الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التحضير لمظاهرة جمعة العزة في اللاذقية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:43:05

أعتقد أن أحداث درعا كانت مرحلة مفصلية على المستوى الشخصي، فالذي حصل فيها جعلنا نفكر بأننا الآن أمام واجب، وطبعًا الأمن في هذه الحقبة لم يتركنا أبدًا، وكل عدة أيام -وخصوصًا عندما بدأت الثورة في تونس ومصر- أصبح الأمن ملازمًا لنا، ففي اليوم الذي لا يطلبني إلى الفرع فإنه يطرق باب منزلي، ويجلس معك، وبكل وقاحة يقول لك: أحضر لي القهوة والشاي، وأنا أريد الدردشة معك. وبدؤوا يحاولون أن يفهموا منا: هل يوجد شيء في بالكم؟ هل أنتم تقررون شيئًا؟ وهل تريدون فعل شيء؟ وهل ستتحركون؟ وهناك تهديد مبطن، وأنكم إذا فكرتهم في شيء فنحن متيقظون وقبل أسبوع من انطلاق أول مظاهرة في محافظة اللاذقية، جعلوني أكتب تعهدًا بأنه إذا حصل شيء فأنا لن أشارك فيه، مع أنه كان لديهم شبه يقين بأنه لن يحصل شيء.

في أحداث درعا وعلى المستوى الشخصي، قررت أن أفعل شيئًا، وجمعت مجموعة الأصدقاء في مشروع الصليبة، وقلنا: هناك واجب يجب علينا القيام به، وكيف ذلك؟ لا نعرف، ولكن يجب أن نخطو خطوات، ونناصر أهلنا في درعا، ويجب أن يكون لمحافظة اللاذقية بصمة في هذا الحدث. وكنا ننتظر جمعة العزة، يوم 25 آذار/ مارس 2011 وبدأنا نفكر بما يمكننا أن نفعله، وسقف الطموح في ذلك الوقت أننا سنصلي الجمعة، وبعد خروجنا من المسجد سوف نصرخ: الله أكبر. والأمن سوف يعتقلنا، ولكن كان يجب أن يكون هناك شاب من ضمن المجموعة يقف من بعيد، ويوثق، ويصور الحدث، وينشره عبر الإعلام، وهذا كان سقف الطموح؛ حتى نوجه رسالة إلى باقي المحافظات، وخصوصًا أهلنا في درعا، أننا فعلنا شيئًا، ونحن لم نبق صامتين، وعلينا دور قمنا به كشباب؛ لأنه كان مؤلمًا جدًا بالنسبة لنا أن تحسب محافظة اللاذقية على النظام، ونحن حتى الآن مصرين على أن محافظة اللاذقية غير محسوبة على النظام، والنظام اشتغل، وكان هناك عمليات تغيير ديموغرافي داخل المحافظة قبل الثورة (قبل 30 سنة) بدأ فيها النظام يجري تغييرًا ديموغرافيًا، ويقوم بإدخال الموالين والأتباع والطائفة الخاصة به باتجاه أحياء أهل السنة والجماعة في محافظة اللاذقية.

معظم المجموعة من أبناء المعتقلين أو أشقاء المعتقلين، ويمكنني ذكر اسم واحد من بينهم على اعتبار أنه استشهد تحت التعذيب فيما بعد، وهو الشهيد ياسر الراعي، وهو من أجمل وأصدق الشباب الذين شاركونا هذه المسيرة، وهناك آخرون، البعض منهم لسبب أو لآخر حتى الآن لا يزال موجودًا داخل مدينة اللاذقية، ولا يوجد لديه نشاط، ولكنه موجود، ويوجد شباب غادروا، وشاركوا فيما بعد، وكانوا جزءًا من حملة السلاح، ومنهم هاجر باتجاه أوروبا، فلم يبق الوضع على حاله بعد 10 سنوات.

الذي دعا إلى الاجتماع هو أنا بالتأكيد، على اعتبار أنني كنت دائمًا المحرض في مجموعة العمل، وتحدثت مع الشباب، وقلت لهم: يجب علينا الاجتماع، ويجب علينا أن نفعل شيئًا. وهم كانوا جاهزين ولديهم حماس كبير، وأنت تتابع الإعلام والتلفزيون وترى المشاهد، أولًا- هناك شيء مرعب يحصل في درعا، وثانيًا- نحن في الأصل لدينا موقف ضد النظام. وثالثًا- نحن نرى في "الربيع العربي" فرصة كبيرة؛ وبالتالي "الربيع العربي" يجب أن يمتد إلى سورية، ويجب أن يكون للسوريين محاولة حتى يأخذوا حريتهم، ويقتنصوا الفرصة. 

واجتمعنا في منزلي، وبدأنا بالتفكير في دورنا ومشاركتنا، وقررنا، وكنا محتارين، وهل ستكون المشاركة من المسجد الموجود في حينا؟ وبدأنا نقيّم، وهل أهل المنطقة والحي سوف يشاركون؟ وكانت أغلب الآراء ترفض، ويقولون: هؤلاء الناس من غير الممكن، بشكل أو بآخر محافظة اللاذقية ومعظم سكانها غير الموظفين مرتبطون مع السلطة بعمل ما، وبالتالي الجميع لديه حسابات، والمشاركة في الثورة ضد النظام لها ضريبة وتبعات، وبدأنا نفكر: هل عائلات مشروع صليبة والكورنيش والطابيات، وهذه المناطق ستشارك؟ والتقييم بأن الغالبية لن يكون لهم مشاركة، ويجب أن تكون زمام المبادرة في يدنا، وربما مشهد اعتقالنا، ونحن نعرف كيف سيتحرك الأمن، وسوف ندخل إلى الجامع، ونصرخ: "الله أكبر". وسيأتي الأمن، ويضربنا، وسوف يضعوننا في السيارات. وهذا المشهد كنا نريد توثيقه من خلال صديقنا، وأنت يجب أن يكون معك هاتف، وتقوم بالتصوير، وهذا المشهد بمجرد انتشاره فمن المؤكد سوف يكون هناك رد فعل، ويجب على الشارع التحرك، ونحن هكذا كنا نفكر، وقررنا الانطلاق، واخترنا جامعًا بين مناطقنا وبالقرب من قصر المحافظ وبين مناطقنا والمناطق الشعبية، وكان عندنا أمل أكثر أن مناطق الأحياء الشعبية دوافعها أكثر لعدة أسباب، واخترنا جامع خالد بن الوليد كأول مسجد يجب علينا الانطلاق منه. ويوم الجمعة (جمعة العزة) 25 آذار/ مارس 2011 في الساعة 9:00 صباحًا، جاء إليّ عناصر من فرع الأمن السياسي، فقالوا: أين ستصلي اليوم يا مصطفى؟ فقلت لهم: في مسجد البيرقدار القريب من منزلي في مشروع صليبة. فقالوا: نحن سوف نكون حولك. وطبعًا، هنا مضت جمعة على انطلاقة الثورة في درعا وأحداث اقتحام المسجد العمري، وبالتالي الأمن أخذ استعداداته الكاملة، وأصبح جاهزًا لأي مظاهرة، وكيف سوف يتحرك؟ وكيف سيواجهها ويقمعها؟ وفعلًا، قبل أن يقترب موعد صلاة الجمعة، تكلمت مع الشباب، واتفقنا على أن أنتظر حتى اللحظة الأخيرة، وسوف أغير وجهتي من مسجد البيرقدار إلى مسجد خالد بن الوليد؛ لأنني إذا ذهبت باكرًا فأنا أعرف أن الأمن سيمشي خلفي، وكان تحرك الأمن بشكل علني والانتشار بشكل علني وبكل وقاحة، والأمن يقول للشعب السوري: أنا موجود في كل مكان. وخصوصا على أبواب المساجد.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/24

الموضوع الرئیس

إرهاصات الثورة السوريةصدى الربيع العربي في سورية

كود الشهادة

SMI/OH/61-08/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة - آذار 2011

updatedAt

2024/08/14

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-الشيخ ضاهرمحافظة اللاذقية-الصليبةمحافظة اللاذقية-مدينة اللاذقية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة