الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الكتابات الشعرية خلال السجن وبداية الثورة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:33:05

عندما اعتقلت في نهاية 2007 كان عبد السلام عمره عامًا ونصف على ما أعتقد، و40 يومًا من الاعتقال كنت فيها بحكم المخفي قسريًا، فلا يوجد أي تواصل مع أهلي، وبعدها أخذونا إلى سجن عدرا، وبعد أسبوعين أو ثلاثة من وجودي في عدرا، سمحوا بالزيارات، فجاءت والدتي -عافاها الله- وزوجتي ومعها ابني عبد السلام، وعبد السلام في وقتها عندما رآني لم يستطع الوصول إلى يدي؛ لأن هناك شبكًا مزدوجًا، ولا تلتقي الأصابع إلا إذا كانت أصابع الشخصين طويلة، ولكنني مددت يدي وهو مد يده ولم أستطع أن ألمسه. وبناء على ذلك كتبت هذه القصيدة.

 إلى ابني عبد السلام الذي أدخلته

السجن في الثانية من عمره

عذرًا بني فما أردت بُعادًا، ولكنه الظلم

المقيت

أراد                          عبد

السلام فدتك مني مهجة تأبى لغير الله أن تنقاد

ما زلت أذكر يوم جئت لرؤيتي والشوق قد زرع

الجفون

سهادا                حالت

شباك السجن دون عناقنا فذرفت دمعاً يُحرق الأكباد

ومددت كفّك نحو وجهي حائرًا فمددت نحوك يا بني

فؤادا                     ووددت

لو أغفو بصدرك أضلعًا أو أن أذوب بمقلتيك سوادا 

عذرًا بني فقد سجنت لأنني شئت الحياة عقيدًة

وجهادا                        وما

شئت أن ترد الوجود لكي تذوق العيش إذلالًا أو استعبادا

ما شئت أن تحيا بني لكي ترى وطن الكرام يعارك

الأصفاد                     وطنًا

يُعدٌ الكاذبون بأرضه للصادقين السجن والجلاد

وطنًا يجوب الخوف في جنباته فيحيل جذوات النفوس

رمادا                    القيد

أحنى يا بني على يدي من أن أطأطئ للطغاة نجادا

والسجن أوسع منزلًا من موطن يصلى الهوانا

ويستباح

فسادا                    لن

تُحمى أوطان بقهر رجالها يومًا ولم تبنِ القيود بلادا

والظلم ما أرسى دعائم دولة والخوف لم يُنل

الشعوب

مُرادا                     بغداد

لو لم تستكن لمهيبها دهرًا لما هزم العدا بغداد

وكان مهيب من أسماء صدام حسين، وهذه القصيدة

كتبتها في رمضان على ما أذكر، وكان في السجن معي شخص اسمه عبد الله دك الباب، وهو

شيخ معتقل بتهم فساد، فكان قد حان أوان خروجه، فقلت له: أوصل هذه القصيدة إلى

أهلي. والرجل أوصلها لهم، فخرجت القصيدة من السجن في منتصف فترة وجودي في سجن عدرا

تقريبًا، وهذه قصة قصيدة عذرًا بني. وطبعًا فيما بعد عبد الله دك الباب كان موقفه

ضد الثورة، وحتى إنه كتب تقريرًا بي وبالشيخ معاذ، وصلنا هذا التقرير وسُرب من شخص

يعمل في الأمن، والناس كانت تكتب التقارير بخط اليد، فكان بخط يده (عبد الله دك

الباب)، ويذكر فيه أنني والشيخ معاذ متحالفان مع بعضنا، والشيخ معاذ هو الذي

أرسلني إلى "إعلان دمشق" كممثل عنه. وطبعًا كل هذا الكلام ليس له أساس

من الصحة، وحتى أثناء الثورة كنت أمشي في الطريق، ورأيت الشيخ دك الباب فتظاهر

بأنه لا يراني، فكان يخاف خوفًا شديدًا بمجرد أن تلتقي النظرات أو ألقي التحية

عليه، وما زال على حدّ علمي حتى الآن في دمشق (الشيخ عبد الله دك الباب) ولكنه هو

الذي سرب هذه القصيدة.

عندما اعتقل الأستاذ هيثم المالح كتبت فيه بعض الأبيات: إلى الشيخ الأسير الأستاذ هيثم المالح وهو يمضي عيده الثاني خلف القضبان: 

 آهٍ دمشق وأي عيد يرتجى والظلم قد

زرع القلوب نصالا 

بردى ذوى كمدًا وجفّ بهاؤه وبكى على الشيخ

الأسير فسالا 

والياسمين على العرائش غاضب إذ لا يرى بين

الرجال رجالا 

وبقاسيون مرارة مكتومة لو كان يملك أن يزول

لزال

وكنت في بداية الثورة متضايقًا من أن دمشق لم

تجارِ غيرها من المدن، سواء درعا أو حمص في ثورتها؛ لأن دمشق كانت مدينة -في بداية

الثورة- تعتبر صامتة، وطبعًا بعدها تحركت دمشق، واحتججت على هذا الصمت بهذه

القصيدة، وتوجد قصيدة كتبتها حول هذا الموضوع بالذات، وهذه آخر قصيدة كتبتها في

حياتي، فمنذ 11 عامًا حتى الآن، ولم أعد أكتب شعرًا، والتي هي: إلى دمشق عتابُ

مُحِب. 

فديتك يا دمشق ألا أصيحي لأصوات الحرائر

والكرامِ 

فإدلب تشتكي وبحمص دمع وجرح القلب في حوران

دامي

 وفي الدير المفدى نار عز وقامشلو

سمت فوق الغمامِ 

أيا شام الرسول أغض طرفي حياء حين أمشي في

الأنامِ 

أتصحو في الشآم عيون مجد وجفنك حالم بين

النيامِ 

ويعلو حولك التكبير حيًا وفيك الصمت كالموت

الزؤامِ 

أما ضاقت عليك ثياب ذل أما ملّت عيونك من ظلامِ

 أما هزتك أنّات الثكالى أما أدمتكِ

قهقهة اللئام 

صلاح الدين تحت ثراك يبكي رجالا غلّهم خوف

الحِمامِ 

تلاطمت الدماء بكل أرض فقومي لا حياة بلا قيامِ

وهذه القصيدة لدمشق وجهتها في الثامن من

(حزيران/ يونيو) 2011 وهذه آخر قصيده كتبتها إلى هذه اللحظة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/02/22

الموضوع الرئیس

أوضاع ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/73-20/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة - 2011

updatedAt

2024/08/12

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

سجن عدرا / دمشق المركزي

سجن عدرا / دمشق المركزي

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة