الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

نداء رياض الترك وافتتاحية جريدة الرأي

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00;09;08;52

الإرهاصات التي بدأت تظهر في شهر (شباط/ فبراير) 2011 على امتداد الساحة السورية تُظهر حتمية وصول "الربيع العربي" إلى سورية، وهذه الحقيقة انعكست على تجاوب المعارضة مع هذا الحدث القادم. بعض أطراف المعارضة، ومنها قيادة "إعلان دمشق" أشخاصًا وتنظيمات، ومنها حزب الشعب الديمقراطي السوري، كانت حاسمة في وصول هذا الاستحقاق إلى سورية وضرورة الانخراط به (بمسار الثورة القادمة)، ودعت الشعب السوري لهذا الانخراط، وفي الوقت نفسه، وجّهت دعوة لجميع السوريين، بما فيهم النظام وأطرافه، إلى استيعاب هذه الحقيقة بأنَّ التاريخ يقول كلمته ويجب تسهيل ولادة الانتقال الديمقراطي في سورية سلميًا. وكان هناك اتجاه آخر للمعارضة متردّد في هذا الاتجاه وقلق، ويريد أن يبقي على جسر تواصل مع النظام وبعض أطرافه، خاصةً أنَّ الصلات بدأت بين بعض أطراف النظام وبعض أطراف المعارضة.

[يمثّل الاتجاه الثاني] الذين تجمعوا في هيئة التنسيق هم: الأحزاب الكردية، وحزب العمل الشيوعي، والاتحاد الاشتراكي، وعدد من الشخصيات والمثقفين كانوا فيها. أمام هذا التباين في مواقف المعارضة أفرادًا وتنظيمات، كان هناك موقف مميز لرياض الترك، وهو أحد أعضاء اللجنة المركزية لحزب الشعب الديمقراطي السوري وأحد أعضاء الأمانة "لإعلان دمشق"، وهو شخصية وطنية سورية معروفة، كان له موقف مميز ليعلن في الوقت نفسه صورة عن موقف "إعلان دمشق" وحزب الشعب الديمقراطي، وهو شخصيًا كمناضل. في (شباط/ فبراير) 2011، وجّه رياض الترك ما يشبه النداء الوطني للشعب السوري، ويبشّر فيه السوريين بقرب موعدهم مع الحرية، ويدعوهم إلى الاستعداد والمشاركة في إطلاق الربيع العربي يقول فيه: "في سورية اليوم طيفٌ اسمه الحرية، يهيمن على كل أرجاء الوطن، ورياح التغيير التي هبّت في الأشهر الثلاثة الأخيرة على كل العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه، لا يمكن لها في النهاية إلَّا أن تطرق باب السجن السوري الكبير. فنحن لا نعيش في جزيرة منعزلة، والتاريخ لن يتوقف عند دولتنا العتيدة، التغيير آتٍ لا محالة، وسورية لم ولن تكون أبدًا الاستثناء." هذا الموقف واضح تمامًا: ننتظر حراك الشعب السوري ونحن منخرطون فيه بكل مسؤولية، ولكننا في نفس الوقت ندعو جميع السوريين إلى التعقّل والمشاركة في رسم الصفحات الناصعة لتاريخهم وإبعاد أي شبح سلبي أو سيئ عن هذا المقدور، [فقد] أصبح قدرًا أمام السوريين. 

وفي نفس الوقت، عبَّرت جريدة الرأي، وهي جريدة حزب الشعب الديمقراطي السوري، في افتتاحيتها للعدد 104 في (شباط/ فبراير) 2011، وكل ذلك استجابة لنداء الحدث القادم الذي بدأت تظهر تباشيره: "انتفاضة الشعب وُلدت من هدير مكتوم راكمته عقود من القمع والمهانة والجوع الكافر، شاخت الأنظمة العربية مع حكامها، وأغلقت الباب أمام التغيير، واستولدت شعارًا سلطانيًا ينتمي إلى العبودية والقرون الوسطى اسمه: "إلى الأبد". لغة هذا البيان واضحة لمن تتوجّه، [وتضيف الافتتاحية]: "وصلت أكاذيب النضال الوطني ومشاريع التنمية الملفّقة وإنجازات التطوير والتحديث وشعارات العدل الاجتماعي إلى نهاية كارثية -التطوير والتحديث هو شعار النظام عندما أتى بشار الأسد- تونس دراما مدهشة، والتاريخ يُصنع في برّ مصر. عملية التغيير الديمقراطي قد بدأت، وها هي الشعوب تصحّح مسيرة الأوطان من جديد، وتنجز أجنداتها الخاصة بيد أبنائها ولمصلحتهم، والمطر الهاطل على أرض تونس ومصر لابدّ من أن ينعش التراب السوري أيضًا. نتوجّه إلى جميع أبناء المجتمع السوري على اختلاف انتماءاتهم، وحيثما كانت مواقعهم في النظام أو المعارضة بضرورة الإصغاء إلى صوت الشباب والهدير المكبوت لغضب الشعب وإرادته في التغيير من أجل الاستجابة لنداء التاريخ، فهل من الحكمة والواقعية أن تستمر السلطة في معاندة التاريخ والاستمرار في المعاناة؟! فالتغيير قادم قادم". 

في هذا البيان تطوّر للأمام؛ لأنَّنا بدأنا نسمع ردود فعل السلطة [قائلةً]: لا شيء سيحدث في سورية، والشعب ملتفّ حول القيادة، ولا تسمعوا لكل هذه الدعايات. في هذا البيان يتوجّه [حزب الشعب] إلى جميع السوريين للمشاركة، ويتوجّه للسلطة بأنَّ هذه الأساليب لا تنفع؛ لأنها من الماضي، وهناك تاريخ يفتح صفحة جديدة لشعبنا في سياق الشعوب العربية الأخرى. وها هو أحرز انتصارًا في تونس ومصر، حيث رحل الرئيسان التونسي والمصري بفضل هذا الحراك الشعبي، وبدأت العملية المشابهة في ليبيا، وكأنَّ هذا الإيقاع السياسي الذي يعبّر عنه السياسيون أفرادًا وتنظيمات يستشعر بدقَّة أنَّ السوريين يحضّرون للمظاهرات، ولكن بصدق لم يكن هناك أي معلومات لدى هذه الأحزاب عن إعداد لمثل هذه المظاهرات، ولم يكن لها دور في هذا الإعداد، ولكنَّها كانت تستشعر في أوساط الشباب السوري رغبة للاستجابة الحقيقية لنداء ومتطلبات الربيع العربي القادمة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/07/21

الموضوع الرئیس

الحراك السياسي في بداية الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/56-06/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

باريس

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2/2011

updatedAt

2024/08/09

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

حزب الشعب الديمقراطي السوري

حزب الشعب الديمقراطي السوري

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

حزب العمل الشيوعي في سوريا

حزب العمل الشيوعي في سوريا

حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية

حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية

جريدة الرأي

جريدة الرأي

الشهادات المرتبطة