الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تصاعد الحراك والقمع الأمني في اللاذقية بعد خطاب بشار الأسد

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:49:21

طبعًا في يوم الخطاب [30 آذار/ مارس 2011]، الجميع انتظره بحماس شديد، فكنا متوقعين بالحد الأدنى أن يكون هناك شيء جديد- فنحن لم نرفع سقف طموحنا- وأن بشار الأسد سوف يقلب الطاولة بالمعنى الإيجابي، ولكن كنا نتوقع أنه سيكون هناك شيء جديد، وفيما بعد وفي فترة الاعتقال، أحد عناصر الأمن قال لي: ليس أنتم من تضايقتم من خطاب الرئيس بشار الأسد فقط. وقال: نحن أيضًا تضايقنا، وحتى إن عنصر الأمن تجرأ، وقال لي: كنت في جلسة وشتمته بعد أن سمعت خطابه. شتمه بمعنى أنه قال: هذا الرجل سوف يملأ الدنيا بالدم، إلى أين سيأخذنا؟! وطبعًا هذا العنصر علوي وليس سنيًا، وقال: هذا الرجل إلى أين سوف يأخذنا بهذا الخطاب؟! فيجب أن نتخيل أن عناصر الأمن صُدموا بهذا الخطاب الذي تجاهل كل شيء، وتحدث وكأنه في كوكب آخر، ويجب أن نتخيل موقف الشارع بالنسبة لنا. نعم، نحن أصبنا بصدمة كبيرة، وقلنا: سوف يبدأ معركة حتى النهاية. وبشار الأسد في هذه الكلمة أعلن المعركة ضد الشعب السوري، ونحن فهمناها بهذا الشكل في محافظة اللاذقية، وقلنا: سوف نذهب بالمعركة حتى النهاية؛ لأنه يصورنا وكأننا مجموعة من المفسدين والمندسين والمجرمين وقطاع الطرق والعملاء، وهذا الشيء غير مقبول بالنسبة لنا. 

وبالتالي انطلقنا في مظاهراتنا، وحاولنا، وكان عندنا إصرار مستمر على الوصول إلى ساحة الشيخ ضاهر، كما أنه يجب علينا التوسع في حراكنا وحدود اعتصامنا، ومن غير الحكمة البقاء في مكان والجلوس فيه، ويوجد مناطق أخرى يجب الوصول إليها؛ لأنه كان يحاول أن يقول لك: إن المنطقة التي أنت موجود فيها هذه هي منطقتك، وباقي المناطق هي لي، ولكن هذا الكلام غير صحيح، وحتى الشيخ ظاهر وشارع القوتلي ومارتقلا هي مناطق للسنة، فهو أخذها، ويمنعنا من الوصول إليها. وبالتالي نحن ثبتنا مركز الاعتصام في الصليبة، ولكن أصبحت عندنا عملية المظاهرة الجوالة التي تحاول أن تحشد أكبر عدد ممكن، وتأخذ الناس، وبعدها نذهب باتجاه الصليبة، وإذا استطعنا التوسع، وكنا نحاول، وبالتالي عندما بدأت المظاهرة تكبر- والمظاهرة تضم الآلاف- كان يحاول النظام التضييق عليها، ويضع الحواجز ويكثفها، ونحن كنا نحاول فتح الطريق ما بين مركز المدينة وما بين الأحياء الشعبية. في الشارع الفاصل بين الأحياء الشعبية ومركز المدينة حصلت مجزرة أيضًا، فعندما حاولنا فتح الطرقات بيننا وبينهم وإزالة الحاجز، وطبعًا ليس بالقوة يعني ليس بقوة السلاح، وإنما بالوجود البشري والكتلة البشرية، ويجب علينا الضغط على الحواجز الأمنية؛ حتى تتم إزالتها من هنا، فهو تعامل معنا بحسم أمام هذا المشهد، وكان يطلق النار علينا. 

