الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

"مظاهرة المثقفين" في حي الميدان بدمشق

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:45:13

بعد شهر نيسان/ أبريل كان فعلًا صيف حار في دمشق وأيضًا في بقية المناطق في كل سورية، والحالة العسكرية بدأت تزداد، وإصرار النظام على إنهاء هذه الثورة كان يزداد بشكل مطرد وبالمقابل إصرار الثوار على الاستمرار بهذه الثورة بحراكهم ومظاهراتهم والتنويع بأشكال هذا الحراك.

أعتقد في الشهر الخامس (13 تموز/ يوليو 2011 - المحرر) إحدى المظاهرات التي كانت مختلفة، التي سميت بـ "مظاهرة المثقفين" أو الفنانين، والتي حصلت في منطقة الميدان ولكن ليس في يوم جمعة، والحقيقة كان فيها اختلاف نوعي وأنا علمت بها بنفس اليوم صباحًا من خلال صفحة أحد الأصدقاء الذي كان من المنظمين لهذه المظاهرة، والأثر الذي فيها أنها كانت تنفي سردية النظام بأن هذا الحراك هو عبارة عن حراك سلفي خارجي ديني وطائفي، فكان يوجد فيها تنوع من الفنانين فكان فيها فارس الحلو ومي سكاف وكان فيها عدد من الفنانين والأخوين ملص والصحفي إياد شربجي، وفي يومها كانت المظاهرة معلنة مسبقًا على الفيسبوك وأيضًا كان يوجد استعداد أمني جدًا كبير، وحتى استطعت الوصول إلى المنطقة، وطبعًا أنا في هكذا حالة كنت لا أحاول استخدام السيارة من أجل رقم السيارة فركبت في تكسي وسألني سائق التاكسي: إلى أين تريد الذهاب، فقلت له: إلى الميدان بالقرب من مسجد "الحسن"، فقال" أنت ذاهب إلى المظاهرة؟، ولكنني نفيت هذا الأمر فكان يوجد نوعًا ما حالة مختلفة، ومثل العادة يوجد حالة القمع ولكن هذه المرة كان القمع بالشوكة والسكينة كما يقولون، وحتى الاعتقال لأنه يوجد تركيز على أن هذه الشريحة التي تنظم هي نوعًا ما مختلفة وربما التعامل معها سوف يكون بطريقة مختلفة.

بالنسبة لي أثناء ذهابي من مكان عملي إلى حي الميدان وسائق التكسي عرف مكان ذهابي والحقيقة بدأ الازدحام من منطقة المجتهد، وإغلاق المكان والطريق كان مغلقًا أمنيًا ويوجد حصار أمني للمنطقة، فأنا نزلت في المجتهد وأكملت مشيًا، وفي الطريق أنا يمكن أن أشتري غرضًا معينًا حتى تكون الحالة طبيعية، لأنه أنت لديك دائمًا قبل أي مظاهرة حالتان؛ يعني تمويه ما قبل المظاهرة، وتمويه عند الخروج من المظاهرة، حتى تظهر بشكل طبيعي لأنك لست من المنطقة أو تزور المنطقة بهدف معين وليس بهدف التظاهر.

لم يكن سهلًا أبدًا الدخول إلى المنطقة وأنا تعبت كثيرًا ووصلت نوعًا ما متأخرًا ولم أحضر بدايات الوقفة أو الهتافات ولكنني وصلت والأمن يحيط بي، وفي وقتها كانوا ينشدون إما النشيد السوري أو نشيد موطني، وفعليًا كانت من المرات الأولى التي أشارك بالهتافات، وفعليًا لم يخرج صوتي من الخوف، قبل أن يخرج الصوت مع الوقت ومع الدقائق الأولى، وكانت الأعداد يمكن أن تصل إلى المئات بين 100 إلى 150 شخصًا، وفي هكذا حالة دائمًا وكما ذكرت في التجارب الأولى تختلط الأمور، وهل هم متظاهرون أم أنهم فضوليون أم شبيحة، ولكن كان يوجد وضوح أنه نوعًا ما يوجد نخبوية بأشكال وأيضًا بمظاهر المتظاهرين، ولكن كان يوجد أشخاص طبيعيون أساسًا من بقية التنسيقيات شاركت في هذه المظاهرة.

المظاهرة وهتافاتها استلهمت من بقية المظاهرات والتركيز على "واحد واحد واحد الشعب السوري واحد" و"يا درعا نحنا معاك للموت" يعني الهتاف لبقية المناطق ومن ضمنها درعا وحمص وبانياس واللاذقية، وأيضًا ريف دمشق والغوطة، يعني أنا أساسًا في دمشق لا أذكر أنني سمعت أيضًا سردية النظام بهتافات طائفية أو تحريضية ولكن الحالة الأمنية تفرض سقفًا أخفض قليلًا، ولكن ليس له علاقة، بمعنى لا أذكر إلا في مظاهرات قليلة عندما تكون فعلًا الأعداد هائلة والأمن أضعف فأنت تستطيع أن تقول "يلعن روحك يا حافظ" في هذه المظاهرة أو الشعب يريد إسقاط النظام أو رفع علم الثورة وهي حالات قليلة، ولكن في هذه المظاهرة فعليًا الهتافات المعتادة ربما كانت الأغاني الأقرب إلى الأغاني الوطنية منها إلى أغاني الثورة، ولكن فعلًا كانت من اللحظات المميزة أنا أعتبرها في الثورة أول تجاربي.

أنا لا أعرف تماما كم كانت مدتها، ولكنني حضرت منها تقريبًا 25 دقيقة، وانتهت مثل العادة بحالة هجوم الأمن، وعادة قبلها يكون هناك حصار ومناوشات ولكن ينتهي بحالة الهجوم الأمني فهجم الأمن واعتقل أغلب نواة هذه المظاهرة وتم اعتقالهم، والحقيقة أنه يوجد أشخاص ينتقدون من أجل الانتقاد أن نخبوية الخطاب من قبل المنظمين أو الأفراد، ولكن الاعتقال استمر إلى ساعات وربما منهم بقي يومًا أو أكثر أو أقل، وتم ضربهم مثل العادة، ولكن أيضًا كما ذكرت بطريقة نوعًا ما مختلفة عن تعامل الأمن عن مثلًا مظاهرة في دوما أو درعا أو البياضة.

مثل العادة عندما يهجم الأمن يوجد أشخاص يركضون وأشخاص يهربون ويدخلون إلى مداخل الأبنية، وأنا فعليًا في يومها يعني اعتقلوا عددًا جدًا كبيرًا وأنا أمسكني أحد الشبيحة من قميصي وتمزق قميصي ودخلت إلى أول مدخل فرأيت أنه يوجد امرأة كبيرة موجودة ومباشرة فتحت لي الباب، وقالت ادخل يا ابني، فقلت لها لا أريد والأمور جيدة، ولكنها حلفت يمين وكانت لوحدها في المنزل وبعد قليل أصبح يوجد في المنزل 15 شابًا وصبية موجودين في المنزل، والمنزل هو في الدور الأرضي ومن خلال النافذة كنا نسمع الأصوات حتى هدأ الموضوع وأنا بالعادة في مظاهرات الميدان كنت أشتري العوامة والحلويات، حتى يكون معي كيس وفي يومها لم أخرج من منزلها إلا وأعطتني قميص أحد أولادها المسافرين، فأعطتني قميصًا لأنهم إذا رأوا قميصي وهو ممزق فبالتأكيد سوف يعتقلونني، وأنا لا أعرفها ولا أعرف اسمها والآن لا أذكر أين هو منزلها أو إذا كانت على قيد الحياة أو توفيت أو موجودة في دمشق أو الزعتري أو أوروبا، لا يوجد عندي معلومات أبدًا ولكن كانت هذه إحدى العلامات الفارقة بالنسبة لي من عدة نواحٍ.

يوجد أصدقاء بما يسمى "مظاهرة المثقفين" وكان عندي صديق اسمه إياد الشربجي وأنا على معرفة شخصية به، **وقبلها في الدوري الأستاذ علي فرزات** وأذكر يوم الاعتداء على علي فرزات في دمشق وتكسير أصابعه، فذهبت وزرته في منزله، وعلاقتي به مجرد معرفة وتحيات بيننا، وبالنسبة لي في ذلك الوقت الأمر كان مغامرة ومخاطرة وأيضًا فعلًا ثوريًا أن تتضامن مع شخص لهذه الدرجة، النظام يشعر بالخطورة لذلك تجد أن تعامل النظام مع "مظاهرة المثقفين" وأيضا مع الفنانين بشكل عام وهذه النخبوية ولم يسمح لهم، وبنفس الوقت لا تكون هناك حالة أذى عالية وطبعًا الكثير من الفنانين تم اعتقالهم والكتّاب وتصفيتهم داخل السجون، ولكن هذا الشيء يذكرني أيضًا بأنواع الحراك السلمي ونوعًا ما المختلف، وربما نحن نمزح مع أصدقائنا في بقية المحافظات أن أثره بسيط ولكن فعله جدًا كبير، وأذكر في أحد الأيام كان يوجد دعوة للتجمع في وسط دمشق في أحد الأحياء الراقية في منطقة الشعلان في حديقة السبكي وفي وقتها كان يوجد تجمع ولكن بدون هتاف، أو تجمع وفقط يجب أن يأتي الجميع بكنزات بيضاء تعبر عن نقاء الثورة أو تعبر عن حالة الكفن يعني يوجد لها رمزية معينة وفعليًا في يومها عندما ذهبت وأنا أرتدي التيشيرت الأبيض بدأت أرى الناس يبتسمون لي ونبتسم لهم، ويوجد أمن موجود في المنطقة ولا يعرف ماذا يفعل يعني شخص يرتدي تيشيرت أبيض ويمكن أن يكون فعلًا مشاركًا بهذه الفعالية ويمكن أن يكون بالصدفة، يعني في يومها يمكن أن ترى أعدادًا جدًا كبيرة من الشباب والصبايا يرتدون تيشرتات بيضاء، كان هذا صيف ذلك الوقت وكان فعلًا يوجد إبداعات بهذا المجال.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/08/03

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في دمشق

كود الشهادة

SMI/OH/45-20/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

13 تموز/ يوليو 2011

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-الميدانمحافظة دمشق-المجتهدمحافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة