الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اقتحام مدينة قطنا والاعتقال الثاني خلال الثورة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00;08;57;30

أخيرًا، أُدرجت المدينة (مدينة قطنا) على قائمة الاقتحام، ففي 16 (تموز/ يوليو) [2011]، شاهد الناس بعد الظهر طوابير المدرعات والدبابات وناقلات الجند على مدخل المدينة من الشرق، وكذلك على طريق المعسكرات باتجاه الشمال، وهي جاهزة للدخول. وفعلًا بعد الظهر، فوجئت المدينة بدخول المدرعات، وكانت جاهزة لذلك، وفيها شبه منع تجول اختياري للناس؛ لأنَّ الاقتحام أصبح بحكم المؤكد، وهناك قوائم بيد أجهزة الأمن للاعتقال وبنادق بيد العساكر والجنود للتهديد بها، وهذه الحملة كلها بقيادة اللواء رستم غزالي من فرع المنطقة، والمدرعات تمركزت في ساحات المدينة وناقلات الجند في الشوارع، وبدؤوا يمشطون المدينة من أولها من الجهة الشرقية باتجاه الغرب، ويعتقلون المعتقلين (المطلوبين)، وفي كل بيت، بدؤوا يسألون: أين تخبئون جورج صبرة؟ أين جورج صبرة؟ فيقولون: في بيته. لكن تكرار هذه العملية كان واضحًا بأن هناك نوعًا من إثارة الرعب في المدينة. وخلال ثلاثة أيام، بقي هذا الوضع، واعتقلوا المئات من شباب المدينة، كانوا يأخذونهم، وأنا جهّزت نفسي للاعتقال؛ لأنَّ الوضع طبيعي تمامًا، وضّبت حقيبتي، ووضعتها خلف الباب، وهي جاهزة عندما يطلبونني، وكنا في نفس الوقت متابعين اتصالاتنا مع الإعلام، ونتكلم ماذا يجري. وفي اليوم الرابع في 20 (19 تموز/ يوليو 2011 - المحرر) بالذات، اتصلت بي محطة أورينت فقلت لها: انتهى الاقتحام. وفعلًا، بدأت الدبابات تنسحب من المدينة، ولم يطرق أحد باب منزلي، والمخابرات والجيش يمرون، ولم يطرقوا باب منزلي، ويبدو أنَّ الاقتحام انتهى ولبَّى ما يريدونه. ولكن المفاجأة كانت أنه في منتصف الليل تمامًا أتى على ما يبدو قرار اعتقالي، وببساطة استيقظت، وهم يطرقون الأبواب بشكل لا يبدو أنه من أجل اعتقال شخص، ولكنهم قادمون ليقتحموا وكرًا إرهابيًا كبيرًا مخيفًا، فهناك عشرات السيارات ومئات الجنود، وأغلقوا الحارة كلها من كل الجهات وبشكل استعراضي متعمّد لإخافة الآخرين، وكان جيراني في الشوارع المجاورة يزيحون طرف الستائر من الداخل كي ينظروا فقط؛ لأن الوضع كان حاسمًا، وممنوع أن يطلّ أحد [من النافذة]، أو يخرج، والناس يدخلون إلى منازلهم، وكانت محاولة إرعاب للمدينة كلها. ورُنّ الجرس، وخرجت، وقالوا: هل أنت جورج صبرة؟ قلت: نعم. وقلت: سأرتدي ملابسي فقط. لأنني كنت بملابس النوم (الشورت والقميص). فقالوا لي: لا، تعال معنا هكذا فذلك أفضل. وأخذوني حافيًا وبالشورت (سروال قصير)، وعندما خرجت ورأيت هذا المشهد استغربت كثيرًا وأنا متعوَّد على هذه الاعتقالات، ولكن هذا الشكل الاستعراضي له هدف واضح بذاته، طبعًا أُخذت إلى مفرزة الأمن العسكري، وهي تبعد عن منزلي 200 م، وهناك استقبلني رئيس المفرزة واسمه عيسى، وهو عقيد، وكان جالسًا يتعشَّى، فترك عشاءه، وقام لمواجهتي حين أتيت، وصرخ بصوته العالي: منذ زمن وأنا أنتظر هذه اللحظة. وفعلًا، أُخضعت لعملية انتقام دنيء مباشرة، ونمت في تلك الليلة في القبو في المفرزة في قطنا، وفي اليوم التالي، رُحّلت إلى دمشق إلى فرع المنطقة الذي يرأسه اللواء رستم غزالي. 

رئيس المفرزة واجهني بانتقام؛ لأنَّه كان يلاحظ دوري الشخصي ودور الثورة خلال الأشهر الماضية في المدينة وعجزه عن فعل أي شيء، لذلك عبّر عن شهوته بأنَّه ينتظر هذه اللحظة منذ زمن، وأُخضعت لتعذيب مباشر أدى إلى جرح في ذراعي، ولاتزال حتى الآن آثاره موجودة وبدون أن يعالجوه، لذلك بقيت آثاره لأنه تفاعل مع الزمن، وكان ذراعاي مربوطين للخلف، ونمت طوال الليل لساعات طويلة وأنا مقيد الذراعين ومرميّ على جانبي في الزنزانة، و[كانوا يضربونني] بالكرباج وبأيديهم وبأرجلهم، وواضح أنَّ اعتقالي الأول الذي كان في 10 (نيسان/ أبريل) [2011] لم أتعرّض فيه لأي إساءة لفظية أو جسدية، ولكن هنا توجد إساءة فاحشة بالألفاظ، وهناك اعتداء جسدي واضح، وكانت [الألفاظ] سبًا وإهانات فقط، فهم كانوا مقهورين؛ لأنَّ هناك أحدًا يلعب دورًا وهم غير قادرين أن يقتربوا منه. وفي فرع المنطقة وهو فرع كبير، كان هناك المئات من شباب قطنا، والتحقت بهم، وبمجرد أن دخلت إلى الفرع - هذه هي أول مرة أُسجن فيها في ذلك الفرع- وبعد أن سجّلوا المعلومات قال لشاب يقف معه: خذه إلى مهجع رقم كذا. وكنت أمرّ في ممرات تحت الأرض، وفي أحد الممرات، وبينما كنت أنزل وراء هذا الشاب وهو أمامي (هذا الشاب)، فإذا به يقف ويعود إليَّ بسرعة، ويمسك بيدي ويقوم بتقبيل يداي، ويقول: يا أستاذ، نحن نحبك، وأنا من الكسوة وأعرفك، وليحفظك الله ويطيل في عمرك. وأنا دُهشت، فقد كنت أظن أنَّه من العاملين في فرع الأمن، وإذا به من المعتقلين، ويقومون بتشغيل المعتقلين، فبسبب كثرة الحملات صاروا يأخذون من الشباب المعتقلين ويقومون بتشغيلهم في تلك الخدمات.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/07/23

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/56-34/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

باريس

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

7/2011

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة ريف دمشق-مدينة قطنا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

قناة أورينت / المشرق

قناة أورينت / المشرق

فرع المنطقة في دمشق

فرع المنطقة في دمشق

الأمن العسكري في قطنا

الأمن العسكري في قطنا

الشهادات المرتبطة