الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

زيارة محافظ اللاذقية رياض حجاب إلى اعتصام حي الصليبة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:52:20

وسعوا باتجاه خيارات ثانية، فكيف يستطيعون إخماد الثورة عبر جملة من الخطوات؟ وذكرت أنه من ضمنها كانت محاوله المؤسسة الدينية لعب دور ضاغط على المتظاهرين من أجل وقف هذه المظاهرات، وكذلك نخبة رجال الأعمال المرتبطين مع السلطة، وأضف إلى ذلك بعض المسؤولين، وكان على رأسهم...، وكانت هناك محاولة للاستفادة من سمعة الدكتور رياض حجاب على اعتبار أن الرجل كان حديث عهد باستلامه لمنصب المحافظ في اللاذقية، وبكل وضوح والحقيقة أن الرجل وخلال الأيام القليلة التي استلم فيها محافظًا كان واضحًا أنه رجل سيقدم نموذجًا مغايرًا للمحافظين الذين سبقوه من خلال الخدمات التي بدأ بها، فأذكر أنه في اليوم الأول الذي استلم محافظًا استيقظنا في اليوم الأول صباحًا، وكانت الأعمال قد بدأت في الطرقات وإعادة الإصلاح، وكانت هناك خلية نشاط وكتلة من النشاط بدأت تتحرك في مؤسسة المحافظة في اللاذقية، وبالتالي الفترة التي جلس فيها كمحافظ كان لديه قبول، والكثير من الناس الذين كانوا يطرقون بابه قبل انطلاقة الثورة بأيام، كانت هناك استجابة بخلاف المحافظين الذين سبقوه، وكان واضحًا أن هذا الرجل له قبول في محافظة اللاذقية، و استطاع الدخول إلى الصليبة حتى يلقي كلمة.

والجديد كان الواضح بالنسبة لنا بالرغم من الكلمات التي انتقاها بشكل دقيق، والرجل لم يقدم خطاب سلطة، وكان خطابه أقرب إلى الشارع السوري، ولكن المفاجئ في الأمر أن الشارع كان واعيًا إلى درجة يعرف أن السلطة ليست بيد المحافظ رياض حجاب، ورياض حجاب كان غير مسيطر على المشهد بشكل كامل، ونحن كنا مدركين لهذه الحقيقة، بمعنى أنه بعد أن القى كلمته على شرفة المنزل، وهو في الأصل لم يكن يريد أن يلقي كلمته من هذه الشرفة.

طبعًا عملية تنسيق دخول رياض حجاب إلى الاعتصام، وقد كان على رأس السلطة في محافظة اللاذقية، ولكن أريد التأكيد على أنه كان هناك وعي من الشارع بأن رياض حجاب لا يمثل السلطة؛ هناك سلطة أكبر منه موجودة في البلد وهي الأفرع الأمنية وبعض رجالات الدولة من آل الأسد، وهذا الأمر كنا ندركه، وإذا سألتني من كان رجل السلطة في ذلك الوقت فأقول: أيمن جابر، كان هو الرجل الأول وهو المتغول في كل شيء، وهذا كان واضحًا بالنسبة لنا؛ وبالتالي عملية التنسيق ودخوله إلى المنطقة تمت من خلال بعض المشايخ، وكما ذكرت المشايخ لعبوا دورًا كبيرًا، وحاولوا احتواء هذه المظاهرات والاعتصامات، وقالوا: سيأتي المحافظ حتى يرى طلباتكم، وينفذها. تباينت الآراء، والبعض كان رافضًا بشكل مطلق؛ لأننا لا نريد السلطة، وما هو الشيء الجديد الذي يمكن أن يقوله؟! ونحن كنا معتدين، ونحن ضمنيًا نعرف أن خطاب السلطة لا يوجد فيه شيء جديد، وكانت هناك شريحة واسعة ترفض دخوله بشكل مطلق، وكانت هناك شريحة ثانية تقول: دعوه يدخل، لأنه في النهاية هدفنا هو الوصول إلى اتفاق ما، وهذا الاتفاق يحقق مكاسب سياسية بالنسبة لنا. وأنا أحد الأشخاص الذين وافقت على دخوله، ويجب أن نجتمع معه ونتحدث.

بالنسبة للمشهد، وإذا سألتني: هل كانت هناك قيادة لهذا الحراك وهي التي تتخذ القرار؟ [فأقول]: لا، والمشهد لم يكن بهذا الشكل. الأمر كان عبارة عن تجمعات، بمعنى أنه كتل شبابية موجودة، وكل شاب يمون (له تأثير على) الكتلة الموجودة معه، وفي الساعات الأولى، كان تظهر دائمًا الكوادر القيادية وكانت تفرض نفسها، فبطبيعة الحال عندما يدخل الشيخ الفلاني أو المسؤول الفلاني فإنه من الواضح أنه ينبغي عليه أن يتحدث مع فلان وفلان، وهم عدة أشخاص يشكلون بشكل أو بآخر فرضوا أنفسهم إما بنشاط واضح أي بكاريزما قيادية كانت واضحة في المظاهرات وإما على الخلفية العائلية، وبالتالي الذي كان يسيطر على هذا المشهد هي بعض الشخصيات التي خلفيتها عائلية  (تعتمد على انتمائها إلى عائلة ما)، بمعنى هو ابن عائلة كذا وعائلة كذا، كانوا 4 أو 5 شخصيات، وبالمقابل كانت هناك شخصيات ثانية، وهم قادة الحراك بشكل أو بآخر، والتنسيق كان من خلالهم، مثلًا: تواصلوا مع مصطفى سيجري وفلان، واستقرؤوا الآراء وما هو الممكن، وفي النهاية، وافقنا على الدخول، وتعهدنا، وهم كانوا يسألون: هل سوف تؤذونه؟ ولكننا لا يوجد عندنا شيء حتى نؤذيه، وصحيح أن الأعداد بالآلاف، ولكن كان هناك من يحاول أن يصور المشهد من الطرف الآخر، وكأننا مجموعة من المجرمين، ولكن المشهد مختلف عن ذلك، فقلنا لهم: دعوه يتفضل أهلًا وسهلًا، والناس سوف تسمع. وكانت هناك شريحة ترفض، ولكن في النهاية صوت العقل هو الذي انتصر، ودخل رياض حجاب، ودخل معه قائد الشرطة وعدد كبير من المسؤولين، ولكن الملفت للانتباه بالنسبة لنا نحن الذين كانت لدينا تجربة سابقة أنه لم يكن مع رياض حجاب أي شخصية من الشخصيات المتنفذة في محافظة اللاذقية، فأيمن جابر غير موجود، ورؤساء الأفرع الأمنية غير موجودين، وبالتالي السؤال هو: هل كان وصول رياض حجاب من أجل أبعاد هذه الشخصيات الإشكالية، ويقدمون وجهًا جديدًا؟! هذا الأمر ممكن، ولكن هذا الوجه الجديد لا توجد لديه صلاحيات، وهو ليس صاحب القرار، وأنا لا أعرف في محافظات أخرى أن هذا المشهد قد يكون واضحًا للناس، ولكنه في محافظة اللاذقية كان واضحًا لنا، ونحن نعرف من هو المسؤول الذي عنده قرار والمسؤول الذي لا يوجد لديه قرار.

طبعًا رياض حجاب كان عنده إصرار على أنه سوف يبقى بيننا، وبعض العناصر الأمنية التي كانت تحاول... وطبعًا الأمن لعب دورًا كبيرًا جدًا في منع رياض حجاب من الدخول، وصور المشهد على أنه سيكون دمويًا، وأصرّ الدكتور رياض حجاب على أنه سوف يدخل، ورافقته قوات حفظ النظام وقائد الشرطة كان موجودًا. وعندما أحب البقاء بين المتظاهرين قالوا له: يجب عليك من أجل أمنك وسلامتك. وفي النهاية، أقنعوه[قائلين]: من أجل أن يسمعك الناس عليك الصعود إلى أحد المنازل وإلقاء كلمة من إحدى الشرفات، وتخاطب من خلالها هؤلاء الناس. وبالتالي الخطاب الذي قدمه الدكتور رياض حجاب هو خطاب منطقي، ولكن الضعف كان واضحًا، وأن الدكتور رياض حجاب أولًا- هو حديث عهد جديد، ولا توجد عنده هذه الصلاحيات. وثانيًا- السلطة الحقيقية في مكان آخر. وبالتالي هناك نقطة مهمة، لأنه دائمًا حتى بين جموع المتظاهرين يوجد أشخاص مواليون للمؤسسة الدينية، وهي مرتبطة بشكل أو بآخر بالعامل العائلي، فالشيخ فلان من عائلة كذا، وكان امتداده موجودًا، وهؤلاء الأشخاص الموجودون- لنفترض أنهم 20 أو 30 شخصًا- كان من الواضح أنهم مستعدون بشكل أو بآخر، وأنكم سوف تدعمون الموقف الفلاني، بمعنى أنه عندما ألقى الشيخ فهد الراعي كلمة عند صلاة العصر كان من الواضح أن هناك أصواتًا تخرج من بيننا، وتؤيد، وهي لا تعرف ماذا تؤيد، ولكنهم يظنون أن الناس يتماشون مع أي شعار يخرج، فعندما يقولون: "الله حي الشيخ والله يحميك لنا". فهل أنت سوف تتوقع بأن الناس سيصفقون معك، فهناك من لعب هذا الدور، ووجود الشيخ فهد الراعي، وإذا عدنا إلى الفيديوهات فأنت تشعر أن هذا الشيء موجود، وأن هناك من يحاول أن يشكل رأيًا عامًا بطريقة خبيثة، وهؤلاء الأشخاص من مريدي بعض المشايخ.

طبعًا، استمرت محاولات احتواء المظاهرات في اللاذقية من خلال بعض الشباب الذين يعتبرون من مريدي المشايخ وانخراطهم في هذا الحراك، ولكن بهدف توجيه الحراك، وهذا الشيء كان واضحًا بالنسبة لنا، وأنا لا أعرف من كانت لديه تلك النظرة بأن هؤلاء الأشخاص المتظاهرين هم جملة من الغوغائيين والشباب الذين لا يعرفون ماذا يريدون، ويستطيع أي شخص كان أن يتحكم بهم من الخلف بشكل أو بآخر؛ وبالتالي كنا نلاحظ بعض الشخصيات التي تنخرط في المظاهرة، ولكنها تدفعنا باتجاهات حتى تحقق إرادة الشيخ الفلاني والشيخ الفلاني. وهؤلاء الأشخاص حاولوا أن يلعبوا نفس الدور سواء بالكلمة التي ألقاها الدكتور رياض حجاب، وحاولوا أن يلعبوا أيضًا عندما ألقى بشار الأسد الخطاب الأول (30 آذار/ مارس) ، فأين كنا نسمع...، فعند حضور المشايخ كنا في الساحات، وعند حضور الدكتور رياض حجاب كنا في الساحات، وحتى عندما بشار الأسد ألقى كلمته كنا معتصمين في الصليبة؛ وبالتالي يوجد هناك من يحاول أن يقول: إن السلطة استجابت، أنت لصالح من تعمل؟ وهذا كان واضحًا بالنسبة لنا، وهم حاولوا، وكانوا يظنون أنه يمكنهم أن يركبوا الموجة، ويوجهون المظاهرات من الداخل، وأعتقد أن هذا في البدايات كان اجتهادًا من قبل بعض المشايخ المحسوبين على السلطة؛ لأن الأمن تعاطى معنا بطريقة أخرى، والأمن كان يحاول شيطنة المظاهرات، ولا أعتقد بأنه كان يحاول توجيهها بقدر ما أنه حاول شيطنتها، لأن الأمن فيما بعد قام بإدخال بعض الأشخاص بيننا والذين أصبحوا يسعون لأعمال تخريبية وفوضى، وهؤلاء الأشخاص لا يمكننا ضبطهم. وفي الأسبوع الأول، تصدر المشهد عدد من الشخصيات، فبدأ واضح للجميع أن فلا وفلان يديرون الحراك -باجتهادات فردية طبعًا- وبالتالي الشخص المتفق معنا ويخرج في المظاهرات متفق معنا في المستوى الاستراتيجي، في الشعارات التي نرفعها، ونحن لا نطلب شيئًا أكثر من الشيء المتفق عليه كقاعدة وكحاضنة تريد تغييرًا حقيقيًا، ولكن هناك أشخاص لا يسمعون أبدًا، ودخلوا من أجل التخريب، ولكن هذا ظهر فيما بعد.

بالعودة إلى زيارة الدكتور رياض حجاب، في هذه الفترة وبعد أن القى كلمته على شرفة المنزل، وحاول وعد الناس بشيء يمكن تحقيقه، ولكن إذا عدنا الآن إلى كلمة الدكتور رياض حجاب فإنك تشعر بأن هذا الرجل كان يعرف، ولم يرفع السقف؛ لأنه يعرف حدود صلاحياته، وبالتالي إذا سألت أي متظاهر بعد أن غادر الدكتور رياض حجاب فيقول: وماذا بعد؟ بمعنى أنه كانت هناك وعود وكلام، ولكن لا يوجد آليات تنفيذية، وهو عندما كان يقول: إذا كان لديكم معتقلين فسوف نخرجهم. ويقول: أعطونا أوراقًا وأسماء حتى نخرج المعتقلين. والشيء الذي جعل الثقة تنعدم بشكل كامل أنه بعد مغادرة أي مسؤول أو حتى أي شيخ كان هناك تعمّد القيام بتسخيف مطالب هؤلاء الناس، ومن جملة عمليات التسخيف والتزوير التي كانوا يقولونها: اجتمعنا مع المتظاهرين في الصليبة، ويريدون بيع الحبوب المخدرة في الصيدليات. ولكن هذا الكلام غير حقيقي، ويريدون في الدوري القادم أن يربح فريق حطين على تشرين، يعني كانت عملية تسخيف مقرفة مارستها السلطة، وكان هناك الكثير من القصص والكلام غير المنطقي، ويتهموننا بأن هذه هي مطالبنا. سوف أتحدت لاحقًا أنهم في الاعتقال الأول كانوا فعلًا مقتنعين بأنه عندما يسأل الشخص: ما هي الحرية التي تريدها؟ بأننا لا نعرف ما هي الحرية التي نريدها، ولا يوجد لدينا شيء حتى نقوله، ونحن فقط نصرخ: "حرية.. حرية". وهم كانوا مقتنعين بأننا بهذا الشكل، وكانوا يحاولون تصوير هذا المشهد عبر الإعلام. بالتالي انتهت زيارة الدكتور رياض حجاب بصفر آمال؛ لأننا كلنا مدركون بأن هذا الشخص جديد على المنطقة، ولا يمتلك صلاحيات حقيقية والسلطة في مكان آخر.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/25

الموضوع الرئیس

الحراك السلمياعتصام ساحة الصليبة في اللاذقية

كود الشهادة

SMI/OH/61-13/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار 2011

updatedAt

2024/08/14

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-الصليبة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة