الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

غياب قوى المعارضة والنخب عن المشهد عام 2011

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:06:14:09

إذا عدنا في الذاكرة إلى تصريحات بثينة شعبان في بدايات الثورة في الشهر الأول [للثورة] سنفهم منها الاستراتيجية التي بناها النظام في طريقة تعامله، ونستطيع أن نفهم منها كل الحماقات والإجرام الذي ارتكبه بحق الشعب السوري، وهي منذ البداية ومن أول يوم تكلمت عن "التطرف والطائفية والصراع"، وهذه هي المنهجية التي عمل عليها النظام.

الحسّ العفوي الذي كان موجودًا في الشارع والمظاهرات كان متجاوزًا هذه الأمور بكثير، بحيث كان أكثر شعار عمّ جميع سورية هو: "واحد واحد واحد.. الشعب السوري واحد". والشعار الآخر هو: "سلمية ..سلمية". وأذكر أنه عندما تأتي المداهمة يقوم المتظاهرين برفع أيديهم، ويقولون: "سلمية.. سلمية" بمعنى نحن لم نأتِ إلى هنا لنقاتل، نريد أن يخرج صوتنا فقط، ونريد حقنا، ونريد الحرية بمنتهى السلمية.

هذا الكلام كان شعارًا عامًا موجودًا في مختلف المظاهرات في سورية وفي مختلف المناطق، سواء التي يصنفها النظام على أنها محافظة أو لا يصنفها كذلك.

نعود إلى موضوع [آخر]: فبعد تأسيس المبادرات المناطقية، حيث بدأت روح الفزعة، وبدأت كل الغوطة تلتقي، وحتى إن شباب الغوطة أحيانًا كانوا ينزلون ليحضروا مظاهرات كفرسوسة ومظاهرات تشييع شهداء المزة. في الحقيقة، صحيح أن الشعب السوري بدأ العمل الثوري أو المظاهرات بشكل بؤري، ولكن لم يفكر أحد أبدًا في يوم من الأيام أن سقفه (مطالبه) هو العمل تحت سقف منطقة واحدة، كان العمل على مستوى سورية وفي الفضاء المفتوح الذي هو كل سورية.

عندما بدأ العمل الثوري بدأ بالعفوية، وقلنا: إنها روح الفزعة و[الحالة] الساروتية لدرجة أنه كان هناك عتب من الشباب الذين يتحركون على الأرض على فئتين من المجتمع في البدايات، وهذا الكلام كنا نلمسه، كان عتبًا على طبقة المثقفين، وهناك عتب على طبقة المشايخ؛ لأن الشباب الذين كانوا يخرجون للشارع كانوا مهنيين وفلاحين وطلاب جامعات، حسنًا، إذا كانت هذه العينة التي كانت تنزل فأين النخب الكبيرة والمثقفون والأساتذة؟! فهم يريدونهم أن يكونوا معهم. في البدايات، كان الحضور الأكبر هو للشباب واللون الشعبي، وكانت النخب وكأنها تترقب، أو كانت لديها خيارات أخرى، أو أن نشاطاتها كانت مخفية ولا يراها الشارع، ولكن هذه الظاهرة كانت موجودة.

الأمر الثاني الذي كنا نلاحظه مع بداية عام 2000 و"ربيع دمشق" هو تبلور شخصيات معارضة هناك، وكان إعلان دمشق - بيروت، وكانت جماعة [حزب] الاتحاد الاشتراكي المعارضين للنظام، وكان هناك الكثير من الأحزاب حتى الماركسيون يوجد منهم أشخاص خرجوا من لعبة الجبهة الوطنية التقدمية، وكانوا مع المعارضة الوطنية للنظام، ولكن لم نشاهدهم بشكل جماعي.

الشخصيات التي كانت لها انتماءات لهذه التيارات كانت مع الثورة ومن اليوم الأول، ولكن لم يكن هناك حضور لقوى المعارضة التي كنا نشاهدها، فلماذا؟ أنا لا أستطيع الإجابة عنهم، لا أعرف ظروفهم، ولكن حتى أنا وإن كنت من المثقفين ومن الأشخاص الذين نُعتبر في مجتمعاتنا نخبًا، وكان رأينا مؤثرًا، ولكن عيوننا كانت دائمًا على النخب التي سبقت من قبل ولها تاريخ نضالي، وأخذت مواقفًا في المعارضة، فيجب أن يكون هذا العمل مكملًا لبعضه محليًا، وعلى الصعيد المحلي، نحن بحاجة إلى تفكير النخب وإلى عقول النخب وبعد نظر النخب وبحاجة لطاقة الشباب.

الثورة بحاجة لكل أبنائها، والعمل هو عمل تكاملي، فلا يمكن أن ثورة يقوم بها عامة الناس، ثم تفقد نخبها المفكرة، أو تفقد التوجه في بناء المؤسسات، ولا يمكن للعمل النخبوي أنه يُحدث تغييرًا، فهو تكامل هذا مع ذلك.

في السنة الأولى من الثورة، وفي الحقيقة كان واضحًا جدًا إحجام النخب سواءً كانوا مثقفين أو كانوا مشايخًا، وهذا الكلام كنا نسمعه كثيرًا: أين هؤلاء؟! وطبعًا كان هناك أشخاص انخرطوا في الثورة من اليوم الأول، ولكن عندما تقيس في المجتمع السوري عدد الجامعيين وعدد الخريجين والدراسات العليا ستجد أنه كان هناك نوع من الرمادية والإحجام، ولكن فيما بعد هناك من دخل بقوة إلى الثورة، وهناك من ابتعد بقوة عن الثورة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/05

الموضوع الرئیس

واقع الغوطة الشرقية في العام 2011

كود الشهادة

SMI/OH/52-12/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/04/16

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-كفرسوسةمحافظة دمشق-المزةمحافظة ريف دمشق-الغوطة الشرقية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية

حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية

الجبهة الوطنية التقدمية

الجبهة الوطنية التقدمية

الشهادات المرتبطة