الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الفعل الشبابي في الثورة وإرهاصاتها، وترهيب النظام للسياسيين الجذريين

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00;09;27;09

الحدث الذي جرى في مصر كان كذلك، ونريد أن يكون هناك من يخترق هذا السدّ في الوضع السوري، السياسة غير قادرة والشباب وحدهم من يخترقون، صار الفعل واضحًا فعلى الساحات الأخرى هو فعل شبابي، وفي الوضع لدينا، أصبح السياسيون يترددون، فما هو الأمل؟ الأمل في المجتمع. فأنا ابن حزب (حزب الشعب الديمقراطي السوري)، وحزبنا ليس قليلًا، وليس ذلك فقط، إذا أردت أن تتحدث عن الانخراط في الثورة فلم ينخرط أحد قبلنا، ومع ذلك لا يوجد ادّعاء أبدًا بأن هناك أحزابَا كان لها دور حتى في مظاهرة وحتى في فعل، فهذه القضية مهمة جدًا ليبقى الموضوع فعلًا شعبيًا واجتماعيًا. 

 بعد أن حسمت أطراف من المعارضة موقفها من القادم في سورية واستعدادها لاستقباله والمشاركة فيه، ودعت لعقلنته واستمراره سلميًا، توجّهت وسائل الإعلام باتجاهنا، وبدأت التواصل معنا للاستفسار حول هذا الموقف، وفي ذلك الوقت عبرنا عن هذه المواقف التي نعتقد أنَّها ضرورية لمواجهة الاستحقاق القادم والذي أصبحنا متأكدين من قدومه. وكانت هناك محطة أورينت وبردى والمستقلة من لندن و"البي بي سي" أيضًا و"الحرة" و"الجزيرة" أيضًا، وكنا من بيوتنا نعلن مواقفنا التي تعبّر وتكون صدى لهذه البيانات بهذا الشكل أو ذاك. وفعلًا كان النظام معنيًا في ذلك الوقت في تحصين نفسه وعدم إظهار وجهه القمعي، وأذكر في بعض المرات بدؤوا يخوِّفونا من هذا الظهور، فكان هناك نوع من الترهيب للسياسيين الذين لديهم هذا الموقف الجذري والمؤثّر، وبالنسبة لنا، كان استعدادنا قاطعًا وموقفنا في هذا الشكل لا عودة عنه. 

السوريون أصبحوا في شهر (آذار/ مارس) [2011] ينتظرون حدثًا، والسياسيون يحضّرون أنفسهم لحدثٍ ما، وكانت مفاجأة سارة للجميع مظاهرة 15 (آذار/ مارس) من الجامع الأموي وداخل سوق الحميدية، ولم يكن أحد يتوقع أن يكون من هذا المكان وفي هذا الوقت هذه الخطوة. وكانت مثل مظاهرة اختبارية وتشكّل بداية البدايات، وعندما نُشِر الفيديو كان اللافت للنظر أنَّها أصوات شباب، وشباب متنوعو الانتماءات من مختلف مكونات الشعب السوري فيهم: العلوي والدرزي والكردي والعربي، وفيهم من أبناء المدينة من دمشق، وفيهم من الأرياف والأطراف والمدن الأخرى، وكانت عملية اختبارية لتفتح هذا الباب، وتقول: نعم، الشباب السوري يحلم ويريد ويستطيع أن ينزل إلى الشارع ولو كانت الكلفة كبيرة. في الحقيقة، كانت المظاهرة متواضعة، ولكن شعاراتها كانت هامة لأنَّها وطنية، وكانت شعاراتها: "الشعب السوري ما بينذل" و"حرية حرية". وكان الهتاف في سوق الحميدية: "حرية حرية"، وهذا تعبير أنَّها لم تكن منظمة كثيرًا، ولم تكن فيها يد سياسية، هم مجرد شباب يريدون الانخراط وأن يحققوا دورهم في إطار "الربيع العربي" في بلدهم وشوارع مدينتهم. لم يستطيعوا أن يصلوا إلى آخر سوق الحميدية، وعند مفارق الحريقة كان الأمن (أمن النظام) قد دخل، وكانوا أعدادًا صغيرة، اعتقلهم، ولكن وصل صوت هذه المبادرة إلى السوريين، وكان صوتًا مهمًا، والعديد من السوريين، ومعظم السوريين يؤرخون بداية الثورة السورية من [مظاهرة] 15 آذار؛ لأنَّهم يعطون دورًا مهمًا لهؤلاء الشباب الذين قاموا بهذه العملية في قلب العاصمة ومن قلب أحيائها التجارية، ومن جامعها الأموي، ينادون بالحرية تجاوبًا مع الشباب العربي في بقية العواصم. 

كنا نريد أن نعرف مصير هؤلاء [الشباب]، وهل يا ترى هناك أحد وراءهم؟ فهناك ضوء خرج، ولدينا حرص كي نرعاه، ونرى كيف سيستمر. 

الإرهاصات (إرهاصات الثورة) أظهرت جديتّها وصدقها، وبدأ الحراك، وبدأت كرة الثلج تتدحرج، وينتقل الشارع السوري والنشطاء والسياسيون السوريون من فاعلية إلى فاعلية. وفي اليوم الثاني من مظاهرة سوق الحميدية، حصل اعتصام في16 (آذار/ مارس) 2011 في قلب ساحة المرجة وأمام مبنى وزارة الداخلية، وقام بهذا الاعتصام العشرات من النشطاء السياسيين والمفكرين والمثقفين، وأمام باب وزارة الداخلية المسؤولة والتي هي أداة القمع والاعتقال الذي حصل، وكان عدد كبير من الحاضرين سيدات، وكان عدد كبير من المحامين، وهتفوا، وكانت المفاجأة للنظام كبيرة؛ لأنَّ الجرأة وصلت إلى أبواب السلطات حيث القمع يختزن طاقته، والشعب يقتحم هذه الأماكن التي هي معاقل للسلطة! والأمن اقتحم هذه المظاهرة، واشتبك مع بعض الناس، وأهان بعض السيدات وبعض الأشخاص، وأذكر من الأشخاص الحاضرين في ذلك المشهد: السيدة سهير الأتاسي، والدكتور طيب تيزيني، وعدد من النشطاء السياسيين والمحامين والمحاميات، وجرى اعتقالهم لمدة وجيزة، ولكن ذعر النظام مما يمكن أن يتبع هذا الحدث كان كبيرًا، ففعل النشاط السوري باتجاه الحريات والذي كان مكبوتًا خلال عقود من الزمن يتمظهر الآن على أبواب السلطة وفي حصونها، وكان مؤشرًا كبيرًا لما يمكن أن تفعله السلطة وما يمكن أن تتعرّض له من الحراك الشعبي القادم. 

بدأنا نفكر أنَّ هناك شيئًا سيحصل، وأمران حصلا وراء بعضهما من أشخاص خارج أطر النظم السياسية، فلم يكن "إعلان دمشق" أو حزبنا موجودًا في 16 (آذار/ مارس) كما هو الحال في 15 (آذار/ مارس)، وهناك حراك شعبي وصل.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/07/21

الموضوع الرئیس

إرهاصات الثورة السورية

كود الشهادة

SMI/OH/56-07/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

باريس

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2-3/2011

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-المرجةمحافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة دمشق-الحميدية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حزب الشعب الديمقراطي السوري

حزب الشعب الديمقراطي السوري

قناة الجزيرة

قناة الجزيرة

وزارة الداخلية - النظام

وزارة الداخلية - النظام

قناة أورينت / المشرق

قناة أورينت / المشرق

قناة المستقلة

قناة المستقلة

قناة ال BBC

قناة ال BBC

قناة الحرة

قناة الحرة

قناة بردى الفضائية

قناة بردى الفضائية

الشهادات المرتبطة