خطابي بثينة شعبان وبشار الأسد وتداعياتهما
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:12:32:06
في هذه المرحلة نحن كنا نتابع، والقبضة الأمنية بدأت تصبح واضحة بشكل جدًا كبير، وسيارات الأمن ممتلئة في الشوارع والانتشار الأمني عالٍ جدًا في دمشق منعًا لتكرار أو وجود أي مظاهرة جديدة في مدينة دمشق في وقت كانت كل الأنظار متوجهة نحو درعا وبقية المناطق، ومراقبة الشيء الذي حصل في المناطق التي تأخذ صفة أقرب إلى النظام مثل الساحل السوري، والشيء الذي حصل في بانياس بسبب أيضًا قربها من مناطق ذات أغلبية طائفية أو علوية وخروج هذه المظاهرات في الأحياء أو القرى أو المناطق السنية يعني أيضًا بدأ ينذر أنه يمكن أن يتحول هذا الحراك الذي حصل في دمشق في البدايات والذي كان متنوعًا جدًا وكان موجودًا فيه كل الطبقات الاجتماعية وأيضًا الخلفيات الثقافية والدينية وأيضًا العرقية.
المظاهرات التي حصلت وطريقة التعامل معها أيضًا في مدينة اللاذقية، كان لها أيضًا نوعًا ما أثر أو صدى عندنا في دمشق بآلية التعامل.
في هذا الوقت أيضًا كان يوجد ترقب لردة فعل الدولة والنظام على المستوى السياسي والإعلامي مقابل الشيء الذي نراه على الأرض، وعلى الأرض الموضوع واضح وهو تعامل أمني عالٍ جدًا بدون أي تردد أو رحمة ضد المتظاهرين وعسكري في مناطق أخرى وهي المناطق الريفية وهي درعا في ذلك الوقت فقط، وفي وقتها كان الناس يقولون القبضة الحديدية هي السياسة التي سيستخدمها النظام وليس الحوار وليس الاستيعاب أو قبول بالمطالب البسيطة التي حتى هذا الوقت لم يتم الحديث على أن "الشعب يريد إسقاط النظام" وهو الشعار الذي كان موجودًا أساسًا منذ أول يوم في تونس ولاحقًا في مصر وليبيا، وحتى الآن في دمشق أو سورية كانت المطالب واضحة وأعتقد لائحة المطالب في بانياس أو حتى مطالب المتظاهرين في درعا أو حمص أو دوما أو اللاذقية كانت واضحة جدًا وبسيطة ولها علاقة بالحريات والمعتقلين وإطلاق سراح معتقلي الرأي وأيضًا في موضوع قانون الطوارئ ورفع حالة الطوارئ الموجودة منذ 40 سنة، في الوقت الذي سياسيًا وإعلاميًا لم يكن هناك ظهور، حتى ظهور بثينة شعبان التي تحدثت فيها عن الرواية الرسمية للنظام.
بالنسبة لنا كسوريين أو أناس أقرب إلى الثورة أو ثوار كانت فعلًا نكتة سمجة الحديث عن عصابات ومندسين وطائفيين والاستقواء بالخارج وإملاءات خارجية وهذا الكلام لم يكن موجودًا والحديث عن السلفية في سورية كان بعيدًا ولم نكن نسمع به إلا في دوائر جدًا ضيقة وصغيرة، ولكن في الحقيقة الذي قالته بثينة شعبان حصل بعد عدة سنوات يعني مع الوقت تحقق والذي هو يريك بأنه يوجد منهجية من قبل النظام طبقها فقط حتى يقول إنه لا يوجد ثورة حقيقية في سورية.
طبعا بعد كلام بثينة شعبان تم الإعلان عن خطاب مرتقب لبشار الأسد وفي دولة مثل سورية رئيس الجمهورية منذ أيام حافظ الأسد أحيانًا كل فترات طويلة حتى يخرج بخطاب رسمي أو لقاء، لأن له هالة معينة، وفي هذا الوقت يخرج بخطاب فكان يوجد توقعات مختلفة وسقف عالٍ بما يمكن أن يحصل أو أن يكون محتوى هذا الخطاب وهو فعليًا رضوخ أو اعتذار يعني كان الناس يقولون ماذا يمكن أن تكون ردة الفعل، وهل هي اعتراف بما حصل في درعا أو قمع المظاهرات أو دعوات للحوار، ولكن كل هذه التوقعات باءت بالفشل وكان خطاب بشار الأسد هو الإعلان الرسمي لانتشار هذه الثورة لأنه فعليًا الذي قاله بكل بساطة هو تحدث عن مندسين قتلوا الناس وعصابات وتحدث عن خطاب طائفي وتحدث عن مؤامرة خارجية وهذا الكلام كان سببًا إضافيًا للناس يعني من لم يشارك حتى الآن أو الذي كان يتردد هنا أصبحت الأمور واضحة ونحن ذاهبون باتجاه ثورة ولن يكون هناك خط رجعة فيها يعني سوف نذهب حتى النهاية.
في هذا الوقت يوجد فئات لا تزال تأخذ صفة الحياد، أو دعوات للتعقل من قبل جميع الأطراف التي هي البيئة الاقتصادية أو التجارية في دمشق، وأيضًا فئة المشايخ أو رجال الدين وأول صدمة كانت بالنسبة لي هي الشيخ البوطي (محمد سعيد رمضان البوطي)، الذي أكد رواية النظام بوجود مؤامرة خارجية وتحدث عن المتظاهرين المُغرَّر بهم الذين هم عملاء "وجباههم لا تعرف السجود" فكان في الحقيقة صدمة غير متوقعة من شخصية لها رمزية دينية عالية لدى أهالي دمشق ولدى السوريين بشكل عام والعالم الإسلامي بشكل عام، وأكيد البوطي له وزن جدًا كبير واختلف خطاب العلماء أو المشايخ من منطقة إلى أخرى ولكن في الحقيقة قلة الذين كانوا يمارسون التشبيح على الناس في هذا الوقت والأغلبية كانوا يمارسون دور العقلانية وحقن الدماء والانتباه إلى موضوع مصلحة الناس ومصلحة البلد.
في الوقت الذي كانت فيه المظاهرة في "مسجد الرفاعي" [في 25 آذار/ مارس] أنا خرجت من "مسجد الرفاعي" وذهبت باتجاه المسجد الأموي حتى أرى ارتدادات المظاهرة التي حصلت داخل المسجد الأموي التي حصلت بعد صلاة الجمعة مباشرة بعد تسليم نهاية الصلاة حيث حصلت مظاهرة داخل المسجد، وأيضًا تم الاعتداء على المصلين وسحلهم في ساحات المسجد الأموي، وأيضًا خارج المسجد الأموي والذي رأيته هو في شارع النصر بعد القصر العدلي باتجاه الحميدية وما رأيته هو هروب المتظاهرين يعني فلول المتظاهرين الذين هربوا من الأمن ومنهم تم اعتقالهم في منتصف الشارع وكان بالنسبة لي منظرًا مؤلمًا جدًا، يعني الأساليب في وقتها وأصبح واضحًا بالنسبة للناس أنه فرصة التقاء الناس وأن يكونوا في مظاهرة هي فقط في صلاة الجمعة، ويوم الجمعة هو الذي يحدد مدينة أو منطقة أو حي سوف تحصل فيه صلاة وحتى بوادر التنسيق التي كانت موجودة أو خلق ما يسمى تنسيقيات الثورة بدأت تعتمد على هذه النقطة نقطة العلام وهي أيام الجمعة، وبعدها أصبح يوجد أسماء لهذه الجمعة وفي هذا الوقت لم تكن الأفكار أن هذا يوم جمعة والانطلاقة من المساجد، والسبب الوحيد كان هو المكان الذي يلتقي فيه الناس ولو أنه كان يوجد أماكن أخرى لكان يمكن أن تراها في محلات أخرى وفي دمشق كان يوجد محاولات أخرى أحيانًا ضمن الحراك السلمي الذي كان يحصل الذي سأتحدث عنه لاحقًا وكنت أرى أماكن أخرى مثل الحدائق والمناطق العامة التي يمكن أن يحصل فيها هذا الشيء.
أغلب العائلات الدمشقية التي تأخذ الصفة الاقتصادية أو التجارية ضمنيًا كانت نوعًا ما تؤيد مطالب الناس ومتعاطفة مع الناس والذي يحصل، ولكن على المستوى الشخصي الجميع يقول نحن ليس لنا علاقة ويجب أن نبقى بالسليم وأنا على المستوى العائلي كان دائمًا يوجد انتقادات من العائلة بعد أي منشور على الفيسبوك وأنا لا أكتب على الفيسبوك بشكل دوري ولكن ربما تعليق مع أحد أو تأييد أو شيء أقرب إلى تأييد الثورة أو نقد للشيء الذي يحصل أو ممارسات السلطة، فكانت دائما تكون ردة فعل العائلة أنه نحن ليس لنا علاقة وأنت تعرف أن النظام لا يُمزَح معه وعلى الأقل لا يجب علينا الظهور كانوا ضد الظهور في هكذا أمور.
عندما أعود وأتحدث وأقول أنني كنت في مظاهرة أو شاركت أو شاهدت؛ فكان دائمًا القول أنه يا ابني نحن ليس لنا علاقة بهذه القصص وعليك الانتباه وأنه لا يجب [فعل ذلك] إلى آخره..
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/07/25
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في دمشقكود الشهادة
SMI/OH/45-14/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
آذار/ مارس 2011
updatedAt
2024/04/25
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-كفرسوسةمحافظة دمشق-مدينة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية