: حسنًا تكرم (حسابك عندي) يا أبا علي القريتين، أنت لم تفعل شيئًا! فقلت له: أنتم يا سيدي تذكرون هذا الاسم، وأنا اسمي رشوان السلوم، وطبعًا بدأ يشتمني، وهذه أول مرة أعلق، وعلقوني على شبك الحديد بقيود نحاسية عريضة، ولكن قبل التقييد يقوم مساجين السخرة بلف قطعة قماش على المعصم، ثم يضع القيود ويعلقني، وأنا صعدت على شيء مثل السطل (الدلو)، وعلقوني، ثم دفعه من تحتي، ولا أعرف الزمن، ولكنه كان زمنًا -بالنسبة لي- طويلًا جدًا، أعتقد نصف ساعة، وبدأت أصرخ يا الله! يا رب! وهم يضربونني عندما أصرخ، والطرفة أنه بجانب الجدار يوجد حرف نافر قليلًا، وأنا أحاول أن أسند إصبع قدمي، وعندما أسند نفسي، وينتبه لي أحد، فإنه يتم ضربي بالأنبوب الأخضر (أنبوب تمديدات صحية مصنوع من مادة البولي ايتلين البلاستيكية- المحرر)، وبعدها عاد، وقال لهم: بأن الخمسة الذين قلت لكم أن تضعوهم على طرف (بمفردهم)، هيا أحضروهم، يعني لم أكن أنا الوحيد، وإنما كان يوجد 4 أشخاص آخرون، وأنا أول شخص أدخلوني فضربني قليلًا، وقال لهم: هذا لن يمشي وضعه (لن يعترف) هنا معي، وأنا أعرف كيف سأتصرف معه، وقال: خذوه؛ يعني تحقيقه كان سريعًا جدًا، فأعادوني إلى الداخل، فسألني الشباب: ماذا قلت؟ فقلت لهم: إنني لم أعترف، فقالوا: اعترف، وهذا أخف حتى ترحم نفسك، ولكنني لم أعترف، وفي اليوم الثاني طلبوني إلى التحقيق، وطبعا الزنزانة هنا في الزنازين الجديدة، هي منفردة، ولكنها واسعة قليلًا، وكان فيها تقريبًا 10 أشخاص أو 15 شخصًا؛ يعني كل حين يدخل شخص ويخرج شخص، ويوجد بيدون (قارورة ماء) 20 لترًا لأجل أن نشرب الماء، ويوجد بيدون (قارورة) للبول، ونحن نخرج في اليوم 3 مرات إلى الحمام، ويوجد 3 وجبات، والوجبة رغيف خبز مع بطاطا؛ يعني رغيف ومعه شيء، ولكن كنا نسمع أصواتًا مرعبةً في الليل، وأسأل الشباب: من أين تأتي هذه الأصوات؟ فيقولون: هذه الزنازين الجديدة، يالطيف!

هذه الأصوات التي أسمعها أثرت بي كثيرًا، وتهديد سهيل الحسن عندما قال: هذا له عمل ثان، فقررت أن أعترف بومبكشن والمظاهرات وأنجو، فأخذوني إلى التحقيق، وقلت له: يا سيدي حتى لا تضربوني، ما الذي تريده؟ فقال: هل خرجت بمظاهرات؟ فقلت له: نعم، وسألني عن البومبكشن، فقلت له: نعم، فقال حسنًا، أنت تحفظ درسك، وسألني: هل أطلقت النار على الحواجز بواسطة البومبكشن؟ فقلت له: نعم، فقال: هذا جيد! وهنا لم يضربوني، وأعادوني، وأنا قلت للشباب: بأنني اعترفت كذا وكذا، فقالوا: تمام (حسنًا)، فقط إن شاء الله (ندعو الله) العميد غسان يقبل تحقيقك، وأعتقد أن اسمه غسان إسماعيل [ وهو رئيس فرع المهام الخاصة في ادارة المخابرات الجوية]، وهو الآن -حاليًّا- مدير إدارة المخابرات الجوية لدى النظام، فقلت لهم: وماذا يريدون مني بعد؟ فقالوا: إن شاء الله (ندعو الله) يوافق على تحقيقك.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/04/06

الموضوع الرئیس

الاعتقال خلال الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/157-10/

أجرى المقابلة

منهل باريش

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آب 2012

updatedAt

2024/06/14

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مطار المزة العسكريمحافظة ريف دمشق-مطار دمشق الدولي

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

فرع العمليات الخاصة في المخابرات الجوية

فرع العمليات الخاصة في المخابرات الجوية

الشهادات المرتبطة