تفاصيل البدء باعتصام ساحة العُلبي في اللاذقية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:10:41:05
طبعًا حاول النظام أن يفض اعتصام الصليبة، ولكن عبر أدوات جديدة وهي الضغط من قبل كبرى العوائل الموجودة في محافظة اللاذقية والذهاب باتجاه فتح الطرقات بشكل كامل، وإنهاء ما يسمى حالة التمرد كما كان ينظر لها النظام، وبكل أسف، بعض المشايخ والعوائل لعبوا هذا الدور، وتمت الاستجابة من خلال الضغط، فبعض العوائل في منطقة الصليبة أخذوا يطالبون بإنهاء الاعتصام في منطقتهم (منطقة الصليبة)، يجب إنهاء الاعتصام، وبدأت المشاكل الداخلية والنظام والمؤسسة الدينية وبعض المشايخ لعبوا هذا الدور بشكل سيئ، وفعلًا استطاعوا.. وطالما أن الخلاف بدأ داخل أبناء الصليبة في منطقة الصليبة؛ فبالتالي أبناء الأحياء الثانية غير قادرين على أن يكون لديهم إصرار على إبقاء الاعتصام في منطقة الصليبة، وفعلًا فُض اعتصام ساحة الصليبة، وانتهى بشكل كامل، وكنا أمام البحث عن خيار آخر وأنه يجب علينا الاعتصام في منطقة ثانية أو في منطقة أو حي يكون لنا فيه قرار أكبر، وأنا أتحدت الآن كمجموعه عمل.
وبدأنا بمظاهرة بعد صلاة الجمعة، وتعمدنا فيها جمع أكبر عدد ممكن من المتظاهرين من خلال استمرار تجوال هذه المظاهرة، ودخلنا فيها إلى أحياء مثل الطابيات ومشروع الصليبة والصليبة وشارع الإسكان وعدد من الأحياء والمناطق. وفعلًا المظاهرة كانت تكبر بشكل كبير جدًا، ولكن كان عندنا هدف وهو التمركز في ساحة اعتصام جديدة، وفعلًا أخذنا جموع المتظاهرين باتجاه اعتصام سُمي فيما بعد باعتصام العلبي، ومن ثم مجزرة العلبي، وفي هذا الاعتصام اتخذنا قرارًا بعدم فضه، يجب الحفاظ على هذا الاعتصام مهما كلف الثمن. وفعلًا بدأنا في يومها بشكل طبيعي من خلال استقدام أدوات تجهيزات الاعتصام ومجموعة الصوت والمياه والطعام، والكثير من الأسئلة كان يطرحها إعلام النظام: من أين يحضر هؤلاء الأشخاص الأموال؟ وأنا أحد الأشخاص داخل الاعتصام أخرجت نقودًا، وطلبت من باقي الشباب أن نجمع المال فيما بيننا من أجل إحضار كل احتياجات الاعتصام من جيوبنا الخاصة، وجمعنا مبلغًا من المال، وعلى ما أعتقد أن المبلغ كان 50 ألف ليرة سورية خلال 10 دقائق من مجموع المتظاهرين. وقررنا الاعتصام، وكنا نحتاج إلى كذا وكذا، ونحتاج إلى مجموعة صوت وللماء والطعام والسجاد، بمعنى الأمور اللوجستية للاعتصام، وقمنا بجمع الأموال، وبدأنا نشتري، وجلسنا في ساحة العلبي، ووضعنا فيها مجموعة صوت، وقلنا: هذا الاعتصام لن نخرج منه. بمعنى أننا لن نكرر الخطأ الذي حصل في الصليبة، الذي أدى إلى خلاف عائلي بين العوائل في المنطقة وإلى إنهاء وفض الاعتصام، واستمر الاعتصام حتى المغرب تقريبًا، وعند الغروب، بدأت وفود النظام باتجاهنا وبعض الشخصيات التي بدأت تصل، كانت شخصيات من المشايخ ورجال الأعمال، وكانوا يحاولون إقناعنا [قائلين]: يا شباب، عليكم إنهاء الاعتصام. فواجهناهم بالرفض المطلق، و[أخبرناهم]: بأن الخطأ الذي ارتكبناه في الصليبة لن نعيده هنا في مشروع الصليبة. وأمام هذه الضغوطات وهذا الإصرار... منطقة الاعتصام هذه الساحة كانت في منحدر وفوقها على بعد 1 كيلو متر تقريبًا يوجد خزان ماء كبير، وبالتالي حاول النظام أن يفض الاعتصام من خلال فتح خزان الماء،[وبالتالي] لم يعد لديك مكان تجلس أو تقف فيه، وعندما فتح خزان الماء أزلنا التجهيزات مباشرة، ووضعناها على بعد أمتار حتى لا تصل لها المياه، وجلسنا، وعدنا، وثبتنا، ولم يكن يشترك في هذه المظاهرة لون واحد فقط، فكل الألوان كانت موجودة (الرجال والنساء والشباب) والجميع كان موجودًا، وفعلًا في هذه اللحظات تواصل معي أو تقدم نحوي نديم بالوش، وهو أحد شباب اللاذقية. كان هذا أول لقاء أو كلام، فقبل ذلك كانت هناك مشاهدات، ولكن هذا كان أول حوار يدور بينني وبين نديم بالوش في هذه اللحظات، وقال لي نديم بالوش: يا مصطفى، إن الأستاذ أيمن جابر يريد لقاءك، وهو مصر على اللقاء، وأول أمر تبادر إلى ذهني هو: هل أيمن جابر أصبح يرسل الرسالة معك يا نديم؟! ونديم بالوش هو شخصية شبابية جهادية وله تاريخ في الاعتقال، والآن يا نديم أنت من يوصل رسالته! فقال: من الضروري اللقاء معه، وستسمع كلامًا جديدًا. وقال: ما هي مطالبك؟ فقلت له: لا يوجد عندي مطالب، وإنما الناس لديها مطالب. وعلى كل حال هذا الاعتصام موجود، وليأتِ أيمن جابر باتجاه الاعتصام، ويسمع ماذا يريد الناس، ولماذا لا يأتي أيمن جابر؟ وفعلًا أيمن جابر لم يأتِ إلى أي اعتصام، وقد يكون جاء بشكل متخفٍ، ولكنه لم يأت ويجتمع مع الناس؛ وبالتالي قلت له: فليأتِ أيمن جابر، لماذا هو خائف؟! وهنا في اعتصام العلبي لم يعد عندنا طرقات مغلقة، وبعد فض اعتصام الصليبة، فُتحت جميع الطرقات، ولا يوجد عندنا طرقات مغلقة. غادر نديم بالوش بدون جواب، وكان جوابي هو رفض اللقاء.
تقريبًا بعد نصف ساعة من رفض اللقاء مع أيمن جابر، وصل صديقي، وهو من داخل دائرة عملنا، وهو الشهيد ياسر الراعي -رحمه الله- ونقل لي رسالة نديم [بالوش] وهي: يا مصطفى، لا تنم في منزلك اليوم، سوف يعتقلونك من المنزل. وبالتالي هذه الرسالة نقلتها بشكل كامل إلى جموع المتظاهرين والمعتصمين [قائلًا لهم]: وصلنا الرسالة الآتية بألا نبيت اليوم في البيت، لأنه ستكون هناك حملة اعتقالات واسعة، وهذا التهديد لنا كأشخاص، ويا أهلنا ويا عزوتنا هل سوف تتركوننا؟! وكان عندي هدف ألا يُفضّ الاعتصام، فقالوا: لا، نحن لا نترك. وفعلًا بدأنا بوضع تجهيزات حتى لا يتم فضّ هذا الاعتصام من خلال استخدام البطانيات، وإذا احتاج أحد إلى غطاء في الليل؛ لأن الطقس في الليل كان باردًا، وأنت بطبيعة الحال يجب عليك إحضار هذه الأمور، وطلبنا عبر "الميكروفون" هذا الشيء، وبدأ الأهالي والناس يرمون هذه الأشياء من الشرفات باتجاهنا، وفعلًا عسكرنا بالمعنى الحقيقي، واتفقنا اتفاقًا علنيًا على ألا يغادر أحد الاعتصام، وسندافع عن أنفسنا حتى آخر لحظة كي لا يتم الاستفراد بأي شخص.
وعند الساعة 12 ليلًا تقريبًا ونحن لا نزال معتصمين، وصلنا خبر بأن النظام يجهز نفسه حتى يقتحم موقعنا من 3 محاور، وكنت لأول مرة أسمع هذا المصطلح، بمعنى أن يأتي شخص ويقول: سوف يحصل اقتحام من 3 محاور. وهل نحن في جبهة؟! وفعلًا النظام استقدم قوات كبيرة جدًا؛ قوات أمنية جديدة كانت ترتدي لباس أسود الذي لم نره سابقًا -في ذلك الوقت على ما أذكر- كانوا يسمونهم سلاحف النينجا أو ماشابه، كانت مظاهر مرعبة لم نرها من قبل، وبالتالي من ينظر إلى الخريطة، وينظر إلى مكان اعتصامنا والأماكن التي اقتحم منها النظام -وكلمة اقتحام كبير فالاقتحام يعني أن لديك طرفًا يواجه ولكن لا يوجد عندنا شيء- ولكن الاقتحام كان من 3 محاور، وكنا في الوسط، والنظام كانت عنده قوة سوف تأتي باتجاهنا بشكل مباشر، وقوة تأتي من جهة اليمين وجهة اليسار، فهو ترك ظهرنا مفتوحًا باتجاه مشروع الصليبة والكورنيش.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/12/25
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في اللاذقيةانتهاكات النظام في اللاذقيةكود الشهادة
SMI/OH/61-17/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
أنطاكيا
التصنيف
مدني
المجال الزمني
نيسان 2011
updatedAt
2024/08/14
المنطقة الجغرافية
محافظة اللاذقية-مشروع الصليبةمحافظة اللاذقية-الطابياتمحافظة اللاذقية-الصليبةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية