الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

إعلان موقف حزب الشعب وإعلان دمشق من جرائم نظام الأسد ونهجه الطائفي"

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00;12;32;36

كان هذا الحراك في 25 (آذار/مارس) واسعًا جدًا، وتكرر في أكثر من مكان، وبعد أن عدنا من الكسوة بدأنا نشاهد الفيديوهات التي أتت من بانياس واللاذقية بالذات، ومن حمص أيضًا، "فالربيع العربي" وصل، وبدأ يزرع بذوره في كل الأنحاء السورية. والآن نحن أمام واقعة جديدة، وهذه الواقعة الجديدة هي تكرار لهدر الدماء السورية بيد النظام، وأنَّ المظاهرات السلمية التي يقوم بها السوريون من أجل حريتهم وكرامتهم وهي الهدف، تُقابل بالرصاص المباشر والرصاص فقط، وهذا مهما كان الشخص من الناحية السياسية متشائمًا، لم يكن لدينا تصور أنَّه بهذا الاستسهال يمكن للسلطات السورية أن تقتل الناس مباشرة، لكننا الآن أمام الحقيقة فكان لابد من مواقف سياسية تواجه هذا الواقع الجديد. 

من المواقف السياسية التي كانت بارزة لرصد هذا العنف العاري الذي تقوم به السلطة، كان العنوان لافتتاحية جريدة الرأي لحزب الشعب الديمقراطي السوري في افتتاحية العدد 30 (آذار/ مارس) 2011، كان عنوانها: "الدم السوري ثقيل على أعناق القتلة"، فهناك انحياز غير طبيعي وغير محدود إلى السوريين، وخاصًة في محنة إهراق دمائهم. قالت الافتتاحية فيما يشبه الاستشراف للمستقبل والتحذير من نتائج ما حصل في درعا: "إنَّ المغامرة التي ارتُكبت في زجّ الجيش في أعمال القمع تنطوي على مخاطر فعلية على الجيش والشعب والوطن"، وفعلًا، لم يطل الوقت حتى لاحظ السوريون كلهم مخاطر استخدام السلاح في مواجهة الشعب، ومخاطره على الجيش بالذات وعلى الشعب وعلى الوطن. [وأضافت الافتتاحية]: "يمكن أن تأثر [تلك المغامرة] على تماسكه وانضباطه وروحه المعنوية"، وطبعًا ظهر ذلك فيما بعد عبر ظاهرة الانشقاقات، و"لأنَّه يُزج في مهمة ليست من مهامه (الجيش)، كما يمكن أن تؤذي الوحدة الوطنية للشعب، كما يُخشى أن تطال عقابيلها السلبية بنيتنا الوطنية". وأضافت [الافتتاحية]: "المطالب التي عبّرت عنها تحركات الشباب السوري بسيطة وطبيعية، ويُستغرب أن يقف ضدها أحد، وهي لا تستدعي مواجهات وصدامات؛ لأنها تتمّ ضمن احترام سيادة الدولة وقيم المجتمع، ولمصلحة جميع المواطنين. يتوجّب عدم التعرّض للمتظاهرين، بل تأمين الحماية لهم سواء كانوا مؤيدين للسلطة أو معارضين لها، فهذا حق دستوري يجب توفيره للجميع"، ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود؟! نحن نحذِّر من مخاطر استخدام السلاح وهذا الاستسهال في هدر دم السوريين، وأنَّ المخاطر ستصل إلى المؤسسة العسكرية نفسها، وهذا ما حدث سريعًا، لكن النظام لا يُبدي أي حرص، ليس فقط على الشعب وإنَّما على الدولة ومؤسساتها وعلى ذراعه العسكري [المتمثل] في الجيش الوطني في الوقت نفسه. و"إعلان دمشق" كان له موقف أيضًا بعد هذه الوقائع التي تكررت في العديد من المدن السورية. 

ترافقت مع نهاية آذار ومع هذه الحملات والقتل الذي تكرر في أكثر من مكان، دعايات تتحدث بها السلطة وأطرافها أنَّهم سيغيرون و"الرئيس" (بشار الأسد) سيخطب قريبًا، وهناك إجراءات أخرى ووقف لهذا الاستسهال في قمع الناس، ولكن بالنسبة لنا كسياسيين هذا الموضوع لم يلقَ لدينا أذنًا صاغية لأنه كان واضحًا لدينا أنَّ هناك فريقًا من النظام مدعومًا من الطرف الإيراني، لا يتوانى عن استخدام كل أنواع العنف في مواجهة الشعب؛ ولذلك أي كلام كان خديعة، وكانت في وقتها قد بدأت دعاية بأنَّ هناك وفودًا تأتي إلى القصر الجمهوري لتبحث، وهناك وفد من درعا قد ذهب، وكل ذلك للتعمية على الشيء الحقيقي، والشيء الحقيقي أن النظام كان معنيًا بالدرجة الأولى بإسكات هذا الصوت الذي انطلق، ولكن في المقابل أيضًا الصوت انطلق ولا عودة إلى الوراء. 

الفئوية والخط الطائفي للنظام بالنسبة لنا كان واضحًا جدًا، وزاد أكثر من أحداث درعا حيث خرجت مستشارة الرئيس (بثينة شعبان) مباشرة وبدأت تتهم بالطائفية، ولم يكن هناك أي أثر لذلك، وبدأت تتهم بالنهج الطائفي والنهج الإرهابي والتسليح، وهذا الموضوع غير موجود بأي شكل من الأشكال، فواضح ما يخبئه النظام، واتضح أكثر فأكثر فيما بعد أن أحد أطراف النظام الأساسية كان يعمل على الوتر الإيراني. 

"إعلان دمشق" أيضًا كان له موقف من هذا الوضع المتفجر في البلاد، [حيث قال] في بيانه في بداية شهر (نيسان/ أبريل) 2011: "خيار النظام الوحيد حتى الآن في مواجهة مطالب الشعب هو الخيار الأمني والقتل المتعمد"، فبالنسبة لنا لا حيادية في توصيف الأشياء، وبالنسبة لنا هو واضح جدًا أن هناك خيار أمني وليس لديه (لدى النظام) أي خيار آخر، وهناك قتل متعمد للناس. و[يضيف البيان]: "هذه الحرب غير المبررة على الشعب السوري يواكبها النظام بحرب إعلامية شرسة مليئة بالأكاذيب وتشويه الحقائق، ولفت النظر إلى تأجيج واستنفار المشاعر الطائفية المرفوضة بطريقة استعراضية"، إذًا التقط"إعلان دمشق" هذه العملية بأن هناك رميًا للتهمة الطائفية والثوب الطائفي على الحراك الشعبي والثورة في الوقت الذي كان المحرك الأساسي للنظام هو النهج الطائفي. 

[ويقول البيان]: "يدعو "الإعلان" الشعب السوري بكل فئاته إلى توسيع دائرة المشاركة والفاعلية في الحراك الذي تشهده سورية، كلّ في أماكن تواجده، وأن يدعم حركة الشباب بكل ما هو ممكن". [ففي] "الإعلان" (إعلان دمشق) دخلنا مع الشعب السوري في الصراع من أجل الحرية والكرامة، و[كان بيان الإعلان] يدعو بشكل صريح وواضح للانخراط بهذه العملية. "ويؤكد "الإعلان" الحرص على سلمية الحراك مهما بلغت درجة العنف التي يمارسها النظام، والحرص على الممتلكات العامة والخاصة، ونبذ الانقسام، وتأكيد الوحدة الوطنية". 

أما عن السلمية فقد بذل الشباب السوري أكثر مما يمكن تحمّله بالحفاظ عليها، وفي النشاطات التي جرت في المدن الأخرى وفي الفترة اللاحقة هناك أمثلة كبيرة عليها، وأمَّا عن الحرص على الممتلكات العامة والخاصة فلا شيء يشبه ثورة السوريين، فلم يسجّل أحد أي اعتداء على مؤسسة حكومية أو على دكان خاص أو شركة أيًا كان نوعها، وكان هناك احترام لدرجة القدسية، وموضوع الوحدة الوطنية وعدم الانقسام بُذِلت كل الجهود من أجله. إذًا بالنسبة "لإعلان دمشق"، كان واضعًا نفسه كجزء من هذا الحراك الثوري، ويسمح لنفسه أن يقول ما هو المناسب لتبقى ثورتنا قادمة وتذهب نحو الانتصار.

وهنا لا بد أن ألفت [الأنظار] إلى أغنية: "يا حيف" التي ظهرت في 28 (آذار/ مارس) [2011] وفي قلب هذا الحراك، للفنان السوري سميح شقير، فبالإضافة إلى سرعة استجابتها لحاجة الشباب السوري، كانت معبّرة عن عمق الثورة وروحها بشكل كبير. حين تقول: "يا حيف" [فمعنى ذلك] أنَّ أهلنا وجيشنا الذي كنا نستأمنه أصبح يقتلنا، ثم رُفع الشعار السياسي الكبير منذ وقت مبكّر وفي الأيام الأولى: "اللي بيقتل شعبه خاين"، وهذا صوت ليس سياسيًا، ولكنه صوت وطني، والسياسة تقتدي به، وكان للانتشار السريع لهذه الأغنية في كل المدن دور مهم، وخاصة أنَّها صادرة تأليفًا وتلحينًا وغناءً من أحد أبناء مدينة السويداء.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/07/21

الموضوع الرئیس

الحراك السلميالحراك السياسي في بداية الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/56-11/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

باريس

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

3-4/2011

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة السويداء-مدينة السويداءمحافظة درعا-مدينة درعامحافظة حمص-مدينة حمصمحافظة اللاذقية-مدينة اللاذقيةمحافظة طرطوس-مدينة بانياس

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

حزب الشعب الديمقراطي السوري

حزب الشعب الديمقراطي السوري

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

جريدة الرأي

جريدة الرأي

الشهادات المرتبطة