وفيما بعد بدأت تخرج رواية تقول: إن إطلاق النار بدأ من عندنا. ولكن في حدود مشاهدتنا ليس صحيحًا، كان إطلاق النار من الطرف الآخر، وهو بدأ بأسلوب... ففي البداية كان إطلاق النار في الهواء، وعندما يخرج صوت الرصاص فأنت لا تستطيع تحديد مكان إطلاق الرصاص. عندما دخلت إلى المعتقل فيما بعد كنت أسمع الكلام الذي يقوله عناصر الأمن، وحتى أكون منصفًا هم كانوا بالفعل مقتنعين -عناصر الأمن المتواجدون في الفرع وليس الذين يقومون بجولات، وإنما العناصر المتواجدون في الفرع- بأننا نحن من يطلق النار قناعة تامة؛ وبالتالي لا أحد يستطيع أن يقول لك أو يعطي حكمًا مطلقًا، ولكن الظاهر لنا أن الطرف الآخر بالمئات يحمل البنادق والسلاح، ويطلق الرصاص، ومشهدنا العام لا يوجد فيه شيء، وهل تريد أن تقول لي: يوجد شخص من بين آلاف المتظاهرين أخرج مسدسًا وقتل من عندك؟ وإذا افترضنا جدلًا أنه أخرج مسدسًا، وقتل من عندك، وسقط من عندك قتيلً فكيف يجب أن ترد؟! هل تقتل 100 من عندنا، وتفتح الرصاص بهذا الشكل؟! ولكن المنطق لم يكن موجودًا أبدًا، والسلطة تحاول ممارسة الإرهاب بأبشع صوره تجاهنا، وبالتالي عندما نحاول الكلام بمنطق، وعندما يهدأ المشهد...، وهذا المشهد كان يوميًا، وهذا الاحتقان والاشتباك سواء نحن نضربهم بالحجارة أوهم يردون علينا بالرصاص فهذا أصبح جزءًا من يومياتنا، وحتى الخوف لم يعد موجودًا، فالخوف من إطلاق النار قد ذهب، ولم تعد هذه الرهبة التي شعرنا بها في أول مرة أطلقوا فيها الرصاص. وفي المرة الأولى، كانت هناك رهبة، ولكن بعدها لم تعد هذه الرهبة موجودة، وبالتالي تشعر بأن هناك أطرافًا في النظام كانت تدفعنا إلى مواجهة دموية، بمعنى أنه عندما نسعى باتجاه التهدئة فإنك تشعر بأن الطرف الآخر غير جاهز للتهدئة، وهذا الأمر ألا يطرح تساؤلًا؟! ومن الذي كانت له مصلحة ألا تحصل تهدئة، وعندما تجلس مع قائد الشرطة وجهاز الشرطة بشكل عام وضباط الشرطة الذين حاولوا أخذ هذا الدور؛ لأنهم قريبون من الشارع، وكان هناك نقاش يحصل، وأنا أحد الأشخاص الذين يشاركون دائمًا في نقاشات بمعنى أنه في مناطق السيطرة المحاذية، كان عناصر الشرطة موجودين، ونحن لا نقترب من الشرطة أبدًا، بمعنى لا نجعل من الشرطة هدفًا حتى بالحجارة؛ وبالتالي عندما تأتي دوريات الأمن والتركسات (الجرافات) ويحاولون الاقتحام كانت تحصل الفوضى بهذا الشكل، ولكن في لحظات الهدوء كنت أذهب، وأناقش ضباط الشرطة، وتجد أن ضابط الشرطة لا حول لهم ولا قوة، ولا توجد عنده صلاحية للتصرف في شيء، و حتى قائد الشرطة في محافظة اللاذقية ليست عنده صلاحية، ولا يوجد أحد عنده صلاحية في أي شيء، والصلاحيات كانت في يد أجهزة الأمن، وأجهزة الأمن كانت تتبع بقرارها إلى قرار أيمن جابر، وبالتالي الاشتباك الذي أدى إلى سقوط الشهداء من عندنا هو حالة طبيعية بطبيعة الحال، ولم يكن مستغربًا، وكان هناك من يدفع بهذا الاتجاه وحصل.

دائمًا كانت أعداد المتظاهرين ضخمة، وبالتالي لا يستطيع شخص أن يقول لك: إن المشهد كله أمامي واضح. والروايات تختلف، وكان النظام يهدف دائمًا وخصوصًا في مجزره المحطة...، وعندما يسقط عدد من الشهداء كان يسيطر بالقوة العسكرية على المنطقة. فالمناطق التي لم يدخلها في هذه الفترة هي منطقة الصليبة ومشروع الصليبة، وكانت تبقى في يدنا، ولكن منطقة المحطة تحديدًا، وهذه المنطقة بعد أن حصل فيها إطلاق النار وعدد كبير من الشهداء انسحب عدد كبير من الشباب باتجاه صليبة ومشروع الصليبة، وجثث الشهداء بقيت في المنطقة، والروايات تعددت حول أعداد الشهداء ومصير جثث الشهداء، والمعلومة التي تصل إلى حد اليقين بأن النظام أدخل سيارات القمامة، وجمع جثث الشهداء، وطحنهم في هذه السيارات، بمعنى أنه جمعهم مثل القمامة من الطرقات، وقام بتنظيف الطرقات، وعندما استيقظ الناس لم يروا شيئًا، وهذا هو المشهد العام، ولا يوجد عندي تفاصيل أكثر.

في جمعة الشهداء 1 نيسان/ إبريل 2011، كان عندنا إصرار واضح على أن نغلب الخطاب الوطني، وبدأنا نشعر أنه يجب علينا قطع الطريق على النظام حتى لا يأخذنا باتجاه الخطاب الطائفي وفصل المنطقة إلى منطقتين والمدينة إلى مدينتين (مناطق للعلوية ومناطق للسنة)، وبإمكاننا العودة إلى الفيديوهات لنرى أنه كان من أهم الشعارات التي أُطلقت في هذا اليوم هي: "سنة وعلوية.. إسلام ومسيحية". وكنا نحاول تقديم هذا الخطاب والحفاظ على السلمية، ولكن في المقابل لم تكن هناك أي استجابة من الطرف الآخر، والمشهد الذي حصل في ذلك اليوم من مظاهرات وحراك لم يكن مختلفًا عن الأيام السابقة، لم يكن هناك شيء مستجد.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/25

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في اللاذقيةانتهاكات النظام في اللاذقية

كود الشهادة

SMI/OH/61-16/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار- نيسان 2011

updatedAt

2024/08/14

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-الشيخ ضاهرمحافظة اللاذقية-مشروع الصليبةمحافظة اللاذقية-الصليبة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